الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والالحاد

نبيل العدوان

2011 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالتاكيد هناك لبس وخلط بين العلمانية والالحاد, بدات هذه الفكرة تتبلور براسي اثناء مشاهدة المقابلة التلفزيونية للدكتورة وفاء سلطان على قناة الجزيرة, في اثناء الحوار مع الشيخ الذي كان بحالة لا يحسد عليها فقد ظهر عليه مظهر الاسى والاضطراب والارتباك, فلجا لاتهامها بالالحاد وسالها عدة مرات اذا كانت ملحدة ام لا , وحينها ردت عليه بجواب قوي وكنت قد اقتبست هذا القول مرارا بالسابق, فقالت ليس من شانك , كل انسان حر بعقيدته يا اخي اعبد الحجر لكن اياك ان ترميني به. منذ سمعت هذا القول تاكدت ان لا علاقة بين العلمانية والالحاد

فان كانت العلمانية هي مبدا فصل الدين عن الدولة ,فان الايمان بعقيدة معينة هو امر خاص وعلاقة شخصية بين الانسان وما يؤمن به, وعلينا ان نتجنب الخلط بين الاثنين, يعني باختصار العلمانيين ليسوا ملحدين كما يعتقد البعض فهذا المفهوم خاطئ ويجب معالجته الى ان تتغير هذه النظرة الخاطئة, وللتاكيد بان هذا الخلط سائد ويطغي على معظم الناس حتى المثقفين والمتعلمين ولا يقتصر على اتباع ديانة معينة, فقد التقيت مؤخرا مع عدد من اصدقاء الطفولة وايام الدراسة والمرحلة الثانوية و هم جميعا خريجي جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا , رجال اعمال واطباء ومهندسين , فقررت ان اثير هذا الموضوع لاكتشف كيف يفكرون وما هو مفهومهم للعلمانية , فعلا صدمت حين وضعت الموضوع بين ايديهم وطلبت ان نتباحث به لمعرفة راي كل واحد منهم, لكن وجدت الكثير من التردد وتجنب عدد لا باس به الدخول بالموضوع وذلك نظرا للخوف والمفهوم الخاطئ ان العلمانية هي الكفر بحد ذاته, فوضعت الحوار بنصاب معين وضمن اسئلة محددة وكانت كما يلي, هل تؤمنون بفصل الدين عن الدولة؟ وما رايكم بالعلمانية؟ وايهما الافضل نظام حكم ديني (شريعة) ام علماني؟طبعا البعض قبل الحوار وعدد منهم فضل النظام الديني واصر على ربط الدين بالدولة وفئة قليلة فضلت الفصل بين الدين والدولة وارتات ان الدين هو سبب الكثير من النزاعات والحروب , وما نشهده اليوم من اقتتال

ما اريد ان اقوله هنا ان التردد من الدخول لمناقشة الموضوع او التهرب وعدم الخوض والاجابة الغير واضحة لاكثرهم على الرغم من انهم حاصلين على اعلى درجات العلم .الخوف هو العامل الرئيسي من ان يتهموا بالكفر, فطريقة تفكير الاغلبية من الناس مبنية على نظام ومفهوم خاطئ, وكما ذكرت ايضا التردد في مناقشة الموضوع لم يقتصر على اتباع ديانة معينة انما شمل اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية, فالجميع تردد وتحفظ ربما لاعتبارات وحساسيات كثيرة ولدتها التربية الخاطئة. بالختام ملاحظة وتنويه ان مؤيدي الدولة الدينية واعتماد الدين كمبدأ لبناء دولة ونظام حكم مستمد من الشريعة كان من بعض اتباع الديانة الاسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موافقة تامة للأخ نبيل العدوان.
حمدان عليان ( 2011 / 7 / 29 - 11:37 )
أوافقك اخي نبيل على كل ما جاء في كلمتك في مسألة التمييز بين العلمانية و الالحاد ..و هو الأمر الذي نحن بصدد مناقشته مع الاخوة الملحدين..
و أضيف لما قلت أن عامة الناس و حتى بعض المثقفين مازالوا يخلطون بين الشيوعية والاشتراكية و بين الديمقرطية و العلمانية وبين العلمانية و الالحاد..
و طبعا هذا الخلط ينتج أحكاما مؤسفة على أتباع التوجهات المذكورة مثل الكفر،و الردة ، و العمالة ، و التآمر.. الخ من النعوت التي راح ضحيتها الكثير من المثقفين المحترمين..
اذن لابد من الحذر في استعمال المصطلحات لنشر توعية علمانية بناءة..
و عدم التسرع في التعليل الميتافيزيائي كالاصرار على ربط العلمانية بالالحاد حتى لا يقع اجهاض العلمانية قبل استتباب ممارستها ..
ثم لماذا يشذ ملحدونا عن الفكر الالحادي في الغرب حيث يتمتع الناس بثمار العلمانية كمنهج حياة مدنية يضمن حرية الاعتقاد و الالحاد و كل ما لا يؤثر سلبا في الشأن السياسي؟؟


2 - الاستاذ نبيل العدوان
فرح يوسف ( 2011 / 7 / 29 - 22:19 )
لماذا كل هذا الخوف على الدين من العلمانية؟
وهل الله ضعيف ويحتاج الى دولة وجيش يحميه ؟
استاذ نبيل موضوع مهم جدا ,خصوصا في هذه الظروف الراهنة التي يمر بها العالم العربي,وخصوصا من بعض الحركات التي بدات تتنامى وتنادي بالدولة الدينية والغاء المواطنة
تحياتي لك


3 - صباح الخير
هالة عجمو ( 2011 / 7 / 31 - 07:21 )
معك حق استاذ نبيل في كل ما قلته ,فكل من لا يرضى بدولة دينية يوصف بالكفر او بالخيانة,
ازمة حقيقية فعلا , فلا وجود لاي دولة في اي دين, لكن الدول وجدت بانظمتها ومؤسساتها قبل وجود الديانات المسماة بالسماوية
وكان مشاكلنا كلها ستحل عندما يصل رجال الدين الى السياسة
الرب يباركك


4 - صح يا استاذ نبيل
James Peter ( 2011 / 8 / 1 - 04:52 )
صح يا ليندا المحترمة الدين لا توجد به دولة و لكن الدولة يجب ان يتواجد بها اديان اذا كان هناك حرية الاعتقاد و العبادة...ومتى كان العلماني ملحدا ؟؟؟
هل العلم يؤدي الى الكفر ؟
للأسف حاليا نسمع في بلادنا هذه الجملة في كل لحطة و خاصة من ذوي حملة الشهادات
يبدو ان اسكات الافواه لعدم نطق الحق هي كلمة : ملحد
ملحد اصبحت كلمة لاسكات نطق الحق : لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوؤكم
لكن هل الاسكات يعني تخريس؟
اذا اسكتك احد ما عن نطق او قول الحق فهذا لا يعني أنه أخرسك
والله زمان..كل يوم نسمع اختراع جديد
رجال الدين يظنوا انهم اذا اصبحوا حكام البلاد فكأنهم و صلوا للجنة وانتهت كل مشاكلنا
ســؤالي هل رأيت رجل دين فقير ؟؟؟؟؟
ياترى من يدفع لهم كي يعلو صوتهم ؟؟؟


5 - العلمانية هي الحل
جيني ( 2011 / 8 / 2 - 01:11 )
فكرة العلمانيٌة ليست جديدة أبدا
فهي تقابل تماماً كما يُقال في القول القائل
الدين لله والوطن للجميع

وأعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر

لذلك الطريق لحل كل مشكلاتنا هي العلمانية

العلمانية كما ذكرت أستاذ نبيل لا تعني الإلحاد
إحترامي

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah