الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إعدام الفريق أول الركن سلطان هاشم يخدم المصلحة الوطنية !؟ .

خليل الجنابي

2011 / 7 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




تناقلت الأنباء عن قرب تنفيذ حكم الإعدام بحق بعض السجناء الذين كانت قد صدرت بحقهم عقوبة الإعدام , وذلك بعد أن سلمتهم القوات الأمريكية التي كانت تحتجزهم الى وزارة العدل العراقية ومن بينهم الفريق أول الركن سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي السابق والفريق الركن حسين رشيد بعد إتهامهما بالمشاركة في حملة الأنفال الشهيرة ضد الأكراد في أواخر الثمانينيات والتي راح ضحيتها الآلاف منهم بعد إستعمال الأسلحة الكيمياوية ضدهم وخاصة في مدينة ( حلبجة ) .
وإذا جاز لي الجديث عن الجيش العراقي حيث عاصرت بعض مشاهده عندما إنخرطت في صفوفه من بعد ثورة 14 تموز الخالدة عام 1958 . حيث كان هناك صراعاً شديداً بين مجموعة الشهيد الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والمجموعة القومية بقيادة العقيد الركن عبد السلام عارف , التي إلتف حولها المتضررين من ثورة تموز من الإقطاعيين وغيرهم وبمساندة جمال عبد الناصر وشركات النفط الأجنبية التي أججت الصراع الذي وصل الى حد الإقتتال والتآمر وراح ضحيتها نتيجة لذلك بعض القادة العسكريين الذين ساهموا بثورة 14 تموز الخالدة . وإن تكلمنا بنزاهة عن الجيش العراقي لوجدنا أن مسيرته التأريخية المشرفة منذ تأسيسه في 6 كانون الثاني عام 1921 مرت بمراحل مختلفة من المد والجزر تبعاً لأهواء قادته , والذين إستحوذوا على مقدراته في فترات مختلفة , ووجهوه بالضد من المصلحة العامة وطغى على عمله الطابع الحزبي الوحيد والطابع الشخصي . لقد تشكلت نواة الجيش الأولى من الضباط العراقيين الذين كانوا ضباطاً في الجيش العثماني , فأحسنوا تشكيله وذلك لما لهم من خبرة عسكرية بهذا الخصوص , ووضعوا خصوصياته من أن يكون الجيش حافظاً للأمن في الدخل وحامياً لحدوده من أي إعتداء خارجي , وكانت اللُبنة الأولى لهذا الجيش هو فوج ( موسى الكاظم ) , ثم توالى تشكيل الأفواج والألوية والفرق العسكرية .
لقد برز العديد من القادة والضباط العراقيين الكفوئين والمخلصين لقضايا الشعب والوطن , ولو تتبعنا شخصياتهم منذ وزارة الدفاع الأولى في زمن الملك فيصل الأول التي كانت بقيادة الفريق الركن جعفر العسكري الى آخر وزير دفاع قبل سقوط النظام في 9 نيسان 2003 , الفريق اول ركن سلطان هاشم الذي إمتاز الى جانب قدرته العسكرية ومهارته وحبه وإحترامه الى زملائه وعدم إستغلال مكانته لأغراض شخصية .
لقد لعبت الجيوش الوطنية أدواراً إيجابية في إستتباب الأمن الداخلي وذلك عندما توكل إليها المهمة عندما تعجز قوات الأمن والشرطة في ذلك , والسبب هو إحترام الجماهير الشعبية لأفراد القوات المسلحة لأنها تعتبرها حامية الديار , ولكن مع الأسف وفي فترات كثيرة وُجهت قطعات الجيش وبأوامر فوقية لضرب المعارضة والحركات الوطنية , وكما يحدث الآن في بعض الدول العربية , لأن هناك تسلسل هرمي قي إصدار الأوامر من قِبل القائد العام للقوات المسلحة , والتي عليها التنفيذ والتقيد بالأوامر , وإلا يتعرض المخالف من تنفيذ الأوامر الى أشد العقوبات العسكرية , وهي عقوبة الإعدام . وهنا لا أريد الدفاع عن سلوك الجيوش المعادي لتطلعات الجماهير , لكن قوانينها الصارمة التي وُضعت لها تجعلها أداة طيعة عليها التنفيذ دون نقاش , ومن هذا المُنطلق علينا أن نأخذ بعين الإعتبار العوامل الموضوعية والذاتية عند أي مُنعطف يستدعي محاكمة رجال الجيش عن جرائم قامت بها القيادات السياسية وأصدرت أوامرها القسرية لأفراد الجيش بتنفيذها .
من كل ما تقدم أرى أن تنفيذ أحكام الإعدام بحق الفريق أول الركن سلطان هاشم والفريق الركن حسين رشيد لا يخدم بأي حال من الأحوال قضيتنا الوطنية وسمعة الجيش العراقي الذي نطمح بإعادته جيشاً يحضى بحب وإحترام الشعب والوطن وأن لا يكون مدفعاً يُوجَه الى صدور الناس المطالبين بالحريات الديمقراطية والإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين العدالة ؟
مارا الصفار ( 2011 / 7 / 20 - 08:55 )
ماذا بقي من سمعة الجيش العراقي
عندما توجهت اسلحته لقتل المدنيين ؟؟
هل بقي اي احترام شعبي له ؟
وهل من العدل والانصاف ان ابقي على شخص قتل الالاف من ابناء وطني
فقط لان له قدرة ومهارة عسكرية متميزة

هنالك المئات من الضباط العراقيين المحترمين
والذين لم تتلوث ايديهم بدماء اولادهم
هؤلاء من سيخدم العراق في المرحلة القادمة
ولا مجال للمجرمين بعد ذلك


2 - لا يادكتور
عمر علي ( 2011 / 7 / 20 - 18:05 )
لا يا دكتور لايمكن الخلط بين هذا المجرم البعثي الذي كان احد بلطجية وادوات المجرم المقبور ابو الحفرة.كون على قناعة كان صدام لم يقرب احد اليه ويمنحه هذا المنصب اذا لم يكن من على شاكلته ومن ثم صدام لم يقرب شخص اليه على اساس كفاءاته وقدراته وانما على اساس بلطجيته وايضا هناك شهادات من ضباط درسوا مع هاشم في الكلية العسكرية وفي الوحدات العسكرية اكدوا كان اغبى ضابط . انا ارى ضرورة تنفيذ حكم الشعب بجميع هؤلاء الجلاوزة القتلة والا ان يتم اعفاء الجميع علما كلهم كانوا سفاكي دماء الشعب . هناك سؤال اذا اعفي هذا وذاك فمن الذي كان الاداة في ابادة العراقين ومنه الذي يتحمل المسؤولية...هل صدام وعفلق فقط .انا ارى ضرورة طحن هذه الرؤوس العفنة لتكسير اخر ماتبقى من اسنان البعث
تحية لك وللعائلة


3 - تم الاستثناء
شامل عبد العزيز ( 2011 / 7 / 20 - 19:39 )
تحياتي للجميع
تم استثناء سلطان ورشيد من الاعدام
شكراً


4 - اتفق معك يامارا
محمد الرديني ( 2011 / 7 / 20 - 21:45 )
العزيز الدكتور ابا نورس
اتفق تماما مع قالته الزيلة مارا الصفار والضابط في العرف العسكري كما نعرف يفضل الانتحار على تنفيذ اوامر قتل لاناس يعرف جيدا نهم بريئون
اقول هذا قبل ان اقرأ تعليق زميلنا شامل عبد العزيز بعدم تنفيذ الاعدام
سأتابع التفاصيل
شكرا لك ايها الجنابي

اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو