الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة المستبدة وأزمتها السياسية

صاحب الربيعي

2011 / 7 / 20
المجتمع المدني


إن فلسفة السلطة المستبدة قائمة على أفتعال الأزمات والتحايل على المجتمع واقناعه بوجود أعداء متربصين بالوطن وخلق أزمات اقتصادية وإثارة النعرات العرقية والطائفية بين فئات المجتمع بهدف وضعه في حالة استنفار دائم ضد عدو مجهول ليؤجل مطالبه بالحقوق. وجيل بعد جيل يغرق المجتمع في دوامة الأزمات المفتعلة وزيفها فينتابه شعور بالخسارة، ولا يجد حلاً أمامه سوى الثأر لكرامته المهدورة خلال عقود من الزمن.
حين تتفجر براكين الحقد الكامن في ذات المواطن يعلن احتجاجه ورفضه العيش مهدور الكرامة ويطالب بحريته المغتصبة ليصبح ثمن سكوته أكبر من ثمن احتجاجه ورفضه، فالخسائر المادية يمكن تعويضها لكن الخسائر المعنوية تطال وجوده وإنسانيته.
يعتقد (( توماس كوهين )) " أن التوجهات السياسية الخاطئة تؤدي إلى خلق أزمات سياسية ما يمهد لنشوب انتفاضات شعبية ".
يؤشر مواجهة الانتفاضات الشعبية بالعنف والاضطهاد عجز سلطة الاستبداد على إجراء الحوار مع القوى الفعالة في المجتمع للخروج من الأزمة السياسية، وتلافي حدوث أزمة اجتماعية تسفر عن تناحرات عرقية وطائفية بين مكونات المجتمع فتمهد إلى تقسيم الوطن.
إن حرص قوى المجتمع الفعالة على مصالح الوطن يجعلها تطالب بالحوار مع سلطة الاستبداد للخروج من الأزمة السياسية كونها تعي أن هناك اختلالاً بميزان القوة بين المجتمع والسلطة، فتسعى إلى تقليل الخسائر إلى الحدود الدنيا. وفي الوقت ذاته يعي أزلام سلطة الاستبداد أنهم مستهدفون في حياتهم لذلك يدافعون بشراسة عن وجودهم، فالتغيير السلمي يعرضهم إلى المساءلة القانونية والتغيير بالعنف يعرضهم إلى الموت. ويتربط اختلال ميزان القوة لصالح المجتمع بقدرته على الصمود، وتحمل الخسائر المادية والبشرية والتصميم على تحقيق النصر.
يقول (( جوزيا رويس )) : " إن كل جيوش العالم تعي أن توازن القوة في الحرب، تحسمه القدرة على التصميم، فالنصر لا يتحقق من دون التصميم على تحقيقه ".
إن الحرية لا يصح تبويبها تحت بند المطالب الاجتماعية، فالحرية المطلبية حرية منقوصة تمنحها سلطة الاستبداد وفقاً لمقاييسها ونهجها المستبد الذي يقسر الآخر بالعنف على الانصياع. السلطة أي كان شأنها ونموذجها تسعى إلى تقييد الحريات بصور شتى منها اصدار تشريعات قانونية ضبابية يمكن استخدامها مسوغات لقمع المعارضة تحت ذريعة الحفاظ على النظام والمصالح العامة، ونيل الحرية يتطلب نضالاً مستمراً والاستعداد للدفاع عنها من محاولة السلطة اغتصابها.
يعتقد (( ديفيد كوغسويل )) " أن الحرية لا يمكن الحصول عليها بسهولة، ويتطلب الحفاظ عليها دفاعاً مستمراً، فهناك دائما من يتربص لاغتيالها ".
إن منح الحريات السياسية يعدّ السبيل الوحيد أمام سلطة الاستبداد لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، فمن دون وجود حرية العمل السياسي وتشكيل منظمات مجتمع مدني لا قيمة للحوار ولا أفق لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة اللاجئين السوريين في لبنان: بين مخاوف من ترحيل لاجئين م


.. سودانيون يا?كلون ورق الشجر والأمم المتحدة تصف وضعهم بالجحيم




.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس