الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد مؤيد عبدالكريم (حجي حامد) البطل الشعبي

أحمد الناصري

2011 / 7 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


جواب الى الصديق العزيز عبد الرضا حمد

الشهيد مؤيد عبد الكريم (حجي حامد) من أهالي بغداد منطقة الطوبجي، كان مقاتلاً في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وشارك في الثورة الفلسطينية، وحصل على دورات عسكرية في الخارج، وحاز على رتب ومواقع عسكرية في الجبهة، وقد أحبه أصدقائه ورفاقه في بيروت وتعلم لهجات وعادات وأكلات الفلسطينيين واللبنانيين، وكان صديقاً ومقرباً من الحزب الشيوعي العراقي.
بعد العدوان والاجتياح الصهيوني لبيروت في حزيران 82 وإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان توجه عدد كبير من الرفاق الى دمشق ثم عبروا الى كردستان. وقد وصلت مفرزة كبيرة الى بشتآشان في شهر 11 عام 82 ووزعوا على الفصائل والقواعد، وتجمع القسم الأكبر منهم في فصيل أسميناه تندراً فصيل (تحت البطانية) لأن الفصيل جديد وصادف أن شتاء عام 82 كان قاسياً وتساقط فيه ثلج كثيف يصل الى ارتفاع مترين أحياناً والموقع جديد ولا يوجد فيه حطب للتدفئة وللطبخ (الذي يحَضر ويجمع من وقت مبكر وقبل سقوط الثلوج) ولا توجد غابة قريبة لقطع الحطب مما يجعل الرفاق يتغطون بالبطانيات ويحكون ويتناقشون ويضحكون، وكان الصديق حجي عباس سميسم يقص علينا حكاية واحدة لكل ليلة بلازمة نجفية شهيرة (أكو فد واحد...) ثم يكمل الحكاية. وقد أبعدت الى فصيل (تحت البطانية) بعد مطالبتي بالتحقيق في جريمة تسليمي الى الأمن العام في بغداد تموز 79، وقد تعرفت على المجموعة الجديدة وعشت معهم أوقاتً رائعة وحكوا لنا قصة الاحتياج الصهيوني لبيروت بالتفصيل، وفي المقر ساعدتهم على تخفيف الظروف المعيشية الصعبة، وتعرفت على الرفاق حجي حامد وجابر وعباس سميسم والشهيد أبو عباس إداري الفصيل والشهيد أبو وطفاء وعدد كبير من الرفاق.
ما إن بدأ الربيع وفي يوم 1 أيار الدامي اجتاحت قطعان جلال الطالباني وناوشيروان مصطفي بشتآشان ونفذت مجزرتها الرهيبة بحق رفاقنا الأبطال، بالتعاون والتنسيق المباشر مع النظام الفاشي، وكان حجي حامد يقاوم في أحد المواقع، ثم بدأت المواقع بالتساقط بيد المهاجمين، وتوجه حجي حامد مع الشهيد أبو سحر والرفيق والصديق خالد أبو عبلة الى مقر المكتب العسكري لكي يتعرفوا على الموقف والوضع والتطورات ويستلموا الأوامر والتوجيهات الجديدة، وكان الظلام بدأ يحل ولا يمكن لهم تميز الأشخاص من بعيد، بسبب الظلام والصخور والأشجار والبنايات، وقد نادى عليهم من هم بالمقر بأنه من رفاق الحزب وبأن يتقدموا وما أن اقتربوا حتى فتحوا عليهم النار وكانت عناصر جلال قد وصلت الى المقر واحتلته وأستشهد على الفور الرفيقين (حجي حامد وأبو سحر) وأسر فيما بعد الرفيق خالد، وكان يمكن أن يجري أسر الجميع لأنهم داخل الكمين والطوق المحكم، لكنها الأوامر الصريحة من قبل جلال وناوشيروان والهستريا الوحشية، الفاشية والقومية، بتصفية الرفاق الأبطال، الى جانب الفوضى وانعدام الاتصالات بين مواقعنا وانسحاب المكتب العسكري قبل يوم من انتهاء المعركة الى منطقة (آمنة)!!
كان الشهيد حجي حامد قائداً عسكرياً ونموذجاً شعبياً نادراً للعمل بين الناس فهو شجاع ومحبوب ومقنع في حضوره. وهو من الطراز العملي، وكان يستوعب كل المواقف السياسية ويميز بين المواقف السليمة والخاطئة بذكاء نادر وهو النموذج الذي تحتاجه الحركات الجماهيرية الشعبية، وكان ودوداً وبسيطاً، يحب النكتة والمرح مع رفاقه وأصدقاءه، لكننا فقدناه بسهولة وبعدوانية وغدر، في ذلك الربيع الدامي في بشتآشان عام 83!!
لا أدري إن كان الصديق خالد قد سجل شهادته وفاءً لصديقه حجي حامد وللشهيد الغالي أبو سحر، حيث عاش مع مؤيد في بيروت وكردستان وتعرض معه الى الكمين القاتل والغادر من قبل عناصر جلال؟؟
هذه ورقة من أوراق كثيرة دونتها في الجبل وأسميتها (على حافة الشعر) وهي رثاء للشهيد البطل مؤيد عبد الكريم (حجي حامد)

1-

زرقة العينين كالبحر
كالشذر المصفى في العيون
والرأس المشبع بالبديهة
كنت تحب رائحة الديناميت والتبغ المعتق والكحول
تحب قميصك الأول وأغنية المتاريس
وبيروت الصديقة والمخيم
روحك لا تألف الجبن لا تعرف الصفقات والتدوير
واضحاً كالمصير الأخير
دخلت في زمن لا يمنح بطاقة العودة
وأنت لا تنظر الى الخلف
لا تطلب أمانا من الأيام
في بيروت أقمت مأتماً للماء
واستذكرت بشتآشان والبصرة
وسرت إليها بهياً حاملاً شمعة
والشمعة الآن تبحث عن جسد لا يحويه قبر!!

2-

أكتب عن حامد الحاضر
حامد المنسي
حامد المتراس
حامد الميت والمتروك في الغفلة
(ماذا سيقول الإنشائيون عنك أأسطر من النسيان؟؟)
من حامد المقتول في الظل
الى حامد المتروك في الظل
نسياك!! نسيناكم!!
من كان يدري بأن الأرض تنسى من يصاحبها
ويمد روحه جناحاً كي يغطيها؟؟
من كان يدري بأن الوقت يمسح ذاكرة الإنسان؟؟
يا حامد الخالد
يا حامد الباقي
يا حامد الحي الجميل!!
ها أنت تقيم في وحدتك
تقيم في غيمة
تقيم في العتمة
تقيم في الضوء
ها أنت تدور في أنهار الوطن
وتقف مئذنة في بشتآشان


3-

لذاك الطفل أسميناه حامد
أزرق العينين جاء
أسلمناه في بيروت للبحر، شرب الملح، مسحناه باليود والزيت المقدس كي يقاوم دوار البحر
وسبحنا له بالمحبة والسلامة!!
البحر حماه من البوارج والقنابل والطائرات
والريح كللت رأسه بالموج
وطاردت الشظايا
سلم الطفل مؤيد
جاءنا كي يكمل الرحلة أو يحمل موعداً للموت
محاطاً بالشواجير
يحمل ورداً وأغاني ونكتة لاذعة
يرسم الآن نشيداً من جديد
ويشتهي وردة العطر القديمة
يلقي أقواله على أرصفة الدنيا
يلقي أسئلة كبرى ولا يطلب جوابا
يودع وصيته للريح وللقمر وللصخور
يضحك مما كان ومما صار
يعرف أنه ميت
لا يهرب من رحلته
لا يترك دقائقه الأخيرة
لا يترك موقعه الأخير ولا يلقي سلاحه!!
يزداد صوت الأسئلة قبل موته بعد موته
أنني أنتظر اليوم ذاك الطفل المقاتل
سيأتيني بسيطاً واضحاً كالحلم كالصيف العراقي
شاخصاً كالمصير
متأهباً كضابط متفجرات
بسيطاً كالكلام العراقي
طيباً مثل قلب بغداد

4-

أنت في بيروت حاصرت الحصار
وقاطعت المكاتب
حرساً في الناعمة
مقاتلاً في الدامور
لم تنس مقهى أو رصيف
لم تنس بيتاً في المخيم
لم تنس طفلاً أو صديق

5-

نم معنا في قبرنا البارد
أو لا تترك قبرك الخندق
لا تبقى بين بين
فقد متنا جميعاً يوم مت!!

صديقك أحمد الناصري (أمين)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد ارحتني بكاء
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 7 / 27 - 20:08 )
كيف لي ان اكتب واقول لقد نقلناه من تلك الجحور المظلمه التي كان فيها شاب لا يعرف غير رفيق اسمه مجيد الاوتجي تعرف عليه علي فهد عندما كنا نسكن في الطوبجي سار معنا برهه التصق وتبادلنا انخاب العرق والحياة والكلمات
كنا نصعد باص رقم 44الى ساحة الشهداء ومؤيد لم يفكر قبل هذا الوقت ان يشتري جريده وتعلم ذلك بعد حين ثق لم نطلب منه شيء سياسي او الانتماء لكنه كان يعشق الصدق الذي وجده في مجيد الاوتجي ولمس شيء فينا
احمد ماذا اقول وكيف لقد فرحت بعد البكاء كمن يجد ان ابنه قد شرفه ولو انه ليس ابني وانما ابن الصدق والطهر والبراءه
احمد انا اليوم اشعر بالخجل من مؤيد لاني لم افعل ما فعل ولم اكن معه وقد حرمتنا الظروف غصبا عن بعض
احمد ساترك علي فهد يكتب عنه
شكرا


2 - الشهيد مؤيد عبد الكريم (حجي حامد)
أحمد الناصري ( 2011 / 7 / 27 - 21:41 )
عزيزي عبد الرضا بعد التحية
شكراً لك لأنك حرضتني على الكتابة عن الشهيد حامد لكننا وقعنا في خطأ نتيجة السرعة في الكتابة عن الشهيد، فهو مؤيد عبد الكريم وليس عبد الرحيم والأسم مذكور في قائمة شهداء بشتآشان التي أعددناها للقضاء. آسف على هذا الخطأ وأرجو من الأصدقاء في هيئة تحرير الحوار المتمدن أن يصححوا العنوان والأسم حيثما ورد مع التقدير


3 - لكم البقاء ولهم الزوال
كاظم الأسدي ( 2011 / 7 / 28 - 10:32 )
العزيز أحمد ... ما تدونه ليس وفاءا- لأولئك المناضلين الذين وفوا لمبادئهم وكفوا !! عبر سجون أعتى الطغاة وقبل معانات كردستان ..والتي توجت بإستشهادهم ... بل هي أمانه في أعناق كل الخيرين ؟؟ من أجل إعادة وتصحيح الذاكرة السياسيه العراقيه ؟؟ وليطلع الجيل الجديد على ذلك الجزءالمشرق و الحقيقي من النضال السياسي والمغيب قبل 2003 والمتنكر له بعد هذا التآريخ


4 - من أجل ذاكرة وطنية وأجتماعية للشهداء
أحمد الناصري ( 2011 / 7 / 28 - 11:07 )
شكراً عزيزي الأسدي، فواجب الوفاء للشهداء أمر طبيعي وضروري لاستعادتهم كي يعيشوا ويبقوا بيننا لأنهم فقدوا صوتهم الخاص. ألم يكوني أصدقائنا ورفاقنا وأهلنا الخلص تقاسمنا معهم أحلى الأوقات والمواقف والأحلام؟؟ أنها محاولة جادة لبناء ذاكرة وطنية وأجتماعية لتسجيل وأحياء ذكرى قوافل الشهداء من ضحايا الفاشية والقتل والاستبداد أينما حصل. أنها قوافل وأعداد هائلة وهي كارثة اجتماعية وسياسية وإنسانية تعرض لها مجتمعنا ولا يزال يشهد ويعيش بقايا الكابوس المرعب، لكن الكارثة الاخلاقية والقانونية أن ننساهم ونتنازل عنهم لأسباب ثانوية وغير موضوعية. لقد دعوت ولم أزل ادعو الى تسجيل كل شيء عنهم من أسمائهم على الأقل الى الذكريات والتفاصيل وهي كثيرة، لكن البعض تعب وأبتعد ونسى أو كبر وفقد ذاكرته أو بدل حياته بحياة ذاتية أخرى، رغم إن المنافي وبلدان اللجوء توفر الوقت والإمكانيات الفنية للكتابة أو إيصال المعلومات التي بحوزتهم الى من يهتم ويتابع الموضوع ويكتب عنه!!


5 - مره اخرى مع الاعتذار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 7 / 28 - 12:09 )
تحيه واحترام
ان تذكرهم والكتابه عنهم وعليهم واجب قد لا اكون ابالغ عندما اقول ان غير ذلك وبالذات الذين يملكون مثل هذه المعلومات او الذكريات انه نقص في الوطنيه او حتى القيم مع الاعتذار
ومن لا يتمكن من حسن الصياغه والكتابه عليه ان يسجلها بشكل نقاط وبابسط الكلمات لانهم لا يحتاجون الانشاء وحسن الكلام
تحيه لكم


6 - شكراً عزيزي عبد الرضا
أحمد الناصري ( 2011 / 7 / 28 - 13:11 )
عزيزي عبد الرضا
شكراً لأهتمامك ومتابعك الجادة والدئوبة. أقوم بعملية تحريك وتحريض تدريجي للأصدقاء للكتابة عن الشهداء وعدم نسيانهم بعد جريمة قتلهم الرهيبة. أتفق معك في رأيك وأزيد أنها خيانة للشهداء لا يوجد ما يبررها مهما كانت الأسباب والظروف التي تخلق وتنتج حالة الصمت!! لكن علينا أن نستمر بدق الجرس والقرع على خزان الصمت حول قضية أجتماعية وإنسانية كبيرة وحساسة هي جزء من تاريخنا وتجربتنا ودروسنا القاسية والمريرة. نحن نعيش في ظل مجتمع شفهي لا يهتم بالتوثيق والتسجيل، حيث لم يشارك الأدب والفن على نطاق واسع ومؤثر في قضية ومحنة الشهداء واهلهم. فكم كتاب ودراسة صدرت عنهم وكم رواية وقصيدة وفلم ومسرحية أنتجت عنهم، كمجموعة وقضية أو أفراد إنها معضلة حقيقية لكن علينا أن لا نيأس ولا نتوقف عن متابعة قضية بهذا الحجم وبهذا التأثير. لقد طرحت سؤالاً بسيطاً لكنه جارحاً وصادماً، ألم يكونوا أصدقائنا وأحبتنا واهلنا؟؟


7 - You Are just Lyer..!1
Haval... ( 2011 / 7 / 28 - 21:22 )
Dear the writer. I am a kurdish from your country. I would like to ask you that you go to speak about the communist shahid.Do you konw the Iraqi Communist party leader Aziz Muhamed killed 3000 thuosand members by Baaths party in 1977 when Aziz did an agreement with Fascist party.
Why you dont talk a bout that matter.!!!


8 - توضيح
أحمد الناصري ( 2011 / 7 / 28 - 22:18 )
عزيزي هافال تحية طيبة
أعتبر نفسي متابع جيد لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي والحركة الشيوعية العراقية، ولم أسمع أو اطلع على قضية قتل 3000 شيوعي عام 1977 من قبل عزيز محمد بواسطة البعث (في أفضل ترجمة لرأيك) أنني ضد التحالف الذيلي مع البعث (حسب مراجعات معمقة لاحقة) وقد كتبت آراء مفصلة في ذلك كذلك كتبت عن أصدقائي ومعارفي الشهداء. ربما تقصد الشهداء الذين سقطوا بعد الحملة الفاشية ضد الحزب بعد عام 79، وكنت معتقلاً لمرتين فيها، ولدينا شهداء كثر من 68 الى 79 أي حتى خلال فترة التحالف الخاطيء ثم لدينا شهداء من تنظيمات الداخل خلال الثمانينات وشهداء في كردستان ضمن حركة الأنصار، لكن لايوجد هذا الرقم المذكور من قبلكم في عام 77 أو الى عام 77، وهو رقم كبير لا يمكن اخفائه أو التستر عليه. الدقة والتوثيق العملي والدقيق تتطلب ذكر الحوادث والأرقام الحقيقية أو القريبة من الحقيقة لخدمة قضية الشهداء!!


9 - أحمد الأمين
عـبـاس سـمـيـسـم ( 2012 / 6 / 10 - 21:36 )
الرفيق والصديق الأبدي أحمد الناصري تبقى أميناً ووفياً لأصدقاءك ولرفاقك كما عهدناك دائماً
أحييك على إستذكار الشهيد الشهم مؤيد عبد الكريم والذي كان يضفي وجوده بيننا فرحاً وألقاً يحوّل مرارة بعض تلك الأيام إلى مسرات تنعش الروح والوجدان
المجد للبطل حجي حامد والذي لم ولن تفارقنا ذكراه مهما تقادم الزمن وكل التحايا لك لك العزيز الأمين أحمد


10 - الحجي الجميل
أحمد الناصري ( 2012 / 6 / 10 - 22:05 )
تسلم يا حجينا الجميل، برائحة مدينة الغري. من لنا غيرهم؟؟ وكيف نستردهم من كهوف الزمن والموت؟؟ لن ننساهم. مودتي

اخر الافلام

.. ?? حكومة اخنوش: إخفاقات التغطية الاجتماعية والدعم المباشر وس


.. لليوم الثامن على التوالي.. غضب المتظاهرين الألبان يشتعل أمام




.. كلمة الأمين العام


.. الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت




.. The Solution - To Your Left: Palestine | عركة التحرر - على ش