الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كُنتُ رَئيسَا...

فرياد إبراهيم

2011 / 8 / 10
القضية الكردية


لو كنت رئيسا لما رضيت ان يناديني احد برئيس . ولكسبت ثقة الناس كي لا اخافهم . فالثقة دواء يزيل الخوف والشك.
لو كنت رئيسا لنزلت إلى الشارع للتماس مع الشعب مباشرة كي اتفقد احوالهم ، كما فعلت الأميرة خانزاد أميرة سوران . لقد كانت هذه الأميرة ترتدي ملابس الرجال، وتحمل السلاح، وتَسري ليلاً للمراقبة، وتجلس لسماع شكاوى الناس، وحلّ خصوماتهم ومشاكلهم وكان قصرها في شَقْلاوَه، ولا تزال آثاره على جبل حرير .
ولو كنت رئيسا لاستمعت الى صوت الشعب فهو الصوت الوحيد الحق العدل الواقعي ، بلا رتوش ، ومباشرة بلا حلقة وصل . لان حلقة الوصل او الوسط بين الحاكم والمحكوم ترعي مصالحها الذاتية اولا ومعظمها انتهازية نفعية . وهم بمجملهم لا ينقلون الصورة الصحيحة على أرض الواقع ، بل يعرضون صورا منحوتة مزخرفة حسب ما تمليه عليهم اهوائهم بما يؤمن مصالحهم واهدافهم الشخصية.
ولو كنت رئيسا لدرست علوما سياسية استراتجية واقتصادية الجامعية على الاقل . فكسب العلم لا يمنعه العمر. وذلك كي اكون قادرا على التحاور والجدل والمناقشة مع رؤساء الدول المتقدمة والذين اوكلنا امورنا إليهم - رغما عنا – و على مبدأ التكافئ أو على أضعف الأيمان على مستوى من التوازن ولو نسبيا . وخاصة ان هؤلاء كل منهم بحوزته عدة شهادات عليا ويذهبون الى رئاسة الوزراء والبرلمان على الدراجة الهوائية . فكلما زاد علم المرء درجة نقصت من تكبره درجة والعكس بالعكس . ويجيد كل منهم اربع لغات على أقل تقدير . الشباب الكردي اصبح واعيا وصار يعي ويعرف غثهم من سمينهم.
فتجارب الكرد الماضية مريرة فلا توجد ذرة رحمة في قلوب من نعتمد عليهم ونعول في تحقيق امانينا القومية . يقول الأنكليز : من يتغذى مع الشيطان فينبغي عليه ان يستعمل ملعقة طويلة . فالشيطان هم من خابوا أملنا وأداروا ظهورهم لنا أكثر من مرة وفي أكثر الأوقات حرجا. والملعقة الطويلة هي العلم والدراية بالعلوم السياسية والستراتجية والخلفية الثقافية العالية . ( لايلدغ المرء في جحر مرتين) يقول المثل ، و نحن لُدِغنا مرات لا تحصى وكل ذلك لإعتماد القادة الكرد في تحقيق المشاريع القومية المصيرية بالرضوخ للصيغ الجاهزة المملى عليهم من الخارج ، وجهلهم وفقدانهم للخبرة الكافية في متابعة ومسايرة روح العصر بالأعتماد على الخبرات الذاتية وبأستقلالية عن القرار الدولي .
ولو كنت رئيسا لتعلمت لغة اجنبية واحدة على اقل تقدير.
ولإعتمدت على اصحاب الكفاءات والمعروفين بالنزاهة وابعدت الجهلاء والمنافقين حتى ولو كانوا رؤساء عشائر وذوي النفوذ والثراء.
ولجاهدت في سبيل إنبعاث ربيع الكرد الآن وليس غدا . فلا أحد يعلم إلى يومنا هذا الى اين تسير قافلة الكرد وفي أية اتجاه ، ضائعة تائهة ، والعالم قد تغير جميعا ، ووجدت الشعوب طريقها بعد العتمة والضياع.
ولو كنت رئيسا لكنت صادقا مع نفسي اولا قبل أن أكونه مع غيري. وكل من مدّ لي يد الإتهام أو الإهمال والتقصير من ابناء جلدتي أناديه واشدّ على يده وأشكره وأثني عليه بالقول مبتسما لا مكشرا : لقد عدلت ضلعا اعوجا من صدر المجتمع كاد أن ينكسر. فهذه اليد مهما كانت صغيرة هزيلة لهي والله اقوى ولأمتن من يد ناتنياهو وذراع أوباما الطويلة .
وهي لأنفع لي لأنها من دمي وترابي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسوأ أزمة نزوح في العالم-.. الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 12


.. الإفراج عن أسانج: انتصار لحرية التعبير؟ • فرانس 24




.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب


.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود




.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با