الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممارسات دينيه باشكال مختلفه

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مما لا شك فيه ان السلطة الدينيه موجوده منذ تشكيل المجتمعات ونزوع الانسان الى الاستقرار وتكوين الممالك كتطور تاريخي للانسان حسب مراحل ونمط انتاجه ، ومما لا شك فيه ايضا ان السلطه الدينيه كانت اهم سلطه في المجتمعات وان تراجعت الان لكن باشكال مختلفه ، فبدل من كونها قلب للمركز ، اصبحت الان في دائرة المركز .
الدين كظاهره ميتافيزيقيه موجوده في فكر المجتمع ، وهي كما قال عنها الشاب ماركس : "الدين هو آنّات المظلومين، هو القلب في عالم لا قلب له (...) هو أفيون الشعوب" لأنه أدرك بأن دين الناس ليس جدلا في الأفكار والميتافيزيقيا، بل رابطة ووجدان ورأسمال رمزي للجماعة [مبثوث في لغة وطقوس وسلطة] .

فمرحلة الفراعنه على سبيل المثال ، شكلت السلطه الدينيه العامل الاهم في قلب المجتمع المدني من منطلقات اقتصاديه وسلطويه ، فالمعبد يبارك الحاكم ، والمعبد يؤله الحاكم ، والمعبد يجيش الجيوش للحاكم من اجل الغزوات والحروب ، في المقابل يحظى المعبد بسلطات مطلقه من الحاكم والرعيه ، وهذه السلطات جوهرها الاساسي اقتصادي حيث كانت المعابد والكهنه يعيشون في ترف مادي وسلطوي ، وهذه من اهم نوازع الانسان الشريره منذ تكون المجتمعات .

الاقتصاد والسياسه هي محور العلاقات الاجتماعيه الداخليه ، وهي ايضا محور العلاقات الدوليه ، ويتم توظيف الدين بنجاح باهر في تلك الصراعات ، فالاسلام السياسي ، وسيطرة رجال الدين على المجتمعات الاسلاميه مثلا ، شكل التحالف ما بين السلطه والمعبد ، مما قاد هذه المجتمعات عبر التاريخ الى تخلفها وانحطاطها ، كما ان الكنيسه وتحالفاتها ، قادت العالم المسيحي الى التخلف لقروون طويله ، الشئ الوحيد الذي ابدعت في الاديان وما زالت تبدع هي تجهيز الجيوش والغزوات وان اختلفت اشكالها .
مع الثوره الفرنسيه والثوره الصناعيه ، واستسلام الكنيسه امام حركة التنوير ، وتجيم دور الكنيسه لصالح مجتمع علماني متطور في اوروبا ، والفضل في ذلك يعود الى العلم والاقتصاد الذي قاد اوروبا الى الراسماليه . هذا النموذج لم يحدث في مناطق اخرى في العالم وخصوصا المجتمعات الاسلاميه التي لم تشهد اي تغيير في نمط انتاجها ، لذلك بقيت حبيسة ماضيها وتعيد انتاجه ،
.
الدين من اخطر الافات على الشعوب حسب طريقة توظيفه ، فباسم الدين تتخلف الشعوب الاسلاميه ، وباسم الدين تنشا دول الحداثه دول حسب وعد الرب , وباسم الدين والارهاب تغزو امريكا العالم الاسلامي ، وباسم الدين تتحالف مع الاسلام السياسي .

ان توظيف الدين اليوم في العالم اصبح محرك للاقتصاد ، واساس العلاقات الدوليه ، ان وجود الدين مصلحه دوليه وكنوع اخر من الاستغلال لم يكن معهودا في السابق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ممتاز ايها الكاتب
محمد العلاف ( 2011 / 8 / 14 - 13:03 )

اعتقد جازما انك لامست الصواب ، الدين شماعة الاستغلال
ولا استثني دور الكتاب لا التنوييريين بل الموجهيين سهامهم الى دين معين ، من اجل ابقاء التطرف في المجتمعات وهم كثر وكبيرهم الذي علمهم السحر


2 - الدوله الدينيه
احمد مصطفي ( 2011 / 8 / 15 - 01:41 )
بسبب تفشي الفقر والجهل والمرض فى مناطقنايلجاء الانسان المغلوب على امره الى السماء وتستغل هذه العاطفه من قبل السياسين الاسلامين ففي السودان اسواء نظام دينى لايمكن تخيله ومهما زكرت لكم من فظاىع هذا النظام قد تعتبرونها مذايده سياسيه باسم الدين دفع بطلاب المدارس الثانويه الي المعارك العسكريه فى جنوب السودان للجهاد اطفال دون سن الثامن عشر اجبرو علي حمل السلاح وقتل اهلهم فى الجنوب باسم الدين بنيت السجون السريه لى تعذيب اعتقال المعارضين للنظام باسم الدين شرد لى ما يسمي بالصالح العام الاف العمال والموظفين المعارضين باسم الدين عذب الدكتور على الفضل حتى الموت وكم من الشرفاء الذين لا يعرف مكانهم ختى هذه اللحظه وفى المقابل نهبت اموال الدوله وشيدت القصور حتى اضطرت الحكومه لىتقنع الراي العام بى انشاء مفوضيه صوريه لمحاربة الفساد وها هي الان بعد ما تسببت فى فصل الجنوب باصرارها على فرض الاسلام على الجنوبين ذات الاغلبيه المسيحيه تمارس نفس الدور في جنوب كردفان وتمارس التطهير العرقى على النوبه ودار فور ويقتل في الشوارع كل من يشك بان له علاقه بالحركه الشعبيه ها هي الدوله الاسلاميه


3 - الاستاذ محمد
ادم عربي ( 2011 / 8 / 15 - 09:46 )

شكرا عزيزي لمرورك الكريم ومطالعتك المقال
اشاركك افكارك ان الدين اصبح الان شماعة المشاكل الداخليه والخارجيه ، في الدين نتخلف ، في الدين نربي الديكتاتوريات ، باسم الدين نهجر ابنائنا المثقفون ، ولكنني لم افهم مقصدك في الجزء الاخر من التعليق ، ان كان مقصدك بعض كتاب النقد الماجوريين ، فالموضوع لا يخرج عن استغلال الدين كماده جديده لنهب الثروات


4 - الاستاذ احمد مصطفى
ادم عربي ( 2011 / 8 / 15 - 09:53 )

شكرا لمطالعتك الموضوع ، في كل الدول الاسلاميه تجد نفس الظروف وهو الدوله الدينيه وتحالف الاسلام السياسي ، وان كان السودان له نصيب الاسد من ذلك ، لكن ما اردت اضافته في المقال ، ان العالم المتحضر يستغل الدين في مجتمعاتنا ، فباسم الدين يستغلوننال، وباسم الدين يظمنون تخلفنا - يكاد الدين ان اصبح اليوم محرك الاقتصاد العالمي

اخر الافلام

.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و




.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى