الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاسلام هو الحل

نزار كمال الدين جودت

2011 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل الاسلام هو الحل
منذ فترة ليست بالقصيرة يعم العالم الاسلامي ظاهرة الاخوية الدينية يمثل فيه خط الاخوان المسلمين التيار المعتدل سياسيا و الاوسع تنظيما خصوصا في مصر الاكثر تعقيدا حيث تمثل الثقل الثقافي للعرب ومركز الفلكلور احد اهم مؤشرات الرقي ألاممي وفي الواقع هذا الاعتدال هو الملفت للنظر لان الحدية هي احد صفات المسلم و الله يحب المسلم القوي والاسلام عبادة و تشريع فلا يمكن ان يكون الاعتدال نهجا اساسيا انما وسيلة للتدرج المرحلي يحتكم بعدها الى حد السيف ... اسلم تسلم .
القلق على مصر له ما يبرره ليس خوفا من وصول الاخوان الى مصدر القرار السياسي بجهدهم الذاتي انما تنصيبهم بجهد خارجي لاهداف عابرة للمرحله الراهنة في احتواء دور مصر الثقافي وليس من مؤهل لهذا الدور المبيد سوى الاخوان المسلمين بأسم الشرع .
ولكن اي اسلام يقصدون وعن اي اسلام يتحدثون ... عصر الخلافة الاول ام اسلام الامويين ام اسلام العباسيين ام اسلام البويهيين ام اسلام السلاجقه ام اسلام الخوارزميين ام اسلام الجلائريين ام الاسلام العثماني ام اسلام الصفويين ام اسلام المماليك ؟
فهذه دول و امبراطوريات سميت بأسمائها السياسية ولم يكن للدين فيها سوى الوعظ لحساب السلاطين .
منذ العهد الاموي لا يذكر التاريخ ثقافة حكم سوى النطع و السيف كقاسم ثقافي مشترك فهل القصد النطع و السيف هو الحل . ام ان الحل في كتاب الله .... كيف وعلمائنا الاجلاء يختلفون على تفسيرة حد التكفير وينتقون ما شأوا من السنة .
كيف يكون كتاب الله حجة واول من اسقط تفسيره في غير الغرض الذي نزل من اجله الامام علي حين قال لا تجادلهم بالقران فأنه حمالة اوجه او حين قال كلام حق اريد به باطل عندما رفعت المصاحف على رؤس الرماح مطالبين الحكم الى كتاب الله .
ان اسقاط استعماله في غير العمل الصالح يعود الى ادراك الامام المسبق بخطورة تفسير اياته لغير الموحى به و من تحول المسلمين من امة الى ملل .
ان الاستعانة بأقوال اكرم ائمة المسلمين لتذكير الناس من ان الشر يعرف كيف و اين يختبيء.
عن اي حل يتحدثون هل هو الحل السلفي في محاكات الاسلام الاول و العودة بالزمن الى الوراء بكل بساطة ناسين القرد المعتلي ظهورنا بكل ثقلة التأريخي الطويل هل هو الحل الصوفي الزاهد المستفيد من طاقة الروح كما لدى فقراء الهنود في الابهار مع بقائهم فقراء هل هو الحل الشيعي الحسيني في الاصلاح وتثبيت الدين .... تتحول بعدها ثورة الحسين الشهيد الى نواح و بكاء بدل العمل و الاصلاح .
اليس الاستشهاد وحب ال البيت فخرا و شرفا في عقيدتنا وهما صورتان لمعنى واحد فكيف اصبحت الصورة واحدة و المعاني مختلفات .
نصف الحقيقة تقول المرء لاينتهي الى رثاء الانسان و ازدرائه الابملاحظة نقائص نفسه فأذا اشاح بعد ذلك عن الانسانية فأنما يشيح عن ما اكتشفة داخل ذاتة و كلما زاد اعتقادة بأن الاخرين خير منه زاد قسوة وعلى هذا الوهم يقوم جزء كبير من ثقافة التمذاهب وتجد تلك النفوس نفسها عادة على السطح في العمق المشترك في النقطة التي تتشابك مع غيرها سواء في تجفيف الدين في السلفية او السباحة خارج الماء كما في الصوفية او المبالغة في ممارسة الطقوس و الشعائر كما في الحسينية لينتهي الجميع الى هوية عدائية
ليزداد مجمل الواقع انطباقا على نصف الحقيفة .
الاول في المجتمعات قليلة الحظ في التطور و نفوس عريقة في البدائية حسبنا ان نقول ان العقل و الغريزة هما صورتان من الوعي عندما يقترب فيهما الانسان من الغريزة على حساب العقل فتنزع هذه الغريزة الى ان تحتضان افرادا وتطرح اخرين ليثوى الواجب الانساني في العمل الصالح كما اراد الله في الثمرة المحرمة في الامتناع عن الشر .
القانون الالهي الطبيعي لا يطلب اقامة الشعائر و الطقوس كمجرد حركات كما وصفها الامام الصلاة عادة و الصيام جلادة ولا يطلب افعالا يتجاوز تبريرها حدود العقل الانساني فلا يمكن الخلاص بأيمان وحدة فالايمان بدون عمل صالح يخدم الناس ايمان ميت .
ان القداسة في المعنى الذي يحث على التقوى وان الكتاب لا يعني شيئا و ان الكلمات لا تكون نقية في ذاتها الا بوحي الفضيلة و الحث عليها لذلك كان تقديس الحرف وقوع في الوثنية و تقبيل الكتب المقدسة و تطعيمها بالذهب و وضعها على الرؤس او في احجية على الصدور وقوع في المادية الحسية .
لاتعني هذه التعرفة انكار قدسية الكتاب لان القدسية تعزى الى الكتاب لو كان غرضة التقوى و التدين يكون الكتاب مقدسا او من عند الله طالما يحث الناس على ممارسة الفضيلة وبقدر ما يؤثر في الناس تزداد قدسيتة بما يوازيها .
ولا يهم ان يكون الله روحا او نارا او نور او فكرا فلا شأن لنا بالعلم الالهي الصادر عن ماهيته في الضرورة و الطبيعة فاليتصور كل انسان هذه الامور حسب علمة و عقليتة الخاصة ولا يدرك اهمية ذلك الا من يفكر في المصلحة العامة وخطورة فرض التفسير حسب الهوى السياسي .
هذا الاختلاف و التمذهب الذي نراه الان هو نتاج سير طويل يجوز لنا ان نستنتج مما نرى من غرابة و مخالفة للعقل ان احد ميزات الفكر الميل الى الغريب و اللامعقول كنا لنقول انها فعل الغريزة لولا انها تنبجس في الذهن لتحل محل غريزة ما ... كيف اتفق للاديان ان تبقى بعد زوال الخطرالذي عمل على و جودها ولماذا تطورت بهذا الشكل المدمر لروابط المجتمع وكان من الممكن ان تزول ولكن لماذا لا تزال موجودة رغم ان العلم قد سد الفراغ الخطر الذي يتركة العقل بين مادتة و صورتة .
هل يمكن ان يكون معنى ذلك حاجة الطبيعة لبقاء النوع حيث تحتاج الحياة هذا التوقف او الدوران في مكان واحد في سبيل مركمة الحال بعد فشل العلم في احداث التغيير الحتمي و لا يزال بعيدا عن تفسير الحياة تفسيرا فيزيائيا كميائيا و ان ما توصل له العلم لا يمكن ان يفهمة عامة الناس لتبقى الدوامة تشد المجتمع و تضغط بة الى الاسفل لينبجس عنة نقيضة في وثبة خارج الدوامة يسميها الفلاسفة بالحيوية في فهم جديد فية الخلاص او المخلص من ظاهرة الافتراس التي تسود الان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا كان الاسلام حلا فأين المشكل؟
جيفري عبدو ( 2011 / 7 / 29 - 00:23 )
وهل المشكلة تحل بمشكلة ياأخ العرب؟
الإسلام مشكلة وليس حلا
الاسلام يقتضي منا أن نبقى قابضين على مفاهيم بالية أتت من القرن السابع الميلادي و نطبقها في كل العصور ضاربين بعرض الحائط ديناميكية التاريخ وجدليته
واذا استسغت أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقبلت بهذا المفهوم
يبقى الاسلام هو الحل على رأي اخوتنا المصريين
وتقبل تحياتي


2 - الاسلام هو الحل-وجدلية التاريخ؟
د.عبد الجبار العبيدي ( 2011 / 7 / 29 - 15:55 )
عليك اخي العزيز د.جودت ان تعرض الرأي بعرض وجهة نظر جديدة الى الوجود والمعرفة والتشريع والاخلاق والجمال والاقتصاد والتاريخ،حصرا من النص وتفسيرة تفسيرا بعيد عن نظرية الترادف اللغوي الذي ابتلانا بها رجال الدين.اعتقد ان العمود الفقري للعقيدة الاسلامية هو قانون التطور حيث تكمن عقيد التوحيد ،وقانون تغير الاشياء ،وانطلاقا من هذه النظرية يجب ان ينظر للاسلام لا من وجهة نظر رجال الدين والاخوان المسلمين والسلفيين والامويين والعباسيين والبويهيين والسلاجقة والعثمانيين.فهل بامكانك وامكان الاخرين المتحدثين عن ايديولوجية التغيير وديالكتيكية التطور بوضع منهج جديد ،اذا كان ذلك صحيحا فلمَ فشل الاتحاد السوفياتي بعظمته عن تحقيق الديالكتيك،واليوم يفشل الغرب في تحقيق نظرية آدم سمث في الاقتصاد الرأسمالي العتيد؟ان منهجية الاسلام قائمة على البينات المادية واجماع الاكثرية، وان حرية التعبير وحرية الرأي والاختيار ،هما اساس الحياة الانسانية.ومن وجهة نظري عليك ان لا تلوم الاسلام والمسلمين،فهذا الذي نراه مطبقا عادات وتقاليد جاهلية لا علاقة لها باسلام كل الاسلاميين..علينا اليوم ان نقرأ جدل الكون والانسان في قواني


3 - الاسلام هو الحل وجدلية التاريخ ؟ 2
د.عبد الجبار العبيدي ( 2011 / 7 / 29 - 16:24 )
قوانين جدل الكون،هنا تستطيع ان تقف على عناصر المعرفة الانسانية في التطبيق. لا كما يطرحه الاخوان المسلمين والسلفيين واصحاب الفرق الخائبين .دعني أقول لك ان لا اسلام بعد محمد(ص) ،فقد شوهته الفرق وقلبته الى عادات وتقاليد.وكل ما يجب ان نقوله ان الاسلام طرح فكرة الامن والامان والكفاية والعدل بقوانين،وكلها اليوم بلا تطبيق ،فلا الاخوان السُنة ولا الشيعة ولا المالكية او الحنفية اهلا للتطبيق.مقاليد الحكم انتقلت للجميع ولا تطبيق ،وها تراهم اليوم يتخبطون في دياجير الظلام والمصالح الفردية والحصيلة لا اسلام ولا مسلمين،ولا توراة ولا أنجيل بل غابة للوحوش والمتوحشين وياليت الانبياء ما جاؤا وياليت الكتب ما نزلت ليبقى عذاب الله منتقما من كل من خان وغدر للذين خربوا قوانين الله والسماء والدين.أمة لا تستحق التنزيل،فهل ستتواصل القراءات المعاصرةالى نتائج جديدة بقوانين مغايرة لما هو سائد الآن في التراث الديني الذي مسخته الفرق دون دليل،فنحن لازلنا نفسر القرآن بنظرية الترادف اللغوي،فهل نستطيع انكار الترادف،وهل سنعتبر الانسان في يوم من الايام كائن ناطق مفكر اجتماعي مادام المتحكم هم رجال الدين؟لا مستحيل. .


4 - الى الاستاذعبدالجبار
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 8 / 17 - 14:58 )
د عبد الجبار
السلام عليكم
ليس هنا مستحيل يا اخى
لا تيأس من روح الله
تحياتى لحضرتك وللاستاذ المبدع كاتب المقال نزار جودت على فكره الراقى وارجو منه ان يتواصل معنا بالتعليق

والسلام عليكم