الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرهاب والارهابي في المفهوم النفسي

وائل فاضل علي

2011 / 9 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الارهاب والارهابي في المنظور النفسي
وجهة نظر تحليلية نفسية
د. وائل فاضل علي /نفساني واستاذ جامعي
كثيراً ما أسئل هذا السؤال وكثيراً ما يطرح علي بحكم طبيعة العمل والتخصص عن الارهاب وكيف يقوم الارهابي بعمله او كيف يمكن للشخص إن يفجر نفسه ويقصدون بذلك الأرهابي . وقبل إن أجيب على هذه التساؤلات لابد أن اوضح نقطة مهمة غائبة عن أذهان الكثيرين فيما يتعلق بمفهوم الأرهاب . إن جميع التعريفات التي وضعت لهذا المفهوم وحتى تعريفات القانون الدولي ومجلس الامن وكل المنظمات قصرت مفهوم الارهاب على العمل اي السلوك الفعلي واتخدته من الناحية الاجرائية القانونية فقط ، وهم اجتمعوا على التعريف ولم ياخذ الجانب النفسي في الاعتبار ، وهذا طبعا وبالتاكيد خطأ وقصور كبير في تحديد مفهوم أو معنى الأرهاب ، كما أنها تعد من يفجر نفسه أرهابياً وهذا أيضاً فيه جانب من الخلط لانها اي التعاريف لاتشير الى أنه مجر أداة للتنفيذ وكما سنرى في أستعراضنا هذا والذي هو مكمل للجانب القانوني للارهاب ولكن من الناحية النفسية.
الأرهاب من الناحية النفسية لايقتصر على القيام بالفعل فقط بل هو في الحقيقة أشمل وأعم من مجرد القيام بالسلوك لكي نعده ذلك الفعل أو السلوك أرهاب ، وهو كما في العدوانية فتعريف العدوان يكون بانه يعرف العدوان بأنه "أي سلوك يصدره فرد (أو جماعة)، صوب آخر (أو آخرين) أو صوب ذاته، لفضيا كان أم ماديا، اِجابيا كان أم سلبيا، مباشرا أملته موافق الغضب أو الإحباط ، أو الدفاع عن الذات الممتلكات، أو الرغبة في الانتقام أو الحصول على مكاسب معنية، ترتب عليه إلحاق أذى بدني أو مادي أو نفسي، بصورة متعمدة بالطرف الآخر. (حسين، 983 ؛المغربي،1987؛1991 ،Baron ) . ولو نلاحظ هذا التعريف نجد إنه يشير إلى إن العدوان يمكن ان يكون قولاً (لفظياً) كما في السب والشتم وإستخدام العبارات غير اللائقة وغيره ، وقد يكون إتجاهاً عدوانياً نحو الغير يجعله يستخدم الفاظاً أو القيام بسلوك فيه أذى لمشاعر الغير أو أذى مادياً وهنا وما اريد الاشارة والتاكيد عليه هو الشعور بالعدوان يعني ما يمكن إن يسببه السلوك العدواني سواء كان باللفظ او العمل من مشاعر خوف وقلق وتوتر وحالة نفسية غير مريحة للشخص الواقع عليه العدوان ، لفرد أو جماعة يقع عليهم العدوان.
ولنأتي الآن لتعريف الأرهاب لغةً وأصطلاحاً، لغةً أتت كلمة الإرهاب من رهب ، رهبا ورهبة، ولقد أقر المجمع اللغوي كلمة الإرهاب ككلمة حديثة في اللغة العربية أساسها “رهب” بمعنى خاف، وأرهب فلانا بمعنى خوفه وفزعه، والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية . سنتطرق الآن للتعريف الاصطلاحي للإرهاب ، إذ دخلت فكرة الإرهاب عالم الفكر القانوني لأول مرة في المؤتمر الأول لتوحيد القانون العقابي الذي انعقد في مدينة وارسو في بولندا عام1930 .ولا يوجد تعريف واحد للارهاب وسناخذ مثلين يفيدان الغرض من هذا الموضوع ، الاول تعريف الدكتور حسنين عبيد “الإرهاب” بأنه “الأفعال الإجرامية الموجهة ضد الدولة والتي يتمثل غرضها أو طبيعتها في إشاعة الرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من الأشخاص، أو من عامة الشعب وتتسم الأعمال الإرهابية بالتخويف المقترن بالعنف، مثل أعمال التفجير وتدمير المنشآت العامة وتحطيم السكك الحديدية والقناطر وتسميم مياه الشرب ونشر الأمراض المعدية والقتل الجماعي”. إن ما يميز العمل الإرهابي في هذا الاتجاه هو طابعه الإيديولوجي، فقد عرف Eric David الإرهاب بأنه “عمل عنف إيديولوجي، يرتبط بأهداف سياسية. واعتمد Soldana في تحديده لمفهوم الإرهاب على أعمال العنف السياسي، حيث يعرف الجريمة الإرهابية بأنها “كل جناية أو جنحة سياسية يترتب عنها الخوف العام” . وينحاز إلى هذا الاتجاه معظم الكتاب والسياسيين في الغرب، حيث عرف Lesrer، وهو أحد كبار المسؤولين الأمريكيين المكلفين بدراسة موضوع الإرهاب، عرفه بأنه “النشاط الإجرامي المتسم بالعنف الذي يهدف إلى التخويف من أجل تحقيق أهداف سياسية” .
ومن خلال مقارنة بين تعريف العدوان وتعريف الآرهاب نجد ومن البداهة إن الأرهاب هو سلوك عدواني وهذا يعني أنه لا يعني بالضرورة إن يكون السلوك الأرهابي عملا أو فعلاً بل يمكن إن يكون قولاً أولفظاً مما يجعل هناك حالة من الرعب أو الخوف الشديد مما يمكن إن يتعرض له شخص أو مجموعة أشخاص من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص . فما يستخدم من لغة تهديد أو وعيد لفرد أو جماعة من الأفراد بقصد أخافتهم هنا يعد عملاً إرهابياً ايضاً خاصة إذا ما أرتبط بغرض تحقيق أهداف أو مصالح سياسية. وهذا نجده بشكل واضح وكبير لدى معظم أو غالبية الساسة العرب -مع تحفظي الكبير على كلمة (ساسة عرب) لاننا في الحقيقة لا نملك من نطلق عليهم هذه الكلمة –
عندما يتعامل مع شعبه بلغة الوعيد أو التهديد بقصد إرهابهم أو إخافتهم، أو إستخدام الميشيات المسلحة والتهديد باستخدامها أو أستعراضها عسكرياً (مثل ما تفعله ميليشيا مقتدى الصدر في العراق ) ، بل حتى أن الاستعراضات للقوة العسكرية للدول يعد ترهيباً وتخويفاً واستعراضاً للقوة من إجل إخافة وترهيب الغير من دول الجوار أو الدول الأخرى فإذن وعلى وفق ما جاء في القانون الدولي وتعريفات الأرهاب يعد هذا كله عملاً إرهابياً يعاقب عليه القانون الدولي المتعلق بالأرهاب وليس بانتظار ان يقوم هؤلاء بالتفحير لنقول أن هذا عملاً إرهابياً!!!!!
ولننتقل بسرعة إلى التساؤل الآخر المتعلق بمن هو الأرهابي ؟ فهل من يفجر نفسه إرهابياً ؟ نقول هنا إن هؤلاء ليسوا بالضرورة إن يكونوا إرهابيين فهم أدوات لتحقيق الأرهاب . غسيل الدماغ يجعلهم يقومون بهذا العمل دون وعي منهم ، الثأر لنفسه أو للغير أو مغرر بهم فالأرهابي هو صاحب الخطة والعقلية والأيديولوجية أما المنفذ فلايكون على الأغلب والأعم إلى كأداة للتنفيذ والسؤال المهم هنا لو كان عمله بطولياً أو جهادياً أو نضالياً أو صحيحاً لما لايقوم بذلك بنفسه من إجل دخول الجنة مثلاً أو مصلحة البلد العليا ؟!!!! إن الأرهابي ليس المنفذ من هذا المنطلق ولكن كما أسلفنا فهو المخطط لهذه العمليات والمنفذون لها من المغلوب على إمرهم في أغلب الأحوال وليس هذا المر بالمطلق طبعاً. السياسيون المتحدثون هم الأرهابيون فهم من يتوعدون ويهددون ويريدون مصلحة البلد ويستخدمون إناساً من إجل تنفيذ تهديداتهم وتحقيقاً لمصالحهم الشخصية أو السياسية عن طريق إرهاب الآخرين وبيان مدى قوتهم وقدرتهم على تنفيذ ما يصبون إليه ويستخدمون الخطب والكلمات السحرية لإيهام الآخرين ولإبعاد الشبهات عنهم عن طريق إلصاق تهمة الأرهاب بالآخرين وهم بهذا يعملون على وفق مبدأ الاسقاط النفسي أي إسقاط ما بداخلهم على الآخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نورت يا د. وائل
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 9 / 4 - 15:01 )
تحيتنا الخالصة لك، بلا شك انه ليست الدول وحدها تمارس الارهاب النفسى مع معارضيها بغية تحطيم نفسيتهم فالفعل هذا بحد ذاته فعل جبان لايفعله الا اللذين مارسوا هذا الفعل الخسيس الناقص والجبان الذى لاتقوم به الدول الا لارهاب اعدائها وهكذا كنا قد تعرضنا فى وقت سابق قبل ان اكتشف امر فاعلها ، تعرضنا الى عملية ارهابية فى الدانمارك من انسان غير سوى ناقص للشرف والغيره جبان حد العظم عندما كان يبعث برسائل ارهابية لنا انا وزوجتى مستخدما الانترنت سارقا للمعلومات التى بحوزته من الملف الدراسى بغية التاثير علينا نفسيا، فى البداية كانت هذه العلمية الارهابية لها تاثيرات سلبية على زوجتى عندما تركنا البيت لاشهر عدة وصادفت هذه العلمية احداث الموصل واغتيال المسيحين فيها ولكننى تمكنت من اكتشاف مدبرها الناقص للشرف فابلغت البوليس وتم تصعيد القضية الى المحاكم ولازلت انتظر النتيجة ولكن الارهابى بقى محصورا مكسورا محطما نفسيا لم يتكمن من المواجهة عندما التقيناه فى حفل عام كانت للجالية العراقية تواجد كثيف فيها فغادر الحفل من دون ان يتعشى ويستمتع بوقته للاحراج الكبير الذى وقع به عندما شاهدنا ونحن ننتظره ،، بقية


2 - تكلمة التعليق
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 9 / 4 - 15:15 )
بلا شك ان الارهاب قد يكون فرديا وقد يكون جماعيا او دوليا والنتيجة واحدة هى الارهاب والتخويف ولربما قد تكون ناجمة من عدم امكانية مواجهة ممارسى الارهاب مع اعدائهم فيتحركون بهذا الاتجاه وهذا لا يتاتى الا لكونه فعلا جبانا تسقط فيه الاخلاق كليا ولايقوم به الا من مارسوا هذا الفعل بشكل او باخر. تواصلا مع الامر فقد بعث صاحب العلمية الارهابية رسالة صوتية لى يشتم فيها البعث والبعثيين واخلاقهم وكانه يلوم البعثيين بانهم من مارس هذا الفعل الارهابى بحقى وليس هو ويا للغرابة هذا التخبط من انسان له صفة اكاديمية ولكنه حيال دجال ارهابى، اسفى حقا ان تصدر هذه الصفات الناقصة من هكذا انسان يحمل الصفة الاكاديمية وقال فى رسالته بانه ليس هو من كان قد ارسل تلك الرسائل الثلاثة عشرة ولكن غيره من فعل هذا وكان فى وقت لاحق قد قال عندما تم اكتشاف امره بانه انسه من يوتوبورى يريد التمويه فقط،، (لاحظ هنا النفسية المريضة لهذا الانسان الغير سوى الذى يقول انه يريد التمويه) نسى انه يعيش عصر الانترنت وبامكاننى اكتشافه بسرعة لاعرف لماذا لايتوجه هذا الارهابى الى الشرطة ليقول هذا لهم بانه ليس هو الفاعل بدل من يقول هذا الكلام لى


3 - القسم الثالث
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 9 / 4 - 17:15 )
تحية اخرى. انقاذا للموقف والاحراج الكبير الذى وقف به هذا الارهابى راح يبحث عن مخرج تصورفى غباءة نفسه انه سيكون قادرا الخروج من الورطة الكبيره راح متورطا اثنان من الاغبياء من امثاله مشكلين لجنة لطردى من الدراسة( ذلك لسوء تصرفى واخلاقى) كما اورد ذلك فى رد له فى رسالة احتفظ بها كل من لجنة من الشرطة والمدعى العام واحيلت القضية الى القضاء بعد ان اخذوا اراء وزارة الخارجية والتعليم فى الدانمارك اما فى ما يتعلق فى ردود افعالنا الشخصية نحن على الفعل الارهابى الذى تسبب فى ازمات نفسية ومادية كبيرة فلا اريد ان اعلق واسبق الاحداث فان الارهابى لايزال يمارس افعاله القديمة مرسلا تبريرات باساليب طفولية لاترتقى بسمعة عراقى هذه الصفة التى يتمناها مواطنون من دولا اخرى لما ترافقها من صفات الشجاعة وعدم الانزلاق فى اعمال طفولية وارهابية كما حصل منه ومن لجنته فالغريب اننى سبق لى وان حذرت الشخصان اللذان سانداه فى عمليته الارهابية فى عدم الانجرار لما يخطط له فان صاحبهم فى ورطة مع القانون ومعنا نحن فلم يسمعا منى انا، اتمنى حقا ان لا تكون صفة الارهاب ملتصقة بالعرب لان فيما بينهم طيبون من امثالك يا د. وائل ولك شك

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد