الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لإسقاط projection عند يونج: سبيل إلى الإبداع الفني وصياغة الرمز

محيي عيدان

2011 / 8 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ميكانيزم الإسقاط النفسية عند يونج هي سبيل إلى الإبداع الفني، ففي هذه الآلية (الميكانيز) الدفاعية يقوم الفنان بتحويل كل ما يظهر من أعماق لا شعوره من صور ومشاهد غريبة ونزوات ورغبات ونزعات مكبوحة على أشياء أو أشخاص خارجين عنه بشكل موضوعات تمكن الآخرين من أن يتأملوها على شكل نتاجات فنية كالرسم والنحت والشعر والرموز. والأعماق اللاشعورية عند يونج نوعان هما:

1 ـ الأعماق اللاشعورية الشخصية أي التي تخص الأفراد، ويونج لا يعول.
2 ـ الأعماق اللاشعورية الجمعية أو ما يعرف في أدبيات علم النفس باللاشعور الجمعي المتوارث والذي هو مجموع تجارب الإنسانية التي ورثناها مع أسلافنا البدائيين عبر نفوس الآباء والأجداد فعامل الوراثة الذي نقل الخواص البيولوجية للإنسان من آبائه وأجداده فقد قان هذا العامل أيضا بنقل الخواص النفسية وبالتحديد اللاشعور الجمعي والذي برأي يونج يوجد متحد عند الأفراد جميعا بغض النظر عن حدود المجتمعات الإنسانية، ومن هنا جاءت روائع الأعمال الفنية الخالدة من لا مكان محدد وذلك لكونها قد ظهرت إلى الواقع من اللاشعور الجمعي فعندما يغوص الفنان في أعماقه اللاشعورية فهو يريد الوصول إلى قلب ومنبع كل الصور والمشاهد والنزعات والميول والرغبات والنزوات والطباع والخبرات المكبوتة، فإذا قام الفنان بعرض ما التقطه من صور ومشاهد من لا شعوره الجمعي حيث (ينبسط التاريخ وتلتقي الأجيال) عرضوا على الفور أن ما يعرض عليهم هو منهم، يونج لا يرى أن كل الأعمال الفنية تصدر من اللاشعور الجمعي، فالأعمال الفنية نوعان:
1 ـ الأعمال الفنية السيكولوجية (النفسية) إذ إن عمل الفنان فيها هو توضيح المضمون.
2 ـ الأعمال الفنية الكشفية التي تستمد وجودها من اللاشعور الجمعي إذ في هذه الأعمال توجد بقايا تجربة و(راعي هرمس) لدانتي، و(هي أو عائشة) لـ(ريدار هاجارد).
للأعمال الفنية الكشفية يوجه يونج لها كل اهتمامه وعنايته فهذا النوع لا يستطيع أي شخص أن يبدعه وإنما فقط الفنان وحده دون الآخرين وذلك لان الفنان يشهد تكشف مضمون اللاشعور الجمعي له، وعن طريق الحواس يدرك الفنان هذا المضمون الذي هو رواسب باقية في النفس تعود إلى آلاف السنين، والتي تسمى بالنماذج البدائية والمنعكسة في الأساطير والحكايات الخرافية وهذه بدورها قد تعرضت إلى التغير لأنها قد ارتفعت إلى مستوى الشعور وهذه الآثار يطلع عليها الفنان كما يقول يونج عن طريق الحدس، ثم يسقطها أو يحلها في رموز إذ أن الرموز هو تعبير عن حقيقة أو واقعة غير معروفة في وقتها، وان الأشياء معظمها هي عبارة عن رموز وإشارات على أساس الاتجاه الشعوري نحوها وهو ما يسميه هوسرل بـ(القصدية) في فلسفته الظاهراتية فالإبداع الفني وصياغة الرمز يظهران كنتيجة لعاملين الأول هو آلية الإسقاط projection الدفاعية النفسية والتي تعني (إلصاق ما في داخلنا من صفات أو مشاعر أو رغبات أو دوافع إلى أشياء أو أشخاص خارجين) فالإسقاط من أشهر الآليات الدفاعية، وهو عملية لا شعورية أما العامل الثاني فهو الحدس intuition إذ يصل الفنان بها إلى المعرفة المباشرة أو الكشف المباشر، وبالإسقاط يحدد الفنان مشهده ويخرجه من لا شعوره ليضعه في موضوع خارجي اسمه الرمز، ومن الرموز يأخذ الفنان موضوعه الفني وهو في حالة الشعور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال