الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانطباع و الرأي في السياسة العراقية

نزار كمال الدين جودت

2011 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الانطباع و الرأي في السياسة العراقية
يبدو الموضوع بسيطا في عنوانه حتى ان البعض يعتبره معنا لغويا واحدا رغم وضوح الفرق بين المصطلحين في التحليل السياسي .
فالانطباع وفق التصورالسياسي ، يمكن ان يتكون من النظر لهندام الشخص من صوره او حدث او خبر او كلمة او قصيدة أوماشابه. بمعنى انه يتكون بتأثير ثقافة الانسان وخبرته الشخصية وكلما زادت تلك الخبرة و الثقافة كلما اقترب من تشكيل التصور الافتراضي الذي لايمت الى الواقع الموضوعي بصله لانه يخضع لنزعات وميول الشخص الخفية وتمنياته البعيدة فتكون احكامه مثالية نسبية .
في حين ان الرأي ، كما يفهم ، يولد من تشكل سلسلة من الانطباعات والملاحظات والمقارنات، ومن صراخ الناس العاديين و العابثين و الهواء الفاسد و معانات الطرق و الخوف من العبوات الناسفة و فرق الموت و البطالة وشحة الماء و ندرة الكهرباء و المرض فيكون اقرب في تكوين الرأي الى الواقع الموضوعي ورغم بشاعة ذلك الرأي او بؤسه لكنه يبقى هو الاصح و الاكثر قابليه للنجاح حتى مع المستوى البسيط لمعرفة ماذا يجري ... لانه يتشكل من التصادم المؤلم بالواقع ويرتسم في الذهن طريق الخلاص فلانسان مهما كان بسيطا في تفكيرة يعرف كيف يتجنب مواطن الالم ..وهذا احد اسباب نجاح الديمقراطيات الشعبية مقابل ديمقراطيات النخب ، وذلك لارتباطها بالواقع وليس بالتمنيات .
مقدمه لا بد منها للاجابة على التساؤل التالي، ما علاقة ذلك بالواقع السياسي العراقي او دراما الواقع السياسي العراقي .
الذي تصدر الواجهة السياسية هم من الطائفه الاولى ولنسمهم الانطباعيين السياسيين فهم اما اناس جاؤا مع الاحتلال او بعده بعد غربة طويلة بعضهم لا ينتمي اصلا للعراق لا بحسب ولا بنسب وبعضهم عراقيون هربوا لدوافع سياسية او شخصية طالبين اللجوء السياسي او هاجروا لتوفير مستلزمات العيش ومعظمهم لم يمتهن السياسة ولم يسبق له النضال في العراق وهذه الفئة تفتقر الى المعرفة بالواقع العراقي ومستجداته حتى انها لم تتعلم اصول الحياة الاجتماعية في غربتها ... يضاف اليهم من هم أوسع تأثيرا المتواجدون في البعد الموازي وما اقصده بالموازي ليس خارج العراق الجغرافي انما في واقع خارج الزمن الحاضر يعيشون عبرالزمن في البعد الرابع البعد التأريخي يتسربلون بثقافه عمرها اكثر من الف عام بهت لونها .
واضيف الى الركب فئة قومية تجيد السياسة ولكن لها تطلعاتها الخاصة في تفتيت الوطن وهم في سبيل ذلك وضعوا انفسهم في خدمة المحتل بشكل مطلق وتقاطعوا مع اماني الشعب العراقي تصدروا العمل السياسي معتمدين على عظمة امريكا ووعودها في جعل العراق واحة الشرق الاوسط .. ولكن نسوا ان ام يكونوا يدركون منذ البدايه ان السبب الحقيقي للحرب وهو تدمير العراق ..وكانت النتيجة معروفة للجميع لا هم يستطيعون ادارة دولة ولا المحتل يرغب في اقامة دولة فكل الذي حصلوا عليه سلطة مهلهلة وجيوب منتفخة .
سنين عجاف شهد فيها العراق كل اصناف الذل والقهر سحق ودقت عظامه بما يكفي لموته او تفتيته على اقل تقدير ولكنه لم يمت اويتفتت... لماذا هل هو التأريخ المجيد الطويل الحضاري ام البوتقة الجغرافية هي السبب ؟ لا اعتقد ذلك فتلكم العوامل لم تمنع الاتحاد اليوغسلافي من التفتت .
ان السر كامن في طبيعة الشعب نفسه الذي تعود الذل و القهر عبر التأريخ ولمرات عديدة فلم تعد تجد في تراثه سوى الدمار .. فشعب كظيم اساس ثقافته وتراثه الالم و البكاء تمكن من البقاء حيا ولكنه عاجز عن النطق والحركة ولكنه قادر على الاحساس بلالم والانين .
النشاط الذهني الذي يقوم به البرلمان لا يزيد حاليا عن تمثيل الطوائف و الاعراق و الشرائح التي يمثلها ولا علاقة لة بالدور التشريعي وبموجب الدستور ... كلام جميل اذن كيف تعطي من اقتصر دورة في المسؤلية على الاستماع ورفع اليد بأشارة من رؤساء الكتل مالا خرافيا الا ينحرف في تفكيره بأتجاه مصلحته الخاصة ويصبح ضحية لاغراء المال بعد اغراء السلطة وهو المحروم منهما طوال عمره ... فليس هنلك اي نشاط ذهني خارق يستحق كل هذه الاجور حتى ان البعض منهم ساكت كالجدار لم ينطق لحد الان .
في الدول الديمقراطية من ينفذ سياسات الدولة هي المؤسسات الدستوريه التي تقيمها الحكومة و تمولها وتشرف عليها و المتشكلة اساسا من اناس ذو خبرة عالية في مجال اختصاصهم بالاضافا لاعدادهم العلمي الخاضع للتطور مع الزمن فكيف يستطيع من الناحية العملية ان يتولى مجلس النواب وليس من بين اعضائه من سبق له تولي مناصب عليا في التخصصات ذات الصلة القيام بالمراقبة والمحاسبة في شئ لا يعرف خفاياه وتبعاته ولا يفقه فيه .
نعود الى من نجا من اصحاب الرأي وهم الكثره المسحوقة من الشعب الذين خلقت المعانات لديهم رأيا وتصورا للمواصفات التي يرغبون في توفرها فيمن يمثلهم ولكن لا يجدون غير ذات الوجوه الكالحة التي خبروها ولكن باسماء جديدة ..ان الامر يحتاج الى ثورة حقيقية وهي ليست صعبة انما جريئة ستحل فيها اغلب مشاكل العراق .. يجب التخلص فورا من ارث صدام حسين المدمر في افساد القيم النبيلة للمجتمع في تحويل الوطنية الى قيمة مالية وجعل الدولة قطعان من المرتزقة، تتحول لديهم الغيرة الى دولارات والنزاهة الى نصب واحتيال والشهامة الى تخلف .
ثورة على كل تلك القيم الفاسدة اذا اريد لها النجاح تكون من اعلى قمه الهرم في البلد من البرلمان الحطام الوحيد الذي بقي طافيا بشهامة البعض ... تلقى منه كل الادران وكل ما افسده المال .. وتكون عضويته شرف كبير و الشرف لايجب تقييمه بالمال و الحصانه هي وسام وعنوان هذا الشرف .. ولا يهم بعد ذلك ان يكونوا الاعضاء من ميسوري الحال ومن عشاق الخدمه العامه انما يجب ان يكونو كذلك حتى تكون الوطنية هي الحافز وليس المصلحة المادية الشخصية .... وحتى لو كانت هذه الخطوة غير مسبوقه فليكن فما يمنع الغريق من التشبث بالامل الطافي .
لامل للعراق بدون اعاده الروح الوطنية والوقار لممثلي الشعب ففي خطوه كهذه سوف ينزوي المنافقين والراغبين بالثراء على حساب الشعب العراقي وتتطهر سلطة الوطن فكل الذي فعلناه حتى الان كان استبدلنا فاسد بفاسد .
لكن خطوة جبارة مثل هذه من يستطيع ان يقدم عليها ..الشعب وحده قادر على فعل ذالك في استفتاء على تعديل الدستور ... ليس هذا فقط فلابد من وجود ما يسمى تجديد الثقة والاستفادة من العلم الحديث ..و الرجوع الى الشعب في المسائل الحساس لتسيير عمل البرلمان كما تفعل معظم البرلمانات في العالم الديمقراطي .
تحديث طريقة الاستفتاء بأدخال التكنلوجية المتطورة في التصويت وفي اختيار الناخبين باستعمال البطاقة الشخصية الذكية التي لا بد منها عاجلا او اجلا كنظام دولي فيه كل بيانات الشخص والتي تعتمد على بصمة العين والاصابع اليد لمنع التزوير وليس الحبر البنفسجي المتخلف .. بهذه الطريقة و الاسلوب سوف يستعيد الشعب ثقته بحكومته ويعززتعاونه و تتمكن الدولة من معرفة ما يريد وما لايريد وان يفهم الساسة ان وجودهم هو لخدمة الشعب وليس لاقتياده ... وبمساعدة هذا التطور التكنولجي الهائل في المعلومات وفي وسائل الاتصال و التعبير اصبح في امكان اي فرد التعبير وايصال صوته متى ما يشاء و الى من يشاء دون الحاجة الى منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية التي اصبحت النافذة التي تدخل منها الاجندات الخارجية ولتكن تجربتنا رائدة الم نكن حملة رسالة .
وفي المسائل الخلافية التي يعجز البرلمان عن حلها تستطيع الحكومة معرفة رأي الشعب بكل بساطة . وهي بذلك تعيد له سلطته وتنمي فيه روح المسؤلية و روح المواطنة وبالتالي محبة الوطن المفقودة ... الا اذا كان الهدف معكوسا والمطلوب تزوير ارادة الشعب وسرقة دورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي