الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة العنف الشيطانية تبدأ بالتكفير

عمرو اسماعيل

2004 / 11 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب كاتبنا الكبير عبد الرحمن الراشد مقالة في الشرق الاوسط معلقا علي اللغط الذي حدث في قضية ابن الشيخ سلمان العودة احد الموقعين علي الفتوي التي تحض علي الجهاد في العراق ورغم تراجع الشيخ سلمان ورفاقه ليس عن الفتوي ولكن محتواها وادعاء ان الفتوي خاصة بالشعب العراقي وانهم ضد ذهاب الشباب السعودي علي وجه التحديد للجهاد هناك وهو تراجع واضح تهافته كما هو واضح في قصة الشيخ سلمان عندما تغلب داخله شعور الاب علي اي قناعات او فتاوي .. ولكن كاتبنا الكبير اضطر كعادتنا الي التوريه ليقول رأيه ويوصل رسالته التي فهمها الجميع
.. وله اوجه رسالتي هذه له وهو ليس فقط كاتبا متنورا بل اصبح مسئولا عن محطة اعلامية خطيرة لها دور مهم في تشكيل العقول والمفاهيم .. وأعتقد ان كاتبنا الكبير يوافقني أن الصدق والمصداقية هما اساس اي اعلام حر وصادق .. ولذا أقول له عليك مسئولية كبيرة يا استاذ عبد الرحمن ..
ولذا آن الاوان أن نقلها بصراحة واتمني ان يصل رأيي هذا الي الشرق الاوسط وقناة العربية التي يرأسها الاستاذ عبد الرحمن الراشد ..أن الفكر الديني التكفيري وخاصة الذي يدعي انه جهادي هو السبب الرئيسي للعنف الذي اصبح آفة مجتمعاتنا ,,فالتكفير هو بداية السلسلة الشيطانية التي تنتهي بالقتل وسفك الدماء البريئة بدون حتي تأنيب الضمير علي اساس انه عمل يرضي عنه الله .. معاذ الله .. ان هذا الفكر جعل التهمة الباطلة التي تربط الاسلام بالارهاب هي تهمة للأسف صعب تفنيدها .
.. وهنا يأتي دور الحكومات واولي الامر في كبح جماح الفتاوي الدينية التي تحرض علي العنف تحت اي مسمي و اصدار قوانين واضحة تجرم التحريض علي العنف وتعاقب عليه .. بدون هذا الموقف الحاسم مع التأكيد في نفس الوقت علي سماحة الاسلام وتأكيده علي حرية الاختيار وحتي الاختلاف .. فسنعاني من الآثار المدمرة لمثل الفتوي التي شارك فيها الشيخ سلمان عودة .. نجح هو باتصالاته في انقاذ ابنه .. بينما فقد أباء آخرين ابناءهم بسببه ولا أدري كيف يستطيع هذا الرجل النوم .. ولا ادري كيف يمكن ان يصدقه انسان بعد اليوم ..
وهنا يأتي دور الاعلام الحر في ضرورة تحري قول الحقيقة و من مصادرها وقناة العربية والمسئولين في السعودية بالتأكيد يعلمون الحقيقة فان كانت مثلما ادعي الشيخ سلمان العودة فيجب تأكيد كلامه من خلال تصريح رسمي و ليس من خلاله هو وان كانت غبر ذلك كما يؤكد الكثيرون فكان يجب قول الحقيقة ليتسني لأباء الشباب الذين فقدوا حياتهم بسببه مقاضاته.
ومقال كاتبنا الكبير للأسف لا يصب في مصلحة الحقيقة والشفافية الاعلامية بل يفتح الباب لجميع الاحتمالات ويجعل مروجي فتاوي الارهاب يهربون بفعلتهم رغم انعدام مصداقيتهم فهم يشجعون ابناء الآخرين علي الذهاب الي الموت المحتوم وممارسة العنف بينما يمنعون ابناءهم ويستمتعون برغد العيش في قصورهم مع كل رفاهية أمريكا التي يحرضون عليها .. مثلهم في ذلك مثل الكتاب القوميين الحنجوريين من اتباع صدام الذين يشجعون ويهللون للعمليات الانتحارية بينما يستمتعون برغد الحياة ومتعها في لندن وعواصم أوروبا .
لقد آن الاوان لمنع اي فكر ديني يستسهل اصدار فتاوي التكفير والتحريض العنف لان هذا الفكر هو في الحقيقة المسئول عن كل العنف الهمجي الذي تعاني منه بلادنا منذ اكثر من ثلاثة عقود .. وهو بداية سلسلة العنف والقتل الشيطانية التي تدمر مجتمعاتنا .. أن الله أمرنا بالقتال في سبيل الله دفاعا عن الارض والعرض والدين وليس القتل في سبيل شهرة بعض الفقهاء والشيوخ او في سبيل اطماع سياسية ودنيوية .. وهناك فرق كبير بين القتال والقتل .. القتال له شروط وقواعد أخلاقية .. أما القتل الهمجي العشوائي فهو عمل أجرامي مهما كانت الراية التي يرفعها القاتل ويحتمي خلفها .. ان القاتل يقتل بيدية ولكن المجرم الحقيقي هو من يعطيه شرعية ومبرر ديني لهذا القتل الخسيس الذي يطال اطفالا ونساءا ومدنيين ليس لهم أي ذنب وليس لهم اي علاقة بالقضية التي يتم التقاتل عليها .
أن قصة ابن الشيخ سلمان عودة كانت فرصة للحكومة السعودية وجميع وسائل الاعلام الحرة لفضح فقهاء العنف والتكفير وعدم مصداقيتهم .. ولكن لاسباب غير مفهومة اضاع الجميع هذه الفرصة وضاعت الحقيقة في مقالات تستخدم اسلوب التورية وليس الاسلوب المباشر الواضح .
ان الكرة الآن في ملعب الحكومات و أولي الامر والاعلام الحر المسئول .. أما فضح الفكر الديني التكفيري الذي لا يقبل اي فكر آخر ويبدأ سلسلة العنف الشيطانية التي تبدأ بالتكفير .. فاستحلال الدم .. فالقتل بدم بارد يفعله صاحبه متخبلا انه يرضي الله بفعلته الشنيعة التي قد يكون من ضحاياها طفل بريء مثلما حدث في المحيا في الرياض ومثلما يحدث يوميا في العراق .. واما تحمل النتائج الوخيمة التي ستنتج عن تفشي هذه الظاهرة التي تستغل قضيتا العراق و فلسطين لنشر مثل هذه الافكار فتضيع حقوقنا وقضايانا العادلة مثلما ضاعت من قبل بسبب الفكر القومي الحنجوري الذي قاتل العالم كله بالشعارات والخطب النارية الثورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟