الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانغلاق الفكري في الدين

عروبة بايزيد اسماعيل بك

2011 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مرت قبل ايام الذكرى الرابعه للحادث الارهابي المؤسف الذي تعرضت له مجمعات فقيره تابعة لقضاء سنجار الذي تسكنه الغالبية اليزيدية في العراق والتي اودت بحياة المئات من المواطنين وفقدان العشرات تحت الانقاض وترمل كثير من النساء وتيتم وتشرد الاطفال وهجرت الكثير من العوائل في هذا الحادث المروع البشع
لقد استهدف الارهاب الاعمى بشاحناته المفخخه مجمعات اليزيدية بكل سهولة حين استغل الفقر والجوع الحاد الذي يعاني منه ابناء هذه المناطق المعزوله فماكان يتوقع اي شخص ان دخول هذه الشاحنات كان لغرض تفجير وابادة سكان هذه المجمعات. الغريب في الامر انه الى حد هذا اليوم لم تزل نتائج التحقيق غائبة ولانعرف على اي رف قد ركنت ومن هي الجهات التي تعاونت مع هؤلاء الارهابيين حين سمحت لهذه الشاحنات بالدخول الى هذه المناطق الفقيرة بالرغم من وجود عدة نقاط تفتيش حدودية ؟

ان الارهاب في بلدي اصبح ظاهرة مخيفة تتنامى يوم بعد اخر لاتفرق بين هذا اوذاك ولكنها تستهدف الاقليات الدينية بشكل مباشر وعلني فتوزيع منشورات لمجاميع اسلامية متطرفه تحرض على قتل وذبح اي شخص غير مسلم وبأسم الدين وعدم التعامل معه هو عين الارهاب والتطرف الديني .

ان التعصب و التطرف مرفوض بكل اشكاله لانه الغاء للاخر وعدم القبول به والتطرف الديني احد هذه التعصبات التي بتنا نواجهها في العراق وبشكل واضح ومستمر ويشكل آفة مخيفة في العالم هذا اليوم فالمتطرفين او المتشددين دينيا يحملون افكارا عدوانيه ضد كل من هو ليس معهم فافكارهم ذات افق ضيق فهم يظنون انهم رجال الله على الارض فيتشددون في التحريم ويبالغون في الممنوعات ويحللون و مايحلو لهم ويفرضون ارائهم بالاكراه على الجميع بالرغم من ان رسالة الاديان جميعها واحده في دعوتها بتوحيد الله و نشر المحبة والتسامح والتعايش السلمي ولافرق بين مسلم ومسيحي ويزيدي وصابئي الا بالتقوى .

صحيح ان الارهاب لادين له ولاهوية فماجرى في اوسلو من جريمة مؤسفه لأصولي يميني معاد للاجانب هي ايضا جريمة هزت ضمير الانسانية جميعا ولكن من المؤسف ان صفة الارهاب والتطرف اصبحت سمة ورمزا يتميز بها العالم الاسلامي ودول الشرق الاوسط

في الوقت الذي نتاسف عليه كون ان العراق اصبح بؤرة للارهاب والتطرف نؤكد على ان الحكومة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والمرجعيات الدينية قادرين على ان يساهموا ولو بشكل نسبي في الحد من هذا الانتشار بالاكثار من البرامج التربوية التي تغرس في داخل الفرد حب الاخرين وتقبل وجودهم وترتقي بالفكر للفهم الصحيح للتعاليم الدينية فالانغلاق الفكري في الدين والمعتقد يولد الحقد وهذا الاستبداد الفكري يجب ان يلغى لكي نعيش كلنا باختلاف طوائفنا وقومياتنا بسلام


عروبة بايزيد اسماعيل بك
16.8.2011
المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah