الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعددت الأساليب والقتيل واحد

ايفان الدراجي

2011 / 8 / 26
المجتمع المدني


منذ فجر الإنسانية تقريبا قبل عام 3000 ق.م والعراقيون مشروع حصاد (موت) من حروب، ثورات، مجازر جماعية وغيرها من أساليب الإبادة بحقنا كما أوضحت بكثير من الإيجاز في مقال سابق (العراق: وطن أكلة لحوم البشر ومصاصي الدماء!) . تارة كان الجاني مّنا وتارة طامعٌ فينا أو معتدٍ حاقد .. لكن الإحصائيات التي سجلها حصدة الأرواح تصاعدت بصورة مرعبة بالسنين الأخيرة أي منذ سقوط النظام السابق 2003 والاحتلال الأميركي-الصفوي للعراق يترأسه ويطبب عليه قادتنا العملاء مستخدمين شتى الوسائل والطرق لتصفيتنا وإضعاف وحدتنا.. بدءا بالحرب الصريحة وأسلحتهم الثقيلة من صواريخ وقنابل ومتفجرات اغلبها خالفت اتفاقيات الحظر على استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية التي يبقى تأثيرها سنين طويلة على التربة والهواء والماء وبالتالي فانها تتلف جينات الأحياء بما فيها الإنسان وتنتج عنها الامراض والتشوهات والموت كالفسفور الابيض والنابالم واليوارنيوم المنضّب الذي استخدم بالحرب على العراق بحجة إسقاط النظام من قبل القوات الأمريكية وشركائها والذين أنكروا استخدامها على الرغم من التحاليل والآثار التي اثبتت ذلك اضافة لاعتراف شركائهم عليهم. ناهيك عن عمليات الفتل الجماعي والاغتيالات الفردية والمفخخات والهجمات المسلحة التي يقوم بها المسلحون من الإرهابيين والميلشيات المنظمة والتي تعم لصالح هذه الجهة او تلك.
اليوم تضع احد المنظمات المدنية الإنسانية (منظمة حرية المرأة OWFI) بين يدينا تقريرا أعدته حول (ميدان رمي أمريكي يحول قضاء الحويجة إلى منطقة منكوبة /مئات من الاطفال المعاقين ومراهقون مُصابون بالسرطان) بإحصائياته الخطيرة حيث إن : " في قضاء يبلغ عدد سكانه 109,000 نسمة، يتواجد جيل من المعاقين بمرض شلل الأطفال وحالات ضمور وتلف الدماغ بحيث يبلغ عدد المسجلين في المركز الصحي 412 حالة، بينما تصل الارقام الحقيقية الى ما يزيد على الـ 600 حالة من عوق الأطفال. كما وينتشر السرطان كالوباء بين كل الاعمار وخاصة المراهقين الذين ينتظرون موتهم دون اي علاج تعرضه عليه الحكومة العراقية او الامريكية-المسؤولة عن الإشعاع- والتي اطلقت يد ترسانتها الامريكية لتتدرب بالذخيرة الحية والمتفجرات في ميدان لا يبعد عن بيوت الأهالي اكثر من كيلومتر واحد ونصف، ولا يفصله عنه سياج او حائط يمنع دخول الأطفال او رعاة الاغنام او الاهالي. "
اليوم نضع بين يديكم هذا التقرير المعد وفقه الإحصائيات التي عملت عليها المنظمة منذ 16 آب ولغاية 13أب 2011 يتضمن أعمار المصابين والتي تتراوح بين حديثي الولادة إلى عمر الـ 19 عاما مصابين بمختلف أنواع الأورام والتشوهات التي تهدد حياتهم دون ايجاد الرعاية الصحية اللازمة لهم او معالجتهم فاغلب ذويهم هم فقراء ومحتاجون لا يملكون حق الرغيف حتى لإسكات جوعهم! مئات الآلاف يعانون ويتألمون ، مئات الآلاف مهددون بهذا الموت البشع كأنها مؤامرة لإبادة جماعية بحق هؤلاء المساكين.
الغريب بالأمر استمرار ادعاء أمريكا بان حربهم كانت (نظيفة) على العراق!! الحرب التي تتسبب بالقتل والدمار والتهجير واتصفت بالوحشية هل يمكن نزع صفة (نظيفة) عليها؟ رغم جميع الأدلة التي كشفت كذبهم وخرقهم للاتفاقيات والمعاهدات الدولية منها اتفاقية جنيف عام 1925 التي تمنع اللجوء إلى الأسلحة البكتريولوجية في الحروب. وذلك بالإضافة إلى منع الغازات السامة وغيرها. ولقد أقرت 29 دولة هذه الاتفاقية. وكانت الولايات المتحدة أبرز الممتنعين عن الانضمام إليها. كما اتخذت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارا في ديسمبر، 1966، يقضي بضرورة الالتزام بالبروتوكول المذكور، وبذلت بريطانيا خلال الستينات جهودا باتجاه نزع السلاح البيولوجي، ولاقت تلك الجهود دعما واسعا، لاسيما من الاتحاد السوفييتي. ومن جهة ثانية، قام الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في العام 1969 بإعلان استنكار الولايات المتحدة لاستخدام الأسلحة البيولوجية، وأمر بتدمير مخزون بلاده منها.
كما وأشارت الجمعية العامة إلى قرارها 2662 (الدورة 25) المتخذ في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1970، لاتخاذ التدابير الفعالة اللازمة لإزالة أسلحة التدمير الشامل الخطيرة من أمثال تلك التي تنطوي على استعمال العوامل الكيميائية والبكتريولوجية (البيولوجية) من الأعتدة العسكرية لجميع الدول.
ما هو محل تلك الاتفاقيات والمعاهدات من الإعراب؟ هل هي مجرد (كلايش) وإكسسوارات تنضم لمثيلاتها حول (حقوق الإنسان) المنتهكة في العراق بشتى أشكالها؟ من هو المسئول عن المطالبة بأبسط حقوقنا والنيل من منتهكيها؟ أين هي الحكومة وما هو موقفها في الدفاع عن أرواح وصحة ومستقبل أبناء العراق من هكذا كوارث إنسانية خطيرة على جميع الأصعدة؟
من نحاسب؟ ولمن نشتكي؟


1) من تقرير منظمة حرية المرأة OWFI
-------------------------------------------
المرفقات:
-جدول باسماء وأعمار الأطفال المعاقين والمراهقين المصابين بالسرطان.

-وفد منظمة حرية المرأة: المنسق ماجد حميد، اعضاء الوفد: دلال جمعة، احلام حسن، احلام طه، علي الكندي وعدد من ناشطات المنظمة في سامراء.

- الفضائيات والاعلام المرافق: الحرة، الفيحاء، السلام، رويترز، المساواة

- الشركاء المحليون: منظمة الجيل للتنمية البشرية، اربعة من وجهاء الحويجة وكادر طبي
http://www.box.net/shared/mr2s53z1c4bnyt3cvhir








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: