الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدامغ للقرآن

علال البسيط

2011 / 8 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وحق لمثلي أن لا يُسأل، فإن سئل تعين عليه ألا يجيب، فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه، فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول، فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه، فإن نظر فقد خبط خبط عشواء.

كذا قال أبو العلاء الذي عده الحافظ الذهبي من زنادقة الإسلام الثلاثة أي أحراره الذين أبقوا من عبوديته ونيره ومخازيه، والآخران هما أبو حيان التوحيدي، وأبو الحسين ابن الراوندي، والذي يهمنا منهم في هذا الحديث هو الفيلسوف الفذ ابن الراوندي.

كان شيخنا ابن الراوندي (ت٢٩٨) رجلا من أهل الاعتزال، وله مقالة في علم الكلام، وعنه ينقل المعتزلة وخصومهم كثيرا من آراء قدمائهم الذين لم تدون آراؤهم، ونقل عنه الأشعري في أكثر من أربعة عشر موضعا في كتابه (مقالات الاسلاميين) وكان إلى جانب حذقه وبراعته في علم الكلام، ضليعا في النحو والعربية ويشهد له أبو حيان التوحيدي في (البصائر والذخائر) قائلا:(ابن الراوندي لا يلحن ولا يخطىء، لأنه متكلم بارع وجهبذ ناقد وبحاث جدل ونظار صبور) وناهيك بها شهادة من أبي حيان.

لقد ظل ابن الراوندي حياته يدور داخل دائرة البيان، وفيا للنظام المعرفي البياني الذي يقيم رباطا متينا بين اللفظ والمعنى، على أساس التأويل العقلي الذي يقف عند الحدود التي تسمح بها اللغة العربية في التعبير، في مقابلة ومعارضة التأويل العرفاني الذي يخترق حدود البيان العربي، ويحول النص المقدس إلى رموز واشارات تحتوي رؤى وأفكارا مستفادة من الفلسفات الدينية القديمة.

لكنه كغيره من المعتزلة كان أيضا على خلاف مع أهل السنة من أشاعرة وأصحاب الحديث.. الذين كانوا يتعاملون مع النص على أساس التقليد والاتباع الحرفي، سواء وافق العقل أو لم يوافقه، وليس على أساس التنظيم والتنظير القائم على اِلتماس مفاهيم ومعاني عقلية من منطوق النص، وظاهره الذي قد يخالف العقل، ومن ثم اخضاع نظام الخطاب، لشروط نظام العقل، إن لزم الأمر.

لكن نقطة التحول في فكر ابن الراوندي التي جعلته صاحب فكر فريد بين أصحاب مدرسة التأويل البياني، وامتاز بها عن أصحابه في الفكر المعتزلي خاصة، هو جنوحه الشديد نحو الاستقلال(اللامشروط) وممارسته الفعالية العقلية داخل دائرة البيانيين من لغويين وفقهاء ومتكلمين، خارقا ما أجمعت عليه طوائف الاسلاميين (معتزلة اشاعرة اصحاب الحديث..) بل حتى ما اتفقت عليه مدارس التأويل الأخرى (عرفانية وبرهانية).

إن فرادته في كونه خاض معاركه الجذرية داخل الدائرة البيانية، وقامت اعتراضاته وبياناته المنطقية مستندة إلى القواعد اللغوية للخطاب الديني، وفي أفق بياني محض دون الهروب في التعبير عنها إلي النزعة الباطنية، أو المنهجية العرفانية في الرمزية والاشارة المستقلة في نظامها عن نظام اللغة.

لقد ((خرج)) ابن الراوندي عن مسلمات تنظيرية أساسية في العقيدة الدينية(ما هو معلوم من الدين بالضرورة) وطعن صراحة في صحتها ومصداقيتها(إعجاز القرآن، نبوة محمد، التوحيد، العدل اللاهوتي..)من جهة عقلية بيانية ملتزمة بشروط الخطاب وحدود اللغة، دون الاحتماء بدوائر فلسلفية صوفية عرفانية، أو إشراقية كانت لها شرعيتها وسلطتها من خلال تنظيرات مؤسسيها المبنية على التوفيق بين الحكمة والشريعة (العقل والنقل).

وبهذا فهو وإن كان بادئ أمره معتزليا متأولا داخل المنظومة البيانية، ومتكلما إسلاميا يخوض فيما يخوض فيه أرباب المقالات الاسلاميين، فإنه وبالتحديد بعد دراسته لكتب الفلسفة اليونانية والفارسية وتعمقه في علم الكلام تغير وانتقل من طور التصديق والإذعان الذي هو طور العامة من الناس، إلى طور الشك والتدرج في طبقاته، إذ أن العوام كما قرره الجاحظ في موضعه أقلُّ شكوكاً من الخواص، لأنَّهم لا يتوقَّفون في التصديق والتكذيب ولا يرتابون بأنفسهم، فليس عندهم إلاّ الإقدامُ على التَّصديق المجرّد، أو على التكذيب المجرد، وألغَوا الحال الثالثة من حال الشَّكّ.

فتحرر تماما من هيمنة الرؤية البيانية وتقعيداتها على مستوى مضمون الخطاب الديني(قرآنا وسنة) وحدد لنفسه مسلكا عسيرا، ومقتحما خطيرا، يتطلب الكثير من الشجاعة والإقدام، بقدر ما يتطلب رؤية واضحة ونفسا طويلا، وعلما بمدافن الأدلة وأدوات الاحتجاج، وأسرار اللغة وأساليب العرب في كلامهم.

من المسائل الجوهرية التي طرقها ابن الراوندي وألبت عليها أرباب الفرق الاسلامية على اختلاف مشاربهم، وجعلتهم يجمعون على وضعه في خانة كبار منظري ((الالحاد والزندقة)) في القرن الثالث الهجري طعنه على القرآن، ثم طعنه في النبوة المحمدية ومستتبعاتها. وتجب الاشارة هنا إلى أن هؤلاء العلماء خصوصا البيانيين منهم(أصوليون فقهاء محدثون..) كانوا يطلقون لفظتي الالحاد والزندقة(هذه الأخيرة فارسية معربة) على كل أصحاب الفكر الحر الذين تبين لهم بالدليل العقلي فساد الرسالة المحمدية من جهاتها المعتمدة وأصولها المقررة(القرآن السنة الاجماع) وبالتالي لم يقروا للقرآن بإعجاز، أو خرق عادة، ولا لمحمد بالنبوة والوحي.

قلت إن ابن الراوندي تحلى بشجاعة وإقدام لأنه جاهر بالاعتراض ليس فقط على القرآن بدحض مزاعم الإعجاز فيه، وتبيين مواطن التناقض والاختلاف في النص القرآني، وعلى الرسالة المحمدية بكونها بشرية المصدر، وإنما أيضا على الذات اللاهوتية باعتبار أفعالها وخصائصها و مخالفة عقيدة القضاء والقدر لمبادئ الرحمة والعدل والسماحة،، وغني عن البيان أن آراء مثل هذه خاصة في عصر متقدم من الاسلام، قريب العهد بالدعوة(القرن الثالث الهجري) حيث المد الديني في أوجه، وأعمال التدوين قائمة على ساق وحركة الفتوحات وتسيير الجيوش على أشدها كانت تقود صاحبها حتما إلى الاعدام أو الى السجن المؤبد في أقل أحوالها.وكان القتل والصلب، بل والتمثيل والتنكيل بسبب الاعتقاد أمرا جاريا به العمل في دولة الخلافة الاسلامية منذ نشأتها، ولهذا استغرب واستعجب ابن عقيل كما في تاريخ الاسلام للذهبي كيف لم يقتل ابن الراوندي قال: (وقد صنف ((الدامغ)) فدمغ به القرآن، و((الزمردة)) يزري فيه على النبوات!! وكم قد قتل لص في غير نصاب ولا هتك حرز، وإنما سلم مدة وعاش، لأن الإيمان ما صفا في قلوب أكثر الخلق!! بل في القلوب شكوك وشبهات، وإلا فلما صدق إيمان بعض الصحابة قتل أباه.!!)

والحقيقة أننا لسنا على اطمئنان إلى الطريقة التي قضى بها ابن الراوندي مع ما شاع في التاريخ الإسلامي من تعقب الذين خلعوا ربقة الدين وثاروا على السائد والمعهود وإعدام كتبهم، واجتثاث آثارهم، وتشويه علومهم وسيرهم- فالمصادر التاريخية شحيحة غاية الشح في سيرة هذا الفيلسوف الملهم، و يتميز كل ما طالعناه منها بتعتيم كبير حول حياته ومماته، خصوصا وأن الذين عرفوا به وأرخوا له، كانوا في معظمهم متحاملين عليه، قاسين في العبارة، شديدين في اللفظ، لا نستثني منهم إلا ابن خلكان في وفايات الأعيان الذي وصفه ب:( العالم المشهور؛ له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتاباً، منها كتاب التاج و كتاب الزمردة وكتاب القضيب وغير ذلك. وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم).

ما عدى هذا المصدر فإن المصادر التاريخية الأخرى لم تشر إليه إلا عرضا من باب التسخيف والتسفيه، بعبارة ناقصة، وألفاظ بديئة، وتوصيفات باردة، لا تليق أن تصدر عن مؤرخين وسيلتهم الأساسية في التاريخ والترجمة هي الحياد الموضوعي لا إطلاق القلم باللعن والتكفير ولذلك فإطلاق لفظة مؤرخين عليهم هو من باب التجوز والا فهم إخباريون بالمعنى السطحي البسيط.

أما موته فمنهم من يقول مات مصلوبا على يد السلطان ومنهم( كالصفدي في الوافي بالوفيات وغيره) من يزعم أنه لجأ الى عالم من أهل الكتاب هو أبو عيسى الأهوازي فاحتمى به من جور الفقهاء، وجهالة الدهماء.
أضف إلى هذا أن من بين مائة وأربعة عشر١١٤ مصنفا منسوبا إلى ابن الراوندي كما ذكر ابن خلكان وغيره فإن ما وصلنا منها لا يتعدى ثلاث صفحات!! هي التي عرضها ابن الجوزي في ((المنتظم)) كدليل على انحراف ابن الراوندي وأيضا ليستعرض ابن الجوزي عضلاته الحنبلية، في رد تلك الاعتراضات، بردود متهافتة وأجوبة باردة متكلفة حشاها هذرا وسلاطة، ليست إلا كما قالت الكاهنة: أف وتف.

وقبل أن أنقل ما وصلنا من كلامه واعتراضاته على العقيدة الاسلامية مما أورد طرفا منه ابن الجوزي في ((المنتظم)) فإني أريد أن أضع بين يديكم ثبتا لما عثرت به من أسماء بعض كتبه التي ذكرها المؤرخون مع تعريف الصفدي بمواضيع هذه الكتب في كتابه الوافي:

-كتاب التاج: يحتج فيه لقدم العالم

-كتاب الزمردة: يحتج فيه على الرسل وإبطال الرسالة وإنّما سمّاه بالزمردة كما يقول في مقدمته :لأن من خاصة الزمرد أن الحيّات إذا نظرت إليه ذابت أعينها فكذلك هذا الكتاب إذا طالعه الخصم ذاب. وهذا الكتاب يشتمل على إبطال الشريعة والإزراء على النبوّات؛ فمما قال فيه : إنا نجد من كلام أكثم بن صيفي شيئاً أحسن من "إنّا أعطيناك الكوثر" وإن الأنبياء كانوا يستعبدون الناس بالطلاسم. وقال: قوله(أي النبي) لعمار (تقتلك الفئة الباغية)، كل المنجمين يقولون مثل هذا

- كتاب نعت الحكمة: يسفّه الله في تكليف خلقه ما لا يطيقون من أمره ونهيه

- كتاب الدامغ للقرآن: يطعن فيه على نظم القرآن وقال إن فيه لحناً(فساد من جهة النحو). وتذكر بعض المصادر أن العالم الرياضي، والفيلسوف المتكلم الدرويش الموصلي ((توفي سنة ١١٣٢)) والذي يعده بعض الباحثين مؤسس أول كلية هندسية في بلاد العرب، اتهم باحتفاظه بنسخة لكتاب الدامغ هذا، يقول الجبرتي في ((عجائب الآثار)) في ترجمة الدرويش: أن هذا الأخير لما مات قال بعضهم مات رئيس الملحدين وآخر يقول انهدم ركن الزندقة، ونسبوا إليه أن عنده الكتاب الذي ألفه ابن الراوندي.. وسماه دافع القرآن وأنه كان يقرؤه ويعتقد به.

-كتاب قضيب الذهب: الذي يثبت فيه أن علم الله تعالى بالأشياء محدث، وأنه كان غير عالم حتى خلق خلقه وأحدث لنفسه علماً.

-كتاب الفريد : في الطعن على النبي محمد، وذكر أبو هاشم الجبّائي أن الراوندي قال في كتاب الفريد: إن المسلمين احتجوا للنبوة بكتابهم القرآن الذي أتى به النبي محمد بأنه معجز لن يأتي أحد بمثله ولم يقدر أحد أن يعارضه. فقال: غلطتم وغلبت العصبية على قلوبكم فإن مدعياً لو ادّعى أن (إقليدس) لو ادّعى أن كتابه لا يأتي أحد بمثله لكان صادقاً، وأن الخلق قد عجزوا عن أن يأتوا بمثله، أفإقليدس كان نبياً؟ وكذلك (بطلميوس) في أشياء جمعها في الفلسفة لم يأت أحد بمثلها، يعني فأي فضيلة للقرآن.؟

-كتاب المرجان.

-كتاب اللؤلؤة: في تناهي الحركات

-كتاب إمامة المفضول

فهذه تسعة عنواين من أصل مائة وأربعة عشر تسربت إلينا من تاريخ هذا الفيلسوف، ومن باب لم يحسبوا أنهم تركوه مفتوحا، وشقوق دقيقة أمكنتنا من أخذ فكرة عن رجل فذ، ذو جراءة في الحق، وعلم غزير، وذكاء متوقد، وفكر حر مستنير، خاصة وأنه توفي ولم يجاوز بعد السادسة والثلاثين.

فإلى ما نقله ابن الجوزي في ((المنتظم)) من كتاب ((الدامغ للقرآن)) غير ملتفت لتعقيبات ابن الجوزي عليه لما فيها من لعن وسب وسوء أدب مع هذا المفكر القدير يقول ابن الراوندي:

-(من ليس عنده من الدواء إلا القتل(يقصد الله)، فِعل العَدو الحَنِقِ الغَضوب، فما حاجته إلى كتاب ورسول ؟)

-(ووجدناه يزعم أنه يعلم الغيب، فيقول: "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" ثم يقول: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم".)

-وقال (في قوله: "إن كيد الشيطان كان ضعيفاً" أي ضعف له، وقد أخرج آدم وأزل خلقاً)

-وقال: (من لم يقم بحساب ستة تكلم بها في الجملة فلما صار إلى التفاريق وجدناه قد غلط فيها باثنين وهو قوله: "خلق الأرض في يومين"، ثم قال: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام" ثم قال: "فقضاهن سبع سموات في يومين").

-وقال: (في قوله: "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى" وقد جاع وعري)

-وقال (في قوله: "وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه" ثم قال: "وربك الغفور ذو الرحمة" فأعظم الخطوب ذكره الرحمة مضموماً إلى إهلاكهم)

-قال: (ونراه يفتخر بالمكر والخداع).

-وقال: (من فاحش ظلمه قوله: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها" فعذب جلوداً لم تعصه).

-قال: (وقوله: "لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" وإنما يكره السؤال رديء السلعة لئلا تقع عليه عين التاجر فيفتضح).

-(ولما وصف الجنة، قال: "فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه" وهو الحليب، ولا يكاد يشتهيه إلا الجياع، وذكر العسل ولا يطلب صرفاً، والزنجبيل وليس من لذيذ الأشربة، والسندس يفرش ولا يلبس، وكذلك الاستبرق وهو الغليظ من الديباج، قال: ومن تخايل أنه في الجنة يلبس هذا الغليظ ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس النبط)

-وقال: (إنما أهلك ثموداً لأجل ناقة، وما قدر ناقة ؟ )

-قال: (وقال: "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، ثم قال: "لا يهدي من هو مسرف كذاب")

-قال: (ووجدناه يفتخر بالفتنة التي ألقاها بينهم كقوله: "ولقد فتنا بعضهم ببعض" "ولقد فتنا الذين من قبلهم"، ثم أوجب للذين فتنوا المؤمنين عذاب الأبد ).

-وقال: (وقوله: "وله أسلم من في السموات والأرض" خبر محال، لأنه ليس كل الناس مسلمين، وكذلك قوله: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده" وقوله: "وللّه يسجد ما في السموات وما في الأرض").


هذا كل ما أبقى عليه التعصب الديني من آثار هذا الفيلسوف. وإن القوانين الدينية التي تلجم الأفواه وتحطم الأقلام تهدم نفسها بنفسها لأنه لن يلبث الناس أمدا طويلا على احترامهم للقوانين والأحكام التي لا تجيز لهم أن ينقدوا، وإن السلاسل المقدسة وإن كانت مصنوعة من الذهب فهي سلاسل مزعجة ومتعبة كأختها المصنوعة من الحديد سواء بسواء.

وابن الراوندي مقاتل هصور تجرد لفكرته، وجعلها رداءه وكفنه، فكان أشجع من المعري، وأصرح من التوحيدي، فالأول كان يصانع الدهماء فتارة يُقدِم، وتارة يحجم، وهو الذي عارض القرآن بكتابه ((الفصول والغايات))(وصلنا منه ربعه) وحين قيل له أين هذا من القرآن؟ قال عبارته السائرة: لم تصقله المحاريب اربعمائة سنة.

أما أبوحيان التوحيدي فكان يدفن آراءه وراء ألفاظه بالاشارة والتعريض، ويخفي المعنى الشريف في نقد عقائد الاسلام وتوغلاته، فلا يطلع عليه إلا حاذق عارف بالعلوم، فطن إلى مخابئ النكت في بيانه، ولا نلومهم في ذلك فقد كانوا مكرهين على سلوك طرق جانبية إيثارا للسلامة، في مجتمعات إن عاشروها بالعلم والمصارحة، كافأتهم بالغدر والملاعنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فالتبقى رسالة بن الراوندي حية فينا
نور الحرية ( 2011 / 8 / 23 - 12:55 )
وانا اقرا هذه المقالة الرائعة تملكني الاحساس بالاسى على هذا العالم الفذ بن الراوندي وقدرت ما لقيه من ظلم وعنت من قومه الجهلاء وشعرت بنفسي عند شعوري به وزادت قناعتي بان الجهل والخوف هما دعائم هذا الدين .وصدق المعري في قوله اثنان اهل الارض ذو عقل بلادين واخر دين لاعقل له


2 - يا للعقل ما اوسعه حكمة بالغة فما تغني النذر
نجمة حرب ( 2012 / 8 / 23 - 09:30 )
تنطوي الحقائق على وجهين اثنين واكثر كما ينطوي الكون على القوانين التي لا احصر لها لذلك فان ما يختص بالملاحدة من براهين تدلل على وجهات نظرهم يكون هناك مثلها من ادلة يقينينة بحسب الايمان ما يدلل على صحة وجود الله وعلى النقيض من الطرف الراوندي ورفقائه فالله يدل على نفسه والشيطان ذلك الند القوي المختلس يقول لا وكلا الامرين حقيقيان صورة ومعنى في تنوعات النفس البشرية ورؤاها ان النظريات التي من شانها الايضاح والشرح والبرهنة لا تفي بكل اغراض الفس البشرية الباحثة بتلهف عن ذاتها وسعادنها وراحتها.....واتباعها كافة السبل والطرق لادراكها ... ليس لشئ بل لان كل شيئ يمكن تصوره هو موجود واكثر فما الذي يمكن ان يكون واحد وقاطع ونهائي ؟


3 - يا للعقل ما اوسعه حكمة بالغة فما تغني النذر
نجمة حرب ( 2012 / 8 / 23 - 09:32 )
تنطوي الحقائق على وجهين اثنين واكثر كما ينطوي الكون على القوانين التي لا احصر لها لذلك فان ما يختص بالملاحدة من براهين تدلل على وجهات نظرهم يكون هناك مثلها من ادلة يقينينة بحسب الايمان ما يدلل على صحة وجود الله وعلى النقيض من الطرف الراوندي ورفقائه فالله يدل على نفسه والشيطان ذلك الند القوي المختلس يقول لا وكلا الامرين حقيقيان صورة ومعنى في تنوعات النفس البشرية ورؤاها ان النظريات التي من شانها الايضاح والشرح والبرهنة لا تفي بكل اغراض الفس البشرية الباحثة بتلهف عن ذاتها وسعادنها وراحتها.....واتباعها كافة السبل والطرق لادراكها ... ليس لشئ بل لان كل شيئ يمكن تصوره هو موجود واكثر فما الذي يمكن ان يكون واحد وقاطع ونهائي ؟


4 - وما يكفر بها إلا الفاسقون
ت. ع ( 2017 / 6 / 18 - 13:22 )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون - التوبة، 32
التفسير الميسر: يريد الكفار بتكذيبهم أن يبطلوا دين الإسلام، ويبطلوا حجج الله وبراهينه على توحيده الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويأبى الله إلا أن يتم دينه ويظهره، ويعلي كلمته، ولو كره ذلك الجاحدون.
أمن المدنية أن تستهزئوا بدين الله الصحيح؟
أسأل الله العظيم أن ينتقم منكم ويريح الأرض من شركم... إنه على كل شيء قدير.


5 - تعصب غريب
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 5 / 2 - 02:32 )
يقال ان ابن الراوندي
كان يكتب الكتب اليهودية للطعن بالمسيحية والكتب المسيحية للطعن باليهودية
ويقال ايضا انه مات شيعيا
والشيعة مسلمون
ويقال انه كذب على الجاحظ فنسب اليه ما لم يقله
طبعا كل ما ذكرناه الا طبعا موته شيعيا فالانسان حر باي عقيدة يريد ان يموت
هي امور لاي يفعلها شخص صالح
ولكن للمحلدين رأي اخر


6 - الفضل لمن كشف عن هذه الصفحات ولو بلعن صاحبها
منحدر من اليمن ( 2023 / 1 / 29 - 17:01 )
لم تلتزم الموضوعية في نقل تلك الأقوال المنسوبة لابن الرواندي ،بفضل ذلك الشخص الذي علق عليها بطريقته المعروفة في ذلك الوقت تمكنا من معرفة بعض آرائه ،ولكن أنت الكاتب المتحسر على النقد الموضوعي حذفت ردود من نقل تلك النصوص النادرة ،ربما لو عرضها بحياد دون أن يظهر ضلال صاحبها لانهم هو أيضا بنشر الزندقة والإلحاد.
أضف إلى هذا عدم ذكر ظروف تقلب هذا الكاتب في تغيير مذهبه حسب المال والحاجة ،من معتزلي إلى شيعي ثم إلى ملحد تحت حماية اليهودي عيسى الأهوازي
بالخلاصة هذا المسلم المتعصب الذي عرض جزءا من أفكار الوان ي وهو يرد عليها بالطريقة المعتادة في ذلك العصر أجرأ من اليهودي الذي آواه ولم يكشف شيئًا مما كان يدونه وهو لاجئ عنده

اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا