الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آوان التغيير

عدنان شيرخان

2011 / 8 / 16
المجتمع المدني


أستطاعت الانتفاضات الشعبية من الاطاحة بنظامي الحكم في تونس ومصر، في الوقت الذي تترنح ثلاثة انظمة اخرى محاولة بشتى السبل تفادي مصير نظامي بن علي ومبارك، القائمة قد تضم دولا اخرى قد تبدو انها بمناى عن ما تطلق عليه الصحف البريطانية " الربيع العربي".

مهما قيل عن الاسباب والنتائج فاننا بدون شك امام مفصل تأريخي تمر به المنطقة العربية، ظهرت خلاله بجلاء تأثيرات ثورة الاتصالات والاعلام وحركات المجتمع المدني، واصاب تداول الافكار والكتابات والنقاشات عن الديمقراطية والحرية وكرامة وحقوق الانسان الانظمة الاستبدادية دون ان تدري وتدرك بمقتل.

ترزخ المنطقة العربية منذ اكثر من خمسين عاما تحت حكم انظمة شمولية فاسدة، اجبرت الشعوب ثم ادمنتها على التغني بالحاكم المستبد، الاعلام الموجه، الكتّاب، الصحافة، الفن، الغناء كرست جميعا لاضفاء صفات القدسية والبطولة على المستبد الذي لا يرضى ترك كرسي الحكم الا الى المقبرة، ليخلفه احد ابنائه مكملا مسيرة الظلم والاضطهاد والفساد، الاصلاح كان بنظرهم انتخابات كرنفالية يخوضها الرئيس بلا منافس ويفوز بنسب تقارب مئة بالمئة.

لكن الطغاة اساءوا تقدير وقع التطور الهائل في وسائل الاتصال والاعلام والقنوات الفضائية على شعوبهم، ولم ينتبهوا جيدا الى ان القرن الواحد والعشرين قرن جعل العالم بحق قرية صغيرة، ما يحدث في اولها يسمع في آخرها بلحظات.

وكما كان متوقعا فقد قدمت وسائل الاتصال الحديثة، الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، الاعلام الحر خدمة كبيرة لاحرار مصر وتونس الشجعان. لم تصمد فرضيات الانظمة الشمولية الرهان على صبر الشعوب وقوة احتمالهم للاوضاع المزرية وخوفهم من السلطة وعنفها وهجانتها، حلت ثقافة مواجهة النظام بالتظاهرات والاعتصامات السلمية التي حار وداخ النظام في كيفية التعامل معها. وقد سبقت تكتيكات الثوار افكار الحكومات الخرقاء بايام، فمثلا في مصر كانت الاصلاحات وعدم تورثيت جمال مبارك هي البداية ثم تطورت الامور الى المطالبة برحيل رأس النظام، لعدم تمكن مافيات النظام من استيعاب الاحداث والتعامل معها.

لقد استنفذ نظامي بن علي ومبارك خياراتهما بسرعة، ان كانا حقا فكرا بخيارات سلمية، وتم اللجوء سريعا الى خيار الانظمة الشمولية الاوحد : الحديد والنار وانزال الرعب في قلوب المتظاهرين. لم تستطع بل لم ترد تلك الانظمة توفير اجواء ومناخات تمهد لاصلاحات سياسية حقيقية، فبعد اكثر من ثلاثة عقود فكر مبارك بخلافة ابنه جمال، ونظامه غارق في الفساد وسيطرة رجال الاعمال على مقدرات مصر.

لن يتعظ من بقى من الطغاة بما حدث ويحدث، ثمة مشاعر كاذبة تراود عقول الطغاة بان الامر لا يعنيهم وانهم بمناي من مطالب التغيير وصيحات (الشعب يريد اسقاط النظام)، ولكن سقوط نظامين وترشح ثلاثة انظمة للتغيير يضع المنطقة كلها تحت علامة استفهام كبيرة، وان مصير الانظمة الدموية الفاسدة في قفص الاتهام ولو على سرير المرض كما قدم مبارك للمحاكمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة


.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال




.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر