الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وحي الحبة الزرقاء

حامد حمودي عباس

2011 / 7 / 26
المجتمع المدني


لا أعرف مدى صحة ما يروى عن ملكة بريطانيا الحاليه ، كونها قالت .. " شكرا لمصنعي حبوب الفياجرا ، كونهم قد منحونا حياة أكثر سعاده " .. فإن صح بان جلالتها قد قالت ذلك فعلا ، فهذا يمنحني ، أنا القابع في سراديب الحرمان ، صبرا على ما في دواخلي من عجز أفقدني ما فقدته السيدة البريطانية الاولى من قدرة ، قبل ان تدخل الحبة الزرقاء الى بلاطها العامر .. غير أنني وفي كل الاحوال ، وجدتني مصدق لمشاعر جلالة الملكه اليزابيث ، حينما انهالت من حولي وفي أكثر من مقام ، اخبار انتشار تناول الحبوب المنشطة للجنس بين الرجال ، وخاصة الشباب منهم في منطقتنا العربية المسلمه .. وعندما سألت ومن باب الطرفه ، ألا يوجد ما ينشط النساء ايضا ، لتكون عملية الإيقاد واحدة عند الطرفين ، فيسهل علينا تنمية مجتماعتنا باتجاه زيادة النسل كما يأمرنا به فقهاء ديننا وباستمرار ؟ .. فكان الجواب من الجميع وبمنتهى الجد .. نعم .. بل إن العديد من الصيدليات المجربة والآمنه ، تتوافد عليها الكثير من النساء لاستلام حصتهن من الحبة الزرقاء وأخواتها ، لضمان بقاء الزوج نشيطا ولمدة يوم بأكمله ، مما يتيح لشريكة حياته حيزا من التلقي المثير ، بدلا من الهم والغم ، ومحفزات النوم مبكرا ، ورؤية الاحلام المرعبه .
الجميع ممن يحملون الدم العربي ، وأنا منهم ، محرومون من القدرة على التصريح في العلن ، كما أعلنت الملكة العجوز ، بأن سعادة عظيمة تكمن في تلكم اللحضات الحميمة بين بني البشر ، والخالية من محفزات الشعور بالمهانة والدونية كما يظهرها للناس شيوخ النصح الرباني .. والمصيبة الكبرى هي أن هؤلاء المتنفذين ربانيا بين ظهرانينا ، هم أكثر المستهلكين للمنشطات ، لكونهم يبدون أضعف من إحتواء رضى عدد من النساء ، بحكم دستور يبيح لهم الدخول باكثر من اربع منهن مرة واحده .. ومع أنه معترك يجلب العار على المتحدث به لكونه يخرج بصاحبه عن حدود الحياء العربي الرفيع ، فإنني تشجعت في لحظة ما ، على البقاء عند حدود اللاحياء هذا ، لأحاور فكرة جلالة الملكة البريطانية ، وأنا اتطلع لصبية لم يتعدى عمرها وحسب تقديري الثامنة عشره .. لقد كانت لحظات الصراع بين بزوغ الفجر وملامح الظلام تمنعني احيانا من رؤية التفاصيل بدقه .. غير أنها كانت بالتأكيد تبحث في كوم للقمامة ليس بعيد عني ، وهي تجاهد لاختيار ما يمكن الاستفادة منه للبيع ، او اتخاذه كطعام للبشر او للحيوان ، لا ادري بالضبط .. وفي ذات اللحظه ، كان احدهم ممن تظهر على محياه معالم النخوة والحمية ، يسير الى جانب المكان بخيلاء لا حدود لها مترفعا عن النظر صوب الحرام في جسد تلك الصبية ، وليس الحرام فيما تفعله .. فكرت في نفسي .. ترى .. أين موقع الحبة الزرقاء في ذلك المشهد ؟
بالتأكيد ، وهذا هو تصوري في تلك اللحظه .. لو أتيح لذلك الفحل أن يمتد الجسد الغض الباحث في القمامة ، داعيا اياه أن يكسب لذته في غياهب الفجر المتصارع مع ضوء النهار ، فانه قطعا سوف لن يتخذ قرارا حاسما بالترفع عن تلبية تلك الدعوة حتى لو كانت مقابل كسرة خبز .. كانت الصبية تجاهد عبائتها السوداء وهي تتدلى على جنباتها لتمنعها من اتخاذ الاوضاع المناسبة كي تنبش وبحرفية كافية في اكوام الزبالة .. ليس هذا فحسب ، وانما هي في صراع مع قطعة قماش هي الاخرى سوداء لفت بها رأسها ورقبتها كحجاب من نظرات الحرام .. نظرات قد تثيرها شهية ذكر يمر بالصدفة لم تنتهي لديه بعد بقايا فياجرا تناولها في الليلة الماضيه .. لم تشأ تلك الفتاة أن تنتظرني حتى الملم خواطري المبعثره ، فتحركت مثقلة بكيس دست فيه ما وجدته اناملها الصغيرة بين بقايا فضلات البشر ، لتختفي من أمامي تاركة المكان لكيان آخر متلفع بسواد حجاب الفضيله ، وهو يبحث بدوره عن شيء مفيد بين أوساخ الرصيف
عدت الى صومعتي عندما بانت اولى بواكير النهار ، لاشاهد ما يبثه الفضاء من صور لاحداث ، شرط ان لا تكون اخبارا عن السياسه في منطقتنا المطلة على حواف التاريخ القديم .. التلفزيون كان حينها يعرض مباراة في لعبة التنس بين شابتين اوربيتين ، فطاب لي ان لا اغادر ميدان اللعب ، وانا ارتشف لمحات البراءة في وجوه جميع الحاضرين من مشاهدي اللعبه .. كلا الشابتين كانت تكشف عن مساحة واسعة من جسدها ، وكانت احداهما حينما تعرضها الشاشة عن قرب ، وهي تتحضر لملاقاة الكرة من غريمتها منحنية بجسدها اللين الجميل ، وبطريقة لا تترك مجالا للشك ، في ان عربيا مؤمنا لو كان في الميدان حينها ، لاستعان بكل حبوب الفياجرا في العالم ، كي تسعفه من خجل الانقضاض على كل شيء في لاعبة التنس حتى عود المضرب ..
بمقارنة بسيطة جدا ، بين لاعبة التنس وصبية القمامة .. يتمكن اساتذة علم الاجتماع دون الاستعانة باي منشطات ذهنية ، ان يرسموا خطا عريضا وباللون الحار كما يسميه الرسامون ، ليتبين من خلال الحدين ، مدى الحيف الذي نعيشه ، ومدى الخير الذي يعيشونه .. فنحن نتباهى بتاريخنا الممتليء الى هامته بشتى انواع الحبوب المنشطة للجنس ، ولا يخلوا اي فصل من فصوله من سرد ملاحم تمزيق البكارات ، وبطرق تفنن فيها اباطرة جميع العهود ( العظيمة بعظمة رجالاتها الميامين ) .. إنه تاريخ أجرب لا زال مصر على نفض قذاراته بكل وقاحة ، ليقتحم عقولنا وعقول من يلينا من اجيال ، ليحفر فيها قسرا ، ويزرع ثوابت جميعها منتهية الصلاحية ولا تصلح للاستهلاك الآدمي .. كل هذا والبعض من رواد البحث عن كلمة سواء ، بيننا وبين العالم المتمدن ، يغفلون او يتغافلون ، كون ان الأساس القديم لهيكلنا الثقافي والاجتماعي ، لا زال قديما ولم يتجدد ركن فيه رغم مرور مئات العقود .. فلا الخوض في الفلسفة عموما ، ولا البحث وبشتى انواع الاظهار الذميم للقدرات الفكرية ، عن مخرج لما نحن فيه من أزمات مزمنة ، ينفع في اخفاء حقيقة مفادها ، هو ان مجتمعاتنا لا تريد حريتها ، ولا تتقبل اختفاء طغاتها ، ولا ترتاح الا عند مظاهر التصفيق والهتاف لاولئك الطغاة ..مجتمعات لا تجيد الانتفاع من تجارب غيرها لكي تثور وبشكل يزيح عن كاهلها ظلم الظالمين ، فهي حتى وان قررت الثورة ، فنتائج ثوراتها تبقى حمالة أوجه قد تعود بها الى ما هو اسوء .. انها مجتمعات تحسن فقط ، البحث عن افضل الاوقات لتناول حبوب الفياجرا ، لكي تخمد نار موقدة في الذات العربية منذ بداية التاريخ .. ولا تريد ان تنطفيء












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ حامد حمودى
محمد حسين يونس ( 2011 / 7 / 26 - 18:26 )
لا زال الانسان لم ينضج بعد قيميا بنفس درجة تطوره التقني فلاعبة التنس و جمهورها و ان كان يبدو انهم قد انتقلوا لمرحلة جديدة الا ان البعض لا زال مكبلا بخيوط تشدة خارج المنظومه اما في بلادنا فان الكارثة اعظم اننا عدنا بقضل مليارات البترول لعصور اقرب لانسان الغاب ما تفضلت ووصفتة موجود في كل مدننا و لعلاجة لابد ان نمر باطوار عدة وقد نصبح بشرا و قد نرتد لمستوى القردة .. سلامي و اهلا برجوعك حتي لو صاحبه نكد


2 - فاتك رؤية المصريات في الاسكواش تري ها تغير
محمد المصري ( 2011 / 7 / 26 - 19:03 )
رايك فيما قلت وهن ياخذن الجائزة الاولي جسد ولا عباءة ولا عرب ولا مسلمين كيفها كيفما شأت ثم مع تلال التجارب السئة الخاصة عممها علي الدين الاسلامي والمسلمين والعرب ووهابيين
كم من خيبات الامل المتتالية والخنوع لحكام لا صلة لهم لا بدين ولا ملة ولكن عبدة مال وسلطة اذلة رجالات علي مر عصور ولا يجدوا لهم متنفس يخرجهم من عار الخنوع لكل انواع المظالم غير شماعة الدين لينفوا عن انفسهم غبار خنوع وخضوع ومسيرة سنوات بين القطيع ما جرءوا علي تغيير لا وضعهم ولا وضع من حولهم ولكن بالنهاية يسبوا كل شيئ وكانهم كانوا دائما خارج المصنع سؤالي البسيط اين كنتوا طوال سنوات قهركم هذه ماذا فعلتم بخلاف الندب والبكاء هنا وهناك والاختباء وبالنهاية ماذا تفعلون اليوم غير الهرب والخنوع مرة اخري مع السب للدين و ما تحركوا ساكن لانقاذ غير انفسكم والعمل بالخفاء
هل قدم اي منكم في يوم من الايام يد المساعدة لمحتاج وفقير وعاجز مد يديه لمساعدة اخ غير قادر ام هي حربكم فقط ورقية وضد الدين انا اري سخطكم وتعذب روحكم هي بسبب هيام وضياع وخواء داخلي للاسف ستنادوا كثير في البرية ولن يهداء عذابكم والسبب معروف انكروا ولكن تعاستكم تفضحكم


3 - آثام الرب
الحكيم البابلي ( 2011 / 7 / 26 - 22:52 )
الصديق حامد حمودي
لماذا تعتقد أنه بإمكانك أن تغيب متى تشاء وتظهر متى تشاء ؟ هل بلغ بك العمر حداً بحيث بدأت تتصور إنك الله الذي خولوه بعمل ما يشاء ؟
يا صاحبي أنت مُلزمٌ بطمأنتنا عن أحوالك كلما طالت غيبتك ، ولا تدعونا رجاءً لإتخاذ قرارات في حقك وحق صداقتك وعلاقات الخبز والملح الكمبيوترية بيننا
موضوع الجنس في الشرق بالنسبة لي هو حتى أكبر من موضوع الدين ، لأني وبحسب مفاهيمي ودراستي للمجتمع الشرقي بصورة عامة والإسلامي بصورة خاصة أستطيع القول بان اغلب أسباب الفوضى التي تعتصر مجتمعاتنا لحد تكسير العظام هي فوضى سببها الجنس وقحطه وتصويره للناس على أنه البعبع الأكبر
الموضوع شائك وكبير ومن المستحيل تناوله في هذه العجالة التي وقودها الف حرف
تقول الأديان : لولا تدخلها هي في تحجيم وتقنين وضبط الجنس لأصبحت مجتمعاتنا البشرية غابة
وسؤالي هو : وما يُعيب الغابة ؟ وهل غابة الأديان أرحم من الغابة الطبيعية العفوية التي هي الحاضنة الحقيقية للإنسان ؟
لو تم حساب عدد الرغبات الطبيعية المكبوتة لكل البشر في يوم واحد فقط ، لسقط الرب من عليائهِ بالسكتة القلبية لكثرة وقسوة آثامه تجاه البشر
تحياتي


4 - المسلم مهلوس بالجنس
عمر الدهامشي-الجزائر ( 2011 / 7 / 27 - 11:11 )
لست أدري لماذا لا نفكر إلا جنسا ولشدة مرضنا وهلوستنا بالجنس جسدنا رموز الجنس المعروفة ووضعنا تماثيلا لها فوق مساجدنا.بالله عليكم قولوا لي ماشكل المنارة التي تعلو مسجد الحي وماشكل القبة التي تجاور المنارة أيضا فوق سطح المسجد؟
فقد جسد المسلم شكل عضوه التناسلي المنارة التي تعلو المسجد وجسد ثدي عشيقته أو زوجته في شكل قبة فوق رمز من رموز عبادة المسلم ألا وهو المسجد.
فلكم أن تحكموا


5 - الى عمر الدهامشي الجزائر
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 27 - 11:20 )
تحية طيبة استاذ عمر
اتمنى ان نتطلع على مقالتي المنشورة على موقع الحوار بعنوان الهوس الجنسي اسبابه
لكي تتعرف على اسببه وهل له علاقة بحضارة ما ام اسبابه عوامل وراثية تتفعل المورثة بتوفر الشروط المناسبة لها يمكن ان تحون التشدد الديني السلفي او الحرمان من الحنس حالة القس او الراهبة او تتفعل المورقة في حال ان الشخص يكون له منصصب رفيع ونفوذ كبير يستطيع ان يؤثر على الاخرين ويستغلهم جنسيا

على اللنك التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=268872
تقبل خالص الاحترام والتقدير


6 - الى عمر
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 27 - 11:23 )
اعتذر عن الاخطاء الاملائية


7 - ما الحل ؟
حامد حمودي عباس ( 2011 / 7 / 27 - 17:31 )
الاخ محمد حسين يونس

السؤال يبقى في النهايه .. هل من خلاص ؟ .. وعلى يد من ؟ .. فان كان الرب لم يتحرك بدوره لحد الان لوضع قيامته في حدود الممكن وابقى ذلك سرا .. واذا كانت حركة التاريخ عندنا تسير بفعل من يقودها منا لا زالت تتقهقر .. اذن .. الى أين نحن سائرون ؟ .. اليس من المنطقي ان يكون العاقل في ديرتنا هو ( العبثي ) المتحرر من كل قيد يبقيه رهن التفكير بما لا يقبل التحقيق ؟ .. افدني افادك الله بما يسعدك .. مع خالص تحياتي وشوقي للقاء بك


8 - عذرا
حامد حمودي عباس ( 2011 / 7 / 27 - 17:34 )
السيد محمد المصري

معذرة .. لم افهم شيئا من تعليقك .. اشكرك على المساهمة


9 - الاخ والصديق الحكيم البابلي
حامد حمودي عباس ( 2011 / 7 / 27 - 17:51 )

شوية دلال يا اخي .. يقولون ( زر غبا تزدد حبا ) .. وانا احاول الاستزادة من شوق الاحبه .. ما قلته هو عين الحكمه .. انه موضوع اكبر بكثير مما نتصور .. موضوع على ما اعتقد لو حلت عقده في مجتمعاتنا ، فلسوف تتمهد امام شبابنا وشاباتنا ، وحتى الشيوخ .. سبلا كثيرة للرقي .. شكرا لقلقك علي ، وسوف ابعث لك برسالة خاصه لاقلقك اكثر


10 - الاخ عمر الدهامشي
حامد حمودي عباس ( 2011 / 7 / 27 - 17:56 )
فكرتك تستحق التأمل .. شكرا على المرور مع خالص تحياتي

اخر الافلام

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل


.. مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: الوضع كارثي ومؤلم




.. مندوب جامعة الدول العربية: الجانب الأمريكي لا يريد أي دور لل


.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة : جويتريش




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة:أمريكا بدأ