الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل- الحسن والحسين- والتجني على ثوار العراق

جاسم محمد كاظم

2011 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من منا لايعرف اكاذيب الشاشة الفضية التي تطل علينا في كل حين تحمل عبر بثها المشوش سيلا من الاكاذيب الملفقة. مرة حين تخضع هذة الشاشة لحسابات الايدلوجية القومية الحاكمة والانظمة الشمولية التي تحاول فرض اخوة قسرية على تاريخ ابناء يعرب المزور والمحترب مع بعضة البعض .
وتخضع مرة في خضم المد الطائفي واحتراب الدين من دواخلة بعد ان اضحى " سوبر ماركت" تسويقي كل يريد امتلاكة .
وبرغم كل الانتقادات التي قيلت من هنا وهناك بحق العمل التلفزيوني " معاوية و الحسن والحسين" من مختلف الملل التي رات فية تشويهاوتحريفا لما تؤمن بة من ايدلوجيا دينية .
وحاول الكل من الملالي الى المشايخ ايهام الكل من المشاهد الى المتلقي بان خلاف الملل المتناحرة على الدين يكمن في طابعة السياسي لا في المعتقد والعبادة والعقل الفقهي . ويتناسى اصحاب هذة النظرية المفرغة المحتوى ان العقل السياسي ماهو الا الترجمة العملية والواقعية للعقل الفقهي الذي ادخل النص القرآني مرحلة التاويل الكيفي فكانت المذاهب المختلفة التي اتخذت اشكالا سياسية في الحكم كان قاعدتها عقل الدين نفسة .
ولاجل هذة الغاية اختلفت كل الملل مع بعضها وكون كل منها شكلا مختلفا للرب .الرسول .الجنة . الملائكة واليوم الاخر يتعارض مع الملل الاخرى مدعوم بالحقائق والبراهين الماخوذة من لب النص القرآني نفسة .
فكانت الفرق والمذاهب المختلفة من . المجسمة . المشبهة . الجبرية . القدرية . المعتزلة . الحنفية .الاسماعيلية . الاشاعرة . المالكية .الشافعية . الحنابلة . الكيسانية .المختارية . الاثني عشرية . الباطنية . الجهمية . الواقفية . الفطحية وكل الملل التي تزخر بها بطون الكتب قديمها وحديثها بدئا "بالملل والنحل" الى "الفرق بين الفرق "لعبد القاهر البغدادي " حتى موسوعة الدكتور محمد الحفني "موسوعة الفرق والجماعات الاسلامية " التي اسهب فيها المؤلف بحيادية و شرح رائع لطريقة تفكير كل ملة وفرقة وطرحها السياسي بنظرية الحكم .

ابتدا المسلسل بمغالطة للتاريخ حينما وصف ثوار العراق اولا بالبغاة لانهم خرجوا على سرقات ولاة عثمان واستفرادهم بخيرات ارض السواد التي اصبحت بستانا لبعض الاسر القريشية المستفردة بسواد الكوفة والبصرة وتوزيع تلك الاصقاع فيما بينها واصبح اصحاب الارض من تلك القبائل يعملون بالسخرة في اراضيهم ويذكر الرفيق النمري في كتابة " جديد الاقتصاد السياسي " مانصة :
(ان هذه القبائل كانت تستبدل دينها بالإسلام لكن هذا لم يغيّر في معاشها شيئًا، ظلت تنتج بذات الطريقة وظلت ُتنهب بذات الطريقة.فحين فتح المسلمون الأردن مثلا ً أعطيت جبال الشراة وأهلوها غنيمة لأحد كبار المسلمين في المدينة (عبدالله بن طلحة) وترتب على أهل الشراة أن يوفروا لذاك الرجل المسلم الحجازي ماية ألف دينارًا سنويًا؛ فما الذي اختلف على أولئك الناس وقد كانوا يحرثون ويدرسون لبطرس المسيحي البيزنطي ثم أخذوا يحرثون ويدرسون لعبدالله المسلم الحجازي (كتاب الخراج للقاضي أبي يوسف ) )..1

ويستمر النمري (وما الفرق لدى أهل العراق بين أن كانوا عبيدًا لمجوس الفرس وبين أن أصبحوا عبيدًا لمسلمي العرب من الجند والقادة في جيش سعدبن ابي وقاص)..2 .

ويعطي الرفيق النمري في كتابة الرسالات السماوية وصفا رقميا لمداخيل الدولة الاسلامية الماخوذة من تلك القبائل والشعوب ( ان مداخيل الدولة في العراق في العصر العباسي في احدى السنين كانت 108.3 مليونًا من الدراهم و 30 ألفًا رطل ً من السكر و 20ألفًا رطل ً من العسل و 30 ألفًا زجاجة من ماء الورد و 200 ثوبًا . كل هذا لا يتضمن الريوع العائدة للصحابة ورجال الدولة فمثلا ً كان دخل صحابي واحد فقط من أرض السواد هو عبيدالله بن طلحة أكثر من مائة ألفًا من الدنانير . وليس مفاجئًا أن يكون من وارداتها أيضًا 1000 رأسًا من الرقيق يعدون البشر بالرأس كالأنعام ويبيعونهم بالطبع في سوق النخاسة و 300 منديلا ً و 3000 إناء من الفضة و 1000 رطلا ً من الرمان و 12000 زقًا من العسل و 240 رطلا ً من التين و 150 رطل ً من العود الهندي وألفان نقرة فضة و 40 ألفًا بغلا ً و 30 ألفًا رطلا من الإهليلج و 1000 رأسًا أخرى من الرقيق و 30 ألفًا رطلا ً من الزيت و 20 ألفًا رطلا ً من التمر و 10 صقور هكذا هو الإقتصاد الإسلامي في حقيقته عبر التاريخ). ...3
وتذكر اكثر كتب التاريخ ان الصحابي الزبير بن العوام امتلك الكثير من اصقاع البصرة وعقاراتها ويقول التاريخ انة امتلك اكثر من 500 حصان و 1000 من العبيد العاملين في مزارعة وكان عندة من الاموال والذهب الكثير . لذلك تحول الاسلام المشاعي في بدايتة الى ارستقراطية قريشية في نهايتة فكان التناقض هائلا مروعا اختتم امرة بالثورة التي اطاحت بعثمان واصبح فيها امير العدالة الزاهد علي بن بي طالب رئيس اول مجلس قيادة للثورة الاصلاحية في الاسلام تزعم صفوفها ثوار الكوفة والبصرة .

وذهبت اقلام السلطة ومؤرخيها ثانيا الى النيل من ثوار العراق باستحداث مئات من الاحاديث الملفقة عن النبي نفسة تصف هؤلاء الثوار بالمارقة وانهم ملعونون على لسان الف نبي كما في الحديث المنسوب للنبي " ان من امتي قوم يقرئون القران ولايجاوزم حلاقيهم هم شر الخلق والبرية ". وان كان اصحاب هذة الاقلام الوضعية يخالفون اشهر عقائدهم بان النبي لايعلم الغيب وانة بشر لا اكثر كما صرحت اكثر الايات القرئانية التي يحتجون بها . وينكر اهل السنة والجماعة اقوال الرسول في المستقبل بحق بعض الصحابة وماسيجري عليهم كما تذهب بعض الفرق التي يطلقون عليها بالغالية والباطنية كما يحلو لهم .
واصبح عبد اللة بن الكواء . حكيم بن طلحة .عتاب بن الاعور .عبد اللة بن وهب الراسبي. عروة بن جرير .يزيد بن ابي عاصم المحاربي وحرقوص بن زهير البجلي الذي شوة التاريخ سيرتة وادعى بان النبي قال فية يخرج من ابنائة شر الناس وسموة بصاحب الثدية خوارجا عن دين الاسلام لانهم اول من احتكم للقران نفسة وطالبوا بتطبيق مكنون الاية القرئانية " وامرهم شورى بينهم " وان الخلافة حق لكل مسلم ولو كان ابن حبشية وليست فيئا وحكرا على قريش فقط ونادوا بالثورة حين يصيب الامة الانحراف عن المبدا المرسوم والخروج على الحاكم ان لم يتصف بالعدل واجتناب الجور واكل اموال الرعية بالظلم فكانوا اعدل الناس بزمن سبق تاريخ الولايات المتحدة الاميركية المتشدقة بحقوق الانسان حين احتكمت لاوباما الاسمر بعد 1500 سنة من قانون ثوار العراق .
وفتح ثوار العراق ابواب الفقة على مصراعية حين قالوا بالقياس والراي قبل ابي حنيفة بمئة سنة وان الامة لاتحتاج الى امام معصوم بل الى حاكم عادل بين الرعية وهو ماتفتقر الية كل الدول الاسلامية واحزابها المتناثرة اليوم حين نهبت تلك الاحزاب والفرق اموال تلك الشعوب وزرعت فيها بذور الطائفية والعداء ونشرت فيها الجهل من اجل ديمومة ذلك النهب المنظم فكان بالاحرى بكاتب المسلسل ومخرجة قرائة التاريخ بعينين حقيقتين قبل ان يلفق تهما جاهزة واحداث لم يتشرف بها التاريخ تجعل من عبد اللة بن سبا شمشونا اخر يعمل في الظلام استطاع هدم الاسلام الموحد وتفريق صحابتة كما يحلو لقلم للسيناريست ذلك ويتناسى تناقض الغنى والفقر وعصف الثورة الهائل الذي لم تهدء بوادرة حتى هذة اللحظة .



1- ينظر كتاب الرفيق النمري (جديد الاقتصاد السياسي ) .ص11
2- نفس المصدر ص 11
3- ينظر كتاب الرفيق النمري( الرسالات السماوية )ص 43








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب جاسم محمد كاظم
مكارم ابراهيم ( 2011 / 8 / 23 - 13:03 )
تحية طيبة استاذ جاسم وشكرا على الطرح المميز هذا حيث جمعت افكارا كثيرا بحاجة الى تجزئة الى مقالات
بالنسبة لتعدد واختلاف المذاهب والاديان وانتقادهم لبعضهم ارى انها مصلحة ايجابية للمؤمن بوجود الله والذي يخاف يوم القيامة فهي حجته يوم القيام عند لقاء ربه فاذا ساله الله لماذا لم تفعل كذا وكذا فيقول لله لقد اصبت في حيرة من امري لم استطع ان اقرر اي الاديان والمذاهب على حق فاعذرني لذلك
واتصور ان الرحمن سيغفر له ويقتنع بحجته

المهم عزيزي اتفق معك تماما بان الشعوب في منطقتنا ليست بحاجة الى امام معصوم بل الى حاكم يؤمن بالعدالة الاجتماعية ويحارب الفساد ويعي ان الغرب لايساعدنا حبا في نشر الديمقراطية بل من اجل نهب ثرواتنا
وعندما قررت امريكا اسقاط صدام لانه حاول التلاعب معها في سعر النفط عندما قرر بيعه باليورو وليس بالدولار.
وقد ساندت المعارضة في اسقاط محمد مصدق في ايران الذي امم شركات النفط البريطانية

تقبل خالص الاحترام والتقدير


2 - سلمت يداك وفكرك
فؤاد محمد ( 2011 / 8 / 23 - 16:44 )
الرفيق العزيز جاسم تحية وسلام
لقداسعدتني وابهرتني وانا معك في حاجتنا الى حاكم عادل ولا ايمام كالعقل كما قال ابو العلاء المعري ولا بديل غير الاشتراكية الماركسية
اعانقكم


3 - تحية خالصة للرفيقة مكارم ابراهيم
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 8 / 23 - 20:57 )
قد لانكون منكرين للة لكنا ننكر فعل اصحاب اللة هؤلاء . ولا اعتقد ان الامام العادل هذا الا نحن .مع خالص التحية والاحترام


4 - مشتاقين لكم يارفيق فؤاد
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 8 / 23 - 21:00 )
نعم يارفيقنا العزيز لابديل عن اشتراكيتنا الماركسية . وهذا مانعمل من اجلة مع خالص التحية والاحترام

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam