الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة في الإسلام: ساس الدابة يسوسها

عبد القادر أنيس

2011 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه مقالة أولى ضمن سلسلة من المقالات حول كتاب القرضاوي (الدين والسياسة). حيث نقرأ في التقديم بأنه كتب هذا البحث ((عن (الدِّين والسياسة) استجابة لما طلبته مني الأمانة العامة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، لأفتتح به الندوة التي سيعقدها المجلس في دورته السادسة عشرة في أوائل الشهر السابع تموز أو يوليو 2006م حول (الفقه السياسي للأقليات المسلمة في أوربا).)) ص 5.
http://www.e-cfr.org/data/cat1212200920352.pdf
وشخصيا، وبعد أن قرأت الكتاب، زادت قناعتي رسوخا في عدم جدوى انتظار أي شيء إيجابي من الإسلاميين كاستجابة لما يطالبهم به البعض بإصلاح الدين ليتماشى ومتطلبات العصر وحقوق الإنسان: الشيخ القرضاوي بالإضافة إلى أنه لم يتزحزح عن مواقفه شبرا واحدا منذ ربع قرن رغم كل هذه الأحداث الجسام التي هزت العالم، فهو يتوجه إلى المسلم الأوربي بفكر قروسطي دفع من اقتنعوا بمثله نحو مزيد من العزلة والانكماش في مجتمعاتهم العلمانية كما ساهم في مزيد من تهديد الحياة العلمانية هناك وخلق نوعا من رد الفعل السلبي المتطرف في صالح الأحزاب اليمينية المتطرفة، والمؤسسات الدينية التي بدأت تطالب بإعادة النظر في موقف الحكومات والمجتمع المدني من الدين والعلمانية.... قلت لم يتغير الشيخ مقارنة بالأفكار نفسها التي كان قد طرحها في كتابه (الإسلام والعلمانية: وجها لوجه) أواسط الثمانينات من القرن الماضي والتي كانت موضوع مقالاتي النقدية السابقة.
يقول في المقدمة: ((ومنهجي هو الاعتماد على النص الصحيح في ثبوته الصريح في دلالته، وربطه بالواقع المعيش- الواقع الحقيقي لا المتوهم - دون افتعال أو اعتساف، معتمدا أسلوب الموازنة والترجيح بالأدلة، رابطا النصوص الجزئية بالمقاصد الكلية للإسلام وشريعته. ولم أعتمد فيما كتبت إلا على آية محكمة، أو حديث صحيح، أو دليل شرعي معتبر، أو منطق عقلي سليم، مسترشدًا بأقوال من يُعْتَد بهم من العلماء، ليشدوا أزري، حتى لا أقف وحدي، لا على أن أقوالهم في ذاتها حجة، فلا حجة في قول البشر إلا قول محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة، ومنحه العصمة، وهدى به الأمة.))
وهو ما يعني بكل وضوح وصراحة أن تاريخ العرب والمسلمين في أذهان هؤلاء (العلماء) قد توقف منذ 14 قرنا بعدما قدم لنا الإسلام نظاما للحياة جامعا مانعا شاملا لا يحتاج إلى مزيد ولا يقبل أي مستزيد. إنه بعبارة أخرى نهاية التاريخ. ولهذا يقول: ((فالعقل هو الأداة الوحيدة لإثبات الوحي، أو نبوة النبي، فإذا أثبت العقل النبوة بطريق قطعي: عزل العقل نفسه – كما يقول الإمام الغزالي – ليتلقى بعد ذلك عن الوحي، ويقول: سمعنا وأطعنا.)) ص 182.
بعد المقدمة ينطلق الشيخ في جولة طويلة للتعريف بالدين والسياسة والعلاقة التي يجب أن تجمعهما.
ومن البداية يقدم لنا عينة عن فهمه العتيق للسياسة ((التي أصبحت تتحكم في مصايرنا، وتقودنا طوعًا أو كرهًا إلى ما يريد فلاسفتها النظريون، ومنفذوها التطبيقيون، والقادة السياسيون؟)) ص 9.
وهو ما يعني أنه لم ينتبه أو لا يريد أن ينتبه ويعترف بأن السياسة في البلدان الديمقراطية لم تعد هي التي "تتحكم في مصاير (الناس)، وتقود (هم) طوعًا أو كرهًا"، ذلك أنه ورغم التأثير الكبير للفلاسفة والمنفذين والسياسيين في حياة الناس قديما وحديثا وبفضل التطوير والتعديل والتحسين المتواصل لآلياتها المختلفة، لم يبق هؤلاء، اليوم، يتحكمون في مصاير الناس، بل صارت الكلمة الأولى للناس من خلال الآليات الديمقراطية التي ترسخت في تلك المجتمعات منذ مدة مثل الانتخابات والبرلمانات والأحزاب والنقابات والإعلام الحر. وقد يصح قول القرضاوي لو عنى به حالة مجتمعاتنا المتخلفة الرازحة تحت حكم الاستبداد الديني والقومي الرافض أصلا للاستفادة من التجارب السياسية الناجحة في غير ما مكان من المعمورة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.
ومن ضمن التعريفات الكثيرة التي عرف بها الدين، قال: "وقد يُراد بالدِّين إذا ذكر في القرآن: الإسلام خاصة، كقوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [آل عمران:83]، وقوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} [التوبة: 33، الفتح:28، الصف:9]. كما قد يُراد به العقيدة التي يدين بها قوم من الأقوام، وإن كانت باطلة، كما في أمره تعالى لرسوله أن يقول للمشركين الكافرين: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:6]. )).
لاحظوا كلمة (باطلة) قبل أن تقرؤوا للقرضاوي وهو يزعم أنه يدافع عن حق وجود التعددية الدينية: ((ولقد أنكرتُ ما ذكره أحد العلماء في مؤتمر حضره عدد كبير من المدعوين، كان الحديث فيه عن حوار الأديان، والتقريب بين أهلها... الخ، وكان المؤتمر يدور حول هذه المعاني التي تحدث فيها المتحدثون والمشاركون. ولكن هذا العالم قام وقال بصراحة: لا يوجد هناك دين إلا دين واحد، وهو الإسلام، وهو الذي قال القرآن فيه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ} [آل عمران:19]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:85]، حتى ما يُسَمَّى (الأديان الكتابية) لا يُعْتَد بها، ولا تُعْتبر دينا، بعد أن حرفها أهلها، وجاء الإسلام فنسخها. وقد ألزمني الواجب أن أرد على هذا الكلام الذي ينسف كل ما قيل في المؤتمر، بل جهود الحوار والتقارب بين الأديان والحضارات. وقلتُ فيما قلتُ: إن هذا الكلام يخالف صراحة ما جاء به القرآن، فالقرآن يعتبر أن هناك أديانا أخرى غير الإسلام، وإن كنا نعتبرها أديانا باطلة، ولكنها أديان يدين بها أصحابها. والآية التي استشهد بها المتحدث ترد عليه، وهي قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً ...} الآية، فقد سماه الله دينا)).
فالقرضاوي، هنا، مع رفضه لكلام أحد زملائه من (العلماء) المسلمين لا يختلف ما قاله عما قال زميله (العالم) الذي لم يعجبه كلامه لأنه كان أكثر صراحة وتوافقا مع روح الإسلام ومنطوقه، لكنه يفسد عليه وعلى الجهات المسلمة الداعية لهذا الحوار لعبتهم الماكرة وهم يحاولون استغفال أطراف الحوار الأخرى حتى يعطوا صورة مقبولة عن الإسلاميين الذين يتهيئون لتسلم مقاليد الحكم في البلاد الإسلامية أو لتجميل صورة أولئك الذين يحكموننا باسم الإسلام الأصولي أو الوهابي أو النص نص، وهو ما نفهمه من قوله (فقد سماه الله دينا) ولكنه يعترف أنه باطل وقوله ((فالدِّين يشمل ما هو حق، مثل ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وما هو باطل، كالأديان التي جاء بنسخها والظهور عليها، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة:33، الفتح:28، الصف:9]، فما أرسل الله به محمدا هو (دين الحق) الذي وعد الله أن يظهره على (الدِّين كله) أي الأديان كلها، فهي أديان لم يعد لها أحقية بعد ظهور الإسلام. أي أنه أبطلها. ص 15 انتهى
فهل يعقل مثلا، أن تقوم العلاقات السياسية بين الأمم على هذا المنطق؟ هل يمكن أن تقوم علاقات بين دول تتضمن دساتيرها مواقف معادية لها وتعتبر الدساتير الأخرى باطلة مثلما يحاول الإسلاميون التحاور مع غيرهم من خلفية دينية تسفه أديان الآخرين. قد يصلح هذا الحوار لعقد هدنة مؤقتة مثلما يحدث بين الدول المتحاربة أما أن يؤدي إلى سلام عادل ودائم فهذا مستحيل. وكان مستحيلا في الماضي، ولحسن الحظ أن السياسة بين الأمم لا تحتكم إلى الأديان.
ماذا يقدم هذا الحوار أو يؤخر، إذن، إذا كانت نيتهم مثل حكمهم على أديان محاوريكم بأنها باطلة؟ لماذا يحاورون الباطل، وهم يتشدقون بأنهم لا يخشون في الحق لومة لائم والإسلام هو دين الحق، ولا يتوقفون عن تلاوة وتدريس القرآن باعتباره آخر الكتب السماوية وأصحها وما عداه محرف فباطل؟ هذا الموقف مع أديان يعتبرها الإسلام أديانا سماوية وإن أصابها التحريف، فكيف يكون الحال مع أديان أخرى يعتبرها وثنية كافرة بينما أتباعها يعدون بمئات الملايين؟ وكيف يكون الحال مع العلمانيين الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من شعوب العالم المتقدم؟ وكيف يوجه هذا الكلام لجاليات مسلمة عليها التعايش في بلدان أغلب مواطنها علمانيين؟
ثم يقول: ((ومن الضروري هنا أن نقرِّر: أن مفهوم كلمة (الدِّين) ليس هو مفهوم كلمة (الإسلام) كما يتصور ذلك كثير من الكتاب المعاصرين. نعم يمكن أن يكونا شيئا واحدا، إذا أضفنا الدِّين إلى الإسلام أو إلى الله، فنقول (دين الإسلام) أو (دين الله) جاء بكذا أو كذا، أو هو الدِّين الذي بعث الله به خاتم رسله: محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل به آخر كتبه: القرآن الكريم. ولكن إذا ذكرت كلمة (دين) مجردة من الإضافة أو الوصف، فهي أضيق مفهوما من كلمة الإسلام، لأن (الدِّين) في الحقيقة إنما هو جزء من الإسلام)).
وهو ما يعني أن الإسلام وحده يستحق كلمة دين بأتم معنى الكلمة أما الأديان الأخرى فهي إما باطلة أو هي جزء من دين الإسلام باعتباره خاتم الأديان وأكملها. وهو، في النهاية، ما يجعلنا نقتنع أن الدين، كما هو الإسلام، لا يمكن بأي حال أن يشكل أرضية لحوار أو تفاهم دولي، وكيف يكون ذلك، وقد فشل حتى ليكون قاعدة سلام بين البلدان الإسلامية؟
حول مفهوم كلمة (السياسة) لغة واصطلاحا، كتب القرضاوي: ((السياسة في اللغة: مصدر ساس يسوس سياسة. فيقال: ساس الدابة أو الفرس: إذا قام على أمرها من العَلَف والسقي والترويض والتنظيف وغير ذلك. وأحسب أن هذا المعنى هو الأصل الذي أُخِذ منه سياسة البشر. فكأن الإنسان بعد أن تمرس في سياسة الدواب، ارتقى إلى سياسة الناس، وقيادتهم في تدبير أمورهم. ولذا قال شارح القاموس: ومن المجاز: سُسْتُ الرعية سياسة: أمرتهم ونهيتهم. وساس الأمر سياسة: قام به. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه)).
وهو مفهوم يجعل السياسة عند المسلمين تسير في اتجاه واحد إيجابي من فوق إلى تحت، من الحاكم إلى المحكوم وفي اتجاه سلبي من تحت إلى فوق في علاقة الرعية بالراعي، ولعل السر في ذلك يعود أصلا إلى نظرة الحكام للرعية على أنهم أدنى منه مرتبة مثلما هي دونية الحيوان في نظر الإنسان الذي يسوسها. والراجح أن قول القرضاوي: ((فكأن الإنسان بعد أن تمرس في سياسة الدواب، ارتقى إلى سياسة الناس، وقيادتهم في تدبير أمورهم.))، غير صحيح لأن ترويض الحيوانات واستئناسها جاء متأخرا في تاريخ البشرية، بينما لا يمكن أن نتصور خلو الجماعات البشرية الأولى، مهما كانت بدائيتها، من سياسة تتعلق بتنظيم (قيادتهم (و) تدبير أمورهم).
في اللغات الأوربية مثلا نجد كلمة سياسة (politique أو policy) أو غيرهما من المصطلحات في اللغات الأخرى مشتقة من (polis) وتعني مدينة أو حاضرة بالمعنى السياسي للكلمة ومن (ikos)، ما يقابل ياء النسبة في لغتنا، والكلمة كانت صفة في الأصل وتعني (ما يتعلق بالمواطن). والفارق كبير بين مفهوم السياسة كما قدمه القرضاوي كأمر ونهي وردع وزجر حتى صارت السياسة مرادفة للتعزيز عند فقهاء الإسلام الأوائل، كما ورد في هذا الكتاب، وبين السياسة كما فُهمت في اليونان والرومان ثم في المجتمعات الحديثة بوصفها مجموع الممارسات والوقائع والهيئات والقرارات التي تتخذها حكومة أو دولة أو مجتمع خدمة للمجموع.
http://www.ac-orleans-tours.fr/lettres/coin_eleve/etymon/hist/politi.htm
ولقد تطور مفهوم السياسة كالتالي:
في اليونان القديمة: السياسة هي علم يبحث عن تصور لنظام (سياسي) مثالي.
في العصور الوسطى: كانت السياسة حكرا على الأمراء من المراتب الأولى وتدور حول تدبير مصالحهم الخاصة.
عند مكيافللي : (1469-1527): السياسة هي الكيفية التي يزيد بها الأمير نفوذه وسلطة العصبية القائمة.
مفهوم القرضاوي يتوقف هنا عند مفهومها في أوربا القروسطية بمسيحيتها الوافدة إليها من شرقنا الذي لم يعرف أية تجربة حكم ترقى إلى التجربة اليونانية أو حتى الرومانية. مع بعض الاستثناءات هنا وهناك مثلما عرفته مكة في العهد القرشي نسبيا من توافق بين العشائر استمر طويلا قبل أن يقضي عليه الإسلام.
في القرن السابع عشر: ومع بوادر الحداثة، بدأت سياسة "الأمير" تميل نظريا إلى خدمة مصلحة البلاد.
في القرن الثامن عشر: راح الحكم الملكي المطلق يفقد احتكاره للسلطة مع توسع السياسة لتطال مجموع الشؤون العامة.
مع الثورة الفرنسية: راح الفعل السياسي يتم باسم الأمة.
في القرن التاسع عشر: ظهور الأحزاب السياسية، ونهاية الحق الملكي الوراثي وإشاعة الديمقراطية في المؤسسات.
أما شيخنا القرضاوي، فقد عاد بنا في جولة طويلة مملة إلى موروثه الديني واللغوي حتى نفهم، حسب رأيه السياسة وعلاقتها بالدين. وفي الحقيقة، كان هذا ومازال ديدن الفكر العربي عموما الذي يبحث دائما، ربما لعقدة الدونية والتخلف، تجاه الآخر المتقدم، عن تأصيل كل فكرة والبحث لها عن جذر في التراث كنوع من التعويض عن النقص لكي لا نعترف للآخر بالفضل والسبق. شخصيا أشعر الآن بقدر كبير من التقزز عندما أتذكر كتبنا التعليمية وطرق التدريس التي كانت مسلطة علينا، وبعضها لا تزال قائمة تفعل فعلها السلبي في ناشئتنا، وكيف كان المدرسون يلزموننا عند تحرير مختلف المقالات والأجوبة وفي جميع المواد تقريبا، بضرورة الاستشهاد بما نحفظ من الآيات والأحاديث لتدعيم آرائنا وإلا اعتبرت ناقصة كنقص الملح في الطعام. ومع الصحوة عم هذا الاستشهاد السخيف ليطال حتى المواد العلمية المختلفة. ومن خلال متابعتي لتعليم أبنائي، لاحظت أن هذه الطريقة البائسة مازالت متبعة إلى حد كبير.
وهكذا فعل القرضاوي وهو يعالج علاقة الدين بالسياسة. حيث يقول: ((كلمة (السياسة) لم ترد في القرآن الكريم، لا في مكيِّه، ولا في مدنيِّه، ولا أي لفظة مشتقة منها وصفا أو فعلا... وقد يتخذ بعضهم من هذا دليلا على أن القرآن -أو الإسلام- لا يعني بالسياسة ولا يلتفت إليها. ولا ريب أن هذا القول ضَرْب من المغالطة، فقد لا يوجد لفظ ما في القرآن الكريم، ولكن معناه ومضمونه مبثوث في القرآن. فالقرآن وإن لم يجئ بلفظ (السياسة) جاء بما يدل عليها، وينبئ عنها، مثل كلمة (المُلك) الذي يعني حكم الناس وأمرهم ونهيهم وقيادتهم في أمورهم)).
يلجأ القرضاوي إلى هذا التكلف والجحود فقط لكي لا يعترف بتقصير الأسلاف وخاصة فقهاء الإسلام، بل والإسلام أيضا في هذا المجال وغير خاف تخلف الفكر السياسي الإسلامي في هذا المجال وهو ما يفسر تواصل الاستبداد طوال تاريخ هذه المنطقة حتى اليوم. ولكنه مهما فعل، فلن يقنعنا بعدم خواء الفكر الإسلامي من الفكر السياسي كما عرفته مجتمعات بشرية قبل الإسلام، وكما تعرفه المجتمعات الحديثة. بل إن أرقى ما وصل إليه هذا الفكر من خلال الماوردي مؤلف (الأحكام السلطانية) الذي تجاهله القرضاوي رغم أنه يعتبر في نظر الكثيرين منظر السياسة الإسلامية الأكبر، هو أن السياسة حكر على الحاكم لا غير وما عداه عبارة عن كَمٍّ من التُبَّع له عليهم واجب الطاعة والنصيحة. يقول المارودي في مستهل كتابه: ((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ نَدَبَ لِلْأُمَّةِ زَعِيمًا خَلَفَ بِهِ النُّبُوَّةَ , وَحَاطَ بِهِ الْمِلَّةَ، وَفَوَّضَ إلَيْهِ السِّيَاسَةَ، لِيَصْدُرَ التَّدْبِيرُ عَنْ دِينٍ مَشْرُوعٍ، وَتَجْتَمِعَ الْكَلِمَةُ عَلَى رَأْيٍ مَتْبُوعٍ فَكَانَتْ الْإِمَامَةُ أَصْلًا عَلَيْهِ اسْتَقَرَّتْ قَوَاعِدُ الْمِلَّةِ).
وهو ما يعني حسب الماوردي أن السياسة شأن رباني وأن الحاكم معين من الله وعلى المحكومين السمع والطاعة في السراء والضراء بشرط التزام الحاكم بمظاهر التدين وحضور صلاة العيدين وتقريب (العلماء) وتكريمهم.
بَحَثَ القرضاوي طويلا فلم يجد لمعنى السياسة في القرآن إلا معنى التحكم في الرعية والتسلط على البلاد. لم يجد إلا مفردات رأى أنها تقابل معنى السياسة (الحكم، الملك، التمكين..)، ومن أطرف الأمثلة عن ذلك قوله: ((وممَّن ذكره القرآن من الملوك: ذو القرنين الذي مكَّنه الله في الأرض وآتاه الله من كل شيء سببا، واتسع مُلكه من المغرب إلى المشرق، وذكر الله تعالى قصته في سورة الكهف، مثنيا عليه)).
ونحن نعرف اليوم أن ذا القرنين هذا كان الملك الغازي اسكندر المقدوني. فكيف يثني الله على هذا الوثني الذي أسال أنهارا من الدماء ليخضع ممالك وأمما تلبية لنزواته العسكرية؟ ولم ينتبه القرضاوي الذي استهجن تصور مكيافيللي للسياسة أن اسكندر المقدوني كان قد مارس نفس السياسة لتوطيد حكمه وكان مكيافللي معجب بدهائه. ولكن القرضاوي لا يستطيع أن يشكك فيما جاء في القرآن ولو تناقض مع حقائق التاريخ، ولهذا نجده أيضا يشيد بالفرعون الذي عاصر النبي يوسف !
وبعد الكد والعناء وجد في السنة مفهوما متهافتا للسياسة: ((على أن السنة النبوية قد وجدت فيها حديثا تضمَّن ما اشتقَّ من السياسة، وهو الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم")).
فأي سياسة هذه التي تجعل الحكم حقا إلهيا يكون الحاكم مسئولا عنه أمام الله وليس أمام الشعب؟ وتجعل البيعة مرة واحدة ومن يطالب بالحكم أو يحاول منافسة الحاكم القائم يستحق القتل؟ قد نتفهم شيوع هذه السياسة في قرون خلت أما أن ندافع عنها ونعتبرها بديلا ينافس السياسة الحديثة، فهو أمر مرفوض.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي عبد القادر انيس
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 27 - 01:19 )
وانا اقرأ مقالك تذكرت حديثا في الصحيحين -عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية ، وفي لفظ: فإنه من خرج من السلطان شبرا فمات مات ميتة جاهلية- فالحاكم وان فسق مادام يصلي ولو رياء يجب طاعته وانتظار التعويض والخلاص الربانيي يوم البعث
ومر بفكري المطالبات لبعض الاحزاب الاسلامية بالعودة للحاكمية الالهية والمنادات باقامة الخلافة والامة الاسلامية وباختيار الامير ومبايعته على كتاب الله وسنة رسوله
استاذي كيف سأبايع اندونيسيا او باكستانيا وكيف سيبايع مسلمو اندونيسيا مغربيا او جزائريا ثم كيف ستسري الاحكام الشرعية على هذا الكم من الشعوب التي لكل منها خصوصياته وتاريخه وان جمعهم ذات المعتقد؟
الاسلام يقدم نفسه على انه الحقيقة الثاتبة والمطلقة والقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان دون اعتبار لخصوصيات كل شعب الاثنية والتاريخية فما الذي يمكن اصلاحه من بين اساسيات هذا الدين وما الذي يمكن تجاوزه لتحقيق العدل بين المواطنين وضمان حق المواطنة لكل فرد؟
القرآن لا يحوي سوى حولي ال500 حكم فهل ستكفي


2 - تتمة
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 27 - 01:20 )
بعد كل التاويلات الممكنة والقراءات والاجتهادات في منحنا مشروع سياسي واضح المعالم يحقق العدل؟
هل سيحترم حقي بعد الوصول الى بناء دستور واضح يمس كل جزئيات حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كملحدة ويمنع اي اعتداء او مطالبة باقامة حد الردة بحقي؟
انه الهراء بعينه وما يقوم به دعاة الاصلاح من محاولات تجميل النص بوجهيه لجعله قادرا على مواكبة العصر هو المستحيل فبمجرد المس بجزئية واحدة تسقط كل المنظومة ويبين تهافتها
لماذا لا يقف اصلاحي واحد ويعلن ان الاحاديث الجنسية اسرائليات مدسوسة لتشويه الدين ولماذا لا يطالب بحذفها من الصحيحين ثم لماذا لا يصرحون بكل جرءة ان الشورى غير اجبارية وان للحاكم حق العمل بها او تركها وبذلك يكون دكتاتوريا كما عودتنا نظمنا العربية ان تكون وكما عودنا قهرنا السياسي على تقبل الامر والخضوع للحكام مهما كانت احكامهم مجحفة؟
القرضاوي والغنوشي وكل من ينادي بانشاء الدولة الاسلامية يعتمدون على الاغلبية الشعبية التي لا تدرك من دينها سوى ما تعلمته بالتواتر دون اي وعي بالجزئيات المثيرة للتسائل والحيرة لكن كما قلت لي وانا اثق بكل ما تقوله ستفهم الشعوب وإن آجلا تهافت الدين وعجزه


3 - الزميل عبد القادر والسيدة رويدا
صلاح يوسف ( 2011 / 7 / 27 - 09:09 )
حتى التعريف الذي جاء به القرضاوي هو تعريف قروسطي مهين إذا ما أخدنا بالاعتبار كيف تطور مفهوم السياسة من الحكم الإلهي المطلق إلى حكم الشعوب ومشاركتها في السلطة عبر أحزاب ونقابات ومؤسسات وانتخابات حرة ونزيهة تفرز ممثليهم في برلمان قادر على سن القوانين والتشريعات بعيداً عن كهنوت رجال الدين.
أشكر السيدة رويدا على التعليقات الرائعة وأضيف أن جميع محاولات إصلاح الإسلام بالعقل قد باءت بالفشل لأن معظم الإصلاحيين تعرضوا للتكفير وحرق الكتب والقتل في بعض الأحيان لذا أتفق معها بأن محاولات الإصلاح مستحيلة خاصة في ظل الفكر الرجعي المتحجر الذي يطرحه القرضاوي والذي يحاول التأسيس لمفاهيم حديثة بأدوات قديمة جداً.
شكرا للمقال الرائع


4 - المراوغون
سناء نعيم ( 2011 / 7 / 27 - 13:10 )
العالم كان صادقا مع نفسه حين صرّح في المؤتمر أن لا تعددية في الإسلام كما كان ماكيافيللي صادقا حين كتب كتابه الامير وقال -الغاية تبرر الوسيلة-وهو المبدأ الذي إتبعه القادة بما في ذلك نبي الإسلام الذي غلف مشروعه السياسي بغلاف سماوي لإضفاء الشرعية عليه.ورغم ان القرآن لا يحوي أي قانون للنظام السياسي،إلا ان المسلمين ركزوا على ماجاء في سورة المائدة:ومن لم يحكم بما انزل الله فأؤلئك هم....إلا أن القراءة المتآنية المحايدة تدحض إدعاءاتهم بأن الحاكمية لله بناء كما يردد اتباع سيّد قطب.ولو كان في الإسلام نظام سياسي واضح المعالم لما تفرّقوا وما زالوا متفرّقين ويرددون أكذوبة الإسلام دين ودولة!!
كل المشايخ إستمرأوا المراوغة والكذب لإستغفال الناس،ففي برنامج تلفزيوني ذكربيتي المتنبي:لوكان النساء كمثل هذه... لفضلت النساء علىالرجال،فماالتانيث..إلخ وأضاف قائلا أن المتنبي قالهما في مدح الخنساءوعندما راجعت ديوان المتنبي وجدت ان البيتين قيلا في رثاء والدة سيف الدولة.كل الإسلاميين يعملون على تزييف الحقائق التاريخية إرضاء لنفوسهم المريضة بإقامة شريعة الله على أرضه وهو ما أدى إلى إنتشار النفاق الإجتماعي


5 - تكملة
سناء نعيم ( 2011 / 7 / 27 - 13:37 )
فمع مظاهر الأسلمة الشكلية التي انتشرت في المجتمع،زادت السلبيات وكثر الفساد والكذب والغش ومازال الشيوخ والكثير من المسلمين يمنون النفس بقيام دولة الإسلام في كل العالم ويعملون على ذلك مستغلين مناخ الحرية الموجود في بلاد الغرب .مكان الدين(أي دين)هو دور العبادة حتى يظلّ معززا مكرما اما السياسة فلها اهلها وقانونها الذي يراعي ظروف العصر ومتطلباته.إن رحلتي من الإيمان إلى التأمل إلى الشكّ إلى السؤال إلى رفض الاديان كانت شاقة لكنها أفادتني بان لا امن ولا إستقرار إلا بتبني نظام يفصل بين الديني والدنيوي ويراعي حقوق مواطنيه بما فيها الحق في حرية المعتقد إلا ان هذه الامنية مستحيلة على الأمد القريب.
مع فا ئق تحياتي


6 - إضافات قيمة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 27 - 16:31 )
شكرا لرويدة، لصلاح، لسناء، على مداخلاتكم الهامة. المقالة لا يمكن أن تحيط بكل الجوانب، وهي تكتمل فعلا بمثل هذه الإضافات الحصيفة. لكم شكري وامتناني


7 - الاكتواء بنار الواقع
كنعان الكنعاني ( 2011 / 7 / 27 - 16:53 )
مشكلة شعوبنا المبتلاه بإرث ثقيل من تسييس الدين لن تنتهي في الأمد القريب، هذه الكتل البشريه مغيبة الوعي بحاجه إلى فقه جديد لواقعها، وبالنظر لكونها غير قارئه وكذلك لكون الخطاب الديني يلامس تركيبتها النفسيه العاطفيه فإن تبلور فقه جديد لديها لن يتم إلا عن طريق الاكتواء بنار الواقع بشكل يخيب أملها بالتيارات الدينيه السياسيه كي تبدأ بالتفكير في طريق جديد. ومما يساهم في التشاؤم هو مع الأسف ذلك الإستعصاء الخطابي بين المثقفين التنويريين وجمهور المتلقين من العامه لأن المصطلحات الحداثيه لا مرادف لها في ثقافتنا الشعبيه، فسلسلة محاضرات تنويريه يستطيع أمثال القرضاوي أن ينسف تأثيرها بجملة مسجوعه وهو يزمجر قاطب الحاجبين. مع التحيه


8 - الانجاز الاكبر للثورة المصرية ??!!!!
رامي الملحد ( 2011 / 7 / 27 - 18:28 )
تحقق اليوم اكبر انجاز للثورة المصرية !! فقد تم اليوم سحب جائزة الابداع الفكري للمفكر المصري الكبير سيد القمني !!!!!!!!
ومع ذلك انا مع الثورات العربية فالفوضى الخلاقة هي الحل فالعالم العربي والاسلامي بحاجة الى صعقات كهربائية مزلزلة.
انتظر مقالة من الاخ سيد القمني حول هذه القضية في هذا المنتدى.


9 - إلى كنعان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 27 - 18:42 )
شكرا سيد كنعان على المرور والتعقيب. أتفهم تماما تشاؤمك، بل أتبناه وهو دليل على رفض هذا الواقع لهذا تراني مضطرا لترك الباب مفتوحا أو على الأقل مواربا، للأمل، رغم أني أدرك تمام الإدراك أن ما نقوم به متواضع جدا، ولكنه لم يكن موجودا ولا كان يخطر على بالنا قبل عدة سنوات فقط، قبل أن يتيح لنا الإعلام الإلكتروني الفرصة للتعبير وتقديم وجهات نظر مختلفة عما هو سائد. وهذا هو واجبنا اليوم.
تحياتي


10 - إلى رامي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 28 - 08:57 )
شكرا رامي على التنبيه بخصوص سيد القمني. هذا رابط على مبررات السحب
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CBE3A582-978C-44DE-AD64-115CC42C7F45.htm
أشعر بالقرف والفزع من هذا القرار. هذه عينية بسيطة لما سيكون عليه الحل الإسلامي لو نجحوا في خداع الناس به.
أنا أيضا مع هذه الثورات رغم شكوكي، ولكن الاستبداد والإسلام السياسي توأمان عاشا من بعضهما. انهيار الأول سوف يعجل بانهيار الثاني
تحياتي


11 - بصراحه المسلمون في ورطه
محمد حسين يونس ( 2011 / 7 / 28 - 17:57 )
اذا كان المسلمون يخططون للعمل في وسط المجتمع الانساني بهذة المفاهيم التي تقصي الاخر فهم في ورطه لم يواجهونها في تاريخهم حيث كانوا الاقوى و الاغني فيفرضون رؤيتهم.. اما اليوم فحتي ثرونهم تتوقف علي عمل و رغبة و سماح الاخرين اى انهم ليسوا في موقف الاختيار .. شكرا علي الدراسه النقديه التي استفدت منها في فضح ما يضمرون.. تمنياتي


12 - الدين والأسلام
ميس اومازيغ ( 2011 / 7 / 28 - 18:41 )
ثم يقول: ((ومن الضروري هنا أن نقرِّر: أن مفهوم كلمة (الدِّين) ليس هو مفهوم كلمة (الإسلام) كما يتصور ذلك كثير من الكتاب المعاصرين. نعم يمكن أن يكونا شيئا واحدا، إذا أضفنا الدِّين إلى الإسلام أو إلى الله، فنقول (دين الإسلام) أو (دين الله) جاء بكذا أو كذا، أو هو الدِّين الذي بعث الله به خاتم رسله: محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل به آخر كتبه: القرآن الكريم. ولكن إذا ذكرت كلمة (دين) مجردة من الإضافة أو الوصف، فهي أضيق مفهوما من كلمة الإسلام، لأن (الدِّين) في الحقيقة إنما هو جزء من الإسلام)).
ايها الصيق العزيز تقبل تحياتي/ افلا ترى ان صاحبنا قال كل شيء بشان عقيدة نبيه فقط من خلال قوله هذا؟ الدين ليس سوى جزءا من الأسلام وليس الأسلام فاذا كا ن جزءا كما يدعي فانه يمكن فصله ليبقى الأسلام فما يكون اذا بعد ذلك هذا ألسلام؟ اليس هو اعمال الدين واعتماده من اجل تحقيق مآرب ألأسلامي؟ او بصيغة اخرى الن يكون السلام بعد ذلك سوى اداة تطويع الدين لخدمة مصالح خاصة؟
تقبل تحياتي


13 - أضعف الإيمان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 28 - 22:32 )
شكرا للأخوين محمد يونس وميس أومازيغ على المرور والتعقيب. من واجبنا فضح المدلسين والمخادعين، ولو أن هذا أضعف الإيمان اليوم.
تحياتي


14 - الثوابت الدينية تتكسر وتتفتت قبل أن تتغير
الحكيم البابلي ( 2011 / 7 / 28 - 23:39 )
مُفكرنا العزيز قادر أنيس
كيف تنتظر من القرضاوي وغيره من القوارض أن يتغيروا عما كانوا عليه في أواسط الثمانينات أو حتى اواسط جاهليتهم التي بدأت في القرن الأول للهجرة ؟ فالديانات سيدي بُنيت على الثوابت الحجرية الصماء ، والتي ستتفتت كلما حاول أي ( دْرِل ) تجميلها او إعطائها وجهاً حضارياً يلائمُ هذا الزمن المتحضر
من يعتنق الإسلام بالذات لم يقرأوا الحكمة - على شحتها - والتي جاءت عن لسان نبيهم المسمى ( اشرف الخلق ) : لا يُغير الله ما بقومٍ إن لم يُغيروا ما بأنفسهم
وأراك سيدي عبد القادر تطلب منهم نفس المستحيل !!؟ الا ترى عجزهم الآيدلوجي الوراثي ؟

شيئٌ مثيرٌ للقرف حقاً ، حين يتكلم القرضاوي عن ( الترجيح بالأدلة ) !! ثم يعقب كلامه في فقرة أخرى بقوله : ( فلا حجة في قول البشر ، إلا قول محمد الذي أرسله الله رحمة للبشر ) !! وسؤالي هنا : اين الترجيح بالأدلة في ما تعتقده عن محمد يا شيخ قرضاوي ؟
شكراً لقلمك التنويري يا خالق أنيس ، مزيداً من التعرية للصنم الذي طال تواجده بيننا
تحياتي


15 - ربما يحيا الخشب
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 29 - 07:52 )
شكرا يا حكيم على المرور والتعليق والتوضيح الثاقب. طبعا أنت تعرف أنني لا أنتظر من هؤلاء أن يتغيروا سواء دافعوا عن دينهم عن جهل أو مصلحة أو سوء نية. أملنا في يقظة الكثير من المخدوعين عن حسن نية بأوهام الدين. وربما يحيا الخشب.
خالص مودتي


16 - الفقية والسياسة
الناصر الجزائري ( 2011 / 7 / 29 - 17:57 )
القرضاوي فقيه أمير قطر وأصبح فقيه الناتو في حملته على ليبيا.وإذا لم تفهم الشعوب العربية ذلك فعلينا تقبل النظام الإسلامي تحت لواء هؤلاء الفقهاء إلى حين ينتهي البترول في منطقتنا العربية


17 - الحكيم البابلي
رامي الملحد ( 2011 / 7 / 29 - 19:13 )
من يعتنق الإسلام بالذات لم يقرأوا الحكمة - على شحتها - والتي جاءت عن لسان نبيهم المسمى ( اشرف الخلق ) : لا يُغير الله ما بقومٍ إن لم يُغيروا ما
بأنفسهم

الحكيم البابلي
تعقيب: من النادر جدا ان تجد(حكمة) مأخوذة من الاديان وتكون صالحة للعصر الذي نعيش فيه. فمن السهل جدا دحض وتفنيد معظم المقولات المأخوذة من الاديان وفي احسن الاحوال ان لم يستطيع الانسان دحض مقولة ما فانه يستطيع ان يجد مقولات اخرى في نفس الدين معاكسة ومناقضة لها تماما!!
بالنسبة للاية التي ذكرتها: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
يستطيع الانسان دحضها كالاتي: اذا القوم كان قد غير نفسه ( طبعا من المفترض نحو الافضل) فما حاجة ان يغيره الله ??!! فهو كان قد تغير نحو الافضل وانتهى الامر , الا اذا كان المقصود ان هذا المدعو الله سوف يعيد تغييره
الى ما كان عليه بالاصل اي قبل ان يتغير اى نحو ألأسوأ !!!
عفوا اخي الحكيم البابلي انا لا اقصد الاساءة وانما اعلق فقط.
ان اسوأ واتعس ما ابتدعه الانسان خلال مسيرة حياته وتطوره الطويلة هي ما يسمى بالاديان.


18 - إلى الناصر الجزائري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 29 - 20:18 )
شكرا للناصر الجزائري، على ذكرك لفقيه أمير قطر، وبما أن القرضاوي ينتقد مكيافللي بخصوص الغاية تبرر الوسيلة، فسترى أني سأتناوله بالنقد في المقالات التالية ونرى أنه لا يختلف عن مكيافللي من حيث عمله بهذا المبدأ : الغاية تبرر الوسيلة. مع فارق أن مكيافللي لا يستغل المقدس لخداع الناس عكس القرضاوي.
خالص تحياتي


19 - إلى رامي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 29 - 20:27 )
شكرا رامي على ملاحظتك الذكية ((ان لم يستطيع الانسان دحض مقولة ما (في الدين) فانه يستطيع ان يجد مقولات اخرى في نفس الدين معاكسة ومناقضة لها تماما!!)). وهذا يفضح الكم الهائل من الانتقائية والخداع في فكرهم.
طبعا بالنسبة لآية (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فكثيرا ما يلجأ إليها رجال الدين ليحملوا الناس كل المسؤولية عن مآسيهم ويبرروا ظلم الحكام بل وحتى الاستعمار. ويقصدون تغيير النفس من النوايا الخبيثة تجاه بعضهم البعض وإخلاص الإيمان لله، أما تغيير الوضع الاجتماعي والاقتصادي، فالأرزاق بيد الله!!!
تحياتي


20 - الأخ رامي المُلحد ، طاب يومك
الحكيم البابلي ( 2011 / 7 / 29 - 20:37 )
شكراً اخي رامي المُلحد
أعتقد إننا نقرأ في نفس الصفحة ، ولا أجد أي إختلاف في فكرنا وقناعاتنا فيما يتعلق بالأديان الترهيبية الثلاثة ، وكفانا العقل شر المؤمنين ................ آمين
تحياتي الأخوية ولا تحرمنا من تعليقاتك أخي العزيز


21 - رد شكر
رامي الملحد ( 2011 / 7 / 29 - 23:33 )
شكرا للأخ الكاتب الكبير عبد القادر انيس وكذلك للأخ الحكيم البابلي ولجميع رواد هذا المنبر الحر ولاسرة التحرير ايضا.


22 - الى من يهمه الامر
رامي الملحد ( 2011 / 7 / 30 - 09:00 )
لماذا ازيلت مقالة سيد القمني من الصفحة الرئيسية ??!! مع انها ظهرت فقط البارحة وهي على وشك الاختفاء كليا !!
هل من مجيب ??!!


23 - ماقل ودل .. بين العاقل والمعتل ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 7 / 30 - 21:23 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي عبد القادر أنيس ، والمقال فعلا يحتاج إلى أكثر من تعليق وسؤال ؟
1 : مهما غرد القرضاوي وأعوانه هيهات أن يفلحو في إخفاء القبح والشر الذي في ألإسلام ، بفضل الحاج كوكل وإخوانه وبفضل شيوخ التخلف والظلام ، فهيهات أن يصمدو بعد اليوم أمام الحقائق والواقع لأنهم أعداء كل نور وخير ومحبة وسلام ؟
2 : يقولون ديننا دين الكمال ويصلح لكل زمان ومكان والذي يسير بنا للأمام ؟
وسؤالي لخريجي غار حراء وتجار الوحي المنزل من قس وراهب وحاخام ، أين الحقيقة من الواقع والخرافات والأوهام ؟
1 : أين قانون العمل والنقابات ؟
2 : أين قانون المرور والسيارات ؟
3 : أين قانون الملاحة الجوية والبحرية والممرات ؟
4 : أين قانون السكن والإيجارات ؟
5 : أين قانون الصحافة والمطبوعات والفضائيات ؟
6 : أين قانون العمالة الوافدة وحقوق ألأقليات والحريات ؟
أم أن القانون هو السيف والبطش بالقيم والمحرمات ، التي لم ترتضيها حتى الحيوانات ، أم أن الضرب في الميت حلال مادام الشاهد غائب والإثبات ؟
مسك الختام صدق من قال ( أن العقل زينة وخزينة عند الحكماء والعقلاء ، وبطيخة ويقطينة عند ألأغبياء والمنافقين والجهلاء ) ؟

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية