الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب إعادة الاعتبار للزعيم عبد الكريم قاسم وتقييم ثورة 14 تموز

وداد فاخر

2011 / 7 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


حلت علينا ذكرى 14 تموز ثورة الشعب العراقي في العام 1958 والتي أطاحت بالحكم الملكي وأقامت سلطة الشعب بواسطة الجمهورية العراقية بقيادة أنزه واشرف شخصية وطنية عراقية عرفها التاريخ العراقي المعاصر وهو الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم . والزعيم العراقي الوحيد الذي اجمع العراقيون قاطبة بمختلف طيفهم الجميل على حبه والالتفاف حوله ماعدا زمرة معروفة جيدا من أعداء الشعب العراقي تحالفت لفترة معينة وضمن حلف الكراهية المعروف ووفق النظرية التي تتماشى مع المفاهيم الميكافيلية التي تقول : (عدو عدوي صديقي ) .
فقد تآمرت على ثورة 14 تموز جبهة واسعة وعريضة من أعداء الشعب العراقي ضمت التحالف البعثو – قومي – ناصري ، وبعض الرموز الدينية التي لم تتفق على شئ إلا في ذلك الظرف وضد العراق بالذات من سنة وشيعة وكما يحصل الآن في بعض التحالفات المشبوهة ، مسنودين بقوى خارجية عربية وأجنبية تقف على راس تلك القوى الولايات المتحدة الأمريكية ومصر ( العروبة ) ، حتى تحقق لهم ما يريدون من أهداف معادية للشعب العراقي عندما نجحوا في الوصول للسلطة عن طريق انقلاب فاشي وبتخطيط أمريكي وبسلاح وأموال مصرية وعربية .
لذلك يعرف كل العراقيين إن ما قاساه الشعب العراقي من محن ومآسي طوال أربع عقود ونصف العقد من الزمن ومنذ استيلاء حزب العفالقة على السلطة في انقلابهم المشؤوم ما هو إلا نتاج ذلك التآمر الذي اضر العراق والعراقيين وأرجعهم سنينا طويلة للوراء في تسلسل غريب لدكتاتوريات عجيبة تناوبت على السلطة في العراق الجريح وكان آخرها ما قامت به الفاشية العفلقية من قتل وتخريب وجرائم عديدة تقف على رأسها جرائم حلبجة والأنفال والاهوار وتهجير ، وحروب عبثية أضرت بالاقتصاد العراقي وحفرت المئات من المقابر الجماعية لشرفاء العراقيين . ثم جاء التحالف البعثو – وهابي المدعوم إقليميا وعربيا لإكمال ما خربه النظام الفاشي ولتثبيت روح الانتقام منه عن طريق " مقاومته الشريفة " التي أثبتت الأحداث الأخيرة من خلال التعامل المكشوف لقوات الاحتلال مع شخوصها وازلامها من القتلة والمجرمين صحة تبعية العفالقة لمن اركبهم القطار الأمريكي في أول مجيئهم للسلطة .
لذلك يتوجب على حكومة السيد نوري المالكي أن تعي ذلك الدرس الكبير يوم تهاون الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم مع القتلة والمجرمين من العفالقة تماشيا مع سياسته الخاطئة التي كانت تقول " عفا الله عما سلف " ، ومقولته الشهيرة :
" الرحمة فوق القانون " ، وأن تضرب بقوة وبدون رحمة وبعيدا عن الخوف ، أو التردد من سلطة الاحتلال التي توفر الدعم المكشوف لقوى الإرهاب البعثو – سلفي ، مستندة على الملايين التي خرجت للتصويت لها بدلا من مغازلة هذه القوى الإرهابية وتسمية الأشياء بغير مسمياتها عندما تقول : " البعث الصدامي " لان هناك بعث واحد لا غير والحزب الفاشي هو الذي أنتج المقبور صدام حسين ولم يكن العكس . وما نراهم من إرهابيين ملثمين يجوبون شوارع العراق لإشاعة الرعب فيه هم أنفسهم من خرج يوم 8 شباط الأسود لقتل العراقيين بدباباتهم ورشاشات بورسعيد التي زودهم بها المقبور جمال عبد الناصر .
لذا فمن باب الوفاء لثورة 14 تموز وزعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم أن يتم إعادة تقييمها ورد الاعتبار لزعيمها البطل الذي استشهد غيلة يوم 9 شباط الأسود وبنفس الأيدي المجرمة التي توجه سهام الغدر والحقد على شعبنا الآن وبعد الإطاحة بسلطتهم الفاشية مع رفاقه الأبطال . ولا تزال مسامع العراقيين تشمئز من الاستشهاد من قبل رئيس الوزراء السابق الجعفري باسم شخصية ممقوته لدى العراقيين ومن المتآمرين عليه عندما أطلق على " حفصة العمري " اسم شهيدة وتناسى ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم الذي لم يفرق في زمن حكمه بين أي من أبناء الشعب العراقي وفي أي بقعة من الوطن العراقي .
لهذا يأمل كل الخيرين من شرفاء الشعب العراقي وخاصة من عاشوا الفترة الزاهية لثورة 14 تموز أن تكون مبادرة حكومة المالكي بمستوى الطموح الشعبي لكي تكون حكومة كل العراقيين واعتبار يوم الرابع عشر من تموز اليوم الوطني العراقي .

آخر المطاف : " إني أسمح لنفسي أن أبدي ملاحظاتي وأستميح كل مناضلي الحزب الديمقراطي الكردستاني والشعب الكردي الذين مارسوا أدوارهم في تلك الفترة عذراً لأن أقول وبصراحة بأنه كان خطأً كبيراً السماح للسلبيات بالتغلب على الإيجابيات في العلاقة مع عبد الكريم قاسم، مما ساعد على تمرير مؤامرة حلف السنتو وعملائه في الداخل والشوفينيين وإحداث الفجوة الهائلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وعبد الكريم قاسم. فمهما يقال عن هذا الرجل فإنه كان قائداً فذاً له فضل كبير يجب أن لا ننساه نحن الكرد أبداً. لا شك أنه كان منحازاً إلى طبقة الفقراء والكادحين وكان يكن كل الحب والتقدير للشعب الكردي وكان وطنياً يحب العراق والعراقيين وكان التعامل معه ممكناً لو أحسن التقدير "
رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني
من كتاب: البارزاني والحركة التحررية الكردية

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.org
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى وداد فاخر
مكارم ابراهيم ( 2011 / 7 / 30 - 19:29 )
تحية تقديرية الى الشروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
شكرا لك استاذ وداد على هذه المقالة وارحب بك باسمي في موقعنا موقع الحوار المتمدن
واتمنى ان لاتنقطع عن مشاركتنا في ارائك السياسية القيمة
تقبل مني كل الاحترام والتقدير
مكارم ابراهيم


2 - الاستاذ الغالي وداد فاخر مع الاعتزاز
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 31 - 09:53 )
اهلا باطلالتك بعد غياب

مقالك في محله وفي وقته

النخب السياسية العراقية تفتقر لرمز وطني

بل تتشظى في إقامة الاعتبار لاي رمز مثل تشظيها في الرؤى السياسية

لا يوجد رمز وطني عراقي جامع غلا الزعيم عبد الكريم قاسم

اتمنى ان يعتبر بورقيبة العراق
او اتاتورك العراق
او جورج واشنطن العراق , مؤسس الجمهورية والمتفاني في سبيل تثبيت ركائز الدولة العراقية رغم كل ما له وما عليه

الشعب العراقي بحاجة غلى رمز ثقافي سياسي يلتف حوله , والزعيم هو الانسب ومسئولية المثقفين العراقيين تنصب في التعريف بحياته والبحث في دفاتر رؤيته السياسية وموقفه من العراق

إعادة الاعتبار له يمكن ان ينطلق انطلاقة قوية فقط في تاسيس مركز ابحاث يحمل اسمه وينطلق لدراسة حياته الشخصية والسياسية بالتفصيل

دمت بالف خير ايها الصديق العزيز


3 - لاتطلب الحاجات إلا من أهلها ؟
كاظم الأسدي ( 2011 / 7 / 31 - 14:30 )
الأستاذ العزيز وداد تحيه بصرا ويه وسلام شروكي ...لاحاجه لذكر أهمية وروعة ماجاء في المقال ؟؟ فقد سبقني الاخوة الكرام في ذلك ..ولكن بودي التنويه الى ما جاء في مطالبتك من رئيس الوزراء للضرب بيد من حديد ...؟؟؟ وأعتقد أن هناك قول عراقي مأثور نصه {{ لا تطلب الحاجات إلا من أهلها ....!!! }} وأعتقد أن الزعيم والزعيم فقط هو أهل لها ؟؟
أما من يتخوف من ذكر ثورة 14 / تموز وقائدها الشهيد منذ إستلامه الموقع ولحد الآن ...فهو لايختلف عن غيره ممن حكم العراق بعد الزعيم {{ بإستثناء إختلاف الظرف والوقائع }} .... وأن شعلة الزعيم الوطنيه وحبه لشعبه ونزاهته فهي تأنيب ضمير لكل أولئك الذين أملت عليهم مواقع المسؤوليه عدم إنصاف الثورة كما تناسوا ذكر زعيمها ومآثره في كل أرض العراق وكردستان خصوصا- !!إن الموقف من الشهيد الخالد هو القاسم الحقيقي للعراقيين بين وطنيين محبين ومضحين لشعبهم وعملاء عبيد لأسيادهم محبين لأنفسهم لاغير ؟؟

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار