الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية - الحلقة الثانية

موريس صليبا

2011 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا تطالب "سايران أتاش" بثورة جنسية في الإسلام
صدر في برلين كتاب للكاتبة والمحامية التركية "سايران أتاش" عن دار "أولشتاين" بعنوان "الإسلام يحتاج إلى ثورة جنسية"
Seyran ATES : Der Islam braucht eine sexuelle Revolution.
نشر موقع الحوار المتمدن مشكورا الحلقة الأولى قبل يومين وهذه هي


الحلقة الثانية

العار اللامتناهي
إن الشعور بالعار والخوف والخجل دفع بالكاتبة والمحامية "سايران أتاش" إلى البحث عن كيفية نشوئه في عقلية الفتاة المسلمة. فحاولت البحث والتنقيب عن ذلك بدءا من طفولتها. تذكرت أنها في سن الطفولة سمعت مرارا عديدة في محيطها العائلي "أن مكانا ما بين فخذيّها كان من الأفضل لو لم يوجد وأن لا يجري الحديث عنه إطلاقا". وقد تفاجأت في سنّ التاسعة عندما جاءتها الدورة الشهرية. فقالت: "صدمت حالا إذ لم أكن أعرف ماذا يحدث لي ولماذا يسيل الدم فجأة من هذا المكان بالذات. شعرت بأنني مسؤولة عن ذلك بسبب عمل ما لربما كنت قد اقترفته بلا وعي فسبّب لي بالتالي جروحا داخلية. أما أمي فلم تعبأ إطلاقا بما حدث، بل هرعت إلى شمت أذني لتخفّف عني الخوف والصدمة. ثم أرشدتني إلى مكان المحارم الصحّية موضّحة لي أن هذا سيحدث لي من الآن فصاعدا مرة في الشهر دون أن تضيف شيئا آخرا. لم يكن بوسعي طلب مساعدتها عند شعوري بالألم أو بالعار من أمور كنت أجهلها أو أخجل منها. وهذا ما جعلني اعيش في حال من العار اللامتناهي."

أما في المدرسة فلم تجرؤ على مفاتحة أحد بهذا الأمر إطلاقا بل عاشت حالة من البؤس النفسي والعزلة شبه المميتة . بالنسبة لرفيقاتها لم تكن عملية الحيض موضوعا للحديث في تلك السنّ، بينما سيلان الدم كان يؤلمها ويزيدها اضطرابا ورعبا من جسدها. ففي يوم حصة السباحة كانت تتناسى عمدا لباس السباحة في البيت كي تتجنب الحديث عن سبب رفضها المشاركة في النزول الى حوض المياه. كانت تتفادى كل حركة أثناء الدورة الشهرية خوفا من ان يأتيها الحيض بغزارة.
عاشت "سايران أتاش" أكثر من سنتين على هذا الحال من الكآبة والمرارة والكبت. لم تشعر بنوع من العزاء والهدوء كما لم تتنفس الصعداء إلا في السنة الأولى من المرحلة الدراسية المتوسطة عندما أعطيت لهن دروس موضوعية وواضحة عن الحياة الجنسية عند الذكور والإناث. آنذاك تأسفت كثيرا على ما عانته من العذاب النفسي بسبب الجهل. كم تمنت لو أعطيت لها مثل هذه الدروس في فترة باكرة لكانت عرفت مسبقا ماذا يحصل في جسدها كأنثى وكم كانت وفّرت على نفسها الكثير من مشاعر العار والخجل التافهة. كم تمنّت لوعلمت مسبقا بوجود المهبل في جسد كل أنثى وبوظيفته، هذا المكان الذي يخرج منه شيء ويستقبل شيئا آخرا. لقد حطّم الصمت مشاعرها طويلا كما آلمها الكبت المدمّر لانسانيتها بسبب تربيتها والعادات والتقاليد الموروثة في بيئتها والتي لا فائدة منها.
عند بداية بروز ثدييها، اعتراها هذا العار ايضا فحاولت إخفاءهما قدر الإمكان، إذ كانت ترتعب من عيون الناس وتتصوّرها وكأنها منصبّة وجاحظة فقط على صدرها تستعد للوثوب عليها وافتراسها.
غير أنها سرعان ما أدركت أن الشباب لا يضمرون لها أي شعور مماثل بالعار، بل بالعكس كانت تشاهدهم يلعبون أحيانا بأعضائهم الجنسية بفرح وسرور، وكأن ذلك من الأمور الأكثر بساطة في العالم. كان بإمكان أحدهم أن يقف أمام زميله وهو يلعب بعضوه الجنسي وتؤخذ له صورة أثناء ذلك. ولكنها كرهت هذه المشاهد وأخذت تتساءل: "ماذا يمكن أن يحصل لي لو لمس أحدهم ما هو موجود تحت فستاني أثناء حديثي معه؟" لم يكن بوسعها استيعاب ذلك. فعادت تتساءل مجددا مع نفسها: "لماذا لا يدرك الراشدون كل هذه الأمور ويحدّثوننا عنها بوضوح واحترام". ولكّنها لم تتفوه بكلمة واحدة خوفا من العار وبسبب جهلها لواقع بيولوجية الانسان.
هذا التساؤل المستمر دفعها إلى مراقبة رفاقها من الذكور، فلم تلاحظ في سلوكهم شيئا من العار أو العيب كما هو الحال مع الإناث. بل بالعكس وجدتهم يفتخرون باعضائهم الجنسية ويعرضونها أثناء عمليات الختان، حيث يدور كل شيء حول "القضيب". في هذا الاحتفال يُمدّد الذكر على سرير بعد ختانه ويُغطى برداء يشبه قميص النوم إذ لا يستطيع حالا إرتداء أي بنطلون ولبضعة ايام لاحقة. غير أنه قبل إجراء عملية الختان، يرتدي الذكر لباسا عسكريّا ويحمل صولجانا بيده ويضع طرحة على كتفه لاشعاره بأنه قادم على حفلة تكريمية رائعة عليه أن بفتخر بها. هكذا تذكّرت كيف تمّت في نفس اليوم عملية ختان إخوتها الذكور الثلاثة. أخذت لهم صورة قبل الختان بزيّهم العسكري وهم جالسون جنبا إلى جنب كأنابيب الأرغن. أما جدّتها ووالدتها فكانتا تنظران بشغف في السنوات اللاحقة إلى تلك الصورة وتتحدّثان بفخر واعتزاز عن "جنودهنّ الصغار".
تذكّرت "سايران أتاش"، عندما كانت طفلة، تلك النظرة المليئة بالخجل والعار التي كانت تلقى على اعضاء البنات الجنسية ، بينما كان ينظر إلى قضيب الذكر بالتقدير والإعجاب، حتى من قبل النساء المتقدّمات في السنّ. فشعرت بالمرارة أخذت تتساءل باستمرار: "لماذا تُحتقر أعضائي الجنسية بينما تُكرّم وتعزّز اعضاء إخوتي وأبناء عمّي وعمّاتي؟" وإذ لم يتجرّأ أحد من أسرتها والمقرّبين منها على الإجابة عن هذا السؤال، اعتبرت ذلك ظلما فاضحا وتمييزا غير أخلاقي ولا إنساني لا مبرر له، إذ يعتبر كل شيء عيبا بالنسبة للإناث بينما يستحق نفس الشيء عند الذكور المديح والثناء.
وكما هو الحال في لغات عديدة، رأت "سايران أتاش" من الصعب في اللغة العربية أو التركية التعريف بأعضاء الأنثى الجنسية بكلمات واضحة. لم يقل لها والداها إطلاقا كيف يسمّى العضو الجنسيّ الموجود بين فخذيّها ولم يتكلّمان عنه إطلاقا بشكل مباشر في البيت. ولكنّها علمت في مرحلة لاحقة من العمر أن الناس يطلقون على ذلك كلمة "أوراسي" (أي المكان هناك) أو كلمة "اشاغيزي" (أي هنا في الأسفل).
لم تذكر أبدا أن عبارة "المهبل" أو "الفاجينا" أُعطيت أية اهمية إيجابية في محيطها العائلي والإجتماعي، كما لم تسمع ولم تتعلّم شيئا إيجابيا أو جميلا عن هذا العضو، بل كان يوصف دائما بالعبارات الشائنة والتافهة. إضافة إلى ذلك، كان من الضروري الحرص على إُبقاء أعضاء جسدها الحميمة مستورة تماما.

مفهوم النظافة
تطرقت "سايران أتاش" في تحليلها لضرورة التوصل إلى ثورة جنسية في الإسلام إلى مفهوم النظافة. فلاحظت أنه يختلف في تركيا عما هو الحال في ألمانيا وذلك دون الإعتماد على أي مقياس. في العالم الإسلامي يقال إن الصابون كان متوفّرا منذ القرن الثامن عشر وكان الإهتمام بالنظافة شديدا للغاية، خاصة نظافة البدن. بالمقابل، ساد انطباع في اوروبا الغربية حتى القرن السابع عشر بأن الإغتسال بالماء والصابون يسيء إلى بدن الإنسان ويسبّب له بالتالي أمراضا مثل الطاعون. كذلك كانت تسود لدى المسلمين عادات نظافة تفرض نزع الشعر من حول الأعضاء الجنسية وتحت الإبط، بالإضافة إلى ممارسة طقوس الوضؤ المعروفة قبل الصلاة.
قضت "سايران أتاش" السنوات الست الأولى من حياتها في إسطمبول في ظلّ أوضاع مذرية من الفقر، حيث كانت والدتها تحمّمها هي وإخوتها في حوض من البلاستك أو تذهب بهم أحيانا إلى الحمّام العام. كانت تفرح كثيرا بهذا الإستحمام رغم إنزعاجها من فرك جلدها الطري. تتذكّر كيف كانت تذهب مع أمها وأخواتها إلى الحمّام في ساعات مخصّصة للإناث، ورغم ذلك لم تشاهد هناك اية انثى عارية تماما. كانت ترتدي كلّهنّ صدريّات وكلسونات أو قمصانا خاصة بالحمّام تسمّى "باشتمال". وهكذا لم تر في ذلك المكان بدنا بشريا عاريّا، بما فيه بدن أمّها.
عند وصولها مع العائلة إلى المانيا عام 1969 لم يكن المسكن مجهزا بأي حمّام. كان الاستحمام يجري في حوض من البلاستك بعد تسخين الماء على الموقد. وهنا تتذكر وتقول: "عندما يغتسل أبي أو أمي كانا يقفلان الباب عليهما. أما عندما يأتي دورنا نحن الأولاد، فيبقيان الباب مفتوحا. ولم تدم تلك الفترة طويلا حتى أصبح لدينا غرفة حمّام ومسخّن للماء مثل الآخرين."
ثم تضيف قائلة: "عندما بدأ ثدياي بالبروز وحولهما الوبر، توقفت والدتي، كما هو الحال في العائلات المسلمة، عن النظر إلى جسمي عاريا. كنت أخجل كثيرا من نفسي واقفل الباب عليّ. وعندما كانت تأتي إمّي احيانا لتحفّ ظهري، كنت أرتدي نوعا من الكلسون الشبيه بالبكيني لأن الشعور بالعار والخوف كان ي حقني ويقضّ مضجعي."
بعد مرور عدة سنوات على إقامتها في المانيا، حضرت "سايران أتاش" ولادة طفلين لشقيقتها. ومنذ ذلك الحين، لم تعد أمّها ترافقها بارتياح إلى الحمّام في النادي الرياضي الذي كانتا تترددان إليه معا. عندئذ انتهزت تلك المناسبة فأثارت هذا الموضوع مع أمها بهدوء وروية. فبعد نقاش مطوّل وصريح جرى بينهما حول "العيب والعار" والخوف من جسد الآخر، فكّرتْ أمها بعقلانية وبدأت ترافقها إلى غرفة الحمّام عارية، الأمر الذي دفعهما إلى الضحك كثيرا والازدراء بالمفاهيم التافهة التي كانت تسيطر عليهما وتؤرق حياتهما قيل ذلك.
هنا تساءلت :سايران:"لماذا كانت أمّي تخجل منّي؟ ولماذا تمسّكت طويلا بهذا الخجل؟ لا بدّ لي من أن أعترف بأن عددا كبيرا من النساء المسلمات يعانين من مشاكل نفسيّة معقّدة. يخجلن من اللقاء ببعضهن عاريات. يذهبن مثلا إلى اندية الرياضة ولكنهنّ يفضّلن الإستحمام في البيت خجلا من رغبتهنّ بالظهور دون رداء. وهكذا اكدت لي والدتي جوّ الخجل الذي ترعرعت وتربّت فيه كما تألمت منه كثيرا."
غير أن الكاتبة تستدرك وتشير إلى أن كثيرا من النساء غير المسلمات لا يرغبن أيضا في الظهور عاريات حتى في المسابح العامّة أو المنشآت الرياضية. فيستخدمن الحمامات وكابينات تبديل الثياب الخاصة بالنساء. وكانت إحدى صديقاتها الألمانيات قد أخبرتها بأنه لا تحبّ الرياضة في أمكنة مجهّزة بدوش مشترك. وهنا تساءلت: "هل أسأت التفكير باخواتي المسلمات؟ كلاّ! فعندما تقفل "اوريكا" و"هلغا" (هكذا تسمّى النساء الألمانيات في تركيا) على أنفسهن كابين الدوش، يفعلن ذلك بسبب سمنة أبدانهنّ وليس شعورا بالخجل."
أما النساء المسلمات اللواتي يطلق عليهن إسم "عايشات" و"فاطمات" (هكذا تُسمّى النساء التركيات والعربيات في ألمانيا)، فلا يرغبن بالتعري أمام رفيقاتهنّ ليس خجلا من إبراز أجزاء من أبدانهنّ التي لا تتلاءم مع معايير جمالية معيّنة، بل بسبب اضطرابهن من أن تنظر النساء الأخريات إلى مهابلهنّ وصدورهنّ. بالطبع تلاحظ في البلدان الإسلامية ميول واضحة لدى النساء لإبراز قاماتهنّ وأبدانهنّ الأنيقة. كذلك النسوة اللواتي يتلحفن بالحجاب والنقاب، يركزن اهتمامهنّ على أحدث الأزياء. غير أن هذه الخطوة لا تبرز إلا عندما تتأكد المرأة من كونها كائنا جنسيا فقط ولايقيّم الآخرون إلا جسدها.
(يتبع حلقة ثالثة وأخيرة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كذب مسرًب و لا صدق معلوج..!؟
آمال صقر مدني ( 2011 / 8 / 28 - 09:01 )
...الاستاذ موريس المحترم : مشكور جداً ، فعلا كان يقال رزق الهبل على المجانين ، الآن أصبح رزق الكذابين و المخادعين على الهبل و الهبايل ، ألفت كتاب سايران ، اختارت عنوان ملفت للنظر ليلقى رواجاَ و مبيعاَ ممتازا ، ذكية جداَ...لكن يحتوي على كذب ، لا يصدقه حتى أبرأ إنسان..! من سن الروضة يحضروا الالمان صوًر لعراة ذكور و إناث ، ليعلموا الطفل عن جميع أعضاءه و وظائفها..!كبرت سايران و سنتين و هي لا تعرف عن الدورة الشهرية..؟ بنفس الوقت كانت تشاهد الشباب وهم يلعبون بأعضائهم بفرح وسرور ، و لم تشاهد و لم تسمع من المانية ، كيف تلعب هي الاخرى ، كل هل برأة ، أي صدقني في أطقع قرية في أفغانستان يعرفون عن الجنس أكثر من الافلام الاباحية ، لانه غريزة و يوجد كبت ، و كل ممنوع مرغوب ، أي صدقني التعريص المشربش الموجود في الدول الاسلامية ، يفوق أضعاف المرات في الدول الغربية لكنه مخفي جدا و لايصرًح به أحد...خلي هل الناس اتاجر باسم الاسلام ، رغم أنه الدين الاكثر اهتماما بالجنس ، و الاكبر مساحة بالحرية الجنسية ، و لا ألوم المسلم على هوسه الجنسي ، حيث دينه يأمره بذلك ، الامر بإنكحوا ما طاب لكم... و يعرًي..يتبع


2 - مكارم و الدنماركي و 2000 دنماركية أغتصبن
آمال صقر مدني ( 2011 / 8 / 28 - 09:32 )
النساء بشكل عام و قال : يتمنعنً و هنً الراغبات ، وتذكرت هذه المقولة عندما قرأت مقال للسيدة مكارم حول الدنماركيات ، اللواتي ادعن انهن تعرضن لاجبارهن على ممارسة الجنس..! ما بقول إلا قولة جدتي : يلعن أبو طرقاتهن ال2000 كذابة اللواتي ادعن ذلك ، تمنعنً وهنً الراغبات ، يفضحن الله ، مما جعل مكارم اتصدقهن ، و ها هي التركية مؤلفة الكتاب مسكينة ، الدجاجة بتاكل عشاها ، من الخجل ، كلها جهل و عدم معرفة بالجنس ، ينطبق عليها المثل : طيًن طيزه و أحرث عليه..!! الاسلام و المسلمين بحاجة الى ثورة ثقافية ، يا أيها المحامية التركية ، لكن في الجنس يا ويلي من الله هم سيدها ، و عندهم من هل خروب سدة( ملانة )مليئة...و يعيًون على ممثلي الجنس ، و الذي يتحفظ أو يخجل أن يمارس شيء مع شريكه ، يجده بسهولة مع الآخرين و هذا منتشر ، كفاية كذب..!إمرأة أحد الملتحين ، لحيته لحد بطنه ومخمرة ، تمارس الشذوذ مع صديق زوجها الملتحي كذللك و انفضح الطابق.. الاسلام بحاجة الى تنوير و الكف عن دمل الرؤوس في الرمل كالنعام..بحاجة الى حريات و تعليم و كرامة ، و الكف عن التركيز على غريزة الجنس لانها في الحيوانات موجودة كذلك..مع الشكر

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب