الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراما..وتسييس التاريخ

جمال الهنداوي

2011 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جدل كبير واعتراض وخلاف في وجهات النظر وصلت الى حد التأزم..هو ما سبق ورافق الإعلان عن عرض مسلسل الحسن والحسين فى رمضان المقبل ..ورغم قرب عرضه على شاشات الفضائيات فان مشاكله وأزماته غير مرشحة للتوقف ولفترة قد تتجاوز مدة عرضه المقررة على مدى ايام الشهر الفضيل..
فبعد ازمة الرفض الذي واجه إنتاجه من قبل عدة جهات إعلامية، مثل قطاع الإنتاج فى التلفزيون المصري والعديد من القنوات الفضائية والجهات الإعلامية، وبعد اعتذار عشرات الممثلين والممثلات من عدة دول عن تجسيد أدواره، وبعد منع تصوير حلقاته فى عدة دول عربية..وبعد اعتبار عدة جهات ان النص التاريخى للمسلسل أكبر عملية نصب واحتيال وتزوير معاصر للتراث الإسلامى. تأتي الفتاوى الفقهية الصادرة من العديد من الجهات الدينية وخصوصا الازهر الشريف بعدم جواز عرضه بسبب تجسيده للشخصيات الدينية التاريخية كدرة لتاج التقاطع مع هذا العمل المثير للجدل.. ولكن على الرغم من إصدار الأزهر لهذ الفتوى يبدو انه لن يلتفت اليها الا من قبل التليفزيون الحكومى الذى يخضع لأسس ومعايير رقابية تحدد ما يمكن عرضه على شاشاته.وهذا قد يحيلنا الى الحجم الحقيقي للعناوين العريضة التي تتصدر هكذا اعمال عن موافقة ومطابقة النص الى الضوابط الشرعية والنصوص التاريخية..ومدى تدخل الشأن السياسي في طرح الموضوعة التاريخية وتحري مصداقية ووثوقية المادة المقدمة للجمهور المتلقي الواسع وسع الفضاء الذي تتداول من خلاله هذه الاعمال..
وما يثير الانتباه في هذه المعمعمة هو في تجاهل الجهة المنتجة لجميع الفتاوى الدينية العديدة وضربها بعرض وطول حائط التوظيف السياسي للتاريخ والاستخفاف بالمراجع الدينية التقليدية مثل الازهر الشريف والاعتماد على اجتهاد التسميات الملتبسة مثل من يصفون بكبار العلماء وهي التسمية التي يدخل تحت معطفها-او عباءتها- العديد من فقهاء الدفع المسبق وفى مقدمتهم الدكتور يوسف القرضاوى الذي سارع الى منح اجازته وبركته -وقد يكون حتى دعاؤه المتهجد الدامع الشهير- للعمل رغم عدم اطلاعه الا على اول خمس حلقات وملخص بسيط للعمل..
وحتى الجهة الشيعية التي تركزت الانباء على تقاطعها مع عرض المسلسل فكانت اهم فقرات اعتراضها تتلخص في ان الممثل السوري الذي سيجسد دور معاوية سبق له وان ظهر"بادوار سابقة وهو يحتسي الخمر ويجالس السافرات باوضاع غير لائقة"..مما قد يحيلنا الى احتمال ان عرض هذا العمل من الاهمية بمكان للجهات الداعمة حد تخليق وانشاء مراجع دينية مجيزة ومعترضة بما يمكن تحمله على حد سواء..وان هذا الامر قد يكون بداية لاعلان مرجعيات دينية تكون اشد التصاقا بقوى الاستبداد العربي واكثر ابتعادا عن الازهرغير المسيطر عليه تماما وغير المأمون تأثره بمناخ الحرية والانفتاح الفكري الذي يتسلل متسيداعلى ارض وسماء وثقافة المحروسة..
وهذا مما يزيل اللبس عن شبهة النوايا السياسية التي تتخابئ خلف توقيت هذا العمل وطبيعته ومما يفسر ذلك الاصرار الاقرب الى التماوت على عرضه رغم جميع هذه الاعتراضات والفتاوى..والاسراف في استخدام الغريب من الحيل الشرعية للتنصل من الالتزام بالفتاوى رغم مفصليتها الحاسمة في شرعنة وأجازة النصوص الدينية .. والاستناد على أن فتاوى الأزهر بعرض أو منع الأعمال الفنية غير ملزمة للقنوات الفضائية التى تعرض الأعمال الدينية مشتشهدين-للغرابة-بما ملأوا الدنيا صراخا وعويلا واعتراضا عليه من مسلسلات اخرى مثل يوسف الصديق ومريم المقدسة.
وقد تكون السلاسة التي تبدو على القائمين عن مثل هذا العمل والخفة التي يتعاملون بها مع مسألة تجسيد الصحابة على الشاشة رغم السوابق التاريخية الرافضة لهذه الممارسة مؤشرا على وجود اجندات سياسية قد تدفع الى عرض العمل رغم جميع الاعتراضات.. لان هناك اكثر من سبب يدفع للاعتقاد بالحمائية القوية التي يتحصل عليها القائمون على هذا العمل..وعلى اتكائهم على ضوء اخضر سياسي من قبل اطراف قد تكون بحاجة لتقديم تصور وتفسير خاص للنص التاريخي يخدم اسقاطات معينة تروج لمتبنيات واجندات سياسية لبعض الدول الموظفة والمسوقة للخلافات المذهبية ضمن المجتمعات الاسلامية..وهو ما يدفع الى اليقين بان المسلسل سيعرض..وسيتم عرضه على عدد كبير من القنوات خلال شهر رمضان المقبل ..وسيغض النظر عن كل ما اصدره الازهر او الجهات الدينية الاخرى..ولن يكون لهذا الجدل الذي يثار حوله اي تأثير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية