الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغل مولكا و الحوم التكنلوجي

نزار كمال الدين جودت

2011 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد الف وخمسمائة سنة من طلب الغوث من الله لم ينصلح حالنا ولم نستطيع ان نخرج الخير للناس كما قال الوحي و اصبح العجز هو حالنا المزمن وسنوات الدعاء الطويلة على الاعداء لم تزهر او تثمر فأين الخلل هل هو فيمن ندعوه ام فيمن ندعوا عليهم ام فينا نحن عامة الشعب المؤمن .
بلا شك ان من ندعوه قال لنا اقراء وتعلم ما لم تعلم واعمل صالحا وغير ما بنفسك يتغير حالك وعلمائنا الاعلام رغم انهم يجيدون القراءه او التعلم او العمل الصالح ولكنهم متمسكون بأدعوني استجب لكم مستمرون على الدعاء الفاتك بالاعداء ببلاغة ساحرة تدفع الى الاحساس بالامان و النوم الطويل الطويل لنصحوا كما نمنا حالنا حال الذي قال عنه رئيس اركان الامبراطور بسمارك السيد مولكا لو دخل مائة معركة يخرج منها كما دخل ... ليبقى السؤال من هم البغال الذين قصدهم السيد مولكا في هذه الحالة وبلا تردد نقول نحمد الله .
الولايات المتحدة الامريكية من الدول التي تمتاز بالاستنباط السريع لدروس الحروب والمقدرة البراغماتية العالية في التأقلم مع ما تم استنباطة بتوظيف ما تملكة من تكنلوجيا ومال بشكل يفوق المقدرة السياسية في استيعاب الدروس رغم كون الحرب لا تزيد عن كونها صورة عنيفة من السياسة في المبدأ ولكنها مع عقلية رعاة البقر في حسم الخلاف على قارعة الطريق بالسلاح تحولت الدبلماسية الى وسيلة تخدم العنف ولا تقود الجهد السياسي في العلاقات الدولية لتتحول الدولة بالنتيجة الى شرطي العالم .
الاستراتيجية الامريكية الجديدة الملائمة لدور الشرطي العالمي تجمع دروس الحروب السابقة في اختيار الاهداف خاصة الحرب العالمية الثانية حيث خرج الخبراء برأي لو ان التركيز تم على المواصلات و الاتصالات لامكن اختصار فترة الحرب الى النصف وتقليل الخسائر البشرية المدنية غير المؤثرة الى حد بعيد مع اسلوب الردع المفرط الاسرائيلي الذي نجح الى حد بعيد في لجم الكم العربي المعادي بشهادة نصر الله نفسة عندما قال لو كنت اعرف ان الرد سيكون بهذا الدمار لما سمحنا بالعملية المستفزة ورغم ان ما تمثلة اسرائيل لا يزيد على حاملتي طائرات امريكية حديثة .
الاهداف ستكون بشكل رئيسي المواصلات و الاتصالات والشخصيات القيادية مع تحييد امكانية الخصم في الرد ..... الوسيلة لتحقيق ذلك سيكون بالدمج بين تكنلوجيا الفضاء و تتكنلوجيا استخدام الطائرات المسلحة بدون طيار حيث المشروع الان في طور التجارب النهائية لصنع مكوك فضائي غير مأهول فائق السرعة تصل الى 20 ماخ مسلح بأسلحة تقليدية بالغة الدقة والبعض منها لا يترك اثرا تستدل منة على الفاعل .
هذة السرعة ممكنة في الفضاء المحيط بالارض و مطلوبة لسرعة الاستجابة في تحييد ردود الافعال للخصم او الاستجابة السريعة لمعلومة استخبارية هامة ان وضع عدد مناسب من تلك الوسائل في اماكن منتخبة حسب الحاجة تعطي اليد الامريكية المقدرة على نتف اكبر شارب وجر اقدس لحية وتمنع صاحبها من المقاومة باستعمال ما يتوفر في كنانتة من ادعية او مشعوذات ... وتقلص الى حد هائل التكاليف الكبيرة للتدخل المباشر المادية والاجتماعية بأستعمال تكنلوجيا متوفرة تحت اليد الامريكية فقط لحد الان ذلك في أستبعاد العنصر البشري المكلف جدا في ريادة الفضاء او في التواجد على الارض الساخنة .
ان الذين يأملون في تراجع الدور الامريكي لاسباب مادية واجتماعية عليهم اعادة التفكير في تلك الامال فالشرطي الامريكي الخارق يحوم قريبا فوق رؤسهم بهيمنة اكثر فاعلية وكلفة لا تذكر و جهد لا يزيد عن تحريك اليد لتضغط على زر ليقوم الحوم التكنلوجي المرعب بواجبه .
العودة الى الكهوف او النزول الى باطن الارض او الاختباء بين الاشجار غير ممكن لمن يريد ان يعيش حرا على الارض ... وكلمة حرا هذه ستكون من الممنوعات ويجب شطبها كمفردة لغوية ونستعمل بدلها مطيع و مسالم على الارض كما شطبت في السابق مفردة اصدقاء ليحل محلها شركاء و مصالح .
المحزن في الموضوع ان مثل هذة المقدرة تقترب من القدرة الاهيه في العقاب بعدالة بشرية استعملت في افغانستان و باكستان والعراق و اليمن و الصومال وليبيا واماكن اخرى لا يعلن عنها ... تذكرنا بقتل الفنانة ليلى العطار بصاروخ ربما اطلق من البحر الاحمر رغم ان مافعلتة لا يزيد عن محاكات السلوك الامريكي في رسم صورة هتلر تحت اقدام الراقصين في المراقص و البارات الامريكية .
اما التواجد الامريكي المباشر فسيكون طابعه مدنيا للتوجية و الاشراف على المصالح الاستراتيجية وتوجيه النصح واللوم والتهديد اذا دعت الحاجة فنحن مقبلون على علاقات غير متوازنة ... وادعية علمائنا الاعلام لم تكن بنية صادقة .... ليس هنلك ما يدعو للقلق لان ما تحدثت عنه لا يزيد عن كونه جوهر الموضوع اما ما سيشاهده الناس فلابد لن يكون على طريقة هوليود في الاخراج الدرامي المعكوس في تحويل الصمود المكلف جدا الى فلم يحكي نصر الممانعة المغتصبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كن حذرا
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 8 / 18 - 12:57 )

تحياتى
مقال رائع ولكن
استشعر شئ غامض فى اسلوبك هذه المرة
اذكر الله يا اخى
علينا اولا ان ناخذ بالاسباب العقلية والمادية والعلمية المتاحة لنا وان نسعى بكل صدق وجدية لتحسين انفسنا .بالفعل لا بالنية فقط ..فمن علامات صدق النية صدق الاداء
نسعى الى ان نكون الاقوى بالفعل
فاذا فعلنا ذلك باقصى ما نستطيع فثق بان الله ناصرنا ولوكنا الاقل فى العدة والعاد
فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله
ولنا فى محمد وصحابته وغزوة بدر اية وعبرة

لا تنسى الله يا اخى
ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم

ونصرنا لله ليس معناه ان نعتنق فقط الاسلام والتوحيد باللسان والقلب والوجدان..
لا...
نصرنا لله ان نستخدم نعمه علينا ..وجوارحنا واركاننا وحواسنا افضل استخدام
نصرنا لله ان نتبع الحق والصدق والامانة ونتخلق ونتتحقق بهم افراد وجماعات
نصرنا لله الا نخشى فيه لومة لائم ولا نخضع لسواه من الجبابرة والطغاة مهما كانت الاغراءات والتهديات

بدأت اخاف عليك يا عزيزى
كن حذرا
والسلام عليكم
لى رجاء اخير
شاركنا الحوار يا اخى
فالكاتب الذى يفتح باب التعليقات ولا يشارك قراؤه الحوار تكون به شبهه استعلاء وغرور اعاذك الله من الكير


2 - تعطيل الإرادة
جعفر المظفر ( 2011 / 8 / 18 - 21:33 )
الأستاذ العزيز نزار جودت
حياك الله
أنا معك بمقدار ما يتعلق الأمر بتطور السلاح الأمريكي , لكني ربما أختلف معك على قدرة الحسم الجوي والفضائي لتحقيق نصر نهائي وناجز دون توفير مقومات الإنتصار على الأرض أولا وحينها سيكون هدف الحرب الإنتقام وليس الهيمنة
إن التطور التكنولوجي في الحروب السابقة لم يكن قد ألغى حقيقة أن لا نصر بدون المشاة ومسك الأرض, ولو أن الآلة الأمريكية المرعبة لم تعمل على نصب سرادقها على الأرض لما كان بإمكانها أن تحصد نتائج عملها, والحرب بطبيعة الحال هي لتحقيق مصالح على الأرض, لذا فإن الحرب وهي أعلى أشكال التعبير عن السياسة تفقد معناه لو أنها جابهت رفضا لها على الأرض من قبل الشعوب.
إنظر إلى غزو العراق فهو لم ينجح إلا بعد حصار أنتج ما أنتجه على صعيد التهيئة لإستقبال الغزو وكأنه حل.
كان ينبغي إفقار الشعب وتعميق الهوة الطائفية قبل أن يصدر قرار الضربة الجوية.
دائما دائما لا يمكن الإعتماد على عامل واحد لتأسيس نظرية سياسية , ولهذا لن يكون بمقدور هذا السلاح الفضائي -الماخي- أن يحقق أهدافه في السيطرة على إرادة الناس ما لم تتعطل هذه الإرادة أولا.
تحياتي


3 - صديقى نزار جودت
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 8 / 20 - 15:22 )
اخى نزار
السلام عليكم
اسعدنى جدا ويشرفنى صداقتك
الذى ازعجنى يا اخ نزار هوبداية مقالك عندما تساءلت اين الخلل ؟؟؟ وكانت احدى الاحتمالات ..من كلامك هوقولك( هل الخطا والخلل فى من ندعوه ) وايضا اعتبارك ان التاريخ الاسلامى كله من اوله لاخره عبارة عن انهزامات وانكسارات وتخلف ..وهذا غير صحيح بالمرة بشهادة التاريخ وشهادة الاعداء قبل الاصدقاء

نحن مسلمون ومؤمنون يا اخى نزار ..وعلمنا نبينا اداب التحدث عن الله ومع الله ..ونحن على يقين تام بكمال الله وصفاته المطلقة ..فلا مجال لتساؤلك ..(هل الخلل فى من ندعوه )
بديهى جدا جدا جدا الا يكون الخلل منه سبحانه .
انا اعلم انك لم تكن تقصد .المعنى السيئ للتساؤل ..ولكن ما كان يجب ان تطرح السؤال من اساسه لان اجابته معروفة سلفا للملحد قبل المؤمن
انا احبك فى الله .فلا تغضب منى ان نبهتك الى شئ ما غفلت عنه
واكرر سعادتى وتشريفى بمعرفتك وصداقتك
والسلام عليكم )

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي