الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-هجرة الأرمن من العراق كارثة ثانية لهذا الشعب!!-

محمد عبد الجواد الجوادي

2011 / 9 / 5
المجتمع المدني



بعد أن تعرض الأرمن إلى المجازر في سنة 1915 على أيدي الدولة العثمانية ، قدموا للبلاد العربية وبالذات إلى العراق وسوريا وبالذات تركزوا في العراق في مدينة الموصل وبقية مدن العراق الا ان التركيز على الموصل ، وفي سوريا في مدينة حلب ولازالوا يتمتعون بحقوق المواطنة ويمارسون أعمال التجارة والصناعة . الأرمن لم يكونوا عالة على العراقيين والسوريين بل كانوا شعب حي جلب معه الكثير من مقومات الحضارة والخبرات في كل المجالات والأصعدة . شعب ودود ، محب وفي نفس الوقت معتد بنفسه وبذاته . هذه الطائفة الطيبة كانت محبوبة في مدينة الموصل ، وقد جلبوا معهم المهن التي كانت غير معروفة في العراق وسوريا . مهنة التصوير الفوتوغرافي طوروها لا بل أوجدها الأرمن فكان في مدينة الموصل أكوب المصور وفينوف وكوفاديس، وفي مجال ميكانيك السيارات نقل الأرمن كل مايتعلق بالسيارات من التصليح والإدامة واستطاعوا أن ينشئوا معامل تخص إدامة محركات السيارات وبقية أجزائها ونقلوا أرقى أنواع الخياطة في مجال الخياطة النسائية والرجالية ومن الأسماء التي تحضرني طاطول وهيكاز وكذلك في مجال الموبيليات والنجارة ومن الأسماء التي تحضرني كذلك طاطول النجار وفي مجال نجارة قوالب صب الكونكريت يازنيك والد المرحوم كايزاك الملقب أبو زيدان وفي الطب الدكتور كرابيت وفي الجامعة كركين وفي مجال الرياضة بطل العراق المرحوم أسادور وقائمة المهن التي أدخلوها إلى العراق تطول وتطول، وكانوا كطائفة منفتحين على الجميع وتدرب على أيديهم الكثير من أصحاب المصالح سواء من المسلمين أو من المسيحيين وكانت مدارس الطائفة الأرمنية ورياض الأطفال يدوام فيها بقية الطوائف حالهم حال الأرمن، ورغم الأعاصير والعواصف التي مرت على العراق السياسية من الانقلابات وتغيير الحكومات إلا أن الأرمن كانوا طائفة رائعة استطاعت أن تقف من الجميع بنفس المسافة. الأرمن أدخلوا إلى العراق أحدث الموديلات الفرنسية والكثير منهم عمل في مجال الكوافير ( الحلاقة ) ، وقد تعرضوا إلى الأبتزاز الهائل من قبل خير الله طلفاح عندما قام ببيع أراضي للطائفة وبعد أن أعطوه تعب العمر كثمن للأراضي أكتشفوا أن الأراضي لاتعود له وأنها زراعية ومؤشر عليها من قبل دائرة الآثار ولكونه خيرالله طلفاح ألتزموا الصمت وجاء الأحتلال في سنة 2003 ليكمل مأساة هذا الشعب العظيم حيث بدأت رحلة العذاب واللجوء والتشرد في أرض الله الواسعة مرة ثانية . ومن العوائل التي تركت العراق عائلة أبو شانت الملقب أبو حمدو زوجته السيدة الفاضلة آراكسي التي كانت تملك صالون حلاقة نسائية وقبل سفرهم كانوا يحتفلون معنا الليل بطوله حتى الصباح . أي أن الآباء عانوا من التهجير والتشرد والأبناء والأحفاد ولن أنسى صورة الطفلة الجميلة آندي بملابسها الأرمنية الشعبية !! أنا اليوم أكتب وأمامي سيرة البروفسور الجراح واللورد والوزير آرا درزي الذي ولد في بغداد عام 1960 لأسرة أرمنية وصلت العراق مع المهاجرين بعد مذبحة الأرمن عام 1915 ، وقد أكمل دراسته الأبتدائية في مدرسة فرانك عيني التي أسسها في بغداد السيد محسن وأتم دراسته الثانوية في كلية بغداد عام 1978 ، ثم غادر العراق برفقة عائلته بسبب تردي الأوضاع الأمنية في العراق كبقية الملايين من أبناء الشعب العراقي في العقود الأخيرة وسكن إيرلندا مع عائلته وأصبح من عظماء الجراحين الذي أستحق عليه أن يحصل على لقب لورد ووزير في الحكومة البريطانية ، ولم ينسى نشأته العراقية وأصوله الأرمنية ، هذه المعلومة حصلت عليها من السيد فادي آدم المنشورة على الفيس بوك وأستطيع أن أقول أن عدد الأرمن في العراق اليوم يكاد لايذكر ، فخسارة العراق بهجرة الأرمن لايعادلها شيء!! ولاندري ماذا يخبيء الغد للعراقيين في ظل أحزاب الأسلام السياسي والقادمين الكثير منهم من البرابرة الهمج من أصحاب الجنسية المزدوجة والشهادات المزورة الملالي المكلفين بواجب تفكيك العراق، والذي يثير عجبي أن أقرأ لبعض الكتاب المقيمين في الخارج والذين لم يشرفوا العراق بمجيئهم بأن العراق الجديد يحتاج إلى وقت لكي يعاد بنائه . وأن من يكتب بشكل متشأم ويثقف بخصوص الكهرباء والتفجيرات والقتل والهروب من السجون أنهم من أتباع النظام السابق!! أقول لكم أن النظام السابق هو المسؤول الأول عن تدمير وتخريب ضعف العراق وأنكم الوجه الثاني للنظام الدكتاتوري السابق فبفضله وصلتم إلى المراكز التي لم تكونوا تحلمون بها فبفضل النظام السابق الدكتاتوري وبفضلكم يومياً تنتهك سيادة العراق في أقليم كردستان ويومياً تنتهك سيادة العراق من قبل الدولة الفأر الكويت ! ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه ، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك هو أضعف الأيمان ) . ونقول لمن يكتب من لندن والسويد والدانمارك وبقية دول العالم المتحضر أحترامي لعراقيتكم فأنتم آخر من يشخص ويتكلم عن الوضع في العراق لأنكم آخر من يعلم !! وفي حالة إسترخاء ومبروك عليكم مناخ أوروبا وضباب مدينة لندن !! ، أما من يكتب من داخل العراق مهما كانت أمكانياته الذهنية وثقافته وقابليته في الكتابة فهو بطل بكل المعاني لكونه مغضوب عليه من الأمريكان وأحزاب الأسلام السياسي السنة والشيعة ودول الجوار وعلى رأسها الفأر ( الكويت ) لأن محور مشاكل العراق دول الجوار وبعض القابضين على سدة الحكم وقابعين في القصور التي تحيط بها الحمايات وتفوح منها رائحة الخيانة وهم يتصورون أن العراق هريسة ( لم نقل كعكة) لأنها ترمز إلى ثقافة لازلنا بعيدين عنها ! فنقول لكم إذا كنتم وطنيين وحريصين على العراق الجديد فتفضلوا شرفونا بالحضور إلى العراق وأكتبوا في العراق لأن نكهة الكتابة من داخل العراق غير مايكتب خارج العراق ! ونحن خدم لكم ونسأل الله أن لايحرمكم من متعة الأقامة في الغرب ! لأن عودتكم شرف لنا وموقف بطولة لكم ، ومواطنة تشرفنا . الحمد لله كتاب العراق سواء أكانوا في المجال السياسي أو الروائي أو الشعر أو المسرح أو في مجال العمل في الفضائيات والصحافة يشرفهم أنهم فقراء بدون حمايات ( والله هو الحامي ). نتمنى حضوركم لمشاركتنا في عمليات البسط والضرب من قبل البلطجية في ساحات التحرير والحرية والدعوة عامة للجميع وخاصة لكم للأستمتاع بعروض الضرب والبسط يعني( بالعراقي الواحد يشبع لكمات وبوكسات المأخوذة من كلمة Boxing!! ). ونقول الأحلام الكبيرة تحتاج إلى تضحيات كبيرة ,على أمل اللقاء بكم إنشالله في ساحة التحرير والحرية من أجل بناء عراق ديمقراطي علماني تسوده العدالة الأجتماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الريادة
hakim amin ( 2011 / 9 / 6 - 06:08 )
الارمن هم اول من ترجم الماركسية الى العربية واول من ادخل الماركسية كفكرة وفلسفة الى المكتبة العراقية بعد ان ترجموها الى العربية

اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق