الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإنتهازية الجديدة

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2011 / 7 / 26
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإنتهازية الجديدة

يقول لينين عن تروتسكي :

"إن تروتسكي المخلص لأشد خطرا من العدو! فهو لم يستطع أن يجد في أي مصدر ، إلا في "المحادثات الخاصة" (أي في تلك النمائم التي يعيش منها تروتسكي دائما) أدلة تسمح له بأن يصنف "الماركسيين البولونيين" عموما بين أنصار كل مقال من مقالات روزا لوكسومبورغ . لقد صور تروتسكي "الماركسيين البولونيين" كأناس لا شرف لهم و لا وجدان ، و حتى لا يعرفون احترام عقائدهم الخاصة و برنامج حزبهم . و تروتسكي هو المخلص". كتاب مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ـ برنامج 1903 و مصفوه ، ص : 141.

هكذا صور لينين مواقف تروتسكي في تناوله للقضايا الخلافية بين الماركسيين التي يرتكز فيها على الثغرات التي "كان "يتسلل" دائما "في الثغرات" بين الخلافات" كما يقول لينين ، و كذلك يفعل التحريفيون الإنتهازيون الجدد بالحركة الماركسية اللينينية اليوم حيث يعمدون على ركوب "الثغرات في الخلافات" بعد صدور "إعلان الأماميين الثوريين" ، و هم وجدوا في هذه "الثغرات" ضالتهم لنشر نمائمهم في صفوف الماركسيين اللينينيين بغية تشويه مبدأ "وحدة الشيوعيين المغاربة" التي حولوها إلى ثغرة من ثغرات الحركة الماركسية اللينينية ، محاولين استغلالها لنشر دسائسهم التحريفية المشفوعة بطبيعتهم الإصلاحية و ممارساتهم الإنتهازية لعرقلة بناء "الأداة الثورية" لكل الماركسيين اللينينيين المغاربة ، و هكذا عمدوا على محاولة بناء "تنظيمات ماركسية قومية" قابل لقبول التبعية للأحزاب التحريفية الإنتهازية بأوربا الغربية في الوقت الذي يتشدقون فيه ب"وحدة الماركسيين اللينينيين".

و ها قد وصلت حركة 20 فبراير إلى الفترة الثانية من نضالها بعد "الإستفثاء على دستور الحكم المطلق" دون أن تسجل تحولا ملموسا في أشكالها النضالية يكون في مستوى الفترة الراهنة ، ففي الوقت الذي يحظى فيه النظام القائم بدعم الدول الإمبريالية و الرجعية العربية تبقى الأحزاب الإصلاحية و التحريفية الإنتهازية الداعمة شكلا للحركة و مضمونا للنظام القائم عاجزة عن الدفاع عن طروحاتها الإصلاحية ، بينما يتلقى مناضلو اليسار الثوري هجوما وحشيا مزدوجا من طرف أجهزة القمع البوليسية بالإعتقالات و التعذيب و المحاكمات الصورية و من طرف القوى الإصلاحية و التحريفية الإنتهازية في المظاهرات الإحتجاجية الشعبية ، في الوقت الذي يتشدق فيه التحريفيون الإنتهازيون الجدد بدعمهم لحركة 20 فبراير في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن معاناة الماركسيين اللينينيين بالسجون و المضايقات في المظاهرات .

فرغم التطور الذي تعرفه الحركة الماركسية اللينينية المغربية إلا أن أداء مناضليها داخل حركة 20 فبراير يبقى دون المستوى المطلوب نتيجة تشتت جهودهم أمام الهجوم عليهم في الوقت الذي تعرف فيه الحركة العمالية بالدول الإمبريالية جمودا مزمنا ، مما جعل التحريفية الإنتهازية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية الأوربية تحاول فرض هيمنها على الحركة الماركسية اللينينية بأفريقيا بعد إتمام مهمتها في إخماد أصوات البروليتاريا بأوربا ، و هي تحاول إعادة إنتاج النموذج السوفييتي التحريفي في الفترة الكولونيالية الذي حول الأحزاب الشيوعية بأوربا إلى أدوات للهيمنة على الأحزاب الشيوعية بالبلدان المضطهدة و من بينها المغرب.

لقد علمتنا منظمة "إلى الأمام" كيف يمكن مقاومة التحريفية الإنتهازية بالمحافظة على الإستقلالية الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية و المالية ، في الوقت الذي انبطحت فيه جميع الأحزاب الشيوعية بأوربا أمام إملاءات الحزب الشيوعي السوفييتي التحريفي و من بينها الحزب الشيوعي الألماني الذي تنكر للخط الماركسي اللينيني ، و في ظل هيمنة التحريغية السوفييتية على الأحزاب الشيوعية الأوربية بقيت البروليتاريا بألماتيا و باقي دول أوربا الغربية بلا أحزاب ثورية مما فتح المجال أمام تطور الأروستوقراطية العمالية في صفوف البروليتاريا و هيمنتها على قيادات الأحزاب الشيوعية و النقابات العمالية ، الشيء الذي عطل مهام الحركة العمالية العالمية في ظل هيمنة التحريفية الإنتهازية التي حالت دون تحقيق شعار ماركس "يا عمال العالم اتحدوا" من اجل البناء الإشتراكي.

و يقول لينين :

"ليست الثورة الإشتراكية عملا واحدا ، و ليست معركة واحدة في جبهة واحدة ، إنما هي مرحلة كاملة من النزاعات الطبقية الحادة ، و سلسلة طويلة من المعارك في جميع الجبهات ، أي في جميع مسائل الإقتصاد و السياسة ، معارك لا تنتهي إلا بمصادرة ملكية البورجوازية . و من فادح الخطأ الإعتقاد أن النضال في سبيل الديمقراطية يمكن أن يصرف البروليتاريا عن الثورة الإشتراكية أو أن يكسف هذه الثورة أو يحجبها ، الخ ... بل الأمر على العكس . فكما أنه يستحيل انتصار الإشتراكية إذا لم تحقق الديمقراطية الكاملة ، كذلك لا تستطيع البروليتاريا أن تستعد للتغلب على البورجوازية إذا لم تشنه نضالا ثوريا شاملا دائما ، صادقا ، في سبيل الديمقراطية". كتاب مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ـ الثورة الإشتراكية و النضال في سبيل الديمقراطية ، ص : 160.

في ظل هذه الشروط برزت الإنتفاضات الشعبية المغاربية و العربية التي استطاعت دحض أوهام قوة الإمبريالية التي لا تقهر و برزت أصوات الشعوب بالشوارع مدافعة عن الحرية الديمقراطية ، و استطاعت إسقاط ديكتاتوريات العائلات العربية الرجعية في تونس و مصر و ما زالت تقاوم في ليبيا و اليمن و سوريا بمزيد من إراقة دماء البروليتاريا ، إلا أن حركة 20 فبراير لم تستطع شق الطريق بعد في اتجاه حسم مسار الثورة المغربية نظرا لهيمنة الأحزاب الإصلاحية و التحريفية الإنتهازية عليها التي تخاجم الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، و ظهرت أشكال جديدة للتحريفية الإنتهازية تحاول لعب دور وسيط الأحزاب الشيوعية التحريفية الأوربية لعرقلة تطور الحركة الماركسية اللينينية المغربية للإحالة دون وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة ، و ما أحوج الماركسيين اللينينيين المغاربة اليوم إلى الوحدة في ظل تطور حركة الشعوب المغاربية و العربية التي استطاعت تجاوز الحركة العمالية العالمية ، و التي باستطاعتها العصف بالأروستوقراطية العمالية المتشكلة في العقدين الأخيرين في هذه البلدان في ظل سيادة التحريفية الإنتهازية ، أن تعصف بها إلى مزبلة التاريخ.

إن ما يقوم به التحريفيون الإنتهازيون الجدد من محاولات للعب دور الوسيط الخادم للتحريفية الإنتهازية بأوربا ليس إلا دربا من دروب الحماقة السياسية و العمى الأيديولوجي و الفوضوية التنظيمية ، و هو تعبير عن "الجمود العقائدي" و "المرض الطفولي في الشيوعية" لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الإصلاحية طبيعة و الإنتهازية ممارسة و نشرهما في صفوف الماركسيين اللينينيين ، و الحركة الماركسية اللينينية المغربية الغنية بتراثها التاريخي و نضالاتها الثورية المنبثقة من الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" و التي يستمد منها الماركسيون اللينينيون المغاربة شرعيتهم التاريخية قادرة على دحض كل أوهام التحريفية الإنتهازية الجديدة.

و كما يقول لينين إن ألد أعداء الماركسية هي التحريفية و الإنتهازية فإن الماركسيين اللينينيين المغاربة معنيون بمحاربة كل أشكال التحريفية الإنتهازية الجديدة التي ظهرت في الآونة الأخيرة ، و محاربتها من بين المهام الأساسية للمساهمة في الوضوح الأيديولوجي و السياسي بين الماركسيين اللينينيين للشروع في البناء التنظيمي باعتبار التنظيم الثوري المستقل أرقى أشكال التعبير الأيديولوجي و السياسي ، و الذي بدونه لا يمكن للماركسيين اللينينيين المغاربة دعم الحركة الديمقراطية داخل حركة 20 فبراير التي تهيمن عليها الإصلاحية و التحريفية الإنتهازية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حول تأسيس الأحزاب القومية
زروال المغربي ( 2011 / 7 / 26 - 17:24 )
تم في الآونة الأخير الإعلان عن تأسيس تنظيم -ثوري- باسم منطقة مغربية معروفة بتاريخها النضالي الثوري ضد الإمبريالية ، إنها في الحقيقة مهزلة تنم عن المرض الطفولي الشيوعي عند صاحبنا الذي تصور نفسه زعيما ثوريا.
و لا شك أن صاحبنا مدعوم من طرف أصحاب الوساطة التنظيمية مع الأحزاب الشيوعية التحريفية بأوربا و التنظيمات الماركسية اللينينية بإفريقيا ، إننا في عصر التحريفية الإنتهازية الجديدة فلنكن حذرين من هذه الممارسات الطفولية الشيوعية الخطيرة على الحركة الماركسية اللينينية المغربية.

اخر الافلام

.. زيلينسكي: روسيا ليست حاضرة معنا لأنها غير مهتمة بالسلام


.. تصاعد دخان جراء قصف الاحتلال لمباني في رفح جنوبي قطاع غزة




.. اليمن.. عودة طريق تعز الحوبان للعمل بعد 9 سنوات من الإغلاق


.. إلياس حنا: الاحتلال يقاتل في بيئة معادية لا يعرف فيها سوى ال




.. مؤتمر سويسرا.. عملية السلام من دون روسيا لا يمكن أن تستمر| #