الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يرفضون المباديء الحاكمة للدستور؟

مايكل سعيد

2011 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد شاهدنا في الفترة الأخيرة الكثير من الجدل حول "المباديء الفوق الدستورية" فكل طوائف الشعب المصري تؤيدها ما عدا رافعي أعلام السعودية الوهابية فقط من يرفضوها , يرفضوها قبل معرفة ماهي موادّها! يرفضوها قبل أن تُطرح! يرفضوها من أجل الرفض!

إن المباديء الحاكمة ما هي إلا ضمان لحماية الدستور وحماية حقوق الشعب , فالمباديء الحاكمة تحكم من سيضعون الدستور الجديد بعدم المساس بالحريات المكفولة في الدستور وعدم إنتقاص أي شيء من حقوق الشعب الذي أرهقت دماه من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية , ففي قطاع غزة فازت حركة حماس بالإنتخابات ووضعوا دستوراً جديداً , ماذا حدث بعد ذلك؟ ألغيت الإنتخابات و كانت آخر إنتخابات عرفها قطاع غزة هي الإنتخابات التي فازت بها حركة حماس وتحول النظام الإنتخابي إلى نظام شورى!

واليوم نحن أمام نفس المشكلة , فما إن وصلت الجماعات الإسلامية للحكم ألغوا الإنتخابات ومحددات فترة الرئاسة للرئيس المنتخب و إلغاء النظام الإنتخابي , وسيكون الخروج على الحاكم معناه الخروج على الله ومحاربة الله! وسيكون كل من يخالف الحاكم يخالف الدين وعدو للدين , ويكون كل من يطالب بحرية العقيدة كافر ومحارب للدين , ويكون كل من يطالب بحقوف المرأة في الترشح للمناصب السيادية كافر ومحارب للدين ومحارب لله!

لقد قررت الجماعات الإسلامية حكم البلاد رغم إرادة الشعب , فقامة بعمل مظاهرات فرد العضلات لترهيب الشعب و تهديد المجلس العسكري بالتزامن مع أعمال إرهابية ومعارك مسلحة مع الجيش المصري بمحافظة سيناء مع التهديدات بالنزول لمظاهرات في حال إعلان المباديء الفوق دستورية , هم يرسلون رسالة للجيش معناها نحن سنتظاهر سلمياً ولكن إذا لم تصغوا لمطالبنا فنحن لدينا مقدرة على حمل السلاح والمواجهات المسلحة كما شاهدتم في مدينة العريش!

إننا اليوم أمام الديكتاتورية الدينية التي هي ألعن بمراحل من الديكتاتورية العسكرية ,لأن الديكتاتورية الدينية لا تقبل المعارضة لان المعارضة في هذه الحالة هي معارضة لله .

لقد كشرت الجماعات الإسلامية عن أنيابها و أعلنت أنها لاتقبل بفكرة المباديء الحاكمة حتى لو قرر الشعب ذلك رغم أنف القوات المسلحة ورغم أنف الجميع .

إن الجماعات الإسلامية تفكر في الشعب ولا تفكر في مصلحة الوطن في مصالحهم فقط على حساب أي شيء , فلماذا لم نجد مظاهرات التيارات الإسلامية السلفية ضد المحاكم العسكرية للمدنيين؟! لماذا لا يتظاهرون ضد الفقر والبطالة وغيره من مشاكل الشباب والشعب؟ لماذا لا يتظاهرون لأجل مصالح الشعب؟

الخلاصة إن الجماعات الإسلامية تتعشم في إكتساح الإنتخابات البرلمانية وهو مايعني أن اللجنة التأسيسية التي ستتكفل بوضع الدستور المكونة من مائة عضو سيكون أغلبيتها من أغلبية المقاعد البرلمانية لذلك هم يراهنون على الأغلبية البرلمانية ولا يعنيهم الإنتخابات الرئاسية في شيء لأنهم يريدون وضع دستور للبلاد يخدم أهدافهم فقط , لذلك هم يرفضون أي محددات أو قيود أو ضوابط لوضع الدستور بل يرفضون الفكرة من الأساس , فهم فعلوا كل ما بوسعهم لتكون نتيجة الإستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة "نعم" لكي تتاح لهم الفرصة في وضع الدستور الجديد , و المباديء الحاكمة للدستور ستمنعهم من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد اعجبنى رفضهم
سليمان الفقى ( 2011 / 8 / 19 - 07:07 )
الحقيقة اننى كنت متوقع رفضهم هولاء متل الثيران على السواقى محجبوبين الروْية الجانبيه يريدون دستور مساعد وبه كل مقومات التخلف اصلى ان يتشددوا حتى نرىْ يوليو1954 مرة اخرى.


2 - الاخ مايكل سعيد المحترم
وليد يوسف عطو ( 2011 / 8 / 19 - 09:12 )
الاحزاب الاسلاموية تنافق للوصول للسلطة وفرض حكم ثيوقراطي ياكل الاخضر واليابس رحم الله ام كلثوم كان والدها شيخ واخوها خالد شيخ والقاريء الشيخ ساطع الحصري اذا لم انسى اسمه توسط لدى عبد الوهاب واهداه مصحف مذهب لكي تغني ابنته ياسمين الخيام لحنا لعبد الوهاب الان يقولون الغناء والموسيقى حراما المشكلة في المسلمين انهم سلموا عقولهم لشيوخهم تحياتي


3 - مبادئ خرجت من رحم الثورة
Amir_Baky ( 2011 / 8 / 19 - 17:07 )
الذى قاد الثورة الشعب. خرجت المظاهرات من اللحظة الأولى تريد دولة مدنية بها العدالة و حقوق الإنسان. فأخرجت المعتقلين و قادة السلفيين من السجون رغم ما ردده شيوخ السلفية بعدم جواز الخروج على الحاكم حتى لو ضرب ظهرك و أخذ مالك. وبعد نجاح الثورة يريد المتطفلين فرض رؤيتهم المتعصبة التى تكفر من يختلف معهم سياسيا. يكفرون من أخرجهم من السجون. هذه المبادئ أتفقت عليها جميع تيارات الشعب ما عدا التيارات الإسلامية. والدستور فى أى بلد يوضع بالتوافق مع جميع تيارات وطوائف المجتمع. لا يوجد فى العالم دستور تم وضعه بآليات الإنتخاب و بفكر الأغلبية و الأقلية. واللجنة المؤسسة للدستور و التى سوف تصيغة يجب أن يشارك بها جميع من يمثل طوائف الشعب.لم تستطيع التيارات الإسلامية حتى الآن أن يتفقوا على مبادئ دستورية من وجه نظرهم ليعرضوها على الشعب. كيف يطلب من الشعب أن ينتخب أعضاء مجلس الشعب القادم وهو لا يعرف برنامجهم الإنتخابى و الأخطر فى هذه الإنتخابات لا يعرف ما هى نصوص دستور مصر القادم التى يتبناه التيار الإسلامى. فهل نحن نسير بطريقة إنتخابات الحزب الوطنى. فهل لازال الشعب يساق للإنتخاب كالقطيع.

اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ