الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية داروين للتطور

بطرس بيو

2011 / 8 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان الإنسان البدائي ينسب القدرة الكلية و الشاملة لآلهته مما جعله يؤمن ان من الطبيعي ان يكونوا هؤلاء الآلهة المصدر الرئيسي للكون و لكافة المخلوقات. ثم عندما ظهرت الأديان السماوية أستعيضت تلك الآلهة بالله الواحد. و لم يطرأ أي شك على هذا المعتقد إلا حديثاً عندما أخذت المجتمعات المتحضرة تتأثر بالأفكار العلمية. فالمكتشفات الفلكية التي جاء بها كوبرنيكوس و غاليليو اطاحت بنظرية مركزية الكرة الأرضية. و نظرية التطور لداروين اطاحت بالمعتقد الذي كان سائداً (و لا يزال عند البعض) ان الإنمسان هو المخلوق المفضل عن باقي المخلوقات . بينما أظهرت نظرية التطور ان الاإنسان لا يفرق عن باقي المخلوقات إلا بدرجة تطور قواه العقلية. و رغم الإعتراضات المتعددة من البعض، و خاصة المتدينين منهم، اصبحت نظرية التطور لداروين معترف بها من قبل كافة العلماء و الباحثون. فالعادات و التقاليد المتوارثة من الآباء و الأجداد، و المعتقدات الدينية كانت مانعاً لتطور العلم

عندما تكونت الكرة الأرضية من كتلة منصهرة أو من تكاثف الأتربة الباردة قبل خمسة مليارات من السنين لم يكن هناك حياة على وجه الأرض. و يعتقد بعض العلماء ان جو الارض في حينه كان مكون من الهايدروجين و بخار الماء و الأمونيا و الميثين (بغياب الأوكسجين). و قد تم تمرير شحنة كهربائية و اشعة فوق البنفسجية في خليط كهذا في المختبر ونتج عنه كميات كبيرة من المركبات العضوية و احمضة دهنية و حوامض أمينية، التي هي مكونات البروتينات و التي منها كما يعتقد تكونت حجيرات حية، ثم تطورت هذه الحجيرات و كونت الاحياء على وجه البسيطة. و بعد حوالي مليارين و نصف المليار من العيش في الماء إنتقلت بعضها للعيش على الياسة قبل خمسمائة مليون سنة.

تستند نظرية التطور على ثلاث عوامل و هي الخيار الطبيعي و الوراثة و التغاير و الدليل غير المباشر على صحة نظرية التطور هوالتشابه في تركيب كافة الأحياء الامر الذي لا يمكن تفسيره إلا إذا كانت هذه الخواص المتشابهة موروثة من اصل واحد.

فإذا سلمنا أن الحمار و الحصان ينتمبان إلى نفس الفصيلة و قد حصل الإختلاف بينهما بسبب إنتكاس الحمارفي تطوره، و لكنهما ينحدران من اصل واحد،ا ينطبق هذاعلى القرد و الإنسان ايضاً.فالتركيب التشريحي لأنواع القرود الكبيرة مطابق للتركيب اتشريحي للإنسان، كذلك تركيب االدماغ، و هو اصغر بكثير في القرد عنه في الإنسان، و الجمجمة و الهيكل العظمي. كما ان كثير من عضلات الجسم تتشابه بين القرد و الإنسان. و كذلك تتشابه الأعضاء الهضمية. فعظام القسم العلوي من الذراع و الساعد و المعصم و اليد و الاصابع، تتطابق عظم بعظم في الفأر و الكلب و الحصان و الوطواط و الإنسان. و تم التطوير على هذه العظام لتلائم إختلاف طريقة العيش إنما تتشابه في التركيب مما يدل على إشتراكها بنفس السلف. فجناح النعامة التي لا تستطيع أن تطير دليل على إنحدارها من سلف يتمكن من الطير و المصران الأعور في الإنسان لا فائدة له و لكنه ينسب إلى الأنبوب الهضمي في الحيوانات آكلة الأعشاب.
و تطور الجنين في رحم الأنثى هو دليل آخر على نظرية التطور فالمراحل الاولى لتطور الجنين يعكس المراحل الاولى لتطور الحيوان. و الدليل على ان الإنسان كان له ذيل هو ان الجنين في رحم المرأة يكون له ذيل في مراحل تطوره الأولى.

يمتاز الإنسان عن باقي الأحياء بسعة عقله، فإن توقف عن إستعمال هذا العقل، و اعتمد على اساطير الأولين في تفكيره، لا يبقى أي فرق بينه و بين باقي الأحياء.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب