الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلامية المعرفة و عزف الألحان

بن جبار محمد

2011 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتمة لما سبق .., قد أشرنا الى الخطاب "اسلامية المعرفة" من خلال نصـها المرجعي " الوجيز ". هذا الكتاب الذي يتبناه المعهد العالمي للفكر الإسلامي الذي تأسس في 1981 , يقدم خدماته في قضايا الفكر الإسلامي و المعرفة الإسلامية و هو سليل نخبة من أعضاء جمعية علماء الإجتماع المسامين (1972) و المنظمات المنبثقة عن إتحاد الطلاب المسلمين بالولايات المتحدة الإمريكية و كندا هذه النخبة الطلابية و في خضم الحرب الباردة تعود الى بلدانها العربية و الإسلامية لنشر "إسلامية المعرفة " ..هذه العودة أعتقد أنــها غير بريئة و فيها من الشبهات ما تؤكده الأحداث في ما بعد , و هنا تطرح مجموعة أسئلة و سيلا من الإستفهامات . خاصة أن التوقيت يصادف مرحلة تشتد فيها الحرب الباردة فنحن نعتقد أن المنظمات الإسلامية و النخب الإسلامية قد وظفت و أستغلت و أستعملت في إطار معركتها ضد المد الشيوعي في بلدانهم أولا و ثانيا كحزام فكري و إيديولوجي و ثقافي ضد الفكر الشيوعي . إذ ليس جديدا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تقدم كل أنواع الدعــم للدراسات الإسلامية و الدينية و تمويلها بالقدر الكافي تمهيدا لاستغلالها الاستغلال الأمثل .
نتساءل مرة أخرى , كيف أتخذت النخب الإسلامية من الولايات المتحدة و الغربية عموما مكانا لنشر معرفتها مع أنها تتخذ من الغرب و ثقافته و قيمه موقفا معاديا و مناهضا ؟ و ما هي علاقاتهم بمختلف دوائر السلطة هناك ؟
لا يخفي على أحد أن دور المخابرات الأمريكية في دعم و تمويل الأنشطة الثقافية في خضم الحرب الباردة لا يحتاج الى دليل حيث أنها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية هي التي تقوم بدفع "أجرة العازف بسخاء" مقابل الحصول على الألحان المناسبة كما جرى في أفغانستان و غيرها ..عزفوا تلك الألحان و رقصوا لها أيضا ..
في عام 1999 ظهـر كتاب "من يدفـع أجرة العازف "للصحفية الإنجليزية الشابة فرنسيز ساندرز الذي فضح دور الوكالة الإستخابرات الأمركية في تمويل الأنشطة الثقافية عبر لجان و منظمات التي تستقطب النخب و منها الجمعية الثقافية للحريات الثقافية التي حلت بعد إفتضاح دورها المشبوه و كانت قضية التي أثارت مناقشات ساخنة في الكونجرس و الرأي العام الأمركي و الغربي ..في تلك الفترة هو ما تؤكده المعطيات التاريخية أن الأنشطة الإسلامية ضاعفت من حجم نشاطها و هو طبعا مما لا يقبل الجزم بمباركة و توجيه الدوائر الأمنية .
سبق و أن ذكــرنا أن خطاب إسلامية المعرفة غرق في التبسيطية و هي كآلية مستعملة لإستهداف أكبر عدد من الأفراد يمكن مقارنته بأي منشور حزبي أو دعائي .. و بالتالي أفتضح كنه "إسلامية المعرفة " فلم تــكن سوى إرادة للحركات الإسلامية و ليست معرفة في حد ذاتــها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز