الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحالة الإجتماعية في رمضان

جريس سالم بقاعين

2011 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الحالة الإجتماعية في رمضان :

يؤثر رمضان في المجتمع وفق مجالات مختلفة :

ففي نطاق الأسرة نجد أن شهر رمضان يقلل من تواصل الأفراد من الأسرة الواحدة فيما بينهم في البيت الواحد نظراً لإختلاف نظام النوم و عدد ساعاته و غياب بعض الأفعال الإعتيادية الأساسية المتبعة من تناول لفنجان شاي أو القهوة أو السجائر او غيرها مما يجعل التواصل و الكلام مقتصراً على اللازم المطلوب فقط ، و غالباً ما تتوقف الزيارات الصباحية و النهارية بشكل عام بين الأصدقاء و الأقارب و الجوار و تظهر علائم التعب و الملل و العصبية قبل حلول اذان المغرب ، أما أثناء الإفطار فلا مكان في الأفواه أو لا تُفتح الأفواه إلا للطعام أو الشراب ن بعد ذلك غالباً ما ينصرف افراد الأسرة الواحدة ضمن إتجاهين متعاكسين فقسم يذهب الى صلاة التراويح و الأذكار فرمضان شهر العبادة ، و قسم يرقد قليلاً ثم يجلس امام التلفاز لمتابعة المسابقات و البرامج و المسلسلات التي تذخر و تعج بها القنوات الفضائية ، و في الليل تفتح المقاهي و المطاعم أبوبابها عبر الخيمات الرمضانية و العاب النرد و الورق التي تبدأ مع منتصف الليل لتستمر حتى موعد السحور و أذان الفجر ، بعدها ينصرف الصائمون الى بيوتهم فمن كان منهم ملتزماً باوقات عمل محددة نقص نومه و لازمه صداع الرأس خلال شهر رمضان بأكمله ، ومن لا إلتزام له بعمل فإن نهاره يبدأ عقب موعد صلاة العصر ليصوم بعدها ساعة أو ساعتين يقضيها في التحضير لطعامه و شرابه ، و هكذا دواليك حتى ينتهي الشهر الفضيل!؟.

و إذا ما نظرنا الى السحور في رمضان و هو سُنّة مؤكدة حسب كتب الحديث لقول النبي: (تسحروا فإن في السحور بركة )

والى ما يرافق السحور من صدور أصوات إعداد الطعام و الضجيج و تبادل الأحاديث و الأدعية و ألأذكار التي تنبعث من المساجد أو أجهزة الراديو و التلفاز التي تنشط في شهر العبادة و المغفرة ، أدركنا حجم الإزعاج و الأرق و الإجهاد الذي يمكن أن يتسبب به السحور لمن لا ينطبق عليه حكم الصيام كالمريض و المقعد و الحائض و الرضيع و الطفل و الذي لا يعتنق الإسلام و المسلم الذي لا يرغب في الصوم و الذين يضطر معظمهم الى الإستيقاظ أو الإضطراب بعد أن يكسر صحب السحور هدوء ليلهم و سباته و لا مانع من ذلك ابداً فنحن في شهر رمضان شهر الخير و الغفران؟ّ!

و في نطاق أماكن العمل كدوائر و مؤسسات الدولة العاملة فالكسل و مظاهر الإرهاق و التعب ظاهرة على الموظفين و العاملين الذين غالباً ما تجدهم و قد وضعوا روؤسهم على مكاتبهم لسرق بعض ما يلزمهم من النوم ، و يصبح العامل البليد او البطيء صاحب فضل و منّة على الآخرين لأنه يعمل و هو صائم .

أما سوء الخلق و المعاملة بين مختلف الناس فحدث عنه ولا حرج .

و لا بد لنا هنا من ان نذكر حالة الأماكن العامة المغلقة المكتظة بالصائمين و كذلك الحال في عربات النقل العامة ن التي لا يملك المرء عند دخولها إلا أن يشعر بالغثيان من الروائح الكريهة التي تنبعث من الأفواه (خلوف فم الصائم) و هي و إن كانت محببة للخالق العظيم حسب ما يرد في الحديث الصحيح ( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) – خلوف- "تغير رائحة فم الصائم لخلاء معدته من الطعام " فإنها ليست محببة للإنسان كائناّ من كان ، و هي مصدر إشمئزاز و تنفير ، و إذا ما أضيفت لها روائح التعرق في فصل الصيف خاصة و مُنعت الروائح الزكية و المعطرة التي يرى بعض رجال الدين انها من مكروهات الصوم فإننا نصل الى مرحلة يمكن أن يسميها زائر المنطقة الغريب عنها : منطقة تلوث بيئي !!

و هنا فإنه يمكن للمسلمين البحث في إيجاد وسائل توضع في الفم دون أن تصل الى الجوف من شأنها أن تخفف من ذلك الخلوف و يمكن الإستعانة برأي للسيدة عائشة بنت أبي قحافة التي يؤخذ عنها نصف دين المسلمين! رخصت فيه مضغ اللبان (العلك ). – راجع فقه السنة لسيد سابق-

أما في المدارس فالطلاب شبه نيام و الإستيعاب و المتابعة للدروس شبه معدومة و شرح الأستاذ الصائم مقتضب مختصر و هو معرّض في أي وقت للثورة أو الغضب على الطلاب عامة. و كما معروف أيضاً فإن المقاصف في المدارس تُقفل في الشهر الفضيل و هنا نتساءل : ماذا يفعل الطلاب المسيحيين؟؟؟

و إذا جاء موعد الإمتحان أثناء الصيام فلا مبرر لإفطار الطالب أبداً إذ يمكنه الفهم و التركيز و الإجابة الصحيحة و هو صائم كما يفتي رجال الدين اليوم ، كذلك فإن الله عز و جل سيعينه في إمتحانه و يجعل أموره بسيطة و سهلة ، و الحقيقة المرة التي لا يجرؤ أحد على ذكرها هي أن الصيام يضعف قدرة التركيز على الدراسة و في الإمتحان ، و إذا ما أخذنا طالبين ضمن نفس الشروط من حيث عدد ساعات النوم و الراحة و مستوى الذكاء و الدراسة و العوامل الخارجية فإن الطالب الصائم يقل نتاجه و تجاوبه الذهني عنه لدى الطالب المفطر ، و لا غرابة في ذلك فالدماغ البشري بحاجة للسوائل ( و خاصة الماء ) و السكر ( مصدر الطاقة ) طول اليوم و على مدار الساعة ااقيام بنشاطه على أكمل وجه .
أخيراً نلاحظ اليوم أننا أصبحنا في زمن المزاودة في الدين و العبادة ، فإذا كان بإمكان ولدك الصيام أثناء الدراسة و الإمتحان و إحراز النتائج الجيدة فإن بإمكان إبناء الآخرين أن يفعلوا ذلك بسهولة إضافة لقيامهم ببعض الأعمال الأخرى و الرياضة و المساهمة في إعداد الطعام و الصلاة و قيام الليل و ختم القرآن في صلاة التراويح و غير ذلك من المزاودات التي أصبحت من علائم شهر رمضان .

و الى اللقاء القادم حول الحالة الصحية في رمضان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصيام و المردودية
جيفري عبدو ( 2011 / 8 / 14 - 13:45 )
هل من حق رب العمل اذا كان غير مسلم أن يقاضي عاملا قلت مردوديته بسبب صيامه خاصة اذا كان هذا الأخير أجيرا يتقاضى راتبا شهريا قارا؟
هل من حقه ان ينقص له من راتبه تلقائيا لعدم الوفاء بالتزام عقد العمل الذي من بين بنوده احترام المردودية في العمل احتراما لمصالح رب العمل؟
أما عن أرباب العمل المسلمين فهم في غنى عن هذا لأنهم قد أخدوا في الحسبان جميع الطقوس الدينية للعامل و حددو أجره بناءا على هذا لذلك ترى أن المشغلين الغير مسلمين يؤدون أجرا مرتفعا نسبيا بالنسبة لأرباب العمل المسلمين
تحياتي لك و لجميع الإخوة المعلقين


2 - رمضان في المشفى
عمران ملوحي ( 2011 / 8 / 14 - 18:30 )
فاتك أيها الأخ ذكر نسبة زيادة المسعَفين من الصائمين في رمضان... ولعل المشافي (والجهات الرسمية في البلدان الإسلامية) تتجنب ذذكر الأرقام تتجنّب كي لا تمس بسمعة الشهر الفضيل... وتأمل، يا رعاك الله، في إحصائيات حوادث المرور، عبر نشرها من قبل إدارات المرور، وزيادتها الملحوظة في شهر رمضان،بسبب نقص السكريات عند السائقين، من دون أن يجرؤ أحد على إذاعة هذه الأرقام... ويكفي أن تصغي إلى أبواق سيارات الإسعاف في أيام العيد، وتحصيها لتدرك كم هي حلوة أيام العيد!...

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت