الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقاً هذا هو العجبُ العُجاب

نهى عايش

2011 / 8 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


عحبتُ لعالمنا العربي كيف يستغل كل مقدرات وأفكار الغرب لينشر تخلفه بين العوام ، بدل من الدفع للتقدم والحضارة ، بعضهم يطلب منا الرجوع الى كُتبِ ما قبل التاريخ وتدريسها ككتب علمية ، وماذا سنتوقع من عقول مؤسسة على الخرافات ؟ ، ألا يكفي ما مررنا به من زمن تُدرس فيه هذه الخرافات كحقائق علمية ، مما نتج في مجتمعاتنا طبقة من المتعلمين الذين يضاهون الجاهلين في البلاهة والتخلف . قبل أسبوعين وقع بين يدي مقطع فيديو ل TEDx تيد أريحا ،الفيديو عبارة عن محاضرة من الدجل والهراء دفعتني للكتابة والاعتراض على موضوع المحاضرة التى تقترح اللجوء الى آيات القرآن والاستغناء عن جميع مناهجنا التعليمية والاستعانة بالقرآن لإيجاد الحلول المباشرة لمشاكل الحياة الحقيقية التي تواجه الناس. للأسف الشديد تيد البحر الميت بعرض مثل هذه المحاضرة، تكون قد أخلت بالمواثيق التى تربطها بتد الأصلية حيث عرضت أفكار لبعض الدجالين على أنها أفكار لمثقفين وتستحق النشروتيد معروفة للجميع بأنها مؤسسة غير ربحية ومكرسة لنشر أفكار الأبداع في ثلاث مجالات : التكنولوجيا، والترفيه، وتصميم. بدأت هذه المؤسسة عام (1984) ومن ذاك الوقت أتسعت وأتسعت وأصبحت مؤسسة عالمية لالتقاء المبدعين من كل مكان في العالم ، يلتقي المفكرين والمبدعين في أماكن عدة من العالم في مؤتمرات أهمها مؤتمرات لونغ بيش وبالم سبرنغ في كاليفورنيا ومؤتمر أدنبرة في بريطانيا.

أهم رسالة لهذه المؤسسة هي نشر الأفكار التى تستحق النشر، لأن المؤسسة تؤمن بقوة الأفكار لتغيير حياة الأنسان، ولذلك هم يعرضون محاضراتهم لتبادل الأفكار والمعلومات والتي توفر المعرفة الحرة والإلهام من المفكرين في جميع أنحاء العالم على الموقع TED.COMومن خلال هذا الموقع يتمكن المتصفح من مشاهدة جميع المحاضرات لمجميع المحاضرين والمفكرين والاستماع الى محاضرات وأفكار فعلاً تستحق النشر. هذه المؤسسة قامت بتأسيس فروع لها في دول العالم المختلفة.


تيد البحر الميت، مؤسسة تُعرف نفسها بأنها برنامج مستقل عن تيد وعبارة عن تنظيم ذاتي مع مراعاة لبعض القواعد واللوائح لتد حيت تقوم بتجميع الناس لتبادل الافكار التى تستحق المشاركة مثل تيد. المقطع السابق عبارة عن محاضرة لدكتور يُدعي زيد غزاوي حيث ألقيت المحاضرة في وقت مؤتمر عن التعليم، والإبداع والريادة.
البحر الميت، الأردن 30 أبريل 2011

http://www.youtube.com/watch?v=Mz6VF81LLWg

كما هو معروف من أهم أسباب التقدم والرفاهية في المجتمعات، التعليم، لذلك معظم مجتمعات الدول المتقدمة تولي التعليم أهمية عُظمى في ميزانية الدولة، وفي التخطيط للمستقبل، حتى أنهم يخططون الآن لتغيير المناهج، بمناهج تواكب القرن واحد والعشرين لتأهيل الأفراد ليكونوا قيادين في مجتمعهم وفعالين ولفتح عقولهم على أفكار جديدة تلائم العصر الذي ينتمون إليه، ونحن هنا في جميع الدول المبلية بالاسلام ديناً، بُلينا بترسانة من "المتعلمين " والحاملين ألقاب دكاترة وعلماء وهم ليسوا إلا مجموعة من الحافظين لأحاديث الحيض والنفاس واضطهاد المرأة والضعفاء.


أُحبُ أن أقول لهذا الدكتور بأن ما يقترحهُ علينا بإستعمال القرآن الكريم كمنهاج في حياتنا اليومية، فكرة لا تستحق النشر، بل تستحق الدفن هي والكتاب نفسهُ !

ألا يعرف هذا الدكتور ما هو القرآن ؟


أُجبُ أن أُعرف القرآن للأستاذ الدكتور من خلال القاء الضوء على الصورة الكلية للقرآن، حيثُ لا يكفي اختيار آية لنقول أن القرآن كتاب تسامح ومحبة لأن القرآن كتاب يحض فقط على الكراهية ونشر العداء بين أفراد الشعب الواحد !!!!! حتى بين أفراد العائلة الواحدة حيث تتم التفرقة بين المرأة والرجل وبين الفقير والغني وبين الكبير والصغير. نص لا يمكن أن تفهم منه فكرة معينة إلا ويقفز إلى فكرة أخرى. نص مقطع مشوش لا يمكن التركيز فيه لأجل الفهم.

القرآن نصّ تاريخي، مُؤلف من قِبل الإله القبلي المتعالي ، نص انتهت وظيفته التشريعية ، نص مرتبط بملابسات وظروف خاصّة من أسباب التنزيل، هذا النص مكون من عبارات يقال لها آيات، لا تختلف عن عبارات سجع الكهان، عبارات غارقة في المحلية، لا تتعدى نطاق منطقة السعودية والشام إذا تذكرنا رحلة الشتاء والصيف، عبارات غارقة في القبلية من إعطاء قريش المكانة والعلو على الآخرين، وإيثارهم بالمال والسلطة على بقية القبائل ، القرآن ليس سوى نص خاص بالنبي وزوجاته حيث معظم الآيات، كُرست لمعاتبة نساء الرسول !!!! نص مكشوف أمام آلاف بل ملايين التأويلات، والأهم من هذا وذاك نص غير صالح للأجابة عن أسئلة القرن الواحد والعشرين، حتى ولو قمت بإهلاكه تأويلاً. كثير من مفرداته وكلماته لم تعد مستعملة، نص لا يضيف لي كأنسانه أي شيء، بل ينتقصُ من كرامتى كأمرأة.

أريد أن أطمئن هذا الدكتور أننا ليس بوسعنا أن نستنبط من القرآن أحكاماً وحلولاً لمشاكلنا الراهنة، وحتى لا يصلح إلا لرمية في سلة المهملات لكي نستطيع المسير في عداد الدول المتقدمة، يكفيني أن أُعطى هذا الدكتور بعض الأمثلة من آيات القرآن التى تُكرس التمييز والعبودية والتفرقة بين الشعب الواحد، وإبقاء الفقير مقهوراً ونصرة القوي على الضعيف.

{{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }}

آية وحي واحدة، تتضمن السماح بالزواج من أربع، ثم تخفف من السماح باشتراط العدل بين النساء، ثم تعود بعد ذلك للتخفيف من عبئ هذا الشرط بالسماح بممارسة الجنس مع الإماء مع إعطاء بطاقة مفتوحة تسمح بعدم العدل بينهن لأنهنّ أدنى من قيمة أخواتهنّ في الإنسانية كما يقول تفسير الجلالين!



" واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا .."


هنا يجيز هذا القرآن أن يضربَ الرجلُ زوجتَه إذا لم تطعْهُ، بل وحتى إذا شعرَ بأنها لن تطيعَه.. أي قبلَ أن يحصلَ النشوز


طبعاً لا أريد أن أُذكر الدكتور كيف أن محمدً قام بسرقة بيت مال المسلمين مثل ما بقولوا عينك عينك فقط من خلال هذه الآية
"واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرّسول " وحتى اليوم وبعد الف واربعمائة عام يقوم الحكام العرب والمسلمون بتطبيق هذه الآية على شعوبهم ، ماذا يريد الدكتور أكثر من هذا دماراً على حياة المسلمين وغير المسلمين في الدول التي يحكمها حكام مسلمون

يجب أن يفهم الدكتور وأمثاله من المهتمين بالتعليم، أنه يجب علينا عند تعليم أبنائنا الانطلاق إلى الفضاء الرحب حيث التحرر والتنوير والواقعية، والتمهيد لبناء شخصية قوية بناءة تساعد في حل مشاكل العصر من فقر ومرض وجهل وتقوم بالإبداع في مجالات التكنولوجيا والمعرفة، وليست شخصية مقوقعة على نفسها في قالب من نص سجع كهاني حتى لا يرتقي الى مرتبة الشعر الممتع.

وفي النهاية أريد أن اطلب من مؤسسة تيد أريحا ، عند استحضار المتحدثين أن تكون بقدر المسؤولية المناطة بها وبالأسم الذي تستغلهُ وأن لا تُحضر محاضرين لنشر التخلف والجهل بين الناس










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذة نهى عايش المحترمة
ليندا كبرييل ( 2011 / 8 / 22 - 13:44 )
لو أبعدوا أمثال هؤلاء ( المعلمين ) الناخرين في عقول الشبيبة ومفرغينها لنجا الإسلام من هذا المصير الذي يلقاه كرها وشماتة على أيديكم، الإسلام هوية ووجدان المسلم ولا يمكن أن يتضاءل في نفسه بعد أن رسخته الأحداث ، لاحظي خلال العقود الأخيرة كيف تطرف المسلمون في التعبير عن هويتهم العقائدية ؟
أما العلمانية التي نتمناها جميعا لنعيش على أساس الولاء للوطن دون تفريق بين دين أو جنس أو لون وآخر فيبدو أن تطبيقها من سابع المستحيلات في مجتمعاتنا العربية ، يكفي أن نلزم رجل الدين مكانه المعروف في المسجد فلا يتعداه إلا للمشورة والنصح والاستئناس بالرأي، ويكفي أن يمنعوا الدعاة الذين يتفاقسون كالبوشار بين ليلة وضحاها من الظهور على الفضائيات ،أكاد أشك في عقل المسلم إن كان سليما أم لا ؟ عندما أرى وأسمع السخافات في أسئلة بايخة يستطيع طفل صغير لو فكر قليلا أن يجيب عليها ، بعد هذا العمر الطويل للإسلام ما زال تابعوه في أدنى سلم فقه تعاليمه وهذا يضع علامات استفهام أمام عقل المسلم ونفسيته غير المتزنة للأسف . شكرا على جهودك الكبيرة مع تحياتي


2 - نصوص القرآن ألإرهابية يجب منعها دولياً
الحكيم البابلي ( 2011 / 8 / 22 - 23:05 )
شكراً سيدة نهى على المقال الجميل
رأيي أن القانون الدولي لو درس القرآن بصورة حيادية وبدون الوقوع تحت تأثير المادة والضغط الآتيان دوماً عبر دول الشيطان الأكبر السعودية وإيران فسيتم منع تداول القرآن دولياً ويتم حرقه ومنعه في دول العالم المتحضر التي تحترم لائحة حقوق الإنسان
شخصياً أتهم الغرب بالمجاملة الرخيصة والخضوع لمصالحها مع الدول الإسلامية التي تأتي ديمومة حكامها الوسخين من ديمومة القرأن ونصوصه الإجرامية
قبل سنتين قراتُ في مجلة أميركية أنهم عرضوا على ثلاثة رجال يابانيين عبروا عمر الخمسين بضعة آيات قرآنية وبدون أن يقولوا لهم بأنها من القرآن ، بل قالوا بأنها مقاطع من كتاب إجتماعي لرجل من الشرق ، ثم سألوهم رأيهم بأفكار تلك المقاطع
طبعاً وكنتيجة حتمية يتوقعها كل سويٍ عاقل ، فقد سخر الثلاثة ولكن بلطف من أفكار ومفاهيم تلك النصوص المترجمة للغة اليابانية ، والذي بقي في ذاكرتي هو أن أحدهم قال بكل بساطة : لن أنصح أولادي بقراءة هذا الكتاب ، لأنه لن يدلهم على طريق السعادة
عزيزتي نهى : هناك فارق كبير بين الورد والزبالة ، والناس عادةً تشتري الورد وتلقي بالزبالة في صفيحة القمامة
تحياتي


3 - ردود للأعزاء
نهى عايش ( 2011 / 8 / 24 - 16:33 )


الى ليندا كبرييل : ما قلته صحيح ، قبل هذه الغفوة الدينية، كان الناس يأخذون الدين بُحسنِ نية ، ولم اقرأ عن حادثة تدُل على كُره للأديان بالطريقة التي يُعبر فيها الكثيرين عن كُرههم للأديان اليوم، هم بمحاولات فرض دينهم بطرق غريبة عجيبه تزيد من كره الكثيرين لدينهم ، وحتى قُربَ نهايته، شكراً لمرورك الممتع دائماً

الى الحكيم البابلي: ما قلته هو عين الصواب -فسيتم منع تداول القرآن دولياً ويتم حرقه ومنعه في دول العالم المتحضر التي تحترم لائحة حقوق الإنسان
- وبمناسبة المجاملة ، كلها لفترة زمنية قصبرة لحينما ينضب نفطهم ، مصالح الغرب اولاً قبل كل شيء ، شكراً لمرورك تحياتي

اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش