الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي كردستان

دانا جلال

2011 / 8 / 5
القضية الكردية


رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي كردستان
لمْ يعدْ خافياً على القاصي والداني بأن الإسلام الأردوغاني هو (الإسلام الأمريكي بإمتياز) الحامي لمصالح إسرائيل ؛ أجلْ إنه إسلام تركي داخليّاً وأمريكيّ- إسرائيليّ خارجيّاً في الوقت نفسه ، وكيف لايكون كذلك وتركيا عضو بارز مؤثر في حلف(ناتو) تربطه العشرات من المعاهدات والإتفاقيات السياسية والعسكرية والإقتصادية والثقافية بإسرائيل وأمريكا، اللتين تتمتعان بالقواعد العسكرية الكثيرة كقاعدة انجيرليك؟ وعليه ليس هناك أيّ تعارض للسياسة الخارجية التركية مع السياسات الأمريكية- الإسرائيليّة ، وبالأخص مايتعلّق بالشرق الأوسط ، بل هناك تعاون مصيري وثيق و مشهود؛ بحيث خوّلت الإستخبارات الأمريكية النظام التركي للتدخل في أحداث سورياً حدّ الخيار العسكري ، بعد اليأس من إعادة تأهيل النظام البعثي ؛ لضمان مجريات الأجندة الأمريكيّة- الإسرائيلية، المحفوفة بالمخاطر المقبلة ؛ من جرّاء انتصار الثورة السورية، وهكذا راحت تركيا تنفذ سيناريو (الحلّ الواقي) بتأهيل (الإخوان المسلمين) وبعض الأكشاك السياسية المرتزقة ؛ ليكونوا البديل المقبل المضمون والضامن لمصالح أمريكا وإسرائيل وتركيا على الصّعد كافة، أمّا طموحات ثوّار سوريا الشباب والقوى والفصائل الوطنيّة والديموقراطيّة العلمانية ؛ في سبيل إرساء دولة النظام العلماني (فصل الدين والطائفية عن السياسة) دولة المواطنة والقانون وضمان حقوق الإنسان، والإعتراف بالهويّات الثقافية للإثنيات والأطياف الأخرى كالشعب الكردي الذي يتجاوز عدد نفوسه ثلاثة ملايين نسمة في عموم سوريا، فلا ذكر لكلّ ذلك في حراك مؤتمرات (المعارضة السوريّة!) التي ينظمها العرّاب العثماني أردوغان بكلّ حماس ، ويصرف عليها بكلّ سخاء؛ نشداناً للربح المستقبلي الغزير! وطمعاً في تحقيق مآرب البانتركيسميّة التي دأبت تركيا تسعى إليها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي باعتبارها " العالم التركي من البحر الأدرياتيكي حتى سور الصين العظيم "! بل ان تركيا تحسب الشرق الأوسط والقفقاس Hinter land (حديقة خلفيّة) بصفتها مجالاً حيويّاً تحقق فيه مصالحها الخاصة خارج حدودها.
وهنا نتساءل: أين محل الشعب الكردي في سوريا ونضاله المديد من الإعراب في هذا الحراك بأحزابه وتنظيماته البالغ عددها حوالي دزينة ونصف الدزينة وشبابه المتحمس المنخرط في الإنتفاضة الشعبيّة؟ والجواب هو : للأسف إنه مهمّش، بل ملغيّ ؛ لأنه متشرذم يفتقر إلى وحدة الكلمة والصف القومي والموقف الموحّد القوي ، بل تستمريء فصائله السياسية الإحترابات الدونكيخوتية التي طالما يؤججها جحوش القلم البخسيّ الثمن؛ لصالح أجندة الأغراب والأعداء الذين طالما يفعّلون "فرّقْ؛ تسُدْ" و" الغاية تبرّر الوسيلة" ، فإذا ما إستمرّ الحال هكذا ؛ سيفوز الشعب الكردي في سوريا بحزام آخر أبشع وأثقل وطأة ، ألا وهو(الحزام الإسلامي السلفي والشوفيني) إضافة إلى (الحزام العربي) الحالي ! إذ سرعان ما يكشّر قراصنة الثورة المضادّة من الأصوليّين وعملاء تركيا وغيرها عن أنيابهم الحادّة والسامة مثلما يحدث في تونس ومصر، ومثلما حدث في إيران حينما ركب آيات(الله!) الموجة وسرقوا ثمار نضال الشعوب الإيرانية لعقود طويلة.
لتولستوي العظيم قول بسيط ، لاأروع منه وهو : " لايوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يجهل مواضع قوّته" وتعميماً له نقول: " لايوجد شعب ضعيف، بل يوجد شعب يجهل مواضع قوّته" وهذا ينسحب على الشعب الكردي في غربي كردستان. أجلْ ؛ فعليه نبذ (الإحترابات الأخويّة!)، وبذل غاية الجهد ؛ من أجل وحدة الصف القومي ووحدة الكلمة، فالإتحاد ، وليس التشرذم، هو ما يمنح الثقل والزخم والتعجيل للحراك السياسي الكردي ، ولسان حالنا هو ماكان الأمريكيّون يردّدونه في(14تموز1775) يوم توقيع وثيقة الإستقلال الأمريكي: " علينا العمل مجتمعين؛ وإلاّ لهلكنا منفردين" والتأكيد الستراتيجي في هذا الحراك على كون قضيّة أكراد سوريا قضيّة شعب عريق مستلب الحقوق على أرضه التاريخيّة منذ آلاف السنين ؛ تستوجب الإعتراف الدستوري بوجوده و بهويّته القوميّة وحقوقه المشروعة المكفولة في القوانين والمواثيق الدوليّة، وليست هي مشكلة أفراد (مهاجرين وافدين!) ينتظرون منّة منحهم الجنسيّة! ويجب عدم الإذعان لأيّة قوى سورية أو خارجيّة لتكريس ورقة مظلوميّة ونضال الشعب الكردي في سوريا ؛ لتحقيق مآربها التكتيكية والستراتيجية. أجل؛ الحذر كلّ الحذر من قوى وفصائل المعارضة السورية الساعية لإستغلال الحراك السياسي الكردي وتحريفه عن مساره القومي والوطني ؛ لتحقيق أهدافها التكتيكية والستراتيجية، ومن ثمّ التنصّل من الوعود والعهود والمواثيق، بل تهميشها والإنقلاب عليها، ففي تجربة العراق الراهنة أسطع دليل على تحوّل حلفاء الكرد إلى خصوم شرسين كالعفالقة. إن التاريخ يعظنا بدروسه مراراً؛ فلماذا لانتعظ، مادام لايقدّم دروسه مجاناً؟!
وهنا لابدّ من التأكيد بأن مصائر حركات التحرر الوطني الكردي في أجزاء كردستان الأربعة مرتبطة جدليّاً ببعضها البعض ، وإن أيّ انتصار أو أيّ انتكاسة في أيّ جزء منها؛ يؤثر حتماً في الحراك الثوري في باقي الأجزاء، ولابدّ من التأكيد أيضاً على ان أعداء حركة التحرر الكردية رغم كلّ خلافاتهم وصراعاتهم متحدون دوماً ضد طموح الشعب الكردي المشروع في تقرير مصيره.
وختاماً نوجه نداءنا إلى جميع القوى والفصائل والشبيبة الكردية في سوريا؛ لعقد مؤتمر، في كردستان العراق ؛ بغية إعادة ترتيب البيت الكردي في سوريا وتوحيد الصف القومي والإتفاق على برنامج موحّد يشتمل على الأهداف التكتيكية والستراتيجية لحراك الشعب الكردي، وتوضيح وتحديد علاقته بفصائل وقوى المعارضة السورية.وطبعاً نوجّه نداءنا في الوقت نفسه إلى حكومة وأحزاب ومنظمات كردستان العراق ؛ لرعاية المؤتمر المقترح، وإلاّ هل أن تركيا هي الأحق بتكفل مصير سوريا من كردستان العراق؟!

1- جلال دباغ – كاتب وناشط سياسي
2- احمد رجب – كاتب وصحفي
3- د. مؤيّد عبدالستار/ أديب وباحث
4- د. مهدي كاكائي : كاتب وباحث
5- سهيل الزهاوي: كاتب وناشط سياسي
6- د. توفيق آلتونجي: أديب وباحث
7- هشام عقراوي- كاتب وإعلامي
8 - سيروان لُرزاده: مثقف
9 - جلال زنكَابادي : شاعر ، مترجم وباحث
10 - حكيم نديم الداودي:كاتب ورسام وشاعر
11 - هيوا علي آغا : كاتب وإعلامي
12 - آري كاكائي : كاتب وإعلامي
13 - قيس قره داغي: كاتب وإعلامي
14 - محمود الوندي : كاتب
15 - خسرو عقراوي : كاتب وناشط سياسي
16- رحمن غريب: صحفي
17- اوات علي : صحفي
18 - دلير جلال : صحفي
19- - فاروق صبري – فنان مسرحي
20- حميد كشكولي : كاتب واعلامي
21- شمال عادل سليم: كاتب وفنان تشكيلي
22- هاوار كاكائي: كاتب وصحفي
23- مغديد حاجي: كاتب وإعلامي
24- نهاد القاضي : كاتب وناشط سياسي
-26علي محمود : كاتب وصحفي
-27رزكار صالح : كاتب ومن البشمه ركه القدماء
-28صفوت جباري: كاتب وناشط سياسي
-29زانا جلالي : كاتب وناشط سياسي
-30ئازاد كاكه ره ش : ناشط في مجال نشاطات المجتمع المدني
-31حسو هورمي : الناشط الاعلامي
-32 نيا امين : ناشط في حقوق الانسان
-33 فاخر به‌رواری : صحفی وناشط سیاسی
-34 باسم الزهاوي : ناشط سياسي
-35 كاوا حسن اعلامي : وناشط سياسي
-36 ئاورنگ محه‌مه‌د : ناشطة في حقوق الانسان والمراة
-37 خالد رضا أمين : ناشط سياسي
-38 مجلة توب زاوا
-39 منظمة كوردوسايدواج
-40 المعهد الكوردي للدراسات والبحوث في هولندا
41- فؤاد ميرزا – كاتب واعلامي
42- دينا الجلبي – شاعرة
43- هايدي سليم
44- عادل سليم
45- اوسكار سليم
46- دانا جلال : كاتب وإعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نداء الحق
صباح محمد أمين ( 2011 / 8 / 5 - 21:19 )
الأستاذ دانا المحترم أبعث رسالتي فحواها التأييد والتأكيد على ندائك الحق وياليت من سماعه من قبل الأطراف المعنية قبل تقيح جروح شعبنا الكوردي في سوريا ...لك الف الشكر والتحية


2 - لك الشكر
دانا جلال ( 2011 / 8 / 5 - 21:57 )
جزيل شكري للاستاذة الفاضلة صباح محمد امين... موقفك مع مواقف الشرفاء في معمورتنا يزيد شعبنا وشعوب منطقتنا بالنضال التحرري والديمقراطي ...الرسالة هي رسالة موجهة من قبل لفيف من كتاب جنوب كوردستان فلهم الشكر


3 - دعوة مشروعة، ولكن
فلاح حاجم ( 2011 / 8 / 6 - 07:50 )
مع تأييدي المطلق والمحسوم لحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومنها الشعب الكردي في سوريا، اجد ان الدعوة لعقد مؤتمر على الاراضي العراقية امر يتنافى مع سياسة العراق الخارجية الجديدة، التي تؤكد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ومنها بالدرجة الاولى دول الجوار. ان العراق الان في وضع لا يسمح له باستضافة هكذا مؤتمرات ، كما انني ارى ان ليس لاقليم كردستان العراق مصلحة في مثل هذه النشاطات، سيما وان المدافع الايرانية والتركية تدك يوميا اراضي كردستان، فيما يقف الاقليم مسلوب الارادة امام ذلك. وتجدر الاسشارة ايضا الى ان التطبيق الخاطئ للفيدرالية في العراق يجعل من المتعذر على الدولة العراقية الحفاظ على سيادة الدولة وسلامة اراضيها. مع تحياتي للسيد الكاتب والموقعين على هذا النداء.


4 - جزيل شكري
دانا جلال ( 2011 / 8 / 6 - 09:42 )
الاستاذ الفاضل والاخ العزيز فالح حاجم المحترم... جزيل شكري لمرورك الكريم وملاحظاتك التي اعتز بها رغم اختلاف وجهة نظري معك ولا ادعي امتلاك الحقيقة.. العلاقة بين المركز والاقليم ورغم كل الخلافات ووو لايمثل مبررا لعدم قيام حكومة المركز بواجباتها الوطنية وهناك الامم المتحدة ومجلس الامن والامر لايتعلق فقط بالاقليم بل بانتهاكات لاراضي ومياه عراقية من قبل الجيران ان كانوا عربا او فرسا او تركا.. الموقف الوطني ينظر اليه من خلال بوصلة المذهبية والطائفية والنزعات القومية الضيقة الافق او الشوفينة من قبل اطراف اخرى.. حول وضع الاقليم فبتقديري الشخصي ان عقد المؤتمر لن يضيف شيء لتوحد اعداء العراق وتجربة الاقليم لانهم توحدوا رغم كل اختلافاتهم ضد المشروع الديمقراطي الفيدرالي في وطننا.. بالغ محبتي واعتزازي


5 - رؤؤس كثيرة خير من راس واحد- مثل قديم
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 8 / 6 - 14:15 )
اعتقد باهمية القيمة التاريخية والمادية لعمل دراسة ميدانية بخصوص تركيبة الشخصية الكوردية بقبولها-قبوله لتكون خاضعا للغير كائنا من يكون وثائرا على القرين الكوردي!من خلال الاحداث الميدانية توصلت الى قناعة مفادها اغلب احباطات وانتكايات الحركة التحررية الكوردية صعودا ونزولا في جميع اجزاء كوردستان وعلى مر التاريخ حصلت نتيجة مباشرة او غير مباشرة لرفض تقبل العمل الجمعي التعاوني الكوردي-الكوردي، بل التمرد عليه، مما استغلها الاخرين-الاعداء- باستمالة ولاء بعض القادة ذات النفوذ في الوسط الكوردي لاسباب حزبية او عشائرية او ايديولوجية او دينية او غيرها حيث القيام الاخرين باشباع حاجيات هولاء الافراد الذاتية المؤقتة والانتهازية المصلحية -للنخبة- على حساب حاجات ومصير قضية الشعب والامة الكوردية في نيل الحرية والكرامة الانسانية وحق تقرير المصير للشعب الكوردي وهي من الاساسيات للحقوق المثبتة في جيمع المواثيق والعهود الدولية للشعوب.و تحياتي لمحاولاتكم الجادة والمخلصة لما فية خير ومصلحة الشعب الكوردي وشعوب المنطقة

اخر الافلام

.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في


.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط




.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف