الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة العقل والروح أم محنة القانون؟؟

واصف شنون

2011 / 7 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تناقلت الميديا الأسترالية خبراً طريفا ًفي الأيام القليلة الماضية مفاده:أن مواطناً استرالياً يبلغ من العمر 31 عاماً ،وهو من الأستراليين الذين إعتنقوا الدين الإسلامي حديثاً قد تعرض للجلّد على أيدي أربعة رجال أقوياء بلحى طويلة وكثة وضخمة وجميعهم في العشرينات من العمر ،حيث إقتحموا مسكنه وأمسكوه ورموه على فراشه وبدأوا بجلده حوالي 40الى 50 جلدةً وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية ،وبإستخدام (كيبل ) كهربائي، والسبب هو تناوله للمشروبات الكحولية مع بعض من أصدقائه، هذا ماقاله "كريستيان" الى المحققين من شرطة سيدني ،والذين قاموا فيما بعد باعتقال الشاب "منفذ الجلّد "!! حيث وجهت اليه تهمة الإعتداء الجسدي والتسبب باضرار جسدية للضحية المجلود.
انتهى الخبرولم ينته الموضوع،المهم تم تعريفنا على ممارسات اخرى لبعض المتدينين الذين تربوا ويتربون او يعيشون في بلدان الغرب والشرق التي تعتمد دساتيرها على مبادىء اعلان حقوق الإنسان المتعارف عليها عالمياً ،في أول مادة من كل دستور يعتمد الحكم الديمقراطي كأسلوب لنظام الحكم وعقد اجتماعي بين المحكوم وحاكمه.
والأهم من كل تلك الجلّدات التي تلقاها ذلك المؤمن الجديد بالدين الإسلامي ،هو عدم معرفته تماماً بإصول ومعتقدات ذلك الدين وشريعته، فحكم الجلّد الإسلامي هو حكم قضائي قانوني يصدره أو يتم إصداره من قبل شخص مخوّل بالقضاء والأحكام القانونية ، وليس فتيّة أقوياء بلحى كثّة ورؤوس صلعاء ودشاديش قصيرة ونعالات بدائية، أغرتهم أساطير الجنّة الموعودة وبطولات الأجداد والأصحاب وحكايات عنترة العبسي وفارس بني هلال ، فاخذوا على عاتقهم تنفيذ أحكام ( الله ) القادر القدير والرحمن الرحيم والحاكم المتحكم والخالق الخلوق !!.
وحين نتقصى أحوال اولئك المتحولين من دين الى دين وخاصة اللاعبين ما بين فريقي الدين المسيحي والدين الإسلامي ، نجد الكثير منهم وخاصة من الأستراليين ومن كلا الجنسين ذكور واناث الذين يعدون بالمئات الأن !!،وقد إمتصوا قشور وشعوذات التطرف الديني الإسلامي ، بل العنف والعتمة والصرامة وخنق الحريات الشخصية في طرق معاملات مذاهبه العديدة على الخصوص ، فجميع الإناث يرتدين النقاب الشامل ، بينما يركز الذكور على إطالة اللحى ولبس الدشاديش القصيرة ،ويبدو ان الفكرة الإسلامية التي تسيطر على عقول هؤلاء الغربيين هو الأزياء المقيتة لإثارة التساؤلات والإستغراب والجدل ، وليس كاعتناق ديني رحب او روحاني من شأنه ان يطهر الأرواح والأجساد معا ،أو أن عقيدتهم الدينية الجديدة تسمح لهم بتحدي المجتمع ككل كونهم ضحاياه بسبب الإغتصابات الجنسية والخيانات الزوجية والإدمان على المخدرات ،فهناك الاف من الأستراليين والغربيين قد اعتنقوا الديانة البوذية دون ان يسمع بهم أحد على الإطلاق !!.
وبمقابل ذلك إشتغلت كنائس منشقة عن المسيحية الأصلية في قبول بعض المسلمين المتحولين لإعتناقها،وبدأت بكفالة بعضهم وجلبهم من بلدان الشرق الأوسط واسيا ، وهؤلاء قاموا بعجالة فوضعوا الصلبان حول أعناقهم وفي مرايا سياراتهم وعلى جدران منازلهم ،وبعضهم لاتسمعه حتى تظن أنه قريب جداً من عائلة السيد "يسوع " !! بل يدعي انه لا يستسيغ سوى سماع القداسات المسيحية ،وكأنه تربى في دير وحضانة مقدستين، و أمرهم ليس غريباً ، فهم على الأقل لا يجلّدون ولا يفكرون بمعاقبة اخوانهم في الدين ، فقط يبحثون عن السكينة والراحة وخدمات الكنيسة..الخ .
لكن حكم الجلّد الذي تم تنفيذه بذلك المتحول دينياً ربما ُيثير الهزء والسخرية والتشفي للبعض ،لكنه يؤشر على ان هناك استراتيجية جديدة يعمل ويقوم بتنفيذها المتطرفون الدينيون ، فهم ورغم صرامة القانون الذي هو في استراليا فوق اي احد مهما كان كبيرا او ضئيلا ، إلا انهم لايعترفون بذلك دينياً ومدنياً وممارسة، فهم يعيشون وفق قيود وشروط دينية محددة ، وعلى كل ( أخ واخت مسلم ومسلمة جديدين) الموافقة على تلك الشروط والقيم وعدم تجاوزها قبل التحول والتغيير الى دين الجماعة تلك الذي يمثل دين الرحمة الشاملة والحلول الشافية المنقذة من السوء والأزمات، وألا كيف دخل الأخوة الأربعة الأقوياء الأشداء ، وجلدوا أخيهم الخامس الذي يكبرهم بعشرة أعوام ، تنفيذا لحكم الله وشريعته التي هي قانون الجماعة ودستورها.
انها طريقة جديدة في تنفيذ أجندات جديدة ومشاريع دينية تعتمد التاريخ المتحجر الدموي والكئيب والفاضح المفضوح ،كي يعمُّ الخراب المدني والعقلي والقانوني الشامل،والذي نتطلع اليه ماذا سوف يحكم القاضي القانوني – الأسترالي - بفعلة الجلّد تلك والجلادين؟ هل على انه إعتداء جسدي فقط أم محاولة لجس النبض الأسترالي كي يتم تنفيذ حكم الشريعة واحكامها في استراليا ؟؟ضمن مجتمع وتقاليد كل جماعة دينية وتقاليدها، لذلك تفشل هنا سياسة التعددية الثقافية ..!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكله فى التخلف الدينى ...
حكيم العارف ( 2011 / 7 / 21 - 04:34 )
عدم احترام الاسلام للقوانين هو امر خطير لان هذا يوحى بوجود دوله كامله بقونينها داخل الدوله الكبرى ذات قوانين تجرم افعال الدوله الدينيه ...

المشكله ليست فى القوانين ولكن فى التخلف الدينى الذى يحث على مخالفة قوانين البلد ...

وبعد هذا الخبر لا استبعد ان يترك الاسلام الالاف ممن لايعرف الاسلام الاصلى ولا استبعد ان يتم تضييق الخناق على الاسلاميين مهماكانوا متمدنين ...

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah