الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر التعصب الأعمى

خالد المطيري

2011 / 9 / 9
المجتمع المدني


لن أتحدث في الاقتصاد وإن كنت متخصصا في شؤونه لما أراه وأشهده من مهاترات ومشاحنات طائفية باتت تظهر جلية على الساحة السياسية الكويتية والتي بالتأكيد تلقي بظلالها على الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كذلك وأقولها آسفا أننا بتنا نعيش اليوم تهديدا مباشرا لسلمنا الأهلي وتعايشنا الاجتماعي وهذا التهديد بلا شك لا ينسجم مع مكونات المجتمع الكويتي المختلف المذاهب والأعراق والقوميات .

فما بتنا نشهده منذ تفجر أزمة رئيس الخطوط الجوية الكويتية والتسجيل المسرب الذي يشتم من خلاله طائفة عريضة من طوائف المجتمع الكويتي جعل ثقافتنا ووحدتنا وانسجامنا على المحك بعد أن بتنا نشهد التهم تلقى جزافا هنا وهناك وعلى أناس ليس لهم شأن في الموضوع عدا أنهم ينتمون لهذه الطائفة أو تلك .

ناهيكم عن أن اتهام رجالا يعدون من أهم رموز السياسة والاقتصاد في الكويت بأمور شائنة تسرع في عملية الانقسام وتكوين بيئة خصبة لظهور الفتن كاتهام رئيس مجلس الأمة الكويتي على خلفية نشر وثائق ويكليكس متعلقة بملايين الدنانير التي استخدمها خلال فترته الانتخابية والأخذ بها كأنها حقيقة مطلقة أو اتهام احد الوزراء كذلك أو الإشارة حول أزمة الفلاح أن من يقف خلفها أحد أباطرة الاقتصاد الكويتي رجل الأعمال محمود حيدر وكل هذه الأمور مستحيلة التصديق خصوصا فيما يتعلق بمحمود حيدر فهذا الرجل عرف بالنزاهة والشرف وحسن الخلق والخلاق والكل يعلم أن هناك حملة موجهة ضده تخدم اجندات خارجية للإطاحة به خصوصا بعد مساندته ونصرته للعديد من قضايا الأمة العربية على حساب سمعته الشخصية كقضية فلسطين والقضية البحرينية وغيرها .

وقد رأينا أخيرا كيف باتت التقارير حول محمود حيدر تصاغ على أعلى المستويات من بعض الأنظمة الحاكمة هنا وهناك للإطاحة به لأنه خالفها الرأي ووقف مع حق الشعوب في التعبير عن آرائها وهيهات أن تخفى الحقيقة فالكل يعلم من هو محمود حيدر والكل يعلم أعماله القيمة التي نفع بها البلاد والعباد سواء في الكويت أو خارجها .

لذا ارجو آملا من ابناء وطننا العزيز أن يكفوا أياديهم عن الاصطياد في المياه العكرة وأن يعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن لا يكونوا عونا للشيطان في حربه على الخيرين والصالحين من ابناء الكويت وأن لا ينقادوا لخطر التعصب الأعمى للذات وأفكارها وقناعاتها الخاصة ، وذلك لأن هذا الخطر، بمثابة الآفة التي تلتهم كل عناصر الجمال وحقائق الحيوية و الدينامية في المجتمعات الإنسانية ، فالتعصب هو الذي يقود صاحبه بشكل أو آخر للتعدي على حقوق الآخرين ونواميسهم والمتعصب هو الذي يقوم بتصنيف الناس وفق آرائه الخاصة ، يعمل ويتحين الفرص للانقضاض على الآخرين الذين اعتبرهم خارج دائرته أو لا ينسجمون وقناعاته الفكرية والثقافية ، فالتعصب هو الذي يحيل الحياة الإنسانية المليئة بصور التعدد وحقائق التنوع إلى ساحة لممارسة العنف والقتل الجماعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو لمربية تصفع طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة.. يثير موجة


.. مدير مكتب الإعلام بالأونروا في غزة إيناس حمدان: غلق المعابر




.. الأمم المتحدة: إغلاق معبر رفح يؤثر على إمدادات الوقود والمسا


.. -اقطعوا العلاقات مع إسرائيل-.. طلاب يتظاهرون بجامعة غرناطة د




.. اليوم الجمعة.. دعم منتظر من الأمم المتحدة لمساعي فلسطين إلى