الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمات الحكومة العراقية

سلمان محمد شناوة

2011 / 7 / 22
المجتمع المدني


أزمات الحكومة العراقية ..
أزمات الحكومة العراقية من الكثرة بحيث , لا نستطيع متابعتها كلها في إن واحد , والحكومة العراقية ليست حكومة راشدة بحيث تستطيع متابعة كل هذه الملفات , بحيث أنها تترك بعض الملفات بدون حل , أو لنقل أنها تترك كل الملفات بدون حل , أو بحل ناقص لا يسمن ولا يغني منى جوع .
أحيانا اشعر إن الشعب العراقي بقدر انه محضوض , بحيث تأتي قوة جبارة من أخر الدنيا , وهي أمريكا وكل الدول التي قدمت معها بركابها , بريطانيا والدول الغربية والشرقية , لتزيل نظاما لم يكن احد يتوقع يوما ما انه سوف يزال , أو حتى فكر انه سوف يتزحزح , من مكانه , فجأة ووجدناه نظاما في ذمة التاريخ , وفجأة وجدنا نظما ديمقراطية وحقوق الإنسان سوف تنفذ , لا بل نفذت بحق , ودستور خرج معظم العراقيين حتى يقولوا , نعم وألف نعم لدولة الدستور ومؤسسات القانون , والحرية ..ولكن .....
جاءت الحكومة بولادة قيصرية مشوهه , وبناء على كم كبير من التناقضات , والتي كانت موجودة بالفعل , ولم يكن النظام له فائدة حقيقية سوى إخفاء هذه التناقضات تحت السطح بقوة قمعية جبارة , وآلة عسكرية رهيبة قلما تتوفر لدول من الدول في الوقت الحالي .
الحكومة جاءت مشوهة , وبدون إرادة , وبتشكيلة تعبر عن رغبات كتل , ولم تكن يوما تعبر عن إرادة شعبيه أبدا , والتشكيلة الحكومية الأخيرة دليل صارخ , على العجز الذي ولدت به , حيث تشكلت الحكومة من 42 وزيرا , أتى معظمهم لسد فراغ غير موجود أصلا , إنما حتى ترضى هذه الكتلة أو تلك , وبناء على محاصصة وزارية وحكومية بغيضة , دمرت لم تعمر , خربت ولم تبني .
نحن أبدا لسنا ضد المحاصصة , لأننا نعتقد إن هناك فئات وطوائف وقسم كبير من الشعب العراقي لم يكن لهم يوما حصة بإدارة حكومته أو وطنه , وإنهم كانوا دوما من المسيرين ولا قوة أو حيلة لهم , وربما المحاصصة هي الأسلوب الوحيد , والذي يضع أفراد من الشعب في مكانهم الحقيقي , ويستطيعون ساعتها إدارة نصيبهم الحقيقي من الوطن .
ولكن المحاصصة تعني إن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب , وتعني إن يكون هناك دولة قانون ومؤسسات قانون تحكم وتنظم العلاقة بين الناس على خريطة الوطن , قوانين وأنظمة تحاسب المخطئ وتعيد الحق إلى أهله .
لكن الذي حدث إن هذه المحاصصة بدل إن تكون حميدة , تفيد الشعب العراقي , وتنعش المظلوم , وجدناها أصبحت بغيضة وبغيضة جدا , فحين تتشكل الحكومة تتشكل على أساس الرجل الغير المناسب في المكان المناسب , تتشكل على أساس , وضع إفراد لا علاقة لهم أبدا ولم يكن لهم يوما دراية إدارية أو قدرة حقيقية في مواقع وزارية , كل مؤهلاتهم أنهم محسوبين على هذه الكتلة أو تلك . وهؤلاء ثبت فشلهم , وثبت بنفس الوقت ضررهم على الحكومة العراقية وعلى الشعب العراقي , والمثال واضح جدا (( وزير التجارة والتربية المحسوبين على كتلة القانون , ووزير الثقافة المحسوب على الكتلة العراقية )) ولكن نجد الكتل لا زالت تكابر وتصر إن تضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب , لا بل إننا نجد إن الحكومة تخترع وزارت لا فائدة تذكر منهم فقط لإرضاء هذه الكتل , وفي الحكومة الجديدة 15 حقيبة وزارية لوزراء ...... لا يوجد لهم سوى مكتب وحماية وتكيف وكهرباء لا تقطع عنه, ويثقلون الميزانية برواتب وزارية ضخمة , أضرت ولم تفيد , وهاهم اليوم في الترشيق الوزاري يريدون إلغاء هذه الوزراء , يحيلون هؤلاء الوزراء إلى التقاعد , ببنود هي ثقل على ميزانية العراق منذ البداية . ولكن الحسنة الوحيدة للترشيق إن هؤلاء لا يكون لهم يد طولى في سياسات العراق المرهقة بكل حال .
وهكذا نحن والحكومة , أو الحكومة و ونحن , أحيانا نتعاطف مع الحكومة أو مع القسم الخاص بنا من الحكومة لأنهم يمثلون مكون معين من الشعب العراقي , فيتعاطف الشيعي مع القسم الشيعي من الحكومة , لأنه يمثل له أمل طالما راوده وحلم به بان يكون له نصيب معقول في إدارة هذه الدولة , أو على الأقل يزيل ظلم وحيف طالما شعر به , بأنه مكون غير مرغوب به , يشكل عبئ على الطرف الأخر المتحكم به دوما وابد , أو يشعر الأخر السني بالتعاطف مع الجانب السني من الحكومة , كونه يمثل القدرة الباقية للمحافظة على الحكم السني والذي استمر طوال 14 قرنا , ويعتقد أنها خسارة ما بعدها خسارة , إن يخسر السنة حكم العراق , وهم المهيمنون على السلطة طوال مئات السنوات , إما الجانب الكردي , فهو باقي في عراق موحد لان الجانب الشيعي والسني ينفذون طلباته , والواقع إن الجانب الشيعي أو السني يحتاجون الجانب الكردي , وينفذون كل ما يطلب منهم ليس البنود إل 19 والتي ضمنها أي اتفاق مع أي طرف , ولكنه لو طلب لبن العصفور سوف يقدم له على طبق من ذهب ....
أنها حقائق مؤلمة وفظيعة تعيش مع العراقيين ليلا ونهارا وكان من نتيجتها , كل هذه الماسي والتي يعيشها الشعب العراقي , ونقص في الخدمات الغير معقول أبدا , فلم يكن متصور أبدا , انه وخلال 8 سنوات لم تستطيع الحكومة إن تنهي أي ملف من الملفات الشائكة بصورة تجعلنا نشعر بالحزن الشديد نحن إفراد هذا الشعب .
مشكلة المشاكل الكهرباء , والنقص الفظيع في توفير الكهرباء للمواطن العراقي , مع إن ميزانيات وزارة الكهرباء في السنوات السابقة استطاعت دول مجاورة ن توفر كهرباء بأموال اقل بكثير من الأموال التي تم توفيرها لنا , إذن اين المشكلة , وأين مواضع الخلل , لماذا يشعر المواطن العراقي إن نصيبه دوما الفشل ؟ لماذا هي الحكومة بهذا العجز , الموضع يشل تفكير كل عراقي في ظل خدمات متدنية جدا , فلا كهرباء و لا بنية تحتية حقيقية , ملايين الدولارات تم صرفها على بنية تحتية مدمرة ومهترية , والقسم الأكبر من الميزانية يذهب إلى بنود تشغيله , في ظل عمالة حكومية متضخمة جدا ....
يوميا تظهر و نقراء في الصحف اليومية , ونرى على شاشات الفضائيات العراقية , عناوين ضخمة ومشاكل عملاقة , لم تستطيع الحكومة إن تفعل لها شي (( مشكلة ميناء مبارك الكبير , مشكلة الترشيق الحكومي , مشكلة الانسحاب الأمريكي والتمديد له , مشكلة الإقليم السني , التفكير الدائم والأبدي للأكراد في الانفصال عن العراق , بدولة مستقلة لهم , إيران والتي تتدخل بصفة مستمرة في العراق , العلاقة المضطربة والمريضة بين كتلة دولة القانون والعراقية , هذه العلاقة والتي تتأزم دوما ولا نعرف متى تنتعش .. وتبقى دائما مصدر لكل قلق )) .
كثيرة هي أزمات الحكومة العراقية , فلا هي استطاعت إن توفر الحد الأدنى لدولة ديمقراطية حديثة , ولا هي أبقت على مكتسبات دولة استبدادية قديمة , لا ندري إلى اين نحن سائرون , ولا ندري ما هو الغد بظل حاضر متأزم وماضي , لا يزال يلقي بظلاله على الشعب والحكومة والمستفاد من هذا الوضع , هناك الكثير من الملفات والتي نتمنى إن نتجاوزها , فالمستقبل أهم من الحاضر , والحاضر أهم من الماضي , وهناك طوائف وفئات من المجتمع نستطيع إن نحتويها بقليل من التسامح , وهناك فئات وطوائف من المجتمع نستطيع إن نحتويها بكلمة طيبة , وبمشاركة حقيقة بإدارة الدولة .
المحاسبة من الأمور التي يجب إن تفعل بقوة , لان المثال والقدوة التي يتركها عدم المحاسبة سيئ جدا , حيث الشعور العام ألان للناس إننا في دولة دريد لحام (( غوار الطوشة )) , (( دولة كل مين ايدو اله )) , يعني بعبارة أخرى , دولة القوة التي لا يعيش بها الضعيف , ودولة من له الحيلة والقوة للسرقة والنصب والاحتيال , فلا محاسبة , وان توجد مثل هذه المحاسبة فهناك كثير أساليب المخادعة والتي تسد الطرق القانونية للمحاسبة , والمثال الواضح إمامنا هو التعامل الحكومي مع ملفات الفساد وبخاصة ملف وزارة التجارة , والوزراء الهاربون والتي تحميهم جنسيتهم الثانية , مثل وزير الدفاع السابق حازم الشعلان ووزير الكهرباء الهارب أيهم ألسمرائي ووزير التجارة الهارب , واليوم تظهر لنا صورة من أكثر ضررا على الشعب العراقي , والعبرة التي يتركها في ضمير ووجدان الشعب , وهي الصفقة المزمع تمريرها بين الفرقاء لتبرئة المزورين في سلة واحدة عبر قانون العفو العام , مع معتقلي الجماعات المسلحة .
معالجة الحكومة العراقية للازمات على طريقة أنصاف الحلول , لم تجدي نفعا أبدا , خلال عمر الحكومة الحالية , الشعور العام للناس بعجز الحكومة على حل المشكلات , ترك انطباعا , بان الحكومة أصبحت ظل حكومة ضعيفة لا تقدم أو تأخر , وكلما ولدت مشكلة جديدة أرى الابتسامة ترتسم على وجوه الناس , فهم لا يتوقعون شي إلا إذا تعلق الأمر برواتب وامتيازات وحمايات الحكومة والبرلمان نجدها سباقة تسير بسرعة البرق لتقر قوانين الرواتب والحماية والتقاعد .
فإلى متى يا حكومة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه


.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو




.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك


.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم




.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي