الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكاديمي التونسي عدنان الإمام ينادي الى اسلام سركوزي!!

حمادي بلخشين

2011 / 9 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


"موضوع تأسيس محمد لحكومة اسلامية مش هو جوهر الإسلام.. تاسيس حكومة غير مطروح جملة و تفصيلا.. تاسيس حكومة بالمدينة حاجة حتمتها ضرورة هجرتهم من مكة هربا بدينهم.. " ... هذا هو الزعم المضحك للأستاذ الطريف عدنان الإمام ــ الذي سمى صفحته الفايس بوكية "تونس صوت الحق.". و هذا مضحك ايضا لأن الأستاذ يذكّرني بجماعة التبليغ ـ صوفية ـ التي تزعم ان ما تدعو اليه هو الدين الحق او الدين الكامل.

ما ذكره السيد الأستاذ عدنان الإمام في الحلقة الرابعة من سلسلته المصورة الأسلام الحقيقي ينمّ عن جهل بنيوي و فظيع بألف باء دين محمد .. لأن الأستاذ وهو يروّج لمقولة الإسلام دين ولا دولة يدعو صراحة و باسم الإسلام الى غير دين الإسلام اي الى علمانية صريحة لا غبار عليها.. فتأسيس محمد لحكومة اسلامية في المدينة كان حسب راي الأستاذ "ضرورة فرضتها عليه اضطهاد قريش".. و لو استمع كفار قريش ــ[ الله يسامحهم!! ]الى راي الوليد بن ربيعة و راي الأستاذ عدنان و تركوا محمد يدعو كما يشاء ، لو حدث ذلك " لما صارت هجرة و لا حكومة و لا حرب "!!!! هكذا قرر الأستاذ (ما لم يكمله الأستاذ هو الآتي "و لما صارت فتوحات و لما وصل الإسلام الى تونس و لظل البربري الأصل سي عدنان على وثنيته و لكان اسمه اليوم ماسينيسا أو يغرطة)...
قال الأستاذ عدنان نافيا الصبغة السياسية للإسلام: "الرسول بعث لغرض وحيد هو الدعوة الى الله ".. و " لدعوة الى الله " في تصور الأستاذ الذي فهم الدين فهما كهنوتيا سلفيا بوذيا، مسألة روحية صرفة لا علاقة لها بتأسيس حكومات ولا بتغيير اختيارات قريش السياسية و نسف بنيتها الأقتصادية و الغاء مرجعيتها الوثنية.. لأجل ذلك عاب الأستاذ على قريش تعرضها لنبي مسالم "يدعو الى دين الله" جاهلا ان كلمة دين هي اتّباع و تلقى أوامر ذات صبغة سياسية صرفة من جهة اخرى ...أوامر تستهدف قاطعة تستهدف السلطة القريشة القائمة بالهدم من الأساس.. لأجل ذلك رفضت قريش دعوة محمد من اول خمس دقائق من تصريح محمد بدعوته قائلة له على لسان ابي لهب تبا لك ابهذا جئتنا.. فلو كان قادة قريش يفهون ان ما كان يدعو اليه محمد هي تهويمات روحية يمكنها ان تعيش تحت المظلة القرشية ــ كما تعيش الوهابية اليوم تحت المظلة العلمانية المحلية و الأمريكية الوصية عليها ــ و لو كانت قريش تعلم أن دين محمد لا يكلّفها غير التنازل عن قطعة ارض يبنى فيها مسجد لا علاقة له لما يدار في خارجه، لو علموا ذلك لما عرضوا منصب ملك على محمد ــ سعيا لشرائه ــ اصلا و لتركوه و شأنه قائلين له ــ حسب تعبير الأستاذ بلهجته التونسية التي سعيت الى تلطيفها لأنها لا تكاد تفهم من قبل غير التونسيين ــ " نحن نرفض دعوتك يا محمد. و لكن رغم ذلك اذهب و ادع لدينك و دبّر راسك ـ اي افعل كما تشاءــ " و لكن قادة قريش حين علموا ان الدين سيفقدهم الوجاهة و الحكم قاموا له قومة رجل واحد ..

ما غاب ايضا عن الأستاذ عدنان الإمام ان محمد لم يقدّم دينه كمجموعة طقوس ـ صلاة زكاة صوم حج ـ لأن كل الطقوس قد فرضت بعد حصول النبي على حكم المدينة مما يعني أن مطلب محمد لم يكن طقوسيا بل انقلابيا صرفا يستهدف السلطة القرشية من اساسها بقدر ما كان يدل على ان فهم قريش لدعوة محمد كان على اساس انها دعوة سياسية راديكالية اجتثاثية لا مجال لهم بمعايشتها سلميا ما لم يسلموا لصاحبها و ينضووا تحت لوائها .

لقد غاب عن الأستاذ ان هجرة اصحاب محمد الى المدينة لم تكن لغاية ممارسة دينهم اي تطبيقه لأن الدين في تصور اصحاب محمد كان موقفا سياسيا صرفا، كان يسعهم ممارسته سرا ــ هذا لو كانوا من صنف السلفيين الوهابيين أو من صنف الأستاذ عدنان الأمام ــ ما دام الدين شفويا ــ أي لا تكلفهم غير النطق بالشهادتين ـ اي لا طقوس ظاهرة فيه، لأن الطقوس و كما ذكرت آنفا لم تفرض في المرحلة المكية... فتسلّم الرسول زمام حكم المدينة كان حسب تعبير الستاذ الطريف "مجرد تسيير للشؤون "اي انه كان ظرفيا.. شأنه في ذلك شأن حكومة الباجي قائد السبسي أي "حكومة تسيير اعمال" في انتظار تسليم الحكم الى غيره... كما ان استجابة الصحابة للرسول في الرضى به قائدا على حكومة المدينة كان و بتعبير الأستاذ عدنان" مظهرا من مظاهر اتباع "سيدنا " محمد أي مجرد اتباع لمحمد الذي امره الله و بصفة استئثنائية بتاسيس كيان سياسي فرضته الضرورة و معنى هذا الكلام ان رئيس تونسي القادم يجب ان يكون مسلما علمانيا يقول لا اله الا الله و يتبع اوامر اوباما و ساركوزي لأن الله لن يأمره بتكوين حكومة اسلامية نظرا لأنقطاع الوحي.. و ما على مسلمي تونس و ما دام "سيدنا"(1) (أي محمد) مشى على روحه و توفي و ما دام قيام حكومة اسلامية قد انتفت دواعيها بذهاب "سيدنا " فما علينا الا التمسك بجلباب "سيدنا اوباما وسيدنا سركوزي" للسير بنا فوق اجندتهم العلمانية ما دام ديننا وكما وصف الأستاذ مقطوع الصلة بالسياسة....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كانت سلسة الأستاذ بالدارجة التونسية و قداستعمل كلمة سيدنا كثيرا في اشارة لمحمد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط