الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل شرق أوسط لاهمجي

احمد مصارع

2004 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجزء الأول- التمييز الديني
اختلاف الأديان السماوية فيه الرحمة كما يقال !!
أعترف بأن للواقع حقائقه الخاصة , فالانعزال والانغلاق وتحت سقف الحرية المزعومة والديمقراطية ؟! في العالم اليوم , أن في ذلك نفاق عقلي وفكري ,ودرجة مفضوحة بامتياز ومن نقص الروح الانسانيةالصادقه .
الواقع اليوم مرهق , ومرهق من بقائه ساكنالايتحرك ولا يتقدم ولو خطوة واحدة الى الأمام ,فاللوحة مسمرة في مكانها والتمييز الديني يلعب دورا خطيرا , لأنه يرفض التطور والتجدد ,وإنما يقابل الحياة بالتسامي عنجهية بالغة , وصلافة ما فوق الواقع ,لتبقى الحياة البشرية مرهونة وبدون إرهاب أحيانا , ولكن مع بقاء الأزمات متتابعة , أزمة تلو أزمة , وبحث تمددي عن مجالات حيوية أوسع فأوسع ,ومن ثم الحروب ومن ثم حروب التدمير الشاملة .
إذا كان التوحيد هومن غايات الأديان السماوية ,وهذا ادعاء سيظل فارغا من المحتوى وكلما ظلت الأديان غير قابلة للتوحيد ,وفي هذه الحالة تقع إشكالية كبرى مابين المطلوب والمفروض ومابين النتيجة المستعصية على التوافق مع المقدمة الكبرى ...!!
الدين السماوي هو ذلك الأسد الرابض عند تخوم الغابة البشرية ,وهو يزأر باستمرار مذكرا كناقوس أزلي بضرورة حماية مكارم الأخلاق ,بل وحماية البشرية من عقلها الجامح والثائر ولكي يبقى العقل مأسورا في كنف القلب الدافئ والعالم في نهاية الغايات الدينية هو مجرد ثنائية , ليست هي ثنائية الخير والشر بل ثنائية الله والإنسان وهي أسمى الثنائيات على الإطلاق .
ولكن الصورة الرمزية لأسد الدين تحمل مع الأسف ثلاث رؤوس مفترضة ,فمن هوا لرأس الحقيقي فيما بينها ؟؟؟
الأقوى في حضارته المادية ؟ أم الأقل ديمغرافية ؟ أم الأكبر جغرافية ؟
التمييز الديني هو كالتمييز العنصري والفكري والسياسي والطائفي والطبقي والقومي ...الخ ,ومالم يثبت أتباع الديانات السماوية خلاف ذلك .
التمييز الديني يظهر في شكله العام غير داروني وبعبارة أخرى لا يتبع تصنيف جون ديوي وفي الواقع يقع التمييز داخل الدين الواحد وكلما ضاقت الحلقة اشتدت الأزمة وبدون أن تنفرج .
التمييز الديني يليه التمييز المذهبي ثم التمييز الطائفي وهلم جرا ...
التمييز الديني في خلاصته لا انساني ولاالاهي بالمرة ..
والكل يسوق نفس الادعاء من رحمة الله واسعة , ولكن البشرية جمعاء ضحية لغياب هذا المعنى المفقود ...
لتكن مكة قبلة المسلمين ومحجهم ولنفترض بأن الوهابية السعودية لم تقف حائلا دون وحدتهم ,وهي العاصمة الروحية لهم ,وأينما كانو من محاضر محمد والى محمد السادس , أي من الشرق الأقصى والى المغرب الأقصى
ورب قائل تلك عاصمة السنة ...!!
الفاتيكان وهي العاصمة الرومانية البديلة عن القدس وبابانا (المقدس ) هوما فوق المسيح عليه السلام ولذلك يمكن لروما أن تتقدس خارج قدس المسيح عليه السلام .
ومع ذلك وبرغم الكثلكة والروح اللاتينية الثائرة ,يبقى الفاتيكان هو جسر العبور المشترك لكل الطوائف المسيحية في هذا العالم .
أما المسلمون الشيعة ,فيبدو أن عاصمتهم معلقة مابين الأرض والسماء , وريثما ينجلي الصراع على العراق العظيم ,وعند ذاك فقط سيتحدد ماهي عاصمتهم الروحية , وهل هي النجف أم قم ؟ ولا خلاف كما يبدو على العواصم البوذية والهندوسية .
العلمانية ليست خاتما يضعه الإنسان في إصبعه , وليست وردة فل ورازقي يضعها الشاب على إحدى أذنيه ليعرف هل هو متزوج أوعازب .
ان ما يزعج العلماني حقا هو سؤاله بصراحة :
هل أنت سيد علماني ..شيعي أم سني ؟؟
لكل إنسان الحق بالمعرفة والحصول على الجواب الصادق .
لقد اقترحت لنفسي إجابة وهي :
أنا حنفشعي
ففي ضحك السائل ظنا منه في وجود مفارقة لفظية , تبعث على الضحك . وكأنك تدغدغه ...
في الكيمياء يقال بأن جزيء الماءهومصدر الحياة والله خلف كل شيء حي من الماء , والماء مكون من عنصرين وان صح ذلك وبقيت الشروط المختبر ية كما هي عليه .
فالإيمان الإسلامي هو الشرارة الكهربائية لاتحاد الأكسجين مع الهيدروجين ولكي ينتج ماء الحياة.
أليس الفضاء الحنفشعي أوسع من الفضاءين كلا على حده , سنيا كان أو شيعيا ؟
فإذا اقترضنا بأن المعارك الوحيدة في هذا العالم إسلامية فقط وهي مابين الكفر والإيمان , فان المتحارب معهم ولمجرد أن يهتف :
لا اله إلا الله , صار سفك دمه محرما وبدون أشهر حرم ,فهل سيرفع السيف وهل سيجف القلم ؟
في عصر ما بعد الحداثة وعصر احتضار فلسفة العلوم , والعودة صاغرين الى عصر الوحي والحدس والانكشاف والرؤية والحلم ,....
من القصور والتخلف عن فهم العصر , أن ينسب مسلم الى مذهب أو طائفة ينبغي أن ينتهي التمييز الديني وقبل أن تنتهي كل أشكال التمييز ألأخرى
أم أن الحرب على الله والإنسانية هي هواية ؟, وهي حرب من أجل الحرب ؟!
احمد مصارع
الرقه- 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة