الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفيون وخراب مصر و نكسة الثورة

مايكل سعيد

2011 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرج منذ عدة أيام قليلة شيخ سلفي يدعى محمد مصطفى الشهير بـ "أبو شادي" وقد أعلن صراحة عن عزم ما يسمون بـ "السلفيون" إعلان الحرب على النصارى فقال نصاً "الخلافة الإسلامية قادمة .. و أمام النصارى الجزية أو الإسلام أو الحرب (القتل).



ما قالة هذا الشيخ ذكرني بأحداث مذبحة "بني قريظة" حينما ذهب كعب بن أسد لمجموعة من يهود بني قريظة يقدر رجال القبيلة فقط بحوالي 900 رجل هو عدد رجال القبيلة , وقال لهم كعب بن أسد يا معشر اليهود إني عارض عليكم من الأمر ثلاثة "الإسلام أو الجزية أو القتل" فقالوا "لا نفارق الحكم التوراة ولا نستبدل به غيره" , فتم حبسهم في دار "أبنة الحارث" وتم حفر خنادق لهم "فضُربت أعناقهم في تلك الخنادق".



إن السيناريو السابق سيكون السيناريو القادم إذا ما وصلت الجماعات السلفية و جماعة الإخوان إلى سُدة الحكم , وكما أعلنها الشيخ "أبو شادي" أن الخلافة الإسلامية قادمة و أمام نصارى مصر "الإسلام أو الجزية أو القتل" و أنه أمر ليس ببعيد أو غريب عن تلك الجماعات التي تتبع السلف على حد زعمهم و أن مذبحة "بني قريظة" هي من أفعال السلف و التابعين , لذا فأنهم لم يجدو أي عائق شرعي في ذبح أقباط مصر إذا رفضوا الدخول في الإسلام أو دفع الجزية .



فبعدما أعلنت الجماعات السلفية حكمها على تاريخ مصر وحضارتها على لسان شيخهم "عبد المنعم الشحات" بأن حضارة مصر الفرعونية هي حضارة عفنة ويجب تحطيم الأصنام وتشميع أوجه التماثيل , و أيضاً على لسان شيخهم "محمد حسان" أنه يجب طمس أي تمثال يجده المسلم في منزله , وهو ما يُعد قضاء تام بل وخراب حضارة من أعظم حضارات العالم , و أثر هذه التصريحات خرجت الجماعات السلفية في حملة لتحطيم التماثيل!.



وحينما أبدت الجماعات السلفية رأيها في السيّاح , قالوا أنهم سيفرضون زياً ولباساً معيناً على السياح و إذا رفضوا ذلك سيطردونهم خارج البلاد , وهو ما يعد بمثابة ضربة قاضية للدخل القومي المُعتمِد في جزء كبير منه على السياحية الخارجية , وضربة قاضية أيضاً إلى ما يقرب من 4 مليون عامل في هذا المجالة , وهو ما يزيد من نسبة البطالة.



و أخيراً أتى الدور على الأقباط بأن أمامهم ثلاث خيارات "الإسلام أو الجزية أو القتل" لتصبح مصر على يد السلفيين دولة بدوية متخلفة رجعية , تم محو أكثر من 6000 عام عمر الحضارة الفرعونية التي شبهوها "بالحضارة العفنة" تم إختزال الحضارة المصرية فقط في 1400 عام وهو ما يُعد بمثابة كارثة تاريخية وحضارية , وقضاء تام على السياحة و الإستثمار الأجنبي , هذا بالإضافة إلى جريمة إبادة أقليات عرقية لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم فقط وقعوا في إيدي الجماعات التخريبية التي لا يهمها سوى مصالحهم الشخصية على حساب التاريخ و الحضارة وأيضاً رغماً عن إرادة الشعب الذي سعى إلى دولة مدنية حديثة تحقق العدالة الإجتماعية وتقضي على الفساد و البطالة , ولكن يبدو أنه تم سرقة الثورة من صعاليك الدول الوهابية رافعي أعلام السعودية الوهابية في وسط ميدان الثورة المصرية في رسالة فحواها أن تم سرقة الثورة.



لم يقل الشيخ "أبو الشادي" أنه سيذبح نصارى مصر فقط , بل قال أيضاً أنه سيجهل الجماهير تضرب العلمانيين والليبراليين "بالنعال" , وتناسى تماماً أن هؤلاء من أخرجوا أمثال هذا المأجور من جحره وكل من على شاكلته من مشايخ السلفية الإرهابيين النصابين , و أن الفضل يرجع إلى شباب الثورة التي فتحت السجون لتلك الجماعات و أول ما فعلوه وصفوا الثوّار بأنهم "جرابيع" و أن من قاموا بالثورة هم السلفيين , وهو شخص كذوب , لأن السلفية يا شيخ أبو شادي قدسوا مبارك وجعلوا منه والياً إسلامياُ و إماماً لهم و أصدروا فتوى تُحرِّم الخروج على الحاكم(محمد حسني مبارك) و الكل يعلم أنهم كانوا عملاء لجهاز أمن الدولة (المُنحَلّ) , فأين ومتى وكيف قاموا بالثورة يا شيخ الكذب و الضلال؟



ختاماً:هذا جزء من معاناة الشعب المصري الذي بدأ بالفعل في الترحُم على أيام محمد حسني مبارك , إذاء بداية سقوط البلاد بين أيدي جماعات التخريب و غسيل الأموال و التنظيم الإرهابي الدولي الذين يسيطرون على الشارع المصري بالأرز و السكر و الزيت و اللحوم , لذا أطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بفتح تحقيقات موسعة قبيل الإنتخابات القادمة في حق كل الجماعات السلفية , من أين لهم تلال الأمول ومن يمولهم؟ وما علاقتهم بالدول الوهابية ولماذا رفعوا أعلام غريبة و الرايات السوداء الجهادية ضد الشعب المصري في تهديد سافر للقوات المُسلّحة المصرية الباسلة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلفيين هم الحل
هاني شاكر ( 2011 / 9 / 5 - 16:47 )


السلفيين هم الحل .... تسالنى حل اية مشكلة؟ اجاوبك انها مشكلة الوقود .. الحطب ... فلولا الوقود لما اضطرمت النار ... نار السلفيين ... و النار غير المنضبطة قاسية , شريرة , شيطانيه , غاشمه , لا قلب لها و لا ضمير ... هكذا هم السلفيون و هكذا هى نارهم
وقودهم و حطبهم هى الجمهورية الرابعه , جمهورية القاع المصرى , تركة مبارك و زبانيته ... الملايين السبعين المهمشين الفقراء الاميين. ساكنى العشوائيات و المقابر و الطرقات ..
والى ان يتحسن مستوى هؤلاء الابرياء .. او حتى يتم فناؤهم وفناء مصر كلها على يد السلفيين سيبقى الشيخ الحنجورى يصرخ فى كل قناة تلفاز و كل مظاهرة و كل مسجد - النار .. النار

اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا