الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا كفار قريش

ابراهيم الزيني

2011 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- خيبر .. خيبر .. يا يهود
جيش محمد سوف يعود

- رفع صور بن لادن في ميدان التحرير
- انسحاب قوي الثورة من الميدان

يوم الجمعة 29 يوليو هو يوم فارق في الحياة السياسية المصرية يقف أمامه المحلل وقفة خاصة ليكتشف المشهد السياسي علي حقيقته.. ذلك المشهد الذي يلقي الضوء علي مستقبل مصر في المرحلة القادمة..
قبل الجمعة المذكورة بعدة أيام كان هناك اتفاقاً بين كل القوي السياسية التي تشكل 28 حزباً وجبهة ثورية مع التيار الديني ممثل في الإخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة وكذلك السلفيين والجماعة الإسلامية والأحزاب الإسلامية الجديدة مثل النور والفضيلة .. ثم الإتفاق علي أن تكون الجمعة مليونية تسمي " لم الشمل " وتم الإتفاق علي عدم رفع أي شعارات خاصة بأي تيار سوي لم الشمل وأن المصريين يداً واحدة بكل توجهاتهم السياسية، واتفقوا علي سبع مطالب فقط يطالبون بها المجلس العسكري وحكومة عصام شرف..
في ليلة الجمعة مساء الخميس، فوجئ المعتصمون في الميدان بالتيار الديني كله يقوم بعملية غزو للميدان علي طريقه غزوة الصناديق، وقاموا بوضع منصاتهم في الميدان ووضعوا عليها شعارات اسلامية حول تطبيق الشريعة الإسلامية، بالإضافة الي شعارات دينية أخري ..
وفي صباح الجمعة فوجئ الناس بمئات الأتوبيسات القادمة من المحافظات تفرغ رجالها في الميدان حاملين معهم أعلام السعودية وصور أسامة بن لادن، بالإضافة للهتافات التي تعود بنا الي العصر الإسلامي الأول مثل " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود " و" بالروح بالدم نفديك يا إسلام " ومثل ذلك من الشعارات الإسلامية وأحتل شيوخ الإسلام المنصات وظلوا يرددون هذه الشعارات..
والملاحظ أن نغمة الاستعلاء علي الجميع كانت ظاهرة جلية من كل من تحدث في وسائل الإعلام من الإسلاميين وهم فخورون بما استطاعوا جمعه من أفراد داخل الميدان معلنين قدرتهم علي الحشد وسط تهديد متعالي بالقدرة علي جمع أضعاف هذا العدد في مليونيات قادمة.
في نفس اليوم ومرادفاً للهجوم الإسلامي علي الميدان، كان هناك هجوماً من نوع آخر قام به عشرات الملثمين في مدينة العريش الحدودية علي قسم ثان العريش، وقاموا بقتل جنديان وضابط وبعض المدنيين، بالإضافة الي الإصابات وحسب شهود عيان فإن المعتدين كانوا يتحدثون بلهجة لبنانية وفلسطينية، وكانوا يرفعون شعارات إسلامية وقدموا بسيارات من رفح والشيخ زويد.. وربما تجيب الأيام القادمة علي العلاقة بين الهجوم علي العريش والهجوم الديني علي ميدان التحرير..
ويبقي سؤال نوجهة لهذه الهجمة " للتيار الديني علي ميدان التحرير.. ما قيمة رفع هذه الشعارات الدينية وما جدوى تهديد اليهود في هذه المرحلة من الثورة وما الهدف من هذا الحشد الضخم الذي يحمل صور لزعماء الثورة وكأنهم كفار من ما حدث لصورة عمرو حمزاوي..؟
ولماذا محاولة إقصاء التيارت الليبرالية واليسارية من المشهد .. هل يري رجال التيار الديني أن الآخرين هم كفار قريش كما أشار تعليقهم علي صور التيار السياسي في مصر .. لسنا كفار قريش وليس يهود اليوم هو يهود خيبر علي من رفع هذه الشعارات أن يدرك أن 90% مسلمين وأن 10% من المسيحيين وهم أكثر المسيحيين في العالم تديناً.. فلسنا في مصر من يحتاج الي خطاب ديني لأننا لسنا كفاراً؛ بل مصريين متدينين لكننا لا نحب أسامة بن لادن ولا نحب أن تكون مصر خومينية مثل إيران حتي لو كانت سنه..
أما عن اليهود فليس يهود اليوم هم يهود خيبر، إن اسرائيل تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية وتملك أقوي جيش في الشرق الأوسط، بالإضافة الي أنها تملك حماية أوروبا وأمريكا.. فإذا كان هدف التيار الديني السيطرة علي الحكم لمحاربة اسرائيل فهم إذن لا يحبون مصر، لأنهم سوف يدخلونها في حروب متصلة لن تنتهي وسوف يزداد المصريين فقراً ولن تكون هناك عدالة اجتماعية ولا حرية في ظل حكم التيار الديني .. فماذا تريدون؟..
هل تريدون نشر الإسلام في مجتمع مسلم..؟
أم تريدون تحقيق مصالحكم الشخصية علي حساب الشعب المصري.. ألا يكفيكم أنكم تبيعون منتجكم الديني منذ أربعين عاماً مثل السيطرة علي نفوذ الفضائيات والكتب الدينية والملابس التي تدعون أنها إسلامية وحتي ألوان الطعام.. ألا يكفيكم ما نجحتم فيه من تغييب المصريين حتي أصابهم التخلف والإنحطاط، وأصبحت مصر من دول العالم المتخلف..
إن المصريين صحوا من ثباتهم ولن تعود مصر الي الوراء أبداً وهم في طريقهم الآن للمستقبل، لبناء مصر حديثة يستحقها هذا الشعب الذي بني أقدم وأطول وأعظم حضارة في التاريخ، فأفيقوا أيها السادة .. لسنا كفار قريش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وما يُعيبكم في كفار قريش ؟
ماجد جمال الدين ( 2011 / 8 / 5 - 08:02 )
كفار قريش بدياناتهم ألوثنية أو ألمسيحية وألصابئية بثقافتهم وإنفتاحهم ألإجتماعي وتسامحهم جعلوا مكة من أفضل حواضر الجزيرة ألعربية وشرعوا ألأشهر ألحرم وحلف ألفضول ألذي هو من أرقى ألنظم ألمدنية وألذي لم يأتي ألمسلمون بمثله طيلة 1400 عام ..
ألا ليتنا نجابه ألإسلامويين ألمعاصرين بذكر الحقيقة كاملة بدون خوف ، وألّا نستعمل مصطلحاتهم ألترهيبية والكاذبة .


2 - لن يفيقوا
ناديه احمد ( 2011 / 8 / 5 - 08:28 )
لن يفيقوا لانهم بالفعل منتبهين وواعيين . وهم يرون الحقيقه واضحه جدا . وهذه الحقيقه هى مصالحهم ـ ايا كانت ـ والفرصه التى يجب ان يقتنصوها ولا يتركوها تضيع سدى , لانهم يعرفون انها فرصتهم الاخيره . انهم بالفعل اقوياء بالسلاح وليس بقوة الايمان ولذلك فأنا متأكده من انهم سوف يسقطون , فالسلاح لا يصنع حضاره ولا يبنى , قد يصنع لنفسه عرشا فوق حضاره ولكنه ابدا لن يستمر ويوما سوف ينهار عرش الجماحم .سلاحهم الثانى هو نشر الجهل (ولا تسألوا , والله هو الشافى , وغيرها من عبارات ) ولكن الناس الان تعرف قيمة العلم وكيف تحيا الشعوب التى اتخذت العلم سلاحا وكيف تحيا الشعوب التى قبلت بالدوله الدينيه


3 - إنهم يحفرون قبرهم السياسي و الإجتماعى بأيديهم
AmirBaky ( 2011 / 8 / 5 - 17:52 )
السلفيون حبسوا الإسلام فى الجغرافيا بمجتمع بدوى بمنطقة الجزيرة العربية و حبسوه فى التاريخ من عصر سحيق منذ 1400 عام. يسعون لبدونة المجتمعات بحجة نشر صحيح الدين بالقوة و البلطجة. يقرون بأن الإسلام لا يصلح لجميع المجتمعات بتصرفاتهم. يقرون بأن الجلباب و اللحية سنة وركوب الجمال و الدواب ليس سنة لإصرارهم أستخدام السيارات التى صنعها الغرب الكافر. روجوا بأن الخروج على الحاكم حرام شرعا حتى لو جلد ظهرك وأخذ مالك فلم يشاركوا المصريين فى ثورتهم وروجوا بعد ذلك بأن استحلال الحرام هو كفر بإجماع أهل السنة. ليكفروا العلمانيين و الليبراليين لأنهم قاموا بهذة الثورة. أستخدموا الكذب و التقية فى الترويج للإستفتاء السابق نحو نعم. خنثوا وعودهم مع باقى القوى السياسية. لم يطبقوا أى حد لقطع اليد أو الرجم أو الجلد على بعضهم بعض كما لو كانوا مجتمع بشرى لا يخطئ. كل أساليب الكذب و التقية مارسوها بأسلوب ينفر الجميع منهم.

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال