الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة (2) إلى مانديلا

العفيف الأخضر

2011 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الرسالة (2) إلى مانديلا:
الترابي جزار السودان
"أخذنا السلطة بحمام دم ولن نتركها إلا بحمام دم"
حسن الترابي
الصديق العزيز نيلسون مانديلا
في رسالتك "إخوتي في بلاد العرب" (الحوار المتمدن وعشرات المواقع الأخرى فضلاً عن الصحف الورقية)،الجديرة بأن تكتب بماء الذهب، استشهدت بحسن الترابي في سياق إيجابي يوحي ولا شك بأن معلوماتك عنه ضئيلة ومغلوطة.
في هذه الرسالة الثانية أريد أن أقدم لك معلومات موثوقة عنه لتنويرك.وهي قليل من كثير وبإمكان وزارة الخارجية أن تزودك بتقرير مفصل عنه يشفي الغليل.لأن شخصية من حجمك التاريخي وإشعاعك الكوني لا يليق بها أن تعطي ضمانة أخلاقية وسياسية لجزار، مثل الترابي ، للاستشهاد به كمرجعية سياسية.
الترابي هو فوهرر(=مرشد) أقصى اليمين الإسلامي السياسي وأحد أكبر فقهاء الإرهاب والإرهابيين الإسلاميين.عندما كان في الثمانينات وزير العدل في حكومة الجزار الآخر،نميري، حاكَم الشهيد الفيلسوف والمتصوف ،محمد محمود طه ، بتهمة الردة وأعدمه شنقاً؛وأعدمه مرة ثانية تلميذه ، راشد الغنوشي،عندما كتب مستنكراً على المثقفين التونسيين تسمية طه بالشهيد قائلاً:"لست مع إعدامه ولكنه ليس شهيداً لأنه ..." .
أما عندما قام الترابي بانقلابه العسكري(1989)على حكومة الصادق المهدي المنتخبة بانتخابات شفافة سقط فيها الترابي،فإن هذا الأخير تحول إلى جزار مخيف في شمال السودان وجنوبه.في الشمال دشن حكمه بتصفية الضباط المشكوك في ولائهم له بإعدام 27 ضابطاً في يوم واحد،دامت محاكمة كل منهم خمس دقائق !،وأقام معسكرات اعتقال في السودان، شبيهة بالمعتقلات النازية،سماها الشعب"بيوت الأشباح"يغتصب فيها الجلادون الإسلاميون النساء والرجال ويعذبونهم حتى الموت أحياناً؛أحد ضحاياها، الجنرال أحمد الريح(58 عاما)،هرّب من سجنه رسالة نشرتها بعض الصحف يقول فيها:"ُعُذّبت واغتُصبت وسُحقتْ خصيتي اليسرى" ؛ ثم يعطي أسماء المناضلين الإسلاميين الثلاثة الذين اغتصبوه !.
أما الفظاعات وجرائم الحرب التي ارتكبها الترابي وشركاؤه في تنظيمه الإسلامي وحكومته الإسلامية، وفي مقدمتهم مجرم الحرب ،عمر البشير،فستبقى مكتوبة في حوليات التاريخ بأحرف من نار ودم.
قتلت حكومات الشمال 2 مليون من المسيحيين والإحيائيين في جنوب السودان،أكبر كمية منهم قتلها جيش الترابي الإسلامي ومليشياته الإسلامية.
هذا الجزار هو أيضاً دجال ديني من سقط المتاع؛فقد زعم، لتضليل وحشو أدمغة مليشياته الإسلامية وجيشه، بأن الملائكة ستقاتل معهم "كفار ومشركي"جنوب السودان،وأفتى لهم - كاذباً طبعاً - بأن كل قتيل منهم سيكون شهيداً، يتزوج يوم موته بحورية؛وقرن القول بالفعل فبات يكتب لكل قتيل من جنوده ومليشياته عقد زواج على حورية يختلق لها اسماً؛ثم يهنئ عائلة القتيل بهذا الزواج السعيد في الجنة!.
في 1998 ، عندما تمرد معسكر تدريب الطلبة الذين جندهم بالقوة لقتال الجنوبيين،أمر بحصدهم بالرصاص؛ولما تظاهرت الأمهات احتجاجاً على تجنيد أبنائهن لإرسالهم إلى الموت، أمر الترابي بجلد كل أم تظاهرت 37 جلدة !.
أعاد الترابي الرق للسودان،بعد إلغاء الاحتلال الإنجليزي له في نهاية القرن الـ 19،فسبى نساء وأطفال مسيحيي وإحيائيي جنوب السودان وباعهم في أسواق النخاسة في الشمال !.
اعتبر استقلال الجنوب يوماً حزيناً في السودان"وجريمة "ارتكبها عمر البشير.! أما زوجته الرقّية فقد طالبت الرئيس السوداني بتغيير اسم السودان(=السكان السود) باسم آخر لا يوحي بسواد سكانه!.
استضاف بن لادن وبرر تفجير هذا الأخير لسفارة أمريكا في كينيا الذي قُتل فيه عشرات المدنيين الأبرياء،الأمريكيين والكينيين، معتبراً ذلك"دفاعاً شرعياً"ضد اعتداءات أمريكا... ثم ساوم الملك فهد وبيل كلينتون على تسليم بن لادن لهما فرفضا؛استقدم واستخدم الإرهابي العالمي، كارلوس،ثم خدّره وسلمه لفرنسا.!
إنها الميكافيلية في أكثر أشكالها صفاقة وكاريكاتورية !.
منذ انقلاب الترابي العسكري على حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطياً شرع الغنوشي في القيام بدور "شرطي التجنيد" Le sergent recruteur في خدمة حكومة الترابي الدينية.حكى الصادق المهدي أن الغنوشي زاره في منزله متوسلاً له التوقف عن معارضة الدولة الإسلامية الوليدة والانضمام إلى الترابي لبنائها.! أجابه الصادق المهدي:بأن هذه الدولة الإسلامية مستحيلة التحقيق.لماذا:"لأنه في الإسلام،قال له المهدي،لا إجماع إلا على لا إله إلا الله ومحمد رسول الله.أما ما عدا ذلك فهو اجتهاد، والاجتهاد لا يلزم إلا صاحبه ولا يمكن إقامة دولة باجتهادات شتى".إذن الدولة الوحيدة الممكنة هي الدولة الحديثة والديمقراطية التي يعاديها كل من الترابي والغنوشي.
وبعد أن فشل الغنوشي في دور"شرطي التجنيد"،انتقل إلى دور يجيده ،هو دور المعلن المتحمس الذي يكذب كما يتنفس:أعلن أن "الخبر السعيد الوحيد الذي تلقيته في هذه السنة(1989)هو انتصار المجاهدين في أفغانستان وانتصار الإسلاميين في السودان".ومنذ ذاك لا يذكر الغنوشي اسم الترابي إلا مقروناً بنعوت المديح :"المفكر والمجدد الإسلامي الشيخ الدكتور حسن الترابي" مبرراً سياسته الإجرامية ضد شعبيْ شمال و جنوب السودان.تجنى على قائد الجنوبيين، جون جارنج ،فوصمه بـ :" متمرد شيوعي عنصري (...)وعميل إسرائيلي وأمريكي" (راشد الغنوشي:"الساكت عن غزو السودان شيطان أخرس"،الشهرية اللندنية "فلسطين المسلمة"مارس 1997).كما تجنى على مشروع تحرير السودان زاعماً بأنه استعادة لمشروع استعماري قديم:"يتلخص في تكوين دولة في جنوب السودان عنصرية مسيحية متطرفة، معادية للإسلام، تمثل حاجزاً في وجه إشعاع الحضارة العربية وتهديداً جاداً لتدفق مياه النيل.وقد تبنت الكنائس العالمية (هذا)المشروع"[نفس المصدر ص 33].
كعادته لم يتردد رئيس "النهضة" مدى الحياة،راشد الغنوشي، في اللجوء إلى الكذب المذهل واصفاً سياسة حكومة الترابي الفاسدة والإجرامية بأنها حاملة لـ :"مشروع حضاري(...)تقوده قيادة كُفْأة"(المصدر السابق). تحالف عليه،يقول الغنوشي، حزبا الأمة والختمية وإسرائيل والولايات المتحدة لإفشاله بغزو السودان عسكرياً كما يدعي !.
لكن حسن الترابي في لحظة نادرة من الندم الصحي والشعور الساحق بالذنب،كذّب الغنوشي تكذيباً حاسماً قائلا: "إن قيادات الإنقاذ لم تكن واعية لفتنة السلطة(...)فقد قفزت الحركة الإسلامية إلى السلطة دون تجربة واعية أو برنامج،ونزلت عليهم أموال الشعب بلا رقيب ففسدوا كلهم إلا قليلاً؛السلطة أفسدتهم، وصلواتنا وحجنا كانت معلولة(=باطلة)وأصبح الأمين عندنا لصاً بعد السلطة" (حسن الترابي في خطابه في مؤتمر الشعب،الشرق الأوسط 16/03/2007).
وهكذا نسف الترابي أسطورة "المشروع الحضاري السوداني"،و"القيادة الكفْأة" التي تقوده،بحقيقة أن قيادة"الإنقاذ"لم تكن إلا عصابة من اللصوص عديمي المشروع،وعديمي الكفاءة،وعديمي المسؤولية،وعديمي الضمير والذمة.
و قديماً قيل:"حبل الكذب قصير".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الترابى هو سبب الإنفصال
Amir_Baky ( 2011 / 8 / 16 - 10:37 )
ظلم الأقليات الدينية و قمعها بأسم الله هو أسوء دكتاتورية يمكن أن تعرفها البشرية وعادة هى سبب تكوين الدويلات و الإنفصالات بالوطن العربى.


2 - نلسون ماندلا
أكرم رشاد هواش ( 2011 / 8 / 16 - 15:57 )
نلسون ماندلا هو اشهر سجين سياسي عرفته البشرية إذ قضى 20 عاماً في جزيرة،مسجون مؤبد بالاشغال الشاقة، مقطوع ولم يسمح له بالاتصال بأي أحد الا في آخر فترة من سجنه. كانت سلطات جنوب افريقيا تتهمه بشيوعي كافر، وذلك لأنه لم يستعمل الدين كترس لسياسته ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا. حقق عمل تاريخي لشعبه بتحقيق مصير الاغلبية السود في بلاده وحقق نظام علماني تتعايش به كل الاثنيات البشرية، وحقق سلطة القانون، القانون المستقل عن الدولة. بعد نهاية فترة انتخابه كأول رئيس أسود لبلاده سخر جهوده لمساعدة وحل مشاكل الدول التي تعاني من مشاكل اجتماعية ك فلسطين، ليبيا ، السودان ، الخ الخ.. لا السودن الدينية ولا الانظمة السلفية قادرة أو تقدر على تقدير أفكار وجهود نلسون ماندلا. وربما في النهاية يعتبرونه كافراً ملحداً أو ينظرون اليه بالطريقة العنصرية أسود أو عبد .

اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز