الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحمة وصناعة الأمل

واصف شنون

2011 / 8 / 31
المجتمع المدني



إهتزت مشاعر ملايين الأستراليين مساء يوم الأثنين الماضي وهم يصغون لقصة حياة وصوت وغناء ايمانويل كيلي،فقد ظهر الشاب في برنامج -أكس فاكتورز- الشهير في إكتشاف المواهب الغنائية في استراليا ليقف أمام أربعة من الحكام الصعبين في الموافقة على اختيار المواهب والسماح للمشاركين في العبور الى مرحلة اخرى من البرنامج الذي من شأنه ان يعد المشاهير في حقل الغناء .
وقف ايمانويل أمام الحكام وهم من - مشاهير المغنين في استراليا والعالم الحر – وجمهور يعد بالألاف وأمام الملايين من مشاهدي التلفاز الأسترالي بكل ثقة وإصرار وشجاعة قلّ نظيرها ،فهو معاق بالقدمين واليدين بل تقريبا في معظم جسده عدا رأسه وموهبته الفذّة في الغناء والأداء المتقن،وحين سأله أحد الحكام ما هو عمرك :أجاب لست متأكدا من ذلك ، فقد عثرت أمي علينا أنا وأخي في أحد ملاجىء الأيتام في العراق وليس لدينا شهادات ولادة أو جوازات لنعرف أعمارنا الحقيقية، فقد ولدنا في أثناء الحرب ، ولانعرف سوى اننا كنا في ملجأ للأيتام ،ثم جئنا الى استراليا للعلاج ، ان والدتي هي مثالي العظيم في الحياة وقد تعبت علينا كثيرا بشكل لايوصف ،وحين سألوه مالذي سوف ُتغني لنا قال سوف اغني :IMAGEN –تَخيل- لجون لينون وهو ينظر بكل ثقة في العيون ، وهذه الأغنية غناها من اجل السلام والمحبة والرحمة والأمل المغني البريطاني الإنساني الشهير جون لينون ،وكلماتها تنضح باِلإنسانية وتدعو الى الآخاء البشري وتجاوز كل الفوارق ، وقد اعتمدتها الأمم المتحدة افضل اغنية في التاريخ الإنساني .
لقد أبكى ايمانويل الحكام وفقدوا السيطرة على عواطفهم ودموعهم ، بينما إرتجت جماهير الحضور بالصراخ والتشجيع والحب الشديد،قال أحد الحكام أنا متأثر ليس بسبب مآساتك الشخصية بل لأنك موهوب بصوت آخاذ وحنين ودافىء ومثير ، أنت نجم جديد في عالم الغناء ، والفيديو الذي يسجل لحظات ظهور ايمانويل خلف الكواليس وعلى منصة الغناء ينتشر الأن في كافة أرجاء العالم عبر الأنترنيت والقنوات التلفزيونية العالمية.
السيدة مويرا كيلي والدة ايمانويل وشقيقه (أحمد) تشرف على مؤسسة ( الأطفال أولا )الأسترالية ، كانت قد عثرت على ايمانويل وشقيقه متروكين في أحد ملاجىء الأيتام في العراق ويعانون من فقدان اطرافهم وتشوهات جسدية بسبب تعرضهم وإصابتهم بسلاح كيمياوي ،ثم تبنتهم وجلبتهم الى استراليا ، كانت مويرا تقف في الكواليس وتحضن ابنها الأكبر ( احمد ) وهي تصغي لإبنها الصغير ايمانويل وهو يرجّ مشاعر الملايين رجاً بصوت رخيم وهادىء ومسالم ،وعينيها تدرّان الدموع الطاهرة النقية ، أي نوع من الأمهات هذه السيدة التي تصنع الأمل للطفولة وتزرع الرحمة في النفوس ؟؟،فهي نفسها من تكفلت بفصل رأسي التوأمين البنغلاديشيين (كرشنا و ترشنا ) وانقذت حياتهما في عملية جراحية خيالية ،وهما يعيشان الأن حياة طبيعية.
وفي جانب اخر وفي قارة اخرى قام الدانماركيون وفي حفل غنائي الإسبوع الماضي بجمع 22 مليون دولار كتبرعات للصومال الذي يتعرض لمجاعة بشرية ضحيتها الأطفال أولا ، انها الرحمة ، المفقودة لدى بعض البشر ، بينما هي متوفرة لدى بشر اخرين يحسبهم البعض انهم من الكافرين والأنجاس ويتوجب الفتك بهم وشرب دماءهم!!! ، ومثالنا الذي نعود اليه السيدة الاسترالية العظيمة مويرا كيلي والدة ايمانويل واحمد ،والتي صنعت الأمل ليس لطفلين يتيمين ومعاقين فقط، بل طهرت النفوس وهي تقدم ايمانويل ليوقظ مشاعرنا ويهزّ ضمائرنا ،ويذكر الأخرين بالعراق والعراقيين ، ولكن بالإنسانية والمدنية وجمال الروح والثقة بالنفس والإصرار على الحياة ، بعد أن تعب الناس من سماع قصص القتل والفساد والخراب.

http://au.news.yahoo.com/today-tonight/celebrity/article/-/10148524/war-child-wows-crowds








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خبر ذي صلة
رعد الحافظ ( 2011 / 8 / 31 - 11:10 )
تحيّة طيّبة للكاتب اللامع , وكل عام وأنتم بخير
شاهدتُ الشريط المذكور ولم أحتمل إكمالهِ , وراقبتُ مشاعر الأم التي تعادل بإنسانيتها دولة كاملة من دولنا البائسة ... أليست جولينا جولي أيضاً تفعل مثلها ؟
بينما مهاجرينا يمتصون دم الغرب ويسرقوه , ويلعنوه ليل نهار
******
من جهة أخرى / السيدة غونييلا كارلسون وزيرة المساعدات الخارجية السويدية زارت الصومال وفرحت لمجرد وصولها الى هناك لانها كانت ممنوعة من الوصول بسبب شباب المجاهدين الصوماليين الورود الابرياء الانقياء
هذا جزء من الخبر
الوزيرة أقرت بضعف وتأخر المساعدة الأممية للصومال، لكنها اعتبرت تمكنها من زيارته نجاحا، جراء ما كان سائدا فيه من توتر أمني، مشيرة في ذات الوقت الى عددا كبيرا من مناطق الصومال ما زال يصعب زيارته، وهذا أحد أسباب عدم التمكن من رسم صورة شاملة عن حجم الأزمة التي يعاني منها.
تحدثت الوزيرة عن أم صومالية التقتها حين كانت تصطف في طابور للحصول على بطانية أو كيس ذرة، فقالت انها كانت شديدة الضعف والقلق كونها غير قادرة على إرضاع طفلها الصغير
والسؤال المهم هو / أين العرب وجامعتهم من مجازر النظام السوري ومجاعة الصومال؟


2 - انا مثلك استاذ رعد الكريم
بشارة خليل قـ ( 2011 / 8 / 31 - 13:07 )
لم استطع رؤية القصة دفعة واحدة...ثم بحثت عن اليو تيوب واضفته للموقع ارجو ان يُنشر
بلهجتي-مش عارف شو احكي وبالعراقي ماعرف شَجول اكثر من الذي قاله الكاتب النبيل وانت اخي رعد
تحياتي لكما ولجميع الباحثين عن الحقيقة


3 - وصف جميل يا واصف
حسين طعمة ( 2011 / 9 / 1 - 14:22 )
استاذنا العزيز واصف ,لم تذكر ديانة هذه المرأة فعندنا هنا في العراق وغيرها حسب المفهوم القرضاوي وغيره فأنها تعتبر كافرة ونجسة ويحرم السلام عليها .أما نحن الطاهرون فأننا رقباء هذه الارض نحرم مانشاء ونعبث بما نشاء ونقتل ونلعن ما نشاء ,ولنا الحق في كل الاشياء الا ما من شأنه ان يكون انسانيا فنحن ضده ,نحن سراق الامل والبسمة والحياة .احد المشايخ افتى لأحد المهاجرين في هولندا قائلا له ياولدي لهفي عليك فأنت ضائع في بلاد الكفار ويجب ان تجاهد حسبما تستطيع وبما
..ملكت يديك

اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا