الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمه اخلاقيه

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 8 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في الادب الماركسي قرات ان الانسان كلما تعمق في الشيوعيه ومفاهيمها، كلما اصبح قلبه اكثر عطفا ورقه وانسانيه ، لدرجه ان هذا الانسان يبكي بمجرد ان راى طيرا جريحا ، او كلبا مكسورا ، لا يقوى على الحركه ، اذن كيف الحال ان راى انسانا مضطهدا او جائعا او مستغلا ؟
وفي الادب البرجوازي قرات ايضا ان العاطفه اهم ما يميز الانسان واعتبرت من مقومات الحياه، فبدونها يتحول الانسان الى وحش مفترس .
وقرات ايضا في التعاليم الدينيه للديانات جميعا بما فيها البوذيه ان ايذاء الاخرين وكذلك النفس عملا شيطانيا يدخل صاحبه جهنم .
وعرفت نوعين من الفلسفه الماركسيه اللينيه الماديه والمثاليه ، الماديه التي تعطي اولوية الماده على الفكر والمثاليه التي تعطي اولوية الفكر على الماده ، حيث تعتبر الماديه دماغ الانسان صفحه بيضاء ، وان مجموع وحصيلة المعرفه الانسانيه والتقافيه هي نتيجه تفاعله مع الماده باختلاف وسائل الانتاج ، بينما المثاليه تقول ان كل شئ موجود في دماغ الانسان ، وتطور الانسان مرتبط بمدى استعمال العقل في ظواهر الوجودة، وهذا التناقض بين الفلسفتين طرح السؤال عن اصل العالم وماهيته ، اي دين يعتبر فلسفه مثاليه ، من بداية ادم وحواء حتى يوم الكنس المعهود ، .
اي نموذج ينطبق علينا فيالعصر الحالي ، وهل هناك معضلات كونيه معاصره تستعصي على الحل ؟ هنالك مشكلتين مشكلات الاولى اخلاقيه ، وهذه تتمظهر في الغرب قلطبه ، محورها تطبيق العدالة الاجتماعيه والمدنيه داخل مجتمعاتها ، ولكنها تقبل عكس ذلك في سياسة حكوماتها خارج حدودها ، فلا يهم المواطن الغربي قتل مثلا مليون طفل عراقي او دعم نظام حسني مبارك المخالف لك المفاهيم الغربيه ، فاي انفصام اخلاقي تعيشه هذه المجتمعات؟
المعضله الاخرى الشعوب العربيه والاسلاميه لا بل تحديدا الناطقه بالعربيه ، فهذه الشعوب تعاني من التصحر الفكري ، فليس لديها ما تقدمه على ارض الواقع سوى التغني بماض اندثر ، لتجد هذه الشعوب نفسها بحاله من الاستعلاء على الغير ، وهي تعلم انها لا تشارك في النشاطات الانسانيه دون الصفر -لتسقط في النهايه في التطرف والتخلف والارهاب .
ان هذه الجدليه اللااخلاقيه المجتمعيه الغربيه والتصحر الثقافي العربي ، لا تخضع لاي تحليل تاريخي ، اللهم ان مسالة التصحر الثقافي العربي يمكن ان تجيب عليها الفلسفه الماديه بجداره وتشخصها خير تشخيص ، فهذه المجتمعات لا زالت تعيش عصر الاقطاع ، على الرغم من وجود بعض مظاهر الحداثه في المدن العربيه الا انها لم تخرج عن نطاق العشيره والقبيله ، فهي ما زالت تجتر نفسها وتعيد تجديد نفسها لغياب البنيه الفوقيه المصاحبه لفقدان البنيه التحتيه المتمثله في تطور وسائل الانتاج ، وما نشهده من انتفاضات عربيه غير ظاهرة المعالم الا خير دليل على كلامي ، وحتى لا يفهمني القارئ خطئا بخصوص هذه الانتفاضات ، لذلك اسميتها انتفاضات ، لانها ليست نتاج بنيه فوقيه ، وسيعود الحال بهذه الانتفاضات مع الاسف الشديد الى بداية السبعينات . كانت شعارات الاستعمار البريطاني والفرنسي امام الشعوب ، نشر الثقافه في البلدان المستعمره ، حتى ان فرنسا كانت تحاول دمج الشعوب التي تستعمرها كليا في الثقافه الفرنسيه ، ولقد استفادت الشعوب من فترة وجود قوي الانتداب ، اذن كانت هناك شعارات مقبوله جماهيريا او مبرره لشعوبها ، فاي مبرر اليوم امام هذه الشعوب لدعم انظمه قمعيه وظلاميه غير الازمه الاخلاقيه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات