الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحتفل بالحياة أيها الموتى

محمد مقصيدي

2011 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يأتي إلى ذهن هؤلاء المربوطين إلى الدين بسلاسل حديدية , أنه كلما وضع شخص أفكاره على طاولة النقاش إلا وكان يخبئ خلف ظهره نية مبيتة . نحن لا نفعل سوى محاججة الفكرة بالفكرة . لا مشكلة لنا مع الأشخاص , ولا مشكلة لنا مع السيد محمد بن عبد الله , إذ , ليس من العدل أن نحكم على أشخاص عاشوا قبل قرون عديدة بنفس منطق وأدوات القرن الحالي . إلا أن نقد الفكر الإسلامي وإدخاله إلى غرفة العمليات للتشريح والتفكيك ينبغي أن يكون أمرا ملحا وعاجلا , خاصة في ظل الأمراض العديدة التي بات يعاني منها .
إن الخوف الشديد من تعريض فكر ميتافيزيقي مختلط بالموروث الشعبي وبهارات الأسطورة إلى التحليل العقلي يدفع بشيوخه إلى تسييجه بالأسلاك الشائكة والطابوهات , مما يدفعنا إلى التساؤل : هل هؤلاء الشيوخ يخافون على إنهيار الإسلام أم يخافون على انهيار سلطتهم ؟
وإذا كان كما يزعمون أن الإسلام رسالة كونية تحمل في ثناياها احترام المعتقدات والأراء , فلماذا يتهجمون بتلك الأشكال المتخلفة على كل من يطرح فكرة تخالف مزاجهم . نعم , إنني أقول شخصيا , أن الإسلام ليس سوى تجميع وترجمة لمعتقدات سابقة كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية ونواحيها . وأن لا وجود لشيء إسمه وحي من الله , بالمعنى الكلاسيكي . وأن القران الذي كتبه النبي محمد تعرض لتحريفات وصياغات عديدة بعد موته , وأن أركان الإسلام هي صناعة أموية .... عندما أقول مثل هذا الكلام , فأنا أسعى إلى بناء تواصل مع أصحاب هذا الفكر الديني وليس إلى إرساء قطيعة " لا أعني هنا , هؤلاء الذين تورطوا في دماء الإنسان أو الملحقين بهم بحبال البيعة " , إن هذا النقاش الفكري بإمكانه الإنتقال بنا نحو عوالم وآفاق جديدة تحترم الإنسان في المقام الأول ,
للأسف , لا يملك الإسلامويون الجرأة على النقاش العلني , الهادئ والمسؤول . إذ كل ما يملكونه,هي خناجر الليل والتحريض على التعصب الديني تحت شعار , الكراهية في الله , والجهاد . وذلك يبين أنهم يرتعبون من هشاشة أسطورتهم , وأنها ستتكسر نهائيا مع أول يد تلمسها .
إنه عبر طيلة التاريخ الإسلامي , كان مصير الرأي الآخر سلسلة من العنف والإضطهاد بداية من إحراق الكتب أو بعض صفحاتها إلى إحراق مؤلفيها . ولا داعي هنا للتذكير بمواقف ومصير عشرات كبار العلماء والمثقفين من الإسلام كأبي العلاء المعري والمتنبي وأبو العتاهية وابن الراوندي وابن سينا والرازي والفرابي وابن رشد ...والقائمة الطويلة .
لقد حان الوقت , بعد قرون طويلة من الرقابة المعرفية , أن نمتلك حرية اختياراتنا وقناعاتنا , حان الوقت لكي نحتفل بالحياة , بعدما أجبرونا في كل لحظة على الإحتفال بالموت وكأننا قرابين من عصور ما قبل التاريخ مهداة لآلهة مريضة بالسادية . وإن كانوا يعتبرون العقل وحرية الفكر فتنة , فمرحبا بك أيتها الفتنة الجميلة . وليأخذوا أفكارهم القديمة ومخطوطاتهم إلى كهوف الجبال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال