الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة أم اغتراب ؟ المغترب اليمني في الخارج

شمسان دبوان سعيد

2011 / 8 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قام احد الأصدقاء المغتربين خارج الوطن وتحديدا في السعودية بإرسال رسالة قصيرة يعرف فيها المغترب " المغترب كائن حي معقد نفسيا ..... مشتت ذهنيا ...... مقصر دينيا ..... متهم اسريا ..... مقهور إعلاميا ..... مشرد دوليا ..... منفي جبريا ..... محاسب ماليا ... مظلوم عالميا ..... ضبحان يوميا .... زعلان شهريا ...... سهران ليليا .... واختتم رسالته بالقول " والله يكون في عونه " "؟ فكسر القاعدة التي ذكرت للسفر فوائد . وعممت فكرة الغربة من سئ إلى أسوأ . وهنا كان لابد لنا أن نقف قليلا لنرى الغربة من منظارها الصحيح والأسباب التي حولت الغربة إلى هذا المفهوم .
كثيرا ما يتحدث الإنسان عن الغربة كواقع اليم يعاني منه الكثير من الأفراد لكن الواقع والأوضاع المأساوية الذي يعيشها الإنسان يفرض عليه الغربة عن الوطن بشكل قسري فانقلبت المفاهيم بطغيان الواقع المر في البلد حتى أصبح المواطن اليمني يشتاق إلى الغربة لا إلى العودة وان احرق بالبنزين حيا على حدود دولة آل سعود فقط ؟؟ للغربة فوائد عديدة نستخلص منها خمسا كما ورد في أشعار الأمام الشافعي " تَفَرُّج همٍّ، واكتساب مــعيشة وعلم، وآداب، وصحبة ماجد" إذن من المفترض أن المغترب بغربته يفرج عن هم الم به في بلده فيقصد بلد آخر ويكتسب معيشة أحلى إلى جانب الحصول على علم وآداب من خلال التعرف على أفراد آخرين ربما يحدثوا تغيرا في شخصية المغترب أو تعديلا في سلوكياته المرفوضة في البلد . والغربة مقصد محبب أشاد بها القران والسنة " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " فالغربة هي انتقال المرء من مكان إقامته بين أهله وجيرانه وأصدقائه وذكرياته وموطنه إلى موطن أخر من خلاله يعيد ترتيب أوضاعه فيكوّن صداقات جديدة وجيران جدد وذكريات لا تنسى في موطن جديد ففي الغربة تجدد وتجديد..... ثقافة وعلم ..... مادة وتحقيق طموح . فإذا ما كانت الغربة بمعنى أخر فهي سلبية ولا تعتبر غربة وإنما حالة من الاغتراب وهو مرض نفسي من خلاله يشعر الفرد انه مرفوض في مجتمعه يشعر أن أفراده وناسه غيرُ مهتمين فيه… شعورٌ بعدم التجانس وعدم التوازن وعدم التقارب، في الاغتراب يشعر الفرد انه غريب يتولد عنده إحساس بالكره والمقت والاحتقار . وهذا ما وصل إليه صديقي المغترب الذي توصل إلى تعريف دقيق للمغترب في منبت قرن الشيطان .
فالمغترب حسب التعريف هو كائن حي .... أشبه بجسد بلا روح ..... معقد نفسيا لأنه انتقل إلى موطن أخر في حال من الاغتراب وليس الغربة ...... مشتت ذهنيا بين توفير لقمة العيش وحنين العودة ولهفة الشوق .... فالمغترب كائن حي يعيش أسيرا وهو طليق ..... يمتلئ قلبه بمشاعر حساسة وصادقة .... يحلق قلبه بعيدا عن مكانه الأصلي .... يمد جناح الشوق ليقطع مسافات بعيده تحيط به شبكات الوهم الخائن فتحول وجهته إلى حيث لا يريد .... , فيتقطع أسى ويذوب حزنا ...هذه المشاعر ربما تعكس عليه ردة فعل سلبية فيقصر في أداء الواجبات الدينية ...... ويزيد قهرا وحزنا عندما تظهر وسائل الإعلام الرسمية وكأنها مهتمة بأبناء الوطن في الخارج ..... فيزيد قهره وغلبه حتى يصل إلى مرحلة الاقتناع بأنه مشرد وليس مغترب وهو الحق .... يقضي نهاره حزينا وينام ليله قلقا منتظرا فجر يوم أخر .... فيصحو على الضيق متناولا جرعات من الأسى والحزن يدمن عليها خلال فترة غربته ..... فحق لنا الدعاء له بالعون .... نسأل الله أن يبعث لنا رجلا يستعيد مجد اليمن وهيبته ...... كما نسأل الله أن يتغمد الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي برحمته انه نعم المولى ونعم النصير ؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية