الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً

كريم كطافة

2004 / 11 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألت المذيعة المدعو (سلمان العودة) أحد الفقهاء الـ26 الذين اصدروا الفتوى الشهيرة.. هل تراجعتم عن فتواكم التي دعيتم فيها الشباب إلى الجهاد في العراق..؟
كان سؤال مذيعة قناة العربية، على خلفية ضجة شعبية وإعلامية في المملكة السعودية أثارها أحد الآباء الذي قتل أبنه في العراق، عازماً على البحث، عن من مول ذهاب أبنه للجهاد في العراق، ليرفع عليه دعوى التسبب بقتل أبنه. رافق ذلك الخبر جهد إعلامي لا أستبعد أصابع الحكومة فيه. حيث كان الموقف الرسمي للدولة السعودية؛ أنها نأت بنفسها عن تلك الفتوة بعد صدورها بأيام.. إضافة إلى إعلان عدد آخر من فقهاء المملكة رفضهم لتلك الفتوى والتشكيك في شرعيتها أو وجوبها،. بالنتيجة واجهت تلك الفتوى حملة لم تكن تتوقعها.. وآخر الأخبار التي وصلت من الكويت، أن دولة الكويت قررت إصدار قرار بمنع التعاطي مع أولئك الفقهاء بأي وسيلة، منع توجيه دعوات لهم، منع الخطبة لأي منهم في المساجد داخل الكويت، منع إجراء المقابلات معهم الصحفية والتلفزيونية.. كل هذا كان خلفية السؤال. لنرى الآن كيف كان الجواب وما هي خلفيته.
الجواب جاء من المدعو (سلمان العودة) بالشكل التالي:
هناك عدم فهم للفتوى، نحن كنا حريصين على الشعب العراقي ودعينا إلى وحدته، ولم ندعو الشباب السعودي للذهاب إلى العراق، بل دعينا العراقيين للمقاومة (لأن العراقيين قاصرين يبحثون عن من يأخذ بأيديهم).. هي دعوة موجهة للعراقيين فقط (لقد أكد على المستهدف من الدعوة أكثر من مرة) أما تشريعنا للمقاومة.. فلم نكن نقصد به الجهاد تحديداً.. بل يمكن للمقاومة أن تكون سلمية سياسية..لِمَ لا..؟.. أو مسلحة.. لكن عند المقدرة..!!.. ربطها بالمقدرة.. رغم أنها مشروطة ليس بالمقدرة فقط، بل بالإجماع والراية وما إليها من شروط الجهاد..
الان، دعونا نتعرف على الأسباب التي دعت ذلك الفقيه الحريص على دينه إلى مثل هذه الاستدارة الحادة بين اليوم والبارحة –ماذا حدى مما بدى-؟
سمعت سببين. الأول لم يقله الفقيه، لكنه معروف للجميع، لم يولد بعد ذلك الذي يفتي في السعودية بخلاف رغبة حكومتها، لأن الحكومة والدين هناك هما شيء واحد، منذ تأسيس المملكة إلى الآن.. أما الثاني، الذي قاله بلسانه وبدا لي على شيء من الجرأة بسبب العلانية في ما كان يجب إبقاءه سراً، رغم محاولته حرف القصة عن مسارها.. لكن ظل الواضح من القصة؛ أن ابن (سلمان العودة) قرر تنفيذ فتوى أبيه والتوجه إلى الجهاد في العراق، اتفق مع اثنين من أصدقائه وتوجهوا إلى مدينة حائل ومن هناك يقصدون العراق.. وقد ترك رسالة لوالده يعلمه فيها بهذا التوجه.. عندها وجد الفقيه نفسه وجهاً لوجه أمام فتواه.. ولأول مرة يحس بذلك الشيء الذي يشبه فوران دماء الآباء إذ يأتيهم خبر مقتل أبنائهم.. نعم أن الذي سيقتل بعد أيام هو أبنه.. عندها سارع الفقيه على نزع ثوب الفقه وواجباته مرتدياً بدله لباس الأب.. لا بد من إيقاف مفعول الفتوى وفوراً.. أتصل أولاً بالشرطة ووشى بابنه الذاهب للجهاد دون علم الحكومة.. أعطى الشرطة كل المعلومات المطلوبة عن المسار والمحطات، وهل يخفى القمر على فقيه يعرف المسار والمحطات والممولين. تتبعت الشرطة خطى الثلاثة وألقت القبض عليهم، لتعيدهم إلى عوائلهم.. والخطوة الثانية كانت هذا الإعلان: أن الفتوة كانت مفصلة للعراقيين يا جماعتنا وليس للسعوديين. واضح أن الجماعة سيستمرون بمقاتلة الكفر حتى آخر قطرة من دماء العراقيين..
شخصياً أجد أن الدين الإسلامي متورطاً في العصر الراهن بما يمكن تسميتهم بـ(فقهاء القطيع) بأنواعهم المختلفة من فقهاء الشاشات الملونة إلى فقهاء المساجد المسكونة بظلام العقول وروائح العطن التاريخي.. أنه دين مستباح لكل من هب ودب.. حولوه وباقتدار إلى مرادف للجريمة والتخلف والظلم والطغيان ومعاداة الإنسان.. وفي النهاية؛ أن ديناً يسمح بتسلل كل هذه القاذورات دون أي ملمح لحصانة فيه، هو ببساطة دين لا خير ولا نفع فيه ومنه..
23/11/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل


.. 52-An-Nisa




.. 53-An-Nisa


.. 54-An-Nisa




.. 56-An-Nisa