الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصر نظر .. أم تبعية عمياء؟

احمد حسن _ شاهوز

2011 / 8 / 1
القضية الكردية



العالم المتغير من حولنا يفرض علينا أن نكون واقعيين وعمليين أكثر من أي وقت مضى، أما الانجرار وراء انساق وقراءات عامة بدون استيعاب حساسية وجدية المرحلة التي نمر بها يوحي بوجود حالة من قصر النظر أو احتمال التبعية لأنساق أخرى لا علاقة لها بالمصلحة الكردية العامة.
لماذا الواقعية؟ لأني أجد بعض الكتاب يركزون فقط على ضرورة المشاركة بدون قيد أو شرط في كل أمر مرتبط بالوضع السوري الحالي. وهذا الأمر يدعوني للتعجب لأنه لا يوجد في أي ظرف سياسي أو تكوين اجتماعي سياسي يقوم بالركض خلف الآخر بدون شروط حتى أن الأتباع أحيانا تكون لهم شروط ليقوموا بأداء دور التبعية على الأقل في مقابل الحصول على مبلغ معين. ولكن الظروف التي تمر بها سوريا تظهر انه على الكرد أن يكونوا أكثر حساسية وجدية في التعامل مع القضايا العامة والخاصة التي تشابكت لحد كبير ولا يمكن الفصل بينهما في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة وخاصة سوريا. حيث انه في مؤتمر انطاليا رفض الإخوان بشكل قاطع أي حل للقضية الكردية أو أي شكل من دولة لا توفر لهم ظروف السيطرة والاستبداد الذي بدؤوا بإتباعه منذ تلك اللحظة التي قاموا فيها بالتحضير لذلك المؤتمر. التهجم الذي قام به الإخوان ضد (الشيخ الكردي) كان نابعا من توجهين أي بسبب طرح فكرة تخالف نظرتهم إلى المستقبل الذي يأملونه وأيضا لأنه أساسا لا يردون الاعتراف بالكرد إلا في إطار التبعية ومن منطلق أنهم سوف يعيدون أمجاد الأمة الإسلامية بقيادة اردوغانية ومساندة أمريكية وان تكرموا وتقبلوا الكرد ضمن أمتهم الإسلامية بحكم إنهم الأسياد فهذا يجب أن يكون مصدر فخر للكرد(حسب نظرتهم). والمؤتمرات اللاحقة كانوا أكثر وضوحا في تعاملهم مع الكرد، وكما يقال المكتوب مبين من عنوانه، لكن بعض الأخوة الكرد يصرون على السير خلفهم في الحين الذي لا يتقبلون من إخوتهم الكرد أن يرفعوا شعاراتهم الكردية التي تطالب بحل القضية الكردية. وهذا موضوع آخر يطول الحديث عنه.
على الكرد طبعا بهذا الخصوص أن يظهروا مواقفهم التي تعبر عن توجههم في كيفية التعامل مع الأحداث الحالية أو المستقبلية. فسوريا التي تجد حصول الكردي على الجنسية العربية شيئا عظيما يجب أن يحمد ربه عليه لا يمكنها أن تحقق حلا لأية قضية عالقة في سوريا بمثل هذه الذهنية، لكن ما الفرق بين تلك الذهنية وذهنية الإخوان الاروغانيين التي ترفض الكرد؟ّ! رغم إنهم ما يزالون مضطهدين بالمثل من قبل النظام الحاكم في سوريا. أي أن الكرد عليهم دراسة هذا الواقع بجدية وتحديد ثوابتهم وفقها.
قصر النظر يمكن أن يكون نابعا من رغبة إسقاط النظام بأي شكل كان، هذا جانب له مسوغاته ولكنه لا يعبر عن الحقيقة كاملة حيث أن الذي يرفض أي حل للقضية الكردية في أي بقعة من الأرض هي تركيا وهي تتبنى الإخوان في هذه اللحظة من تاريخ سوريا. المشروع التركي واضح جدا حيث يتم طرح العثمانية الجديدة وهذا توجه قومي تركي مدموج بتوجه إسلامي سياسي منسق وفق رؤية أمريكية للمنطقة، وعلى الأقل لو أرادت تركيا حل القضية الكردية أو لو تقبلت الحقوق الكردية لكانت فعلت ذلك ضمن أراضيها ومع الكرد المتواجدين في شمال كردستان. لكن رغم فوز الكرد في الانتخابات البرلمانية إلا أن حزب العدالة والتنمية يمارس شتى الألاعيب والمؤامرات التي تستهدف الكرد. وللتذكير فقط علينا التوضيح بأن ما حصل ويحصل الكرد عليه في تركيا ناتج عن نضال لا هوادة فيه سواء سياسيا أو عسكريا. لذا لو أردنا أن نحل قضيتنا (الكردية) إلى جانب تطوير الحل الديمقراطي تحقيق سوريا المستقبل وفق توجه ديمقراطي حقيقي علينا أن لا ننجر خلف ألاعيب الاردوغانيين وأتباعهم، لأنه لن يحل القضية الكردي بل سيعقدها أكثر وأساسا اردوغان يقول إن هؤلاء أتباع زردشت وليسوا مسلمين ويرفض صلاة الكردي الحر.
إذا كان اردوغان المثل الأعلى على هذا القدر من الشوفينية تجاه الكرد ويحتقر تاريخهم ووجودهم وإسلامهم ايضا فكيف بكم أن يتعامل أتباعه الإخوانيين مع الكرد في سوريا المستقبل؟
لذا كرديا يتطلب تكثيف الجهود وتوحيدها في سبيل تحقيق حل عادل للقضية الكردية، وهذا ايضا يتم بالنضال والمثابرة وعدم الانجرار وراء المصالح الشخصية. ففي مثل هذه الظروف كيفما يجب أن لا يصبح الكرد آلة للنظام كذلك يجب أن لا يصبحوا آلة للآخرين بل الأحرى بهم أن يحققوا وحدتهم وان يسيروا في اتجاه التعامل مع الأحداث من منطلق الأولية لحل القضية الكردية وتحقيق الديمقراطية في سوريا. أن المطالبة بالحقوق الكردية لا يتعارض مع نضال الديمقراطية والحرية في سوريا، لأنه أصلا الذين يتعرضون للإنكار والاضطهاد المزدوج هم الكرد وإذا تكلل نضال الشعب الكردي في تهيئة ظروف حل القضية الكردية فهذه تعتبر أعظم خطوة في طريق النضال الديمقراطي الذي يشمل سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية