الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازهار المجتمع المدني

عدنان شيرخان

2011 / 8 / 23
المجتمع المدني


تتشابه الانظمة الشمولية في منطقتنا في الخصائص الرئيسة والتي تكّون جوهر وعصب وجودها الى حد التطابق، فاضافة الى كونها انظمة دموية منحطة لا تقيم اي اعتبار لكرامة وحرية وحقوق المواطنين، تحمل تلك الانظمة نظرة استهزاء واستخفاف بمقدرات الشعوب المسحوقة التي تدعي ظلما انها ( تقودها) نحو الذرى والمجد والعلياء.

تلك الانظمة المقبور منها والذي لا يزال يعالج سكرات الموت حاولت جاهدة الافلات من حتمية تأثر مجتمعاتها بمد الفكر الديمقراطي والمجتمع المدني منذ نحو عقدين. اسرعت في محاولة بائسة لذر الرماد في العيون بانشاء منظمات ترتبط مباشرة بالاحزاب الحاكمة وجمعيات خيرية، قدمتها الى انها منظمات مجتمع مدني فاعلة لا تقل شأنا عن ما في الدول الديمقراطية العريقة.

حقيقة الامر ان دولة النظام الشمولي دولة شديدة المركزية، تحصر جميع القرارات بيد رئيس النظام والمقربين منه، لا تقبل المراقبة والنقد بابسط اشكاله، تتداخل السلطتان التنفيذية والتشريعية مع سلطة قضائية مغلوبة على امرها.

لطالما نظرت الانظمة الشمولية الى منظمات المجتمع المدني كعدو مبين يحاول إلغاء وجود الدولة ليحل محلها، وعدت الضغوط التي تمارسها منظمات المجتمع المدني واجهة لتدخل اجنبي مريب في شؤون البلاد. وحركت تلك الانظمة كتاباً مأجورين لتشويه صورة وعمل منظمات المجتمع المدني بانها افكار جاءتنا من (وراء الحدود)، وان فكرا ودوافع صهيونية وغربية تقف وراء الترويج لها. او على احسن الاحوال انها حركات مدنية وليدة بيئتها الغربية وانها غير صالحة للتطبيق في المجتمعات العربية. آخرون حصروا مجال العمل المدني بالعمل الخيري الذي يبرز فكرة التكافل الاجتماعي وعمل النقابات المسيسة والمجيرة لاحزاب السلطة، والجمعيات والمنتديات الثقافية.

فكر المجتمع المدني لم يدع يوما الى الغاء الدولة، وناشطو المجتمع المدني ليسوا بطالبي حكم، انهم شركاء فاعلون في الحياة العامة بشتى مناحيها ومنها طبعا السياسية. الفكر المدني يدعو في احد جوانبه الى استخدام الضغوط السلمية المدنية ( كالتظاهرات، الاحتجاجات، الاعتصامات والممانعة) على صناع القرار للاستجابة الى مطالب قطاعات عريضة من المجتمع كالنساء والاطفال وحقوق الانسان بشكل عام.

الذي يقض مضاجع الانظمة الشمولية التي تصارع للبقاء ان بذور الافكار المدنية التي استهزأ بها قبل نحو عقدين قد اورقت وازهرت في (الربيع العربي)، وكانت ضمن اهم الجماعات التي وقفت وراء سقوط انظمة يقودها عتاة، ومثلما رفع شعار (الشعب يريد اسقاط النظام)، رفع شعار (لا ديمقراطية بدون المجتمع المدني).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذيرات أممية من حظر إسرائيل وكالة الأونروا.. ما التفاصيل؟


.. الأمم المتحدة: نصف مليون لبناني وسوري عبروا الحدود نحو سوريا




.. مستوطنون حريديم يتظاهرون أمام مقر التجنيد قرب -تل أبيب- رفضا


.. مسؤولة الاتصال في اليونيسف بغزة: المستشفيات تعاني في رعاية ا




.. الأمم المتحدة: أكثر من مليون نازح في لبنان