الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مناسبات مميزة في شهر رمضان
جريس سالم بقاعين
2011 / 8 / 29العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مناسبات مميزة في شهر رمضان :
في شهر رمضان المبارك مناسبات و أيام مميزة لها مكانتها و فضائلها الخاصة ، و لعل أبرز مناسباته هو الإعتكاف الذي غالباً ما يرافق الأيام العشرة الأخيرة منه ، أما أيامه فهي ليلة القدر و أيام عيد الفطر السعيدة بعده ، و سنتحدث هنا عن هذه المناسبات بشيء من التفصيل .
1 – الإعتكاف :
الإعتكاف في اللغة يعني لزوم الشيء و حبس النفس خيراً كان أم شراً ، و في المصطلح الديني يعني لزوم المسجد و الإقامة فيه بغية التقرب الى الله !
و الإعتكاف لم يرد بذلك المفهوم في الذكر الحكيم إنما جاء في أعمال النبي ، حيث نجد في حديث للسيدة عائشة : { أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم إعتكف أزواجه من بعده } – أخرجه البخاري في : كتاب الإعتكاف : 1 – باب الإعتكاف في العشر الأواخر .
و قد أجمع أهل العلم على ان الإعتكاف مسنون ( من أعمال السنة ) و الإعتكاف في أيامنا هذه في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان أمر يصعب تطبيقه كثيراً حسب ما طبقه النبي ، و حسب الشروط التي وضعها رجال الدين له و التي يأتي على رأسها عدم الخروج من المسجد لغير حاجة عمداً و أن يتم في المسجد الذي تقام فيه الصلوات الخمس و ان يضرب له خباء ( خيمة ) .
فأين ذلك المسجد الذي سيُسمح فيه لكثير من الناس بالنوم و الإقامة لمدة عشرة أيام متتالية إضافة للأخبية ( جمع خباء ) التي ترافقها ، و أي منا اليوم يستطيع أن يترك أهله و عمله و مصالحه و حال الدنيا لفترة تزيد على الأسبوع ، علماً أنه يُفضل للمعتكف في العشر الأواخر من رمضان أن ينهي إعتكافه في صلاة العيد!
و على ذلك فإن ما نراه في الأيام العشرة الأخيرة من إحياء ليالي شهر رمضان لا يمثل الإعتكاف الذي طبقه الرسول في حياته ، و قد بدأ يأخذ في بلادنا اليوم مفهوم طقوس السهر الشرعي ، حيث كثيراً ما نجد المصلين و قد شغلوا الشوارع بسياراتهم و تبادلوا الأحاديث التي يكسر ضجيجها و صخبها هدوء ليل النائمين من الناس الذين لا يريدون ذلك الإحياء أو الإعتكاف المزعوم .
2 – ليلة القدر :
جاءت ليلة القدر في المصحف في قوله :
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ 3. {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
اما الربط بين ليلة القدر و نزول القرآن و حدوثها في العشر الآواخر من رمضان فهي معلومات جاءت عن طريق الأحاديث النبوية المختلفة و على رأسها احاديث إبن عباس .
وكما نرى فإن الآيات السابقة تُبين أن ليلة القدر ( خير من ألف شهر ) أي أن مكانة هذه الليلة و أهميتها تفوق ألف شهر ، و لا نعلم هنا إذا كان الشهر المقصود هنا هو شهر مما نعد أو مما عند الله ، فإذا كان مما نعده فإن ليلة القدر تفوق عندها قيمتها اكثر من ثمانين عاماً ( أقل من قرن من الزمان ) اما إذا كانت مما عند الله فهو أعلم بما تساويه تلك الليلة المباركة التي تنزل الملأئكة و الروح ( جبريل حسب كتب التراث ) فيها بإ1ن الله من السماء و لتنهي هذه الليلة مع حلول الفجر .
و إذا أردنا ان نتحدث عن فضائل و صفات تلك الليلة حسب كتب التراث فإننا قد نحتاج الى مئات الصفحات التي لا تسمن او تغني من جوع .
و أخيراً فأن المعلوم عندنا أنه فيما مضى و حتى أيامنا هذه لم يتمكن أحد من العامة او الخاصة من رؤية تلك الليلة المباركة ، و حسب كتب الحديث فإن النبي قد رآها لكنه نسيها و ذلك حسب ما جاء في أصح الصحاح بقوله : ( إني أُريت ليلة القدر ثم أنسيتها ) . – متفق عليه –
الأمر الذي يعني انه لا يمكن لأحد منا أن يعرفها لأنه لا وصف لها من جهة ، و لأن الرسول ليس بيننا من جهة أحرى ليؤكد صحتها لمن يراها من الناس بعد مقارنته مع ما أنسيه منها .
و كل ما يبقى من هذه الليلة هو القول السائد عندنا لمن يسطع نجمه و تقبل الدنيا عليه و يحتل منصباً هاماً ( شاف ليلة القدر!!).
3 – عيد الفطر :
لم يرد في القرآن ما يشير الى عيد الفطر صراحة و إنما هو مما جرى عليه العرف و أيدته الأحاديث النبوية التي نهت عن صيامه و امرت قبله بزكاة الفطر ، و هي ما يعادل صاعاً من القمح أو الشعير او التمر حسب ما جاء في أصح الصحاح .
و الصاع هو أربعة أمداد ، و المد ( مفرد أمداد ) حفنة بكفي الرجل المعتدل أو ما يعادل وزناً مقداره ( 5،1 ) كغم تقريباً ، و قيمته من المواد المذكورة سابقاً في أيامنا هذه لا تشتري اكثر من ثلث كغم من اللحمة إذا ما أراد الفقير أن يأكل اللحم في أول أيام العيد .
و خلال أيام عيد الفطر السعيد في بلادنا فإن أقسام الشرطة تصبح مليئة بأحداث المشاجرات بين الناس و حوادث السير التي تنجم السيارات التي يستأجرها الكثير من الصبية و المراهقين ليعبروا من خلالها عن فرحهم بالعيد ، كما نجد المشافي و قد إمتلأت بمرضى الجهاز الهضمي من حالات التلبك المعوي و التسمم و الإسهال و الإقياء أو الجرحى من حوادث السير و ألعاب التسلية و على رأسها الأراجيح و الألعاب النارية و دواب الركوب من بغال و حمير .
و تجد الفوضى و الإزدحام و الغوغاء ، وقد عمت معظم المرافق العامة من مطاعم و صالات وحدائق بحيث يمكننا القول ان عيد الفطر السعيد لا يترك مظهراً او أثراً جميلاً حضارياً في النفوس على عكس ما تصوره وسائل الإعلام اليوم .
و هنا قد يعترض قائل بقوله : إنك تركز على سلبيات العيد و تنسى إيجابياته و مزاياه ، ففيه يصل المرء رحمه فيزور الأهل و الأقارب ومن بعدهم الأصدقاء و الأحباب ، و تعم البهجة و الفرحة في البيوت .
عندها أجيب :
إن صلة الرحم و زيارة الأصدقاء في الإسلام لا تقتصر على أيام الأعياد وإنها تعتبر أمراً إجتماعياً أساسياً واجباً على مدار العام .
و إن تخصيص الأعياد لتلك الزيارة عبارة عن بدعة غربية طبقها أهل الغرب لأنهم لا يجتمعون و لا يصلون أرحامهم إلا في المناسبات و الأعياد ، كذلك فإن تلك الزيارات بدأت تنحسر كثيراً في بلادنا و غالباً ما أصبحت تستبدل اليوم بإرسال الرسائل القصيرة عبر أجهزة الموبايل .
أما الفرح و البهجة في البيوت فكيف السبيل إليها و الموسيقى حرام ، حيث يصب الآنك – الرصاص المصهور- في أذن سامعها ، و صوت المرأة عورة و غناؤها حرام ، و رقصها عهر ، و كثرة الضحك تميت القلب !!!
و هنا فإننا سنورد الحكم الشرعي الصحيح الذي يجب على المسلمين اتباعه في العيد حسب ما جاء فقه السنة للسيد وسابق حيث نجد تحت بند :
اللهو و اللعب و الغناء و الأكل في الأعياد : اللعب المباح و اللهو البريء و الغناء الحسن .
ذلك من شعائر الدين التي شرعها الله في يوم العيد رياضة للبدن و ترويحاً عن النفس . قال أنس : قدم النبي المدينة و لهم يومان يلغبون فيهما فقال : ( و قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر و الأضحى ) رواه النسائي و ابن حيان بسند صحيح . و قالت عائشة : ( إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطاطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم إنصرفت ) رواه احمد و الشيخان . و رووا أيضاً : { عنها قالت : دخل علينا أبو بكر في يوم عيد و عندنا جاريتان يذكران يوم بعاث يوم قتل فيه صناديد الأوس و الخزرج فقال أبو بكر : عباد الله أمزمور الشيطان " قالها ثلاثاً" . فقال رسول الله : " يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً و إن اليوم عيدنا " و لفظ البخاري : قالت عائشة " دخل علي رسول الله و عندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش و حوّل وجهه ، و دخل أبو بكر فغنتهرني و قال : مزمارة الشيطان عند النبي فأقبل النبي عليه فقال : " دعهما " فلما غفل غمزتهما فخرجتا ، و كان يوم عيد يلعب السودان بالدرق و الراب فإما سألت النبي و أما قال : " تشتهين تنظرين " ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه ، خدي على خده و هو يقول " دونكم يا بني أرقده" حتى إذا مللت قال " حسبك " ؟ قلت : نعم : قال : " فاذهبي " قال الحافظ في الفتح : و روى ابن السراج من طريق أبي الزناد عن عروة عن عائشة أنه قال يومئذ : (لتعلم يهود المدينة أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بحنيفية سمحة ) . و عند أحمد و مسلم عن نبيشة أن النبي قال : (أيام التشريق أيام أكل و شرب ، و ذكر لله عز وجل ).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي
.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن
.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت
.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان
.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر