الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفراق بين الديني والسياسي؟

أمير خليل علي

2011 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت صدمة بالنسبة لي أن أجد ثلاثة على الأقل من المترشحين لمنصب رئاسة الجمهورية هم من المحسوبين ضمن رجال الدين الإسلامي في مصر .. ما يعني أنهم بهذا الترشح إنما يغادرون بذلك مواقعهم الدينية الدعوية ليلتحقوا بمواقع أخرى مدنية سياسية.

وينبع جزء من صدمتي من تحطم مصداقية جماعة الإخوان المسلمين أمامي عيني بفعل تحركاتها السياسية المتقلبة.

فقد زعمت – بل أكدت - جماعة الإخوان المسلمين في البداية إنها لن ترشح أي مرشح منهم لمنصب رئيس الجمهورية لأنهم يريدون الحفاظ على الطابع الدعوي لجماعتهم الدينية .. ثم وجدناها ترشح حوالي 3 محسوبين عليها (مع طرد أحدهم) ..

ومن الثابت أن الجماعة تتميز بسلطة مركزية تدير القرارات .. ما يعني أن هذه الترشيحات تم الموافقة عليها .. ولم تأت هكذا مصادفة أو بمبادرات فردية.

ثم كان أن أصدرت الجماعة تصريحات تقرر فيها أنها لن تخلط بين الدعوي الديني وبين السياسي الحزبي من خلال تأسيس حزب سياسي بديلا عن جماعة الإخوان المسلمين أسموه حزب الحرية و العدالة

فقد زعموا قبل تأسيس هذا الحزب أنه سيكون حزب سياسي منفصل تماما عن جماعة الإخوان المسلمين ذات الطابع الدعوي ..

وافترضنا المصداقية وحسن النية وراء كافة هذه التصريحات التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمون .. لكن من المحزن أنه مع مرور الزمن بدأت الجماعة تتفلت من هذا الفصل الذي أوهمونا بأنهم أقاموه بين الدعوي وبين السياسي في بداية دخولهم المجال السياسي بصفة حزبية ..

فقد بدأوا مؤخرا في التلميح إلى أنهم ما قصدوا الفصل التام بين الدعوي وبين السياسي .. ما يعني أنهم إنما كانوا يقصدون التمييز "النظري" فقط وليس الفصل أو التمييز "العملي" ..

هذا التفلت رآه البعض دليلا على أن أغلب التصريحات التي صدرت عن الإخوان المسلمين بصدد الفصل إنما كان هدفها هو المداورة والمناورة دون أي نية صادقة لتطبيق ما ورد فيها

لكني سأخاطر بما يلي:

أنا أفترض حسن النية لدى الجماعة .. لماذا؟

لأني أظن بحق أن الجماعة "لا تفهم" بوضوح ما هو الفرق بين الدعوي الديني وبين السياسي الحزبي .. ولا تفهم ضرورة الفراق بين الديني والسياسي.

بل أظن أن قطاعات عريضة في المجتمع المصري لا تفهم هذا الفرق ولا ترى أي ضرورة للفراق بين السياسي وبين الديني .. وذلك بناء على الاستجابات والتعليقات التي حصلت عليها في مقالي السابق.

لذا وفيما يلي سأحاول أن أجتهد في تنوير هذا الفرق للجميع .. وأجري على الله!

من المتوقع في الظروف العادية أن من يصبح رئيساً للجمهورية فإنه حتما سينشغل بالعمل السياسي .. بحيث أنه لن يجد الوقت أو الجهد لممارسة ما كان يمارسه قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية.

فالمفترض أن موقع رئيس دولة كمصر يجب أن يجعل شاغله عاجز عن التفلت من المهام السياسية ليلتفت إلى أي مهام دينية أو دعوية. بل حتى مهام الإفساد التي كان يمارسها النظام السابق كان أسمها إفساد "سياسي".

لكن مع تضاؤل الهامش الذي يقيمه الإخوان المسلمون بين الدعوي وبين السياسي يوما بعد يوم .. فإن الأمور أصبحت غامضة وبحاجة لطرح أسئلة حول مدى فهم الإخوان المسلمون - وأغلب الإسلاميين - للفرق الحقيقي بين الدعوي وبين السياسي.

وهنا أعود إلى تحليلي السابق لحوار المرشح الإسلامي حازم صلاح أبوإسماعيل

فقد أصر هذا المرشح أن يخوض في مسألة: كيف أن الحاكم يمكن أن الفرائض الدينية ومنها الحجاب على النساء في الدولة باعتباره الحاكم

ومن هنا بدأ يتأكد عندي أن الإسلاميين لا يفهمون بوضوح الفرق بين الدعوي وبين السياسي.

فيبدو أن المرشح الإسلامي – مثل حازم أبوإسماعيل على الأقل بصفته مرشح إسلامي – لا يفهم بالمرة أن مهام رئيس الجمهورية السياسية تختلف تماما عن مهام خطيب المسجد أو زعيم الجماعة الدعوية أو مأذون القرية.

فالدعوة إلى فرض الحجاب أو منع الخمر أو - ما وصفه أبوإسماعيل – بالحفاظ على "طهارة" المجال الاجتماعي من "إفساده وتلويثه" بواسطة الكفار والعاصيين غير المطيعين لدين الله .. أقول أن كل هذه الأمور تؤكد أن المرشح الإسلامي لا يفقه الفرق بين الدعوي وبين السياسي .. بحيث أن ما فهمته من حوار المرشح هو أنه لو وصل إلى المنصب السياسي، فإنه إنما سينفق جل وقته وجهده في ممارسة نفس النشاط الدعوي الديني الواعظ في مسائل الفضائل الأخلاقية والدينية .. وذلك عوضا عن متابعة الشئون السياسية للدولة.

قد يعترض معترض علي – وهو ما حدث في التعليقات على مقالي – ويقول لي:

ولكن لماذا تكره أن يعظنا الشيخ في فضائل الأخلاق؟

وإجابتي هي:

أني لا أعترض على ممارسة الشيخ للوعظ .. فهذه مهمة دينية جليلة ومطلوبة

لكني أعترض على أن يمارس هذا الوعظ بصفته رئيس الجمهورية .. وليس بصفته شيخ مسجد.

لأن هنا بالضبط يختلط السياسي بالديني .. وهنا يكمن الخطر الذي اعترض عليه.


فما علاقة الوعظ بصدد كون الحجاب (أو غيره) فريضة أو ليس فريضة بممارسة السياسة في الدولة؟؟

فمثلا بعد أن تفتق ذهن السيد حازم أبوإسماعيل عن الحكم الفذ باعتبار غير المحجبة "عاصية" – رغم كونه حكم يعود إلى ألف سنة من العمر ربما من أيام واصل إبن عطاء – أقول أنه بعد هذا الحكم العبقري .. فما هي قيمته في مجال السياسة ؟؟ وكيف سيطبق هذا الحكم القديم على المجتمع السياسي المصري؟

فالمسألة لا تمكن في القيام بعنتريات إصدار أحكام أو مسميات دينية ترجع بنا إلى العصر الوسطوي ثم الاكتفاء بهذا ثم إلقاء الحمل .. "ويا دار ما دخلك شر" .. لا !!

بل المسألة هي كيف سيطبق هذا الحكم من موقعه المترشح كرئيس للجمهورية.

وإلا فإن كافة المسلمين يعرفون أن "تاركة" كذا (الحجاب – البسملة – ليلة القدر ..) هي عاصية .. وتارك كذا هو عاص .. فلا عبقرية في إصدار هكذا حكم .. إنما العبقرية هي في طريقة التطبيق وطريقة تنزيل هذا الحكم على الواقع .. داخل المنظومة السياسية للمجتمع.

وإلا فإن أي شخص – حتى ولو بائع متجول - يصلح لأن يصبح رئيس جمهورية ويكتفي بإصدار أحكام وسطوية عنترية وحجرية على الناس ويترك للمطوعين – كما في السعودية – مهمة تنفيذها.

لكني لا أظن أن السياسة في مصر تحتمل هكذا ممارسة.

فالسؤال هو:

هل ما يقصده أبوإسماعيل مثلا هو أن غير المحجبة هي عاصية .. ما يعني مثلا أنه سيعتبر أن المواطنة المحجبة هي مواطنة سوبر تتمتع بكل حقوق المواطنة .. بينما سيعتبر المواطنة غير المحجبة هي مواطنة درجة ثانية .. بحيث يجب أن تتعرض لغرامات مثلا أو ما شابه لكونها عاصية؟؟

وهنا يتضح أن المسألة لا تقف عند مجرد استخراج - أو تلفيق - حكم بلغة شرعية .. بل المسألة تتعلق بتنزيل هذا الحكم من المجال الديني إلى المجال السياسي .. وإقناع الناس بتطبيقه.

وهنا بالضبط تكمن نقطة ضعف السيد حازم أبوإسماعيل ومثله أغلب المرشحين الإسلاميين.

فهناك خطورة في الظن بأن الحكم الديني والشرعي – رغم تلفيقيته عن أبوإسماعيل - أقول هناك خطورة في الظن بأن مجرد الوصول إلى حكم ديني وشرعي – وإيهام الناس بذلك – هو في حد ذاته يمثل كل المطلوب في المجال السياسي.

وهنا مكمن الخطأ والخطر.

فالإشكالية السياسية تتخطى الإشكالية الدينية عند هذه العتبة تحديداً

فالإشكالية السياسية هي طريقة تنفيذ الأحكام وتطبيق الرؤى في الواقع وتسييره.

أما الإشكالية الدينية والشرعية .. فإنها تقف بالضبط عند حد إصدار هذا الأحكام وبلورة قيم وغايات ومسميات لها طابع نظري قيمي .. دون أن يكون لها لها طابع عملي تنفيذي.

ولهذا ا لسبب تحديدا .. تجدنا جميعا – أو أغلبنا - نعرف ونعي بالضبط ما هي الأخلاق وما هو الدين .. لكننا رغم ذلك كثيرا ما نخطيء ونفشل في تنفيذ وتسيير حياتنا وفق هذه الرؤية الأخلاقية والدينية ..

فالمسألة لا تتم من خلال الإصرار الحماسي أو الأعمى على وضع القيم الدينية والأخلاقية موضع التنفيذ مهما كلف الأمر .. فهكذا إصرار إنما يمثل تهديدا خطيرا للمجتمع السياسي .. وهذا بالتحديد هو خط رجال الدين.

أما رؤية السياسيين فهي لا تدور حول التنفيذ الحماسي أو الأعمى للمبادئ والغايات والقيم الأخلاقية والدينية .. بل إن الرؤية السياسية معنية بفتح مسارات جديدة مبتكرة تحقق مقاصد هذه القيم دون أن تسقط في حرفية (حروفية) هذه القيم.

وهنا بالضبط حيث يتفارق السياسي مع الديني

وهنا بالضبط مغزى القصة القرآنية الرائعة لفراق سيدنا الخضر لسيدنا موسى في القرآن، عندما قال الخضر لموسى:

"قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا" (الكهف)


هنا بالضبط يكمن الفرق بين السياسي وبين رجل الدين؟

فالنبي موسى هنا يمثل رجل الدين المتمسك بالقيم الأخلاقية والدينية بكل حماسة مهما كلفه الأمر ودون أن يمارس التأويل السياسي.

أما الخضر .. فقد غادر المجال الديني .. ليمارس تأويل القيم الدينية والأخلاقية النظرية وتحويلها وإحالتها إلى قيم سياسية وعملية قابلة للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.

فرجل الدين في حماسته للقيم والأحكام القطعية الدينية "لا يستطع صبرا" مع رجل السياسة .. لأن مجالهما مختلف وأسلوب عملهما وأسلوب تفكيرهما مختلف .. بل لدرجة التضارب.

لذا فلابد من الفراق بين رجل السياسة وبين رجل الدين .. وإلا سيقيد رجل الدين رجل السياسة وسيحبط كافة خططه.

هذه هي حكمة الفصل بين السياسة وبين الدين مستخرجة من القرآن نفسه الذي صورها بدقة وإعجاز رائع في سورة الكهف الآيات 69 إلى 82

فرجل الدين يتلهف على دخول مجال السياسة ليتعلم منها ويتعهد للسياسي بقوله: "سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً" (الكهف/69) .. وهذا رغم تحذير رجل السياسة لرجل الدين بالقول: "إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً" (الكهف/72)

إلا أن رجل الدين يعاند ويعاند حتى يفشل

المشكلة في منصب رئيس دولة مصر في حالتنا الراهنة هي أن فشل رجل الدين في هذا المنصب سيعني فشل دولة بحالها، في ظروف لا أظننا نحتمل فيها مثل هذا الفشل.

لذا أرجو من رجال الدين أن يفطنوا لمغزى سورة الكهف وأن يتعلموا من قصة موسى والخضر .. قبل أن يتسببوا في فشلنا جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسي تحت عباءة رجل الدين
كنعان الكنعاني ( 2011 / 8 / 14 - 23:38 )
السيد الكاتب يرسم في مقالته تصورا للسياسي تحت عباءة رجل الدين بشكل أو بأخر ومثال موسى والخضر بعيد عن أن يشخص الفرق بين السياسي والديني. بالنسبة للديني فهو محكوم بسقف نصوصه حتى لو أصبح إمبراطورا، أما السياسي في أي دولة مدنيه حديثه فمرجعيته هي الدستور الذي يفترض فيه أن يقف على مسافه متساويه من جميع مواطنيه بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، بشكل يصون حرياتهم الأساسيه ولا يسمح لأي كان أن يصنفهم -حتى على المستوى النظري- تبعا للباسهم أو سلوكهم الفردي. مع التحيه


2 - سؤال أستاذ أمير الغندور المحترم
الحكيم ( 2011 / 8 / 15 - 01:14 )
تحية طيبة
أين الثقة في الشعب؟
لم الخوف من ان يكون اتجاهات او افكار الرئيس فيما لاتحب او ليس الدستور
سيكون حكم عليه( أم ان الدستور فعلا سيكون بيده؟) وهل الثورة اقلعت الدكتاتور السابق من اجل ان يحل محله دكتاتور ألعن ام سيكون للشعب راي في الدستور الذي يخضع له الكل بما فيهم الرئيس وبالطبع تخوفاتك طبيعية ومعقولة وانا لااختلف معك في فصل الدين عن السياسة ولكنه كمواطن له الحق في الترشيح بغض النظر عما اقبله اولا اقبله لتطرفه وسعيه لاقامة الاحكام الشرعية وحدودها( هذا ان استطاع واشك في ذلك وما يصرح به من اراء فقهية في الاحكام الشرعية ماهي الا منشطات ومرطبات اعلامية تطيب انفاس المؤمنين لينال اصواتهم فيفوز بالمنصب) فهم هكذا يجتهدون بمايروق لهم ويرون فيها مصلحتهم كموطئ قدم يضمن سلطتهم الدينية ويعززها ولو بعد حين سعيا نحو الهدف وما اضنها الا اضغاث احلام فالشعب المصري اذكى من ان يتذكى المتأسلمون عليه


تحياتي


3 - شكرا للمعلقين من الفيس بوك
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 15 - 08:42 )
شكرا للمعلقين من الفيس بوك على الإضافات اللماحة التي أضاؤا بها زوايا معتمة في المقال:

أ. صباح أمين

أتفهم وجه نظرك ويؤيدها التاريخ .. وعندما سأعالج موضوعة الإستبداد سأعالج ما كتبتيه هنا بشكل أعمق .. فشكرا لك

أ. أحمد المحمود

المشكلة هي أن الجماهير تثق في الإسلاميين رغم تسطح رؤاهم .. ما يعني أننا بصدد مرحلة جديدة من الشعبوية الدينية .. تقبل تحياتي

أ. حنفي أبوسعدة

شكرا على إثرائنا بخبرتك مع رجال الدين

أ. رعد الحافظ

أظن عقلية قمع الخمار .. تقارب عقلية قمع التبرج .. لكن بالمقلوب .. فكلاهما يتعلق بتحديد الملبس الشخصي للمرآة .. فهذا إجبار على الحرية وذاك إجبار على العبودية .. وهما في الحالين إجبار نظام ذكوري على المرآة .. مع إختلاف النتيجة .. وهنا مجال الإختلاف الوحيد بينهما .. لكنه إختلاف مهم .. مع إتفاق في المسار


4 - أ. الحكيم
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 15 - 08:48 )
المسألة ليست خوف .. بل نقد وتحديد لمواطن الخطأ

أما الثقة في الشعب واختياراته .. فعليك أن تنظر إلى أين قادتنا هذه الشعارات في السنوات بل القرون السابقة .. وستدرك أنها مجرد شعارات لا تصنع الواقع .. بل ربما يلقيها البعض لإسكات النقد

والنقد لا يتعلق بالشخصيات وحدها .. بل أيضا يتعلق بالشعب نفسه

فالشعب يتطلب تنوير .. وهي مسألة لا تحدث من تلقاء نفسها

الثقة في الشعوب تؤتي ثمارها عندما يرافقها التنوير السليم


5 - لم الصدمة والخوف 1
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 15 - 10:09 )
تقول ((كانت صدمة بالنسبة لي أن أجد ثلاثة على الأقل من المترشحين لمنصب رئاسة الجمهورية هم من المحسوبين ضمن رجال الدين الإسلامي في مصر .. ما يعني أنهم بهذا الترشح إنما يغادرون بذلك مواقعهم الدينية الدعوية ليلتحقوا بمواقع أخرى مدنية سياسية)).
فما الذي صدمك؟ ترشح ثلاثة من الإخوان من المفروض أن يكون نقلة نوعية في فكرهم نحو التعددية. فهم ظلوا دائما يحرّمون التعددية، بل وينظرون بريبة لمن يطلب الترشح للسلطة، فحسب الحديث النبوي: ((يا أبا ذر ! إن الولاية أمانة، وإنها يوم القيامة حسرة وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها )). وقد استنتج الفقهاء من هذا الحديث عدم شرعية طلب الولاية أي المسؤولية، وحديث آخر (( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال الأعرابي: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟! قال: إذا وُسِد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)).
وتصر ((وينبع جزء من صدمتي من تحطم مصداقية جماعة الإخوان المسلمين أمامي عيني بفعل تحركاتها السياسية المتقلبة)). وأنا لا أدري متى كانت تحركاتهم متقلبة، وهم لم يتوقفوا منذ حسن البنا عن القول: ((ديننا سياسة وسياستنا دين)).
يتبع


6 - لماذا الصدمة والخوف2
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 15 - 10:17 )
ثم تقول ((لذا فلابد من الفراق بين رجل السياسة وبين رجل الدين .. وإلا سيقيّد رجل الدين رجل السياسة وسيحبط كافة خططه)).
لماذا (سيقيّد رجل الدين رجل السياسة وسيحبط كافة خططه)؟ هل هناك فرق واضح بين رجل الدين ورجل السياسة في الإسلام وعند الإسلاميين؟ أليس دينهم سياسة وسياستهم دين وهم لا يتوقفون أبدا عن القول بأن السياسة بدون دين ينير لها الطريق هي سياسة محكوم عليها بالفشل؟ وما هي خططهم غير وضع الدين محل تطبيق؟ أليس هذا هو برنامجهم وسبب دفاعهم المستميت على المادة الثانية (الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع)؟ لماذا استماتوا في الدفاع عنها إذا لم تكن نيتهم تطبيق ما فهموا من دينهم في سياستهم حالما استلموا السلطة؟
لماذا الخوف مادام الوعظ مهمة دينية جليلة ومطلوبة كما تقول؟
يتبع


7 - لم الصدمة والخوف 3
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 15 - 10:26 )
منطقيا يجب أن يكون العكس هو الصحيح. لماذا يجب أن يتريثوا ويطالبون الناس بالصبر في تطبيق الشريعة بينما كل عملهم السياسي والدعوي قائم على كيل الوعود للناس بأن الإسلام هو الحل وهم إنما اكتسبوا هذه الشعبية هكذا. فلماذا يجب أن يتريثوا الآن وهم في السلطة؟ (بافتراض أنهم كذلك)
تقول ((هذه هي حكمة الفصل بين السياسة وبين الدين مستخرجة من القرآن نفسه الذي صورها بدقة وإعجاز رائع في سورة الكهف الآيات 69 إلى 82)).
وتصر ((فرجل الدين يتلهف على دخول مجال السياسة ليتعلم منها ويتعهد للسياسي بقوله: -سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً- (الكهف/69) .. وهذا رغم تحذير رجل السياسة لرجل الدين بالقول: -إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً- (الكهف/72)).
فأية روعة وأي إعجاز هنا؟ وأية لهفة؟ أليست حركتهم قائمة على الإسلام السياسي الذي يمارسه المنخرط فيه منذ البداية وليس فقط مع توليه منصب سياسي رفيع؟
يتبع


8 - لم الصدمة والخوف 4
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 15 - 10:40 )
ثم تقول: ((إلا أن رجل الدين يعاند ويعاند حتى يفشل)). وهو ما يعني أنك تتوقع الفشل لهم ولا يتمناه.
لهذا تواصل: ((المشكلة في منصب رئيس دولة مصر في حالتنا الراهنة هي أن فشل رجل الدين في هذا المنصب سيعني فشل دولة بحالها، في ظروف لا أظننا نحتمل فيها مثل هذا الفشل)).
يبدو لي أن ضمير المتكلمين في (لا أظننا نحتمل) ابتعاد عن الحياد الواجب في البحث والتحليل.
فلماذا تعتبر هذا الفشل مشكلة؟ لماذا ترى ((أن فشل رجل الدين في هذا المنصب سيعني فشل دولة بحالها)). وعن أية دولة تتحدث؟ هل هي دولة مصر الحديثة أم دولة مصر الإسلامية؟
لماذا تعتبر فشل رئيس دولة مصرية من التيار الإسلامي فشل دولة بحالها؟ ولماذا لا يمكن أن تحتمل مصر هذا الفشل؟ فشل رئيس دولة لا يجب أن يؤدي إلى فشل دولة بحالها، بل هو، في الديمقراطيات الحديثة، فشل برنامج سياسي على الشعب أن يعاقبه عندما يعود السياسيون المتنافسون للاحتكام إليه، ويستبدله بآخر وتتواصل الحياة.
في إيطاليا تداول على الحكم منذ الحرب العالمية أكثر من 45 حكومة دون أن يؤدي هذا إلى فشل الدولة. فهل ما يخيفك هو أن يفشل الإسلاميون؟ لماذا؟
يتبع


9 - لماذا الصدمة والخوف 5
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 15 - 10:51 )
لماذا الخوف من فشل الإسلاميين؟ كنت أتوقع العكس من مثقف حداثي يحمل نظرة أخرى عن دولة مواطنة حقيقية عجز عن تصورها الإسلاميون حتى الآن ، كما فهمت من مقالك السابق؟
حرصك وأنت تقول ((لذا أرجو من رجال الدين أن يفطنوا لمغزى سورة الكهف وأن يتعلموا من قصة موسى والخضر .. قبل أن يتسببوا في فشلنا جميعا)). غريب. من تقصد بـ (نا) في فشلنا؟
بالنسبة لمثقف حداثي علماني ديمقراطي فإنه كلما أسرع الإسلاميون نحو الفشل كلما كان ذلك أفيد لمصر وكل الدول التي يتهددها الخطر الأصولي المعادي للحرية والعلمانية والمواطنة الحقة كما تبين من مقالك السابق الممتاز.
هل تعتقد أن فشل الإسلاميين في الفصل ما بين الديني والسياسي سوف يغرق مصر في فاشية حقيقية واستبداد يجعل الناس يتحسرون على مبارك؟
في هذه الحالة: لماذا تقديم النصح غير المجدي بدل الدعوة إلى مقاومتهم قبل فوات الأوان؟
هل فهمتك خطأ.
تحياتي


10 - أ. عبد القادر أنيس والبقاء عند النقد الحداثي
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 15 - 11:35 )
أتفهم نقدك

وأسئلتك تتكون من ظاهر وباطن

فأغلب الأجوبة على أسئلة الظاهر .. ستجدها موجودة بالتفصيل في المقال .. فمثلا عندما تسألني لماذا -صدمت-؟ .. فإنك ستجد الإجابة في النص: من أن الجماعة قدمت 3 مرشحين رغم أنها وعدت بألا تقدم

وأغلب أسئلتك الأخرى لها أجوبة ظاهرية موجودة في المقال

أما بخصوص باطن الأسئلة .. فهي مختصة بالمنهج الذي أتبعه في نقد الإسلام السياسي

فهذا المنهج هو الذي تلومني عليه لأن لديك منهج مختلف كأغلب الليبراليين والعلمانيين

أما أنا فأزعم أن منهجي كما هو واضح مختلف تماما .. ولا يمكن حصره كما تريد في توصيفات: مثقف حداثي علماني ديمقراطي

فمنهجي يقترب أكثر من منهج أركون والجابري وجعيط وحسن حنفي .. ويرفض منهج القمني وطرابيشي وفرج فودة وفرح أنطون

فمنهجي لا يتموضع بشكل سياسوي ضد ديني .. بل يتموضع في شكل فكري تأويلي ما بعد حداثي وبعد ديني

بحيث أتجاوز مشاكل المنهج العلماني الحداثي الرث الذي قدمت نقدا له في شكله الماركسي

وأنا أعرف أن هذا المنهج غير معتاد لدى أغلب مثقينا .. ومن هنا ينبع استغرابك

وسأقدم توضيحات أكثر قريبا عن هذا المنهج التأويلي الذي يتجاوز الحداثة بمشكلاتها


11 - هواجس
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 15 - 12:22 )
شكرا لك سيد أمير على تفهمك لنقدي.
اسمح لي فأنا مثل رجل الدين الذي وصفت، لا أطيق صبرا، إلى أن تتفضل علينا مشكورا بـ ((توضيحات أكثر قريبا عن هذا المنهج التأويلي الذي يتجاوز الحداثة بمشكلاته))، ولهذا أود أن تتضمن إجابتك، لو سمحت، موقفا من مجموعة من الأسئلة تستبد بي كمواطن في هذه البلاد المتخلفة يتغلب فيها شطره النضالي على شطره الجامعي.
هل منهجك التأويلي (الذي يتجاوز الحداثة بمشكلاته) معني بالفهم فقط دون التغيير؟
أليس عندك فرق بين أن يحكم مصر مستبد قومي أو إسلامي أو ديمقراطي؟
ألا يعنى منهجك بمصير بلداننا المتخلفة نتيجة هذا الانسداد الحضاري الذي طال أمده؟
ألست معنيا بأهمية المواطنة الكاملة لجميع سكان مصر بدل هذه المواطنة العرجاء التي تجعل جماهير واسعة محرومة من حقوق الإنسان ؟
ألا يوجد في منهجك شيء اسمه العلمانية والمواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان؟
ألم يكن أركون والجابري وجعيط وحسن حنفي مفكرين بقدر ما كانوا مناضلين يدلون بدلوهم في قضايا الناس اليومية؟
هل واقعنا لم يعد في حاجة إلى منجزات الحداثة هذه؟
في انتظار أن أقرأ لك مجددا تقبل تحياتي
تحياتي


12 - تعليق على ردّك لي
رعد الحافظ ( 2011 / 8 / 15 - 13:43 )
عزيزي أ غندور
أنا أتحاشى في الواقع الدخول معكَ في حورات تفصيلية ومطوّلة
إذ ما زلتُ أتوّجس خيفة من غضبكَ المفاجيء على أيّ رأي يخالفك
لكن لكوني أحسّ ببعض التغير الإيجابي فإسمح لي بقول رأيي حول ردّك
*****
كيف تفارن عزيزي بين النقاب ( أنتَ تسميه خمار وهذه ليست مشكلة ) وتعتبر عكسه التبرج ؟ هل هذا أنصاف منكَ لغير المنتقبات ؟
ألا يوجد محجبات ؟ ألا يوجد سافرات يلبسن ملابس محترمة جداً ؟
ألا يوجد محجبات ملابسهم فاضحة مقارنة بسافرات معتدلات؟
قولكَ عقلية / منع النقاب في فرنسا العلمانية , تقارب عقلية منع التبرج في مصر مثلاً , ليس دقيقاً ولا عادلاً , ابداً
ليس فقط لان النقاب هو ليس عكس التبرج
لكن منع الظلام والقبح وإمكانية التستر على الجريمة لاتساوي إجبار النساء على لبس معين ومصادرة حرياتهم
أنتَ هنا كمن يقول من يمنع إرهابي من تفجير ذاتهِ فهو يُصادر حريته ؟
آسف للمثال لا اقصد إثارتكَ بالطبع لكن لم يحضرني غيره
أنا أقدّر بعض أسبابكَ ومساحة الحرية في مجتمعكَ حتى بعد الثورة الباسلة , لكنّ حكمتكَ وعلمكَ لاتدعهم يتاثرون بتلك الظروف
تقبّل تحياتي ولجميع الاخوة المعلقين


13 - أ. رعد لا داعي للحرج من النقد
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 15 - 16:38 )
لا يجب ان نقبل الحرج في النقد .. طالما كنا داخل الموضوع

لذا أرجو ألا تتحرج وألا ترفد جملك بالإعتذارات التي تدل على علو أخلاقك .. لكنها تشير إلى تزمتي أنا في نفس الوقت

بالنسبة لمنع الخمار وفرض الحجاب

فقد أظهرت أن كليهما يمارسان الفرض .. وأشرت إلى الفرق في النتيجة

ولست ممن ينشغلون بالنتيجة عن الوسيلة

لذا صحيح أن منع الخمار يؤدي إلى التحرر .. لكنه تحرر بوسيلة قسرية وفرضية .. وكأننا أمام فريضة التبرج .. وهذا أعتبره قسر وفرض وعدم إقناع للمرآة .. ومن هنا أنقد وأرفض الوسيلة .. دون أن أرفض الغاية

أنا أعلم أن هذه الطريقة في التفكير غير معتادة .. وحتى غير معتادة بالنسبة لي أنا أيضا

فما أسهل أن نخلط الغاية بالوسيلة ونصدر أحكام حداثية علمانية أو أحكام دينية تقليدية .. لكني أرى أن كليهما أحكام سلفية

فالسلفية ليست فقط دينية بل أيضا هناك سلفية علمانية مثل تلك التي في فرنسا تحديدا في مسألة منع الخمار

التنوير يجب أن يكون من خلال الإقناع والحوار لا الفرض

عقلية الفرض تنقل المواطن إلى مفهوم الرعية .. سواء في فرنسا أو في أفغانستان

أعرف أن منهج التفكير هذا صعب ومعقد .. وأعد بأن أحاول تفصيله أكثر


14 - أ. عبد القادر أنيس والسؤال حول المنهج الجديد
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 15 - 16:50 )
الأسئلة الجديدة التي تثيرها أغلبها سياسي

وأشكرك على متابعة موقفي من مسألة الفهم والتغيير

لأنك محق .. فهي تمثل مدخل مهم للمنهج الذي أحسبه يتجاوز مشكلات المناهج الحداثية

لكن كما دار نقدي لماركس حول استعجال التغيير دون فهم

فلا يجب أيضا أن أسقط أنا في الإكتفاء بالفهم دون التغيير

وهذه بديهية .. وأشكرك على لفت نظري لها

أريد فقط أن أؤكد أني لا أؤجل أو أسوف مسألة تقديم المنهج عامدا .. بل أنما فعلا لم أبلوره بعد بشكل كامل بما يسمح لي بالكتابة عنه بالشكل المفهوم واللائق

لكني أعرف أن المنهج الحداثي العلماني لا يكفي .. فهو نفس المنهج السلفي في التفكير والتغيير .. ولذا أرفضه

لكن حتى أتمكن من بلورة المنهج الجديد .. فيبدو أنه لا توجد لديك - أو لدى أغلب المعلقين - إنتقادات هامة على ما أنتجه حتى الآن .. وهذا في حد ذاته أعتبره يصب في صالح بناء مصداقية لهذا المنهج


15 - إلى أ. غندور
نعيم إيليا ( 2011 / 8 / 15 - 20:18 )
أنتَ تعتمد التفريق بين الإسلام والسياسة
وهذه فكرة حسنة، ولكن ماذا ستفعل بالتاريخ الإسلامي؟
كيف ستقنع المسلم بأن محمداً لم يكن قائد دولة؟
كيف ستقنعه بأن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، لم يكونوا خلفاء وقادة دولة؟
هل سيقبل منك المؤمن تحريف تاريخه، بله قرآنه؟
واسمح لي أن أقول لك إن منطقك في منع الخمار، منطق سفسطائي لا يكترث بالحقيقة قدر اكتراثه بزخرف الكلام.
الخمار يا أستاذ يخفي ملامح الشخصية عن الأنظار، يجعل المرأة بلا ملامح تعرف بها في الدوائر الحكومية، فكيف يجوز القبول به؟
إذا جاز القبول به، فيجب أن يجوز القبول بالتعري التام في الدوائر الحكومية والمدارس والساحات العامة.
اجمع بين الخمار والتعري التام على النقيض، لا بين الخمار والسفور.
مع تحياتي لك


16 - تحية للاستاذ امير الغندور
مكارم ابراهيم ( 2011 / 8 / 15 - 21:08 )
تحية طيبة الى الفيسلوف أمير ليس هذه اول مرة اقول بانك عبقري جدا تعلم كيف تختار اسلوب ذكي يناسب المجموعة المطلوبة التي توجه لها خطابك فلقد اخترت افضل اسلوب مناسب لعقلية رجال الدين وكذلك للفئة البسيطة من الشعب المصري احييك على ذكاؤك واتمنى ان يقرا مقالتك هذه الفئة الالتي اخترتها
شخصيا ارى ان مشكلة رجال الدين عندما يؤسسون احزاب تدخل الى الحكومة والبرلمان تكون كارثة على الشعب حالهم حال فئات عنصرية تكره فئات معينة تشكل حزب وتدخل الى البرلمان وتتدخل في صنع القرارات الجاحفة
هذه مشكلة حتى هنا في الغرب لدينا احزاب اصولها دينية مسيحية فيها قساوسة وكارهين للاجانب ولن اتحدث عن القرارات التي يتخذونها في حقنا نحن الاجانب
لهذا من الكارثة دخول احزاب ذات اصول دينية في الحكومة ولكن امامنا مشكلة في نفس الوقت فان الديمقراطية تعني احترام كل الاحزاب وضمها للبرلمان
تقبل خالص احترامي وتقديري


17 - هل ولاية الفقيه هي الحل يا اميــر ....؟؟
وليد مهدي ( 2011 / 8 / 16 - 07:48 )
مقالك اكثر من رائع

وفكرة الفصل بين السياسي والديني مقرنة بلقاء وحوار موسى والخضر في الصميم

في الحقيقة

ومن خلال حوارك البديع في التعليقات مع زميلنا عبد القادر انيس

بدأت استشفاف نهجك ورؤيتك لما بعد العلمانية وما بعد الحداثة بعامة

انت تسير بخطى نحو الفصل بين السياسي والديني بما يحاكي ولاية الفقيه وإن بتسمية مختلفة ربما كونها الانموذج ما بعد الحداثي - الارتدادي- برؤية وعيون الاكاديميين الغربيين الذين اعتبروا آية الله خميني بمثابة جون كالفن كما ورد في كتاب سيء الصيت هنتغتون

انتظر تفسيرك ورؤيتك لنموذج اسلاموي بعد حداثي بصبرٍ بالغ
ولكل مقالٍ حواره

دمت بالف خير ايها المبدع


18 - أ. نعيم إيليا حول التاريخ والتعري
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 16 - 09:14 )
تسأل: ولكن ماذا ستفعل بالتالريخ الإسلامي؟

الإجابة:

لا يوجد ما يسمى التاريخ .. بل توجد تواريخ .. فالتاريخ لا وجود له بمعنى كونه شيء ثابت واحد محدد .. فهذا وهم .. داخل الفكر التأويلي توجد تواريخ مختلفة .. لا تاريخ واحد .. ناهيك عن (ال) تاريخ .. بألف لام التعريف .. فهذا وهم

وتقول:

الخمار يا أستاذ يخفي ملامح الشخصية عن الأنظار

الإجابة:

أنا نفسي كثيرا ما أحب أن أختفي عن الأنظار .. هذا حق .. لا يجب نزعه من أحد .. رجل أو إمرأة .. إن أراد ممارسته .. هذه هي المسألة .. لا أكثر

تقول:
إذا جاز القبول (بالخمار)، فيجب أن يجوز القبول بالتعري

الإجابة:

لو أن تأثير التعري سيعادل تأثير الخمار .. فلا مشكلة
لكن لو تجاوز تأثير التعري تأثير الخمار .. فيجب دراسة الموضوع


19 - أ. وليد مهدي وولاية الفقيه
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 16 - 09:24 )
عجيب السؤال الذي تطرحه:

هل ولاية الفقيه هي الحل يا اميـر ..؟؟

والأعجب أنك تقيم مساري كما يلي: -انت تسير بخطى نحو الفصل بين السياسي والديني بما يحاكي ولاية الفقيه-

الإجابة:

نحن في عصر الشعوب يا عزيزي .. أي عصر الرعية والمواطنين .. لا عصر الراعي أو الحكام أو الولاة

الفقيه في عصرنا هو كل شخص لديه إنترنت ولديه عقل ولديه القدرة على الاستنباط والإستقراء .. وهذا هو نحن جميعا .. ربما عدا الأطفال

نحن في عصر ولاية الشعوب .. ولاية الإنسان العادي على نفسه .. قالها إيمانول كانط منذ قرون .. التنوير هو رفض الوصاية (أو الولاية) على الإنسان

مرحبا بالفقيه لكن كمثقف بين مثقفين وكعالم بين علماء .. وكمواطن بين مواطنين .. وليس كمحتكر لسلطة لا ينازعه فيها أحد


20 - أ. مكارم إبراهيم ومسألة الأسلوب
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 16 - 09:39 )
صراحة أنا لا أتعمد: اختيار -أفضل اسلوب مناسب لعقلية رجال الدين وكذلك للفئة البسيطة من الشعب المصري-

فالدين ليس ملكا ولا حكرا على أحد ..

بل إن كثير ممن يزعمون إحتكار سلطة التعامل مع الدين وتفسيره هم أقل علما وإتزانا وأخلاقا من كثير من الناس العاديين

لذا فدخولي وخروجي من وإلى الدين ليس مجرد مسألة أسلوب .. بل هي مسألة حق

وهذا الحق يجب أن نستعيده كمواطنين ممن اغتصبوه منا

يجب أن نعلمهم نحن كيف يفهموا الدين

لأنه من الواضح أن طول احتكار رجال الدين للدين قد أدي إلى إفساده وإفساد الحياة ككل

لقد أثبت رجال الدين أنهم غير أمناء على كافة الأديان التي أؤتمنوا عليها .. في أغلب الأديان تقريبا .. حين حولوا الأديان إلى مجرد متاجر للتربح وأداوات للتكسب

لذا فمن حق كل إنسان أن يتعامل مع الدين وأن يفسره كما يرى .. وحتى لو أخطأ .. فإن تفاعله مع غيره وإمتداد عمره وثورة المعلومات المعاصرة ستضمن تصحيح الخطأ بسرعة خرافية

كما أن خطر الأخطاء المتوقعة من هكذا تفسيرات شخصية لا يمكن أن يتجاوز خطر الأخطاء الحالية الناجمة عن التفسيرات الكهنوتية التي تحتكر تفسير الدين غصبا

فالمسألة ليست أسلوب بل ضرورة وحق


21 - الى أمير الغندور
مكارم ابراهيم ( 2011 / 8 / 16 - 10:06 )
عزيزي استاذ أمير
اعتقد انك على حق في مسالة اننا غير دقيقين في تفسيراتنا حول مسائل الدين وذلك بسبب التشويه الذي بلغ الدين وكل الاديان من ابعض رجال الدين الذين البسوه ثوب السلطة والتجارة وليس ثوب الفلسفة والروحانية ولهذا شخصيا احاول تجنب هذه المواضيع خشية الوقوع في تحليلات غير موضوعية
وفي الواقع نحن بامس الحاجة لباحث مثلك يقوم بتحليل الظواهر الاجتماعية في مجتمعاتنا بدراسة موضوعية بدلا من ان نعطي المجال لكتاب عنصريون وحاقدون على المسلمون لان كتاباتهم لن تفيدنا لن تخدمنا في تطوير وعينا او مجتمعاتنا بل ان كتابات هؤلاء الكتاب لن نجني منها سوى اثارة النعرات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين والتحريض على الحساسيات بين المتدينين وبالتالي فالنتيجة امامك واضحة وهي الارهاب الذي لم تقتصر قيادته البارحة على المسلم اسامة بن لادن بل يقوده اليوم المسيحي اندرس بريفيك


تقبل مني كل الاحترام والتقدير


22 - أ. مكارم حول المسألة الدينية
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 16 - 11:37 )
لا أميل لتصوير المسألة على أنها دينية بالمرة .. لأن هذا يدخلنا في إطارات ضيقة جدا

بل هي أفضل أن أظن المسألة إنسانية أو عقلانية .. والدين هو فقط جزء من هذه الإنسانية والعقلانية .. .. لا يحتكرها ولا يحددها ولا يسيرها

بل العكس

الإنسانية والعقلانية هي التي توسع الدين بدلا من التضييق الذي تعرض لها

فالمسألة هي إنسانية تشمل الدين وليس دين يضيق الإنسانية

وعندما نقول دين .. فليست المسألة هنا قاصرة على الدين الإسلامي

بل لابد من فهم واحترام التجارب الدينية والعلمانية الإنسانية جميعها دون تضييق ودون مذهبية

أي أن المسألة في النهاية ليست إسلامية .. بل إنسانية وعقلانية جديدة .. يمكن أن تتضمن وتشمل داخلها مختلف أشكال الدين والعلمانية والتنوير .. ببساطة لأنها جميعا تنتمي للإنسان وللعقل والواقع


23 - الحقوق والفروض
نعيم إيليا ( 2011 / 8 / 16 - 14:10 )
أولا: شكراً لك على تفضلك بالرد
ثانياً: أحقاً ((لا يوجد ما يسمى بالتاريخ الإسلامي)) !؟
فماذا تسمي عصر الخلفاء الراشدين، وصراع الأمويين والموالي والعباسيين، والحروب المذهبية، وسقوط الخلافة الإسلامية؟ أليست هذه التواريخ ثابتة واحدة؟ هل تتغير بتغير الأزمان؟ وهل تنسب إلى الفراعنة، أو إلى الآشوريين؟
بمنطقك هذا تستطيع أن تلغي وجود الشمس أيضاً.
ثالثاً: التاريخ سلسلة من الأحداث الموضوعية الخارجية، فإن كانت تقبل التحقيق، فإنها لا تقبل التأويل كما تعتقد.
رابعاً: هل يمكنك أن تبين لنا ما الجامع بين رغبتك الشخصية في الاختفاء، وبين الفرض الديني بإخفاء المرأة لملامحها الشخصية؟
مع الأسف أنت لا تفرق بين الرغبة والحق، ولهذا فالمسألة لن تكون كما تتوهم.
خامساً: التعري يخدش حياء الناس، وإخفاء الشخصية يعطل مهمات الدوائر الاجتماعية والحكومية ويرعب الأطفال. هل يمكنك مثلاً أن تتعامل مع موظفة منقبة تجهل هويتها؟
فما دام للاثنين أضرار، فحق منعهما واجب إلا في الحدود المسموح بها.
خامساً: أنت لا تتبين حدود التعارض بين الحق الفردي، والحق الاجتماعي، وكأنك تجهل القاعدة العامة، تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخرين.



24 - أ. نعيم إيليا وأسئلة متنوعة
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 16 - 16:18 )
تقول:
التاريخ سلسلة من الأحداث الموضوعية الخارجية، فإن كانت تقبل التحقيق، فإنها لا تقبل التأويل كما تعتقد

الإجابة بسؤال:

هل هذا قانون جديد اخترعته أنت: ما يقبل التحقيق لا يقبل التأويل؟

أين إثباتاته وأدلته؟ أم هو يثبت بمجرد القول المقدس هكذا من الفم

ببساطة .. إذا تحقق حدث ما بيننا نحن الإثنين .. فمن الطبيعي جدا أن أراه أنا بشكل .. وأن تراه أنت بشكل مختلف .. فهل تظن أن (حقيقة وتحقيق) الحدث تكمن في ذاته مثلا .. وليس فينا .. وما هي ذات الحدث؟؟

عزيزي .. نحن من نكسب الأحداث ذواتها ومعانيها.

تقول:
مع الأسف أنت لا تفرق بين الرغبة والحق

الإجابة:
أنا أتكلم عن الحق في الرغبة
أنت تتكلم عن الرغبة في الحق

فهل ترى الفرق؟

تقول:
أنت لا تتبين حدود التعارض بين الحق الفردي، والحق الاجتماعي

الإجابة:
أنا مع التوازن بينهما. لا مع تغليب أحدهما على الآخر.

تقول:
وكأنك تجهل القاعدة العامة، تنتهي حريتك حين تبدأ حرية الآخرين.

الإجابة:
هذا قريب مما أقصده بالتوازن .. ولا أظن أني أجهله


25 - هذا ليس الفارق بين الدينى و السياسى - 1
عماد مسعد محمد السبع ( 2011 / 8 / 16 - 16:41 )
أولآ :
ثمة ضبط علمى ومنهجى واجب لمصطلح - قيمة - ... / دينية / أخلاقية / سياسية )..
فمن البين أن هناك تداخل و تماهى فى السياق بين هذه المفاهيم و بشكل لا نستظهر معه جوهر الفارق بينها .

ثاتيآ :
- وفق التعريفات المعتمدة فى علمى السياسية و أصول الفقه فأن :
الإشكالية السياسية تدور فى الأساس حول فن أدارة التناقضات الواقعية
أما , الإشكالية الشرعية فهى : أيضآ فن ادارة تناقضات واقعية ولكن وفق دائرة ( الحرام و الحلال الدينى ) و تأويلها و تخريجها الفقهى -
فالفارق هنا هو أمتداد (( دائرة - الحرام / الحلال - )) و مدى فرض سلطانها على التناقض الواقعى المطروح من عدمه ..
و من هنا فالإشكالية - السياسية - لا تتخطى الإشكالية - الدينية -عند - ما جرى تسميته لديكم - بعتبة - تطبيق الحكم - -
و بحيث تكون الأولى - الإشكالية السياسية - : طريقة لتنفيذ الأحكام و تطبيق الرؤى في الواقع و تسييره
و تكون الثانية - الإشكالية الدينية - : إصدار تلك الأحكام و بلورة قيم وغايات و مسميات لها طابع نظري قيمي - بدون طابع عملي تنفيذي له - ..
ذلك أن كلا الإشكاليتين تنتميان إلى الواقع و تصدران و تطبقان وفقآ لمعطياته و شروطه و قيمه .


26 - هذا ليس الفارق بين الدينى و السياسى - 2
عماد مسعد محمد السبع ( 2011 / 8 / 16 - 16:43 )
ثالثا :
فيما يتصل بالفارق بين رجل السياسية و بين رجل الدين
فمن وجة نظركم أن - رؤية السياسيين - لا تدور حول التنفيذ الحماسي للمبادئ والغايات والقيم الأخلاقية والدينية وأنما معنية بفتح مسارات لتحقق مقاصد هذه القيم دون أن تسقط في حرفيتها.

فى حين أن - رجل الدين - متمسك بالقيم الأخلاقية والدينية بكل حماسة مهما كلفه الأمر ودون أن يمارس التأويل السياسي وإحالتها إلى قيم سياسية قابلة للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع .

لذا لابد من الفراق بين رجل السياسة و بين رجل الدين – من وجهة نظركم .. و إلا سيقيد رجل الدين رجل السياسة وسيحبط كافة خططه .
ثم طرحت صورة تمثيلية لذلك آية من سورة الكهف الآيات 69 إلى 82 ..

غير أن الفارق النوعى بين (( رجل السياسية و رجل الدين )) ليس فى درجة حماسة و صبر كل منهما على مبادئه و أحكامه .
فهناك عشرات النماذج لسياسيين - ضحوا و قاتلوا و بذلوا الغالى و الرخيص لأجل قيمهم الأخلاقية العليا - .. و هناك على الطرف الآخر عشرات نماذج لرجال دين - ينتفعون و يتاجرون بمبادئهم و فتاويهم و تأويلاتهم الدينية لأجل مصالحهم الذاتية أو نفاق الحاكم و السلطان - ..


27 - هذا ليس الفارق بين الدينى و السياسى - 3
عماد مسعد محمد السبع ( 2011 / 8 / 16 - 16:45 )
- معيار الفارق بين ( رجل السياسية و رجل الدين ) هو : (( بماهية الحل المطروح من كليهما للتناقض الواقعى و مدى أنتمائه لدائرتى الحلال و الحرام الدينى )) - وكما سبق أن أشرت ..
فرجل الدين / يدثر حله بالنص المقدس و بمسلمات ميتاوضعية
أما رجل السياسية / فيدثر حله وفق شروط و معطيات و ظروف الواقع و بمبررات وضعية ...

فى حالتنا المصرية و الإسلامية هناك التباسات بين ما هو وضعى / و ما هو ميتاوضعى , و لذلك يختلط فهم السياسة بفهم الدين , و يتداخل نموذج رجال الدين مع الصفوات السياسية ..
عدم تجاوز مجتمعاتنا لطور الإنتاج الإقطاعى / الزراعي / الخراجي و تشابك و تداخل علاقات و قوى الإنتاج لأكثر من تكوين أجتماعى - أدى لعرقلة طور ظهور التشكلية الإقتصادية – الإجتماعية الرأسمالية و من ثمة شكل عجزآ عن أستيعاب و هضم و تمثل فكرة ( الدولة / الأمة ) الحديثة – و تبلورالفارق بين ما هو رجل دين و ما هو رجل سياسة ليس نظريآ – و أنما نتاج لصراع و جدل الواقع ذاته ... وعلى أية حال , فهناك جهد مطروح و تسلسل جيد و أثارة لموضوع هام و بما يستوجب الإثبات و الإشادة


28 - التاريخ
نعيم إيليا ( 2011 / 8 / 16 - 21:50 )
شكراً ثانية أستاذ أمير
1- تحقيق التاريخ يعني العناية بأحداثه كالتثبت من وقوعها أو صحتها أو اختلاقها بوسائط متعددة كالمقارنة بين الروايات المتعددة والتدقيق في السند وأمانة المؤرخ وعلم الآثار وغير ذلك.
معركة صفين مثلاً فيها روايات متعددة تختلف إحداها عن الأخرى، ولهذا فهي تحتاج إلى التحقيق. ولكنها لا يمكن تأويلها بأية من الأحوال.
يبدو أن ثمة التباساً في مفهومي التحقيق والتأويل.
2- ((أنا أتكلم عن الحق في الرغبة)).
ليس في الرغبات حق، الرغبات ميول وغرائز وفطرة.
ما هو حقك في رغبتك في الاختفاء؟ وممن تأخذه؟
3- ((أنا مع التوازن بينهما. لا مع تغليب أحدهما على الآخر)).
وهل هناك توازن بين حق التعري أو ما تسميه بحق الخمار، وبين حق المجتمع؟
مع تحياتي


29 - أ. عماد مسعد السبع وإختلافات ماركس وماكس فيبر
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 17 - 07:15 )
عندما تقول:

الإشكالية السياسية تدور فى الأساس حول فن أدارة التناقضات الواقعية .. أما الإشكالية الشرعية فهى : أيضآ فن ادارة تناقضات واقعية .. ذلك أن كلا الإشكاليتين تنتميان إلى الواقع

فأنت تتكلم عن الواقع كمعطى ثانوي لدى عقل التشريع .. بينما الواقع قيمة حاكمة فى عقل التنفيذ

فصحيح أن الواقع موجود عند الجميع

لكن العقل التطبيقي هو الأساس لدى التنفيذ .. بينما العقل النصي هو الأساس لدى التشريع.

لأن النص أهم من الواقع في التشريع

وأظن أن هذا هو السبب في الفصل بين السلطات في الديمقراطية.


ثم تقول:

هناك عشرات السياسيين ضحوا لأجل قيمهم الأخلاقية العليا .. (بينما) عشرات نماذج لرجال دين ينتفعون ويتاجرون بمبادئهم.

واتفق معك

لكني أتكلم عن النموذج المثالي ideal type الماكس فيبري وليس عن تعدد نماذج الواقع

ولذلك فأنت نفسك تشير إلى: التباسات بين ما هو وضعى / وما هو ميتاوضعى

فما الحل لممارسة تحليل مبدئي سليم؟

الحل هو النموذج المثالي ideal type الفيبري

ولذلك فأنت توافق على التفرقة بين رجل الدين ورجل السياسة لكن بالإستناد لتحليل إقتصادي ماركسي .. بينما وصلت أنا له من خلال تحليل فيبري مثالي تأو


30 - أ. نعيم إيليا ومشكلة تواريخ التاريخ
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 17 - 07:28 )
أظن إجابات أسئلتك موجودة داخل تعليقك نفسه والذي أعتبره تقدما ملحوظا بالنسبة لتعليقاتك السابقة

فمثلا عندما تسأل:

وهل هناك توازن بين حق التعري أو ما تسميه بحق الخمار، وبين حق المجتمع

ها .. ألا ترى الإجابة داخل سؤالك؟؟

احذف كلمة هل وستجد الإجابة واضحة

وبخصوص الالتباس بين مفهومي التحقيق والتأويل في التاريخ .. أحيلك على منهج فوكو وأسمه الأنطولوجيا التاريخية

وستجد تقديم جيد ومركز على التحقيق والتأويل في التاريخ في كتاب صغير عنوانه:

أزمة المعرفة التاريخية - فوكو وثورة في المنهج

على الرابط
http://www.4shared.com/document/OGTvdJcR/___-____.htm

إقرأه وأدعي لي


31 - الأستاذ المحترم الغندور
نعيم إيليا ( 2011 / 8 / 17 - 08:23 )
حذف (هل) يجب أن يكون من جانبك أنتَ لا من جانبي أنا. أنتَ صاحب الدعوى
ودعواك قائمة على أنّ (التخمير) حق من حقوق المرأة، وأن هذا الحقَّ (متوازن) مع حق المجتمع. وسؤالي موجه إليك لا إلى نفسي...
إذا حذفت (هل) حصلت على نتيجة هي أن (التخمير) متوافق مع الحق الاجتماعي، بيد أنني معارض لك في هذه النتيجة منذ البداية، فكيف تطلب مني أن أحذف (هل) ؟
هل هذه مغالطة، أم سخرية؟ ولقد نهى الإسلام عن المغالطة والسخرية.
ودع عنك فوكو وماركس وسارتر، فالنزاع دائر بيني وبينك، وأنت ذو عقل كبير - والحق يقال- ، وقل لي:
كيف تؤوّل معركة صفين، أو معركة مؤته؟


32 - أ. نعيم إيليا وتأويل إجاباتي
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 17 - 09:00 )
أقرأ الكتاب أولا - أو على الأقل الفصل الأول - وستجد إجابتك

لأن الإجابة طويلة

وأظن أني أشرت سابقا بأن التاريخ ليس من اهتماماتي بالمرة

بل الحاضر والمستقبل

فلا وقت لدي لنقاشات بيزنطية في التاريخ .. وهذا ستجده في الكتاب

ليس عندي مغالطات ولا سخرية .. هذا تأويلك أنت لتاريخ ما يحدث بيننا

أما تأويلي أنا فهو أني أقدم إجابات علمية لا يزيد عمرها عن عشرين سنة .. ولذا فهي محل استغراب ودهشة لدى من لا يعرفونها ممن تعودوا على التفكير بمنطق قرنين أو ثلاثة مضت

أتمنى أن يكون قد وضح الآن معنى تعدد التأويلات .. حول نفس الحادثة


33 - آخر كلمة للأستاذ أمير
نعيم إيليا ( 2011 / 8 / 17 - 17:09 )
أشكرك يا عزيزي الأستاذ على الكتاب الذي أوصيتني بقراءته
ومن باب رد الجميل أوصيك بقراءة كفاحي لهتلر، فهو سيوضح لك وجهة نظري
اعذرني فلو كان لدي متسع لأوضحت لك وجهة نظري بالتفصيل بطيبة خاطر
تحياتي لك وآسف على تضييع وقتك بقراءة كلمتي الأخيرة


34 - نعيم إيليا وكفاحه
أمير خليل علي ( 2011 / 8 / 18 - 07:05 )
وهل وجهة نظرك موجودة في كتاب كفاحي لهتلر؟

تقصد وجهة نظر مشابهة للسيد بريفيك؟

إذاً .. لا أظن وجهة نظرك بحاجة لتوضيح

ربما الأجدى ألا تطلع عليها أحد .. أو أن تحاول تجاوزها بعد أن تقرأ الكتاب الذي أرسلته أنا لك

فمن سوء الطالع أن تقترح علي كتاب ظلامي بعد أن أقترح عليك كتاب تنويري

يبدو أن الخلط والتلميح هو سيد الأمور

وهي للأسف وسيلة غير متحضرة في الحوار


35 - اسئلة للسيد أمير
أمناي أمازيغ ( 2011 / 8 / 18 - 20:26 )
تحية للكاتب . تعجبني تحليلات هذا الرجل ، لكن بودي طرح بعض الأسئلة متمنيا إجابات موضوعية من الكاتب
ألا يعطل منهجكم هذا عملية التغيير والتحول إلى الديمقراطية بعكس المنهج العلماني الراديكالي ؟
ثم لماذا المراهنة على الإسلامين لإحداث فرقة بين السياسي والديني ، وهم لا
يفرقون بين الإثنين ؟
ألا يحملون مشروعا مناهضا للديمقراطية وأسسها رغم أنهم لا يصرحون به علنا ؟
أليس هدفهم الأسمى هو إستغلال الديمقراطية لنقضها ، بمجرد وصولهم للسلطة ؟

تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت