الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الإسلامي و تحديات العولمة

ربيعة العربي

2011 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعددت المقاربات التي تناولت ظاهرة العولمة و تعددت وجهات النظر بخصوصها ، و قد ارتبط النقاش حول هذه الظاهرة بطرح جملة من الإشكالات الأساسية المتعالقة معها، من قبيل العولمة و الخصوصيات الثقافية و العولمة و صراع الحضارات و العولمة و الحداثة و غيرها من الإشكالات التي تشير إلى أهمية هذه الظاهرة و إلى امتداداتها المتشعبة و تأثيراتها المتجذرة في كل المجالات. إن العولمة حقيقة تميز العالم المعاصر و تفرض نسقا من القيم شاملا و موحدا يحدد سلوك الافراد و الجماعات و إدارة المجتمعات و أشكال المؤسسات الاقتصادية و السياسية و ينمط أساليب الإنتاج و الاستهلاك ، و ذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى خلق قيمها الأخلاقية و إعطائها طابعا كليا و فرض النمط الاستهلاكي الغربي على شعوب العالم بشكل عام و على العالم الإسلامي بشكل خاص ، و ما يتضمنه هذا الفرض من إقصاء للآخر و تهميش لخصوصياته الدينية و الثقافية و الحضارية و ما لذلك من آثار مباشرة ليس فقط على المجال الاقتصادي و لكن على مختلف مجالات الحياة و الثقافة و التربية و المعرفة و التواصل و العلوم و التكنولوجيا،لذلك من الطبيعي أن يطرح إشكال العولمة في علاقته بالإسلام ، بالنظر إلى التأثيرات التي يمكن أن نلمسها في جميع مناحي الحياة في العالم الإسلامي.
سنقف في هذه الورقة عند مناقشة مختلف التحديدات التي قدمت للعولمة و محاولة رسم المعالم المحددة لها ، لننتقل بعد ذلك إلى رصد مختلف التعالقات التي نقيمها مع الإسلام و محاورة الإشكالات التي تطرحها هذه التعالقات . يؤطر هذه الإشكالات تصور أساسي يسعى في فهم البنية الداخلية للعولمة و التحديات التي تفرضها و أشكال تفاعلها مع الثوابت الدينية و الخصوصيات الحضارية و الثقافية للعالم الإسلامي.
1- ماهية العولمة
1-2- إشكال التحديد:
تعود بداية استخدام مفهوم العولمة globalisation - كما أشار إلى ذلك محمد عبد القادر حاتم(2005)- إلى السبعينات من القرن العشرين ، غير أنه مع بداية التسعينات سيتواتر الحديث عن مميزات العولمة و تأثيراتها خاصة مع انهيار الاتحاد السوفياتي و ما رافقه من بروز نظام عالمي جديد.
لا نزعم أننا في هذه الورقة سنقدم تحديدا جامعا مانعا لمفهوم العولمة ، فالمفهوم متشعب و تحديداته كثيرة و مختلفة باختلاف وجهات النظر المنطلق منها، فحينما يثار هذا المفهوم فهو لا يعني الدلالة نفسها بالنسبة لكل الباحثين ، إذ يحيل عند البعض على الإجراءات الشاملة و التطورات المتسارعة في تقنيات التواصل و المعلومة (كيدن 1990 ، 64) بينما يحيل عند البعض الآخر على تبادل الناس و الخبرات عبر العالم (أكبار 1994) و بالتالي يتم ربطه بعملية العصرنة و التبعية المتبادلة بين مختلف البلدان .تشمل هذه التبعية المتبادلة جميع الميادين بما فيها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و القيمية و غيرها.
إن الاختلاف في وجهات النظر تجعل من الصعب الحديث عن تعريف دقيق للعولمة لا سيما و أنها ذات تعالقات عديدة في الآن نفسه ، فهي مرتبطة بسلسلة من الظواهر الاقتصادية و التكنولوجية و الايديولوجية و الثقافية ، كما أنها مرتبطة بظواهر علائقية متنوعة تؤثر على أشكال الاستهلاك و أنماط القيم و العادات و السلوكيات (محمد عبد القادر حاتم 2005).إجمالا يمكن القول إن الخاصية المميزة لهذه الظاهرة هي أنها ليست معطى ثابتا و إنما هي سيرورة موسومة بأبعاد متنوعة يتكاثف فيها البعد الاقتصادي مع البعد الثقافي و السياسي و الاجتماعي و المعلوماتي ، و ذلك في إطار منظومة متناسقة و متفاعلة حيث تغيب الحدود و تتوحد أشكال الإنتاج و الاستهلاك الرأسماليين و تهيمن شبكة الانترنيت و يتكاثف التواصل بين المجتمعات ، و لعل هذه الخاصية هي التي قادت إلى اعتبار العالم مستودع تسويقي تعرض فيه الافكار و المنتجات في كل مكان و في نفس الوقت ، فالتسويق لا يقتصر إذن على السلع و الخدمات و الأموال و البشر و إنما يتجاوز ذلك إلى مستوى المعلومات و الأفكار و الأعراف و الممارسات السلوكية و الأنماط الثقافية ( محمد عبد القادر حاتم 2005).
إن ظاهرة العولمة لها امتدادات تاريخية ، فهي مرتبطة بمحطات مهمة نجملها تبعا لروبرتسن (1990 : 26 - 27) فيما يلي:
- اكتشاف أمريكا سنة 1492.
- نهاية الحرب العالمية الأولى.
- تطور الملاحة الجوية.
- تأسيس الأمم المتحدة.
- انهيار حائط برلين.
- اختراع الانترنيت.
تشكل هذه الامتدادات أهم المحطات التاريخية التي شكلت المعمارية المحددة للعولمة بكل ما تحمله من سمات.
1 - 2 - سمات العولمة
لا يمكن أن نقيم تقابلا بين خصوصيات الإسلام و العولمة إلا باستحضار السمات المحددة للعولمة. تتلخص أهم هذه السمات فيما أورده محمد حسنين هيكل (1995) كالتالي:
- رأسمال يتحرك بدون قيود.
- بشر يتنقلون بغير حدود.
- معلومات تتدفق بدون سدود.
تعد هذه السمات قوانين ترتبط بما عبر عنه محمد حسنين هيكل (1990 : 50) بقوله:
" بيروقراطية عالمية ليست لها هوية أو جنسية أو خرائط و ليست مثقلة بولاءات وطنية أو عقائدية أو اجتماعية ،و ليست محملة بمسئولية اتجاه أمة أو دولة أو جنس أو دين."
و قد فرع هذه البيروقراطية إلى :
- بيروقراطية إدارية عابرة للقارات.
- بيروقراطية عسكرية تعمل على إنتاج أسلحة متطورة لاستعمالها في مناطق محددة من العالم.
- بيروقراطية دولية ترسم سياسة عالمية بتوجيهات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة و المنظمات العاملة في أوروبا.
- بيروقراطية إعلامية تتحكم في كم و كيف المعلومات و اتجاهات تحركها، كما تتحكم في طبيعة المواد الإخبارية و الترفيهية التي تبثها القنوات الفضائية.
يمكن القول إن هذه البيروقراطية هي الأهم نظرا لدورها الخطير في توجيه الرأي العام ، فهي تمارس تأثيرا كبيرا على اهتمامات الناس و تطلعاتهم و أمزجتهم ، بل أكثر من ذلك كما يقول حسنين هيكل (1990 ، 51):
" إن لها القدرة على إعادة صياغة و تشكيل هذه الاهتمامات و الأمزجة ، و تكاد أصواتها و ألوانها أن تحل محل الثقافة و أن تعيد كتابة التاريخ."
بذلك تكون الإجراءات التي تؤدي إلى التبعية الشاملة و تنامي سرعة التبادل جزءا من معالمها التي تتسم بالتعدد و التنوع ، غير أنه يمكن حصرها في ثلاثة معاني متمايزة هي:
- معنى معلوماتي يشير إلى تحول نوعي في نمط التعامل مع المعلومة و خلق بدايات ما يسمى بالمعلومة ذات المسارات العليا information super highway . يتجلى هذا التحول في توسيع الوصول إلى المعطيات و تفعيل الانترنيت في إطار الخدمة الشاملة .
- معنى اقتصادي قوي مرتبط بالسوق العالمية ، و ما ينتج عنها من تبادلات اقتصادية عبر مسافات شاسعة تضم جميع مناطق العالم.
- مهنى احتوائي شمولي comprehensive يشير إلى تحول العالم إلى قرية صغيرة تتقلص في حدودها المسافات و تميل فيها الثقافة إلى التجانس ، و ذلك وفق حركية تفعلها أربع قوى اساسية يمكن حصرها في الدين و التكنولوجيا و الاقتصاد و الهيمنة.
تدل هذه المعاني على أننا لسنا أمام معطى ثابت و قابل لأن يشخص بكيفية سهلة ، و إنما نحن أمام سيرورة تتسم بحركة دينامية و متنامية ، كما تتسم بتفرعات متعددة و امتدادات كثيرة ، غير أنها سيرورة تحكمها رؤية محددة للعالم باعتباره عالما شكل وعيه بذاته بكل ما يستدعيه هذا الوعي من وسائل متضافرة ، نجمل أهمها كالآتي:
- شبكات اتصال عالمية رسمت معالم منظومة معلوماتية تتميز بسرعة التواصل و تدفق المعلومات و البيانات و تعدد مصادرها ، مما ساعد على ذلك التقدم الهائل في وسائل المواصلات و النقل و الاتصالات و الفضائيات و تقنيات المعلومات.
- انتشار المعلومات و زيادة تذويب الحدود بين الثقافات.
- توسيع شبكة الانترنيت و التسويق و الإشهار ، و بالتالي هيمنة اللغة التجارية و الاقتصادية و السياسية و إفراز مجموعة من السلبيات .
- خلق نسق من القيم العالمية.
كل هذه النتائج تجعلنا نتجه إلى الخلاصة التي صاغها جاك شيراك في خطابه المؤرخ ب 16 يوليوز 2001، حيث قال:
" ينبغي السيطرة على العولمة لأنها تنتج تباينات اجتماعية، فرغم أنها تشكل أداة في خدمة التقدم ، فإنها تمثل تهديدا جادا حقيقيا ينبغي التفكير فيه. يتمثل هذا التهديد في ثلاثة جوانب أساسية: تيسير الاقصاء الاجتماعي و تدعيم الجريمة الدولية و تهديد أنظمتنا الاقتصادية."
و هو التصور نفسه الذي يعبر عنه بلونديل (2004) الذي يلح على أنه ينبغي النظر إلى العولمة بالأخذ بعين الاعتبار لتناقضاتها، فإذا كانت تيسر التبادل العلمي و الثقافي فهي تسهل في الآن نفسه التنسيق بين المنظمات الإجرامية . تضعنا هذه التناقضات أمام ضرورة تقديم رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات التي مارستها مجمل التغيرات التي أحدثتها العولمة على العالم الإسلامي و سنهتم في هذه الورقة بالخصوص بالبعد الثقافي.
2- العولمة و البعد الثقافي
يرى بايلز و سميث (1997) أن انتهاء الحرب الباردة كان وراء إثارة مسألة الاختلافات الثقافية ، و ذلك في ظل العولمة التي أصبحت واقعا يعيشه التاريخ المعاصر، واقع يتحكم في مختلف مناحي الحياة. فإذا كانت المنظومة الاقتصادية هي التي تحكمت في طبيعة العلاقات التاريخية بين الدول في الماضي فإن المنظومة الثقافية تهيمن حاليا إلى جانب المنظومة الاقتصادية في التأثير الحاسم على بناء صيغ هذه العلاقات.لذلك نلاحظ اليوم أن هذه المنظومة الثقافية قد تحولت إلى بؤرة اهتمام في ظل إجراء العولمة(روبرتسن 1987: 24) . صحيح أن التيارات الثقافية غير منفصلة عن الواقع الاقتصادي و السياسي الذي أنتجها، غير أن التسويق لهذه التيارات الثقافية هو سمة من سمات العولمة التي تتجه نحو عولمة الثقافة و تنميطها، و ذلك من خلال محاولة ترسيخ أنماط السلوك نفسها. تترجم هذا السعي رغبة الغرب في عولمة حضارته و تصميمه على نشر قيمه الثقافية، و لعل هذه الرغبة هي التي تدفعه إلى النظر إلى الإسلام بشكل جامد.إن توظيف تكنولوجيا الاتصال و القنوات الفضائية في المجال الإعلامي أدى إلى اختراق كل المجتمعات و التأثير في أنساقها الاجتماعية و القيمية ، حيث فاقت في تأثيرها الوسائل الإعلامية التقليدية كالصحف و المجلات و أجهزة التلفزيون ، فإذا أخذنا مثلا الخطاب الإشهاري فسنلاحظ أنه يهيئ مناخا لتعميم نمط سلوكي محدد ، لا أدل على ذلك من نجاح الشركات الأمريكية في تسويق أسلوب معين في الملبس( جينز و كاجوال) و في المأكل ( كنتاكي و ماكدونالز) و في المشروب(كوكاكولا) و ما يتضمنه هذا الترويج من ايحاء بأنه يحمل رسالة ثقافية واحدة يحاول أن يخلق لها سوقا عالمية . إن الخطاب الإشهاري يعبر عن الاتجاه إلى خلق نوع من التجانس الاستهلاكي في مختلف بقاع العالم . إن هذا التجانس في الاستهلاك هو في عمقه دعوة إلى التجانس في المعنى ، فالمنتجون يضمنون منتجاتهم معاني تخدم استراتيجية التسويق ، و هذا ما يمكن أن يجعل البعض يعتقد أن تجانس الثقافات في البلدان المختلفة أمر وارد و يربط هذا التجانس بهيمنة الثقافة الأمريكية بوصفها الموجهة للنمط الاستهلاكي.
إن الخطاب الإشهاري رغم أنه يمكن أن يؤول انطلاقا من منظورات متعددة ، بحكم أنه يتم تلقيه في أماكن مختلفة من العالم ، فإنه مع ذلك يبقى رسالة واحدة يتم تكييفها في المجتمعات بحسب قيمها المحلية و خصوصياتها الثقافية. غير أنه لابد من الإشارة إلى أن هذه القيم المحلية و تلك الخصوصيات الثقافية تتوحد في اتجاه إنتاج السلوك الاستهلاكي نفسه. هذا يعني أن العولمة ليس لها قدرة اقتصادية و سياسية وحسب بل لها أيضا قدرة ثقافية في المحيط العالمي : إنها القدرة على توحيد أنماط السلوك و من خلال ذلك القدرة على بناء النموذج الذهني الذي بواسطته يتم تمثل العالم.
في ضوء هذا التحليل يمكن اعتبار الهيمنة الثقافية وسيلة من وسائل الهيمنة الاقتصادية التي تيسر عملية إدماج المجتمعات في النظام الاقتصادي العالمي عبر إخضاع الثقافة بكل ما تشتمل عليه، لمنطق السوق و ميزان العرض و الطلب و من ثم سيطرة التجارة على الثقافة.
لتقريب هذه الصورة نحيل على أول دراسة علمية قامت بها منظمة اليونسكو حول الثقافات الوطنية في ظل العولمة ،و التي بينت أن دولا كثيرة قد شهدت تراجعا في ثقافتها و تراثها لصالح ثقافات دخيلة بفعل العولمة و سيطرة فكرة اقتصاد السوق، و هي الفكرة التي أكدها مؤتمر أوتارا الذي أشير فيه إلى أن الثقافة الأمريكية قد نجحت في اقتحام المجتمعات و إحداث تراجع في ثقافاتها وقيمها، كما أكدها أيضا مؤتمر ستوكهولم سنة 1988 الذي تم فيه التركيز على ما يلي:
- ربط الثقافة بالإبداع البشري و بالهوية بكل ما تحمله من تنوعات و خصوصيات.
- ربط هذه التنوعات و الخصوصيات بطبيعة المميزات و التجارب الإقليمية والمحلية.
- اعتبار التنوع أمر مشروع و التأكيد على ضرورة الحفاظ عليه.
و هي نقاط تفسر الاتجاه إلى عقد مؤتمرات بهدف تشكيل تحالف دولي لدعم الثقافات المحلية و التركيز على ضرورة احترام التعددية الثقافية، و هذا رد فعل طبيعي أسهم في إنعاش ولاءات محلية كثيرة و خلق حركات وطنية و عرقية و دينية، من ذلك ظهور تيار الأصولية سواء في المسيحية أو الإسلام، فقد ظهرت في العالم المسيحي في الستينات و السبعينات حركات شملت كل من المذهب البروتستنتي و الكاثوليكي لمعارضة المجموعات التي تنادي بخوصصة المعتقدات الدينية التي اعتبرها المحافظون تهديدا للعقيدة، خاصة بعد أن رفع شعار الحرية الجنسية (محمد عبدالقادر حاتم 2005) .أما في العالم الإسلامي فقد تنامى تيار الأصولية الذي يتسم بالانغلاق و التشدد و رفض كل ما يأتي من الغرب.
غير أنه يمكن القول إن العولمة لا ينبغي اعتبارها ظاهرة سلبية في عمومها، بل لها جوانب ايجابية تتمثل إحداها في كونها قد أدت إلى انبثاق ولاءات عالمية تتجاوز الحدود الإقليمية مثل حركات تحرر المرأة و الحركات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة و حقوق الغنسان و المحافظة على البيئة و غيرها.
خلاصة الأمر إن العولمة أسهمت في بلورة مجموعة مشتركة من القيم و الأذواق و أنماط السلوك ، كما أسهمت في الآن ذاته في طرح إشكالات بخصوص الهوية و الخصوصيات الثقافية بما تختزله من تراث وتاريخ و أعراف. هذه الخصوصيات تأثرت بأشكال مختلفة و متفاوتة بما تطرحه العولمة. و هذا يضعنا أمام إشكال أساسي نصوغه كالتالي: هل العالم اليوم يتجه نحو ثقافة عالمية غير مقيدة بسياق معين أو خصوصيات محددة؟
يتبع









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah