الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرم واسلام ومجاعة

وسام غملوش

2011 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تشهد الصومال هذه الفترة اسوأ انواع المجاعات رغم انها كانت على مدار 20 سنة من معاناة القحط و الفقر ،و الامراض التي تحصد يوميا عددا من الاطفال و الشيوخ و النساء، و كأن الموت نصب خيمته و استقر بينما الاموال العربية استقرت خارجا تمول كل الانشطة الامريكية التي تستبيح العالم الاسلامي تارة في معنى الديمقراطية وتارة في ثقافة الفوضى الخلاقة.
هذه الاموال التي ليست فقط تعدت حدود البزخ العادي وانما تعدت حدود الافراط الغير مبرر لا شرعيا ولا اخلاقيا عند المواطن العربي حتى وصل به الامر الى حد الفجور وارتكاب كل انواع الرذائل.
مليارات الدولارات تنفق يوميا على شتى انواع الاهواء و الشهوات، وهي اموال غير متعوب بها بل هي هبة من الله لهذه الشعوب ولكن لأي مدى؟
هبة تبخل ان تعطي منها اخوانها من المسلمين ما يساعد فقط على العيش ،المسلمون الذين يموتون جوعا ومرضا ، فكيف لو كانت اموال من كد وتعب.
أين مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وقوله: المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وقوله: ليس منا من لم يهتم بأمر المسلمين، وقوله: من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم.
يتغنون بالدين ليل نهار ام التطبيق فلا يتعدى حدود التنظير الا بالقيل بالنسبة لم لديهم من نتاج مالي.
فالمسلمون اليوم هم شعب فقط خطابي بامتياز، منتقد لكل انواع التحرر، بينما هو يعيش التحرر بكل انواعه بالخفاء، ويعيشه بطرق سادية مفرطة بالمجون ،ولا يرى في المتحرر الغربي الذي ما زال يمول حملات الاغاثة الا كفره في عدم العبادة التي لم توصله هو الى بر الامان الديني المنشود، ينتقده على شرب الخمر، ولا يسير في نهجه في حملات الاعانة للدول الفقيرة ،بل تراه يمول الحروب ويضع الفائض المالي في بنوك الغرب ليستفيد الغربي من هذه الاموال على كافة الاصعدة، واذا اصابه العجز اي (المجتمع الغربي )يقوم بحالة افلاس كما حصل في عام 2008 وتطير الاموال، ولكن العربي لا يتعلم ويعود ليستثمر امواله في البنوك الغربية ويترك أشقائه من العرب و المسلمين يموتون من حاجة العوز لضروريات الحياة ، ونحن الان على حافة فيلم جديد في الافلاس الغربي.
وترى الانسان العربي يخطب على المنابر جامعا حوله جمهور من المعجبين وعند انتهاء الخطبة يسأل كيف كان ادائي، وقلة قليلة هي التي تهتم وتطبق ماتقول من الخطبة. وتراه ليلا نهار باحثا عن رغبة تشبع شهواته العطشى، ولكن كأس من الخمر لهو افضل من عقود الرغبة المخفية في دهاليز الخوف.
تراهم يشيدون الجوامع التي تشبه القصور ولكن هناك قول اصبح عرف عند المتدينين الذين اصبحو عملة نادرة الا وهو(لو كان زيت القنديل الذي في المسجد هو اعانة لفقير ما، فهذا الزيت يحرم على المسجد ويعطى للفقير) وهنا تطبق مقولة العطاء الذي ذكرها "جبران خليل جبران" (هو ان العطاء ان تعطي ما انت بحاجة اليه وليس ما هو فائض عنك)، فماذا سنقول عن أكثرية الحكام الذين لا يقدمون حتى ما فاض عنهم بل الانكى من كل هذا ان كثير من الاموال العربية استعملت لتمويل الحروب العربية و الاسلامية و استعلمت في ثورات لا تخدم الا الغرب ،و استعملت في اشعال حروب لتبيع المصانع اسلحتها لمجتمعات غارقة بالتخلف ليعود من في الغرب من شركات ومصانع تبني ما هدم بأمول عربية.
فما اوجده الله اعانة لهذه الشعوب اصبح ايضا نقمة عليها .
فأين الحكمة الالهية من هذا العطاء للمسلمين واين حكمة المسلمين الذي تقول ان المسلمين هم خير امة اخرجت للناس، ربما الحكمة الالهية هي ابتلائهم بالاموال ليحق القول منه أي (الله) بعد ان يفسقو فيرسل عليهم غضبه ويدمرهم تدميرا ؟
نراهم يتسابقون على تشييد الابراج العالية ويتباهون في القصور وكأن أرم ذات العماد ستولد يوما من هذا القوم، وبعدها سيرسل الله عليهم ريح صرصرا، وكأن الزمن يعيد بهم الى الوراء، فهم في نفس منطقة عاد بن شداد ملك مدينة ارم الذي بنيت كما يقال ما بين الربع الخالي و حضرموت وعمان قبل 3000سنة ق.م، فهم قوم ارادو ان يبنو جنتهم على الارض، و الارض على مر العصور كانت ترفض ان تبنى عليها الجنان وكان دوما سخط الطبيعة او القانون الالهي يدمر هذه الجنان وكأن الارض هي معقل وليست للراحة و الترفيه، وهذا ما حصل في مدينة سبأ ايضا التي هي تقريبا في نفس البقعة من البسيطة ،وهناك عدة امثلة على هذا الكوكب.
فهل سيتعلم هذا القوم معنى التقوى الانسانية التي لم يعرفها في غابر الزمان اجداده من الآدميين؟
هل ستكون ارم ذات العماد عبرة لهم ام انهم سيكونون عبرة جديدة لجيل جديد؟
ولكن ما نراه هو ما ينذر بإرم جديدة و عاد جديد وريح صرصرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس كل شيئ يتم شراؤه بالمال
Amir_Baky ( 2011 / 8 / 15 - 14:54 )
فى مشهد مأسوى تنتظر كلاب ضالة موت أطفال مسلمون لنهش أجسادهم فى الصومال. وفى نفس اللحظة تتصارع الحكومة الإسلامية مع شباب المجاهدين هناك. والغريب أن كلاهما يرفعان شعار تطبيق الشريعة الإسلامية. لقد وصل النفاق الدينى إلى قمته. والغريب رفض شباب المجاهدين المساعدات الغربية و إتهام بعض الجهات المانحة بأنها حركات تنصير. ويقوم هؤلاء الشباب بسرقة هذه المعونات. وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر تجلس العائلات المالكة على عروشها ولم يرمش لها جفن. وكأن اللذين يموتون مجرد كلاب وليسوا آدميين مسلمين. يروج شيوخ المنطقة للبنوك الإسلامية الغير ربوية و جميع أموال حكام الخليج موضوعة ببنوك أمريكا و أوروبا. يروجون للخلافة الإسلامية ويصرون على التأشيرات و فكرة الكفالة الإستعبادى. ينفقون الملايين على الدعوة و أسلمة الشعوب ويتركون شعب الصومال المسلم للمجاعات. ساعدوا حكومة شمال السودان لتطبيق الشريعة فإنفصل الجنوب. دعموا بن لادن ثم خرج عليهم بعمليات إرهابية بالرياض بعد أستدعاء حكام المملكة للجيش الأمريكى للمنطقة لأجل تحرير الكويت.فعلا النفاق الدينى كارثة المنطقة.وعلى كل من يتم تمويلة منهم إعادة حساباته.


2 - شكر
وسام غملوش ( 2011 / 8 / 16 - 12:08 )
شكرا اخ امير على هذا التعليق الجميل
و الحقيقة مرة كما نعلم

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس