الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الفكر المادي

أحمد منتصر

2011 / 8 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من كتابي الإلكتروني الجديد: تأملات رمضانية.

دائمًا ما تواجهني انتقادات بشأن الفكر المادي. يقال: إن تفكير كهذا يحيل حياة الناس إلى جحيم. وينزع عنهم المودة والرحمة. المشكلة أن الفكر المادي الغربي بحسب رأيي هو التطور الطبيعي للفكر البشري عمومًا والذي بدأ لا واعيًا. ثم مرّ بمرحلة الأسطورة الشاملة التي تمنتج كل شيء بطريقة أسطورية. تلتها مرحلة الأسطورة المنمقة والتي يعبر عنها الإسلام بشكل كبير. ثم وصل الفكر البشري عمومًا إلى مرحلة التفكير المادي المبدئي. ربما تلي هذه المرحلة مرحلة الفكر المادي الشامل. ولكنني أرى أن هذه المرحلة مازالت بعيدة عن الوعي البشري عمومًا الآن. فلنعد إلى موضوعنا.. أعتقد أن جحيم قوم عند الكل فوائد. فإذا أحببنا أن نضفي صبغة روحانية على الدولة المصرية الآن فسيعترض الملحدون. هذا بفرض أنها كانت روحانية منزوعة الدسم ولا مقيدة بدين محدد. وإلا فستجد المسيحيين يعترضون على الصبغة الإسلامية. والإسلاميون يعترضون على الصبغة العلمانية ذات (الاستيراد المسيحي) كما يرون.

تكمن مشكلة الاقتصاد المصري في رأيي أنه لا يعتمد على الإنتاج ولا التوسع. لذلك يخسر عامًا بعد عام ويسوء حاله ويزيد التضخم. لا توجد لدينا بحسب علمي صناعة مصرية واحدة كاملة من الألف إلى الياء. حتى القداحات يا رجل لا نصنعها. وتوجد عوائق كثيرة سياسية وأمنية بل وفكرية أمام اعتماد الشعب على نفسه بإقامة المشاريع الخاصة. والدولة نفسها لا تهتم إذا اهتمت في الأصل إلا ببناء المساكن لمحدودي الدخل. فلا هي تخلق لهم فرص عمل حقيقية. ولا هي توفر لهم تعليمًا محترمًا يؤهلهم للابتكار والإبداع وإثراء سوق العمل الفاشل. لكن.. ما علاقة حديثنا الاقتصادي بما يواجه الفكر المادي من نقد؟. إن المطالبة أصلا بتطبيق الفكر المادي وتفعيله ونحن بصدد إقامة دولة عصرية قوية. يبغي إن كنا صادقين بناء اقتصاد شامل قوي. يؤهل المواطن منذ صغره ليكون أداة فاعلة ومفيدة لبلاده. مما يتطلب أن تكون هذه الأداة من منظور الدولة مجرد ترس في منظومة ميكانيكية جبارة تقوم على الاكتفاء الذاتي في أهم المحاصيل كالقمح. وصناعة منتجات مصرية خالصة كالسيارات. والتوفير في الاستهلاك والحث على الادخار والاستقلالية. لا انتظار الوظيفة الحكومية.

من هنا نطالب بأن تكون روح الدولة المزمع إنشاؤها.. مادية. لا تتقيد بدين معين. ولا تتخد من جماعة دينية ما سلاحًا لقمع المعارضة. ولا تربط نفسها بأي مؤسسة دينية كالأزهر بتعليمه المتأخر. فتوحد مواطني الشعب عن طريق توحيد تعليمه. لأن التعليم هو ما يعبر عن الخطاب الرسمي للدولة. وما تصبو إلى زرعه بالأجيال الجديدة. نعم كلامي قد يستفز البعض أو يخوف الآخر. ولكنه الحل الوحيد للتقدم والتوحد في المستقبل. وللمواطن في النهاية حرية الاعتقاد. لكن دعنا لا نتجادل في هوية الدولة من فضلك. من حقك أن ترى نفسك متدينا. ولكن ليس من حقك أن تجبر الآخرين على اعتناق دينك أو ممارسة شعائرهم تحت مظلته. والعجيب أن كثيرًا من الإسلاميين بالذات يحتجون بأنه بما أن دين غالبية الشعب هو الإسلام. فإنه يجب تطبيق الشريعة الإسلامية على رؤوسهم. نعم غالبية الشعب مسلمون ولكنهم ليسوا إسلاميين. ويصل الأمر إلى حد المغالطة بالمطالبة بتفعيل المادة الثانية من الدستور وكأن بوجودها يتحتم علينا تطبيق الشريعة الإسلامية. لندخل في صراع مرير على هوية الدولة يبدو أن الجيل القادم للأسف.. هو من سيحسمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah